جلست على مقعدى الوثير أمام مكتبى الفخم ، لأطالع الجريدة القومية الكبرى فأراها قد نشرت الإعلان الكبير عن منتجات المصنع بطول الصفحة .
تأملت الإعلان الأنيق ، ممعنا النظر فى اسمى الذى يكاد سشع النور من مكانه المتميز أسفل يسار الصفحة ، وتسبقه العبارة الرنانة " رئيس مجلس الإدارة " .
كانت رحلة طويلة تلك التى كابدتها حتى وصلت إلى هذا المقعد الوثير ، وهذه الثروة التى أكملت بالأمس ثمانية أصفار ، ما جعلنى أصغر رجل أعمال فى السوق كله ، أجلس وأحادث الكبار ، وأعقد الصفقات وأوقع العقود بين نظرات الحسد التى تغالب محاولات التخفى من الصغار والكبار على حد سواء .
كل البشر فى حاجة إلى السعادة ، والذكى هو الذى سطيع أن يستثمر هذه الصفقة ، فيمنحهم السعادة ويأخذ الثمن ، أستطيع أن أقرر أن هذه الصفقة هى أفضل الاستثمارات على الإطلاق ، لأنك الذى تحدد الثمن مهما بلغ ، فالباحث عن السعادة مستعد لدفع أى شئ .
كعادة أى إنسان عظيم ، لابد أن تتجمع الأحقاد لتكوّن أعداءا ، وكعادة الأعداء يرفعون شعارات جذابة وأخلاقية ، لكنهم دائما يحترقون بنار حسدهم حتى الفناء ، ويبقى النجاح فى السماء .
دائما يصيحون على المنابر وفى الصحف المتطرفة يريدون منع الصحف من نشر الإعلانات عن منتجاتى ومصانعى بحجة أن الخمر حرام ، بل منهم من يود لو أغلقوا مصانعى ذاتها ، لكن الناس دائما تهرب منهم لتأتى إلى ّ ، فأنا الذى أغمرهم فى السعادة على حين لايسمعون من أولئك إلا الموت والقبر والعذاب إلى آخر هذه المصطلحات والمفاهيم التى تجاوزها عصرنا الحديث .
لن أنسى نظرات الشماتة وكلمات التشفى حين نشرت الصحف خبر القبض علىّ ، وتمتموا بأنه " انتقام السماء " و أن هذا " مصير المفسدين " و ..... إلخ ،
لكن .....
عادوا إلى جحورهم ، وصمت قهقهاتى آذانهم حين عدت لهم من جديد ، إذ كان الأمر فى غاية البساطة .. لقد كانت التهمة " بيع الخمور ..... المغشوشة "
وحين تكفلت بدفع قيمة الكمية المغشوشة ، انتهى كل شئ .
كتبت فى 8/1/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق