الأربعاء، مارس 07، 2007

وليد سيف.. كاتب الدراما التاريخية الأعظم



وليد سيف .

الدكتور وليد سيف هو الكاتب الدرامي الذي كتب عدة مسلسلات شكلت علامة ستكون فارقة في التأريخ للدراما العربية كلها .. ومما كتبه وليد سيف ( صلاح الدين الأيوبي – صقر قريش – التغريبة – ربيع قرطبة - ملوك الطوائف ) .

أنا لم اشاهد التغريبة ، واهتممت بمشاهدة الاعمال التاريخية ، مسلسل صلاح الدين هذا شاهدته أكثر من خمس مرات إلى الآن ، ولو أن لدي وقتا سأشاهدة لعشر مرات دون أدني شعور بفقدان المتعة ، ما بالكم لو عرفتم أن صلاح الدين هذا هو أقل المستويات الفنية إذا قارناه بأعمال مثل صقر قريش وملوك الطوائف ؟

المزايا التي تجمعت في دراما وليد سيف على خمس مستويات : مستوى اللغة ، مستوى البحث ، مستوى فن الكتابة ، مستوى استخلاص الفكرة ، ومستوى ملء الفراغ التاريخي .

في هذه المستويات الثلاث لا أعرف أحدا يداني أو يقارب أو حتي يجوز أن نقارنه بالعملاق وليد سيف ، ولو اعتبرنا أن أفضل الأعمال التاريخية – بخلاف أعمال سيف – هى مسلسلات ابناء الرشيد والظاهر بيبرس وخالد بن الوليد .. فحينها سندرك أن فارق ما بين تلك الأعمال وبين أعمال وليد سيف – دون ذرة مبالغة – هو الفارق بين ناطحة السحاب والكوخ الضعيف .

1- من حيث اللغة : يمتلك وليد سيف مفردات لغوية في غاية الثراء ، وتركيباته البلاغية للجمل العربية في غاية القوة والجاذبية .. فتبدو عباراته ساحرة يصلح أن تكون وحدها مصدرا للمتعة داخل كل المسلسل ، لاشك طبعا أن أداء الممثلين وحسن إتقانهم للغة يلبس السيناريو ثوبه الأجمل .. لكن مهما كانت براعة الممثل ، فالجملة هي الأساس ، وقد رأينا شخصيات مثل سوزان نجم الدين وعبد الرحمن آل راشي وباسم ياخور وغيرهم يبدون في أعمال وليد سيف كانهم الشخصيات الحقيقية عبرت العصور لتمثل الحقيقة ، ويبدون في باقي الأعمال دون المستوى كثيرا حتى مستواهم الفني في التمثيل .

لغة وليد سيف تقنعك أنك تعيش في العصر ذاته ، ولا تكاد تجد لفظة واحدة من لفظات العصر الحديث ، فتشعر أن الصورة حقيقية فعلا وأنك تشاهد التاريخ كما كان .. في حين تمتلئ باقي الأعمال بألفاظ هي من بنات العصر الحديث مثل ( الوقت المناسب / الوقت الحالي / القوة الكافية / من يضحك أخيرا يضحك كثيرا / ظرف طارئ / أمر غامض …. إلخ ) ، كلها تعبيرات وإن كانت عربية فصحى إلا أنها من تركيبات نشأت حديثا ، ولا نقرأها في كتب التراث أبدا .

لم يكن يشعر بهذا أحد حتى ظهرت أعمال وليد سيف فشعرنا بالفارق .. أضف إلى هذا الأخطاء النحوية الفاحشة ، وأخطاء التراكيب العربية ، واشهرها في باقي المسلسلات الإجابة عن سؤال ( ألم / أليس / ألن … ) بـ ( نعم / أجل / لا ) في حين أن الصحيح عربيا هو ( بلى للإثبات / نعم لا للنفي ) ، والعكس بالعكس أيضا .

2- مستوى البحث :

هذا المستوى لن أكثر فيه لأنه جزء من مشكلة البحث وكتابة التاريخ في كل العالم العربي .

المزية الكبرى لوليد سيف أنه يستقصى العمل تاريخيا حتى يمكن أن نعتبر عمله تأريخ حقيقي يستوفي شروط البحث العلمي حقا في عرض التاريخ ، وهو لا يستحيي أن يذكر مثالب الأبطال فلا يقع في تقديسهم ، ويفسر المشاكل ويشرحها من وجهة نظر أطرافها فيشعر المشاهد بالأزمة الحقيقية التي كانت موجودة ، وبهذا لا يقع في تقديم رؤية محددة أو حكم معين على أي من أطراف المشكلة .. سنعرف مثلا عن صلاح الدين وهو البطل الإسلامي العظيم الشامخ أنه كان في إحدى فترات شبابه متقلبا حتى حضر مجالس اللهو وشرب الخمر ذات مرة .. سنعرف أن عماد الدين زنكي أعطى مرة الأمان لقوم ثم نقضه ، وكل الأخطاء تظهر في إطارها الطبيعي المنطقي الذي لا يلغي العظمة ولا البطولة بل يعترف بالخطأ في سياقه البشري الطبيعي .

ولا يستحيي وليد سيف أن ينقل حتى محاسن الأعداء كالصليبيين مثلا في صلاح الدين ، وأن يقدم صورة وافية لمعسكر الصليبيين وما يدور فيه من مؤامرات وخيانات وتجاذبات سياسية ، وكذلك بطولة بعضهم في الحرب وفي السلم وفي الالتزام بالعهد .. وكل هذا يجري في الاطار الطبيعي الذي لا يركز على الإيجابيات أو السلبيات .

ويقدم الشخصيات التي لم يحكم عليها التاريخ بوضوح ، بكل تناقضاتها وتقلباتها ومبررات مواقفها أو سلبياته كأسامة بن منقذ مثلا الشاعر العربي المعروف .

في حين توجد بعض الأخطاء التي لا يمكن غفرانها أبدا لكاتب الدراما في بعض الأعمال ، وإن كنا نفهم ونتفهم أن يتخذ الكاتب جانبا في عرض قصة أو حكاية أو التعبير عن أزمة بأحد الاحتمالات ، فإن غير المغفور أن يتم الاستناد على قصة مقطوع بكذبها ويتم عليها البناء الدرامي .. والأمثلة تفوق الحصر ، لكن منها ما فعله مسلسل خالد بن الوليد من أن الذي أعتق بلال بن أبي رباح – رضي الله عنه – هو العباس ، رغم أن المقطوع به علميا هو أن الذي أعتقه الصديق رضي الله عنه ، وكذلك تبنى مسلسل أبناء الرشيد القصة الساقطة علميا وتاريخيا في أزمة البرامكة وهارون الرشيد والتي تدعي أن السبب أن هارون الرشيد زوج أخته العباسة من جعفر البرمكي حتى يخرج من الحرج الشرعي من وجودهما معا في مجلس أنسه وسمره ، واشترط على جعفر ألا يمس العباسة ، فلما حملت العباسة من جعفر في لحظة اختلاء انقلب هارون على جعفر وعلى كل البرامكة .. أما السبب الحقيقي فمجال بحثه كبير وخلاصته فيما رجح لدي هو شعور الرشيد بأنهم يخططون للانقلاب عليه .. وليس هذا موضوعنا على كل حال .

3- مستوى فن الكتابة :

وهذه النقطة أصدرها باعترافي أني لست أكثر من متذوق ولا خبرة لي بالنقد الفني .. لكن من الواضح – على الأقل لي – أن مسلسلات وليد سيف تبدو مشاهدها واقعية تماما ، الأزمة تعرض من خلال الأسلوب الواقعي المتلون الملتوي ، لا يوجد إنسان يعرض فكرته كأنه مدرس في فصل ، بل يعرضها من وجهة نظره ويستخدم كل مهاراته في تلوينها وتزيينها .. والطرف الآخر كذلك يبذل الجهد في معرفة ما وراء الكلمات وما بين السطور ، ويرد بنفس الأسلوب .

المشهد واقعي ، وتختلف المستويات التي يتم بها شرح التاريخ عند وليد سيف من خلال ( كاتب يكتب الواقعة / القائد يحدث زوجته / يحدث مستشاريه / يسر إلى عالم / يكتب رسالة / يشرح لولده ) في حين أرى في باقي الأعمال نمطا واحدا للحكاية غالبا ما يكون بين القائد ومستشاره ، أو بينه وبين زوجته .. وهكذا ، ثم يكون الشرح مباشرا واضحا نمطيا كأنه مدرس يشرح للتلاميذ .

كذلك أجد عند وليد سيف غراما بإظهار أدوار المهمشين تاريخيا ، الذين صنعوا التاريخ ولم يعطهم حقهم من التركيز ، وأبرزهم في هذا بدر خادم عبد الرحمن الداخل في صقر قريش ، واشقاء وأولاد صلاح الدين مثل ( تورانشاه ، وشاهنشاه ، خاله شهاب الدين ، ابن أخيه تقي الدين عمر .. إلخ ) .. ولست في معرض الاستقصاء .

في حين تبدو باقي الأعمال سردا لما كتب في بطون التاريخ .

كذلك ، من الملفت للنظر أن وليد سيف يكتب على لسان الشخصيات وكأنها هو أو وكأنه هي .. استقصاؤه التاريخي الجدير بالإشادة يجعله يستحضر على لسان كل شخصية تاريخها ودوافعها ونظرتها الشخصية للأشياء والوقائع ، فتبدو القصة التاريخية بكل عمقها وأبعادها وبكل تشابكاتها وتداخلاتها وتنوع الحكم عليها تبعا لتنوع وجهات النظر .. وهذا ينسف النمطية التي تعج بها باقي الأعمال حين لا يتعدى المشهد مناقشة الأزمة الحالية / الآنية / القائمة في هذه اللحظة فقط .. فيبدو المسلسل مجموعة من المشاهد السطحية فينتج في النهاية شيئا أشبه بالقصة التعليمية أو قصص الأطفال .. ربما المسلسل الذي وقع في هذا الخطأ إلى الدرجة المثيرة للغيظ هو مسلسل الظاهر بيبرس ( السوري طبعا وليس المصري .. المسلسلات التاريخية المصرية خارج المنافسة أصلا ، وهي أعمال ساقطة وهشة ولا تستحق المشاهدة ) .

4- مستوى استخلاص الفكرة :

لا أعرف أعمالا تركز على معالجة التاريخ للاستفادة منه في الواقع كأعمال وليد سيف .. هذا المبدع الموهوب هو الوحيد – على حد علمي مما شاهدت – الذي يكتب التاريخ ليستفيد به المعاصرون ، إنه لا يفلت لحظة تاريخية دون استخلاص معناها وعبرتها وموعظتها .. كل هذا في ثوب فني نقي ( للإخراج طبعا دور .. ومخرج أعمال وليد سيف هو حاتم علي ) .

فهو دائم التركيز على أضرار الديكتاتورية والقهر على الشعوب وكيف أنها هي التي تسلم البلاد للغزاة ( خاصة ملوك الطوائف ) .
وهو دائم التركيز على الكوارث التي تصنعها الخيانة والطمع وحب السلطة ( خاصة صلاح الدين وملوك الطوائف ) .
ودائم التركيز على المصائب التي تنتج عن تفرق الأمة وتشتتها وتشرذمها .

ولذلك فالحلقة من تلك المسلسلات تعتبر درسا وافيا من كل الجوانب : الجانب العلمي المعرفي ، والجانب الفني التشويقي .. وكلما شاهدت مسلسلا تاريخيا لغير وليد سيف تمنيت أن لو كان هو كاتبه .. وأتمنى حقا أن يستطيع هذا الرجل إعادة كتابة التاريخ الإسلامي كله بهذه الطريقة الدرامية .. فحينها سنحصل على مادة ستكون ركنا هاما من أركان بعثة هذه الأمة .

ولهذا .. فإن المسلسلات الوحيدة التي اهتم بها كل طوائف الإسلاميين هي مسلسلات وليد سيف ، حتى السلفيون وهم أكثر الفئات تشددا في موضوع الفن ، أجبرهم روعة المسلسل وقوة دروسه على أن يصنعوا منه ( النسخة الحلال ) وقام بعض شبابهم بحذف كل ما يرونه حراما كحذف كل لقطات النساء المتبرجات ، ليقدموا المسلسل في نسخة حلال .. ورغم أن بعض النسخ كانت جريمة فعلا في حق المسلسل وكان حذفا أعمى أصم وأبكم أيضا للعمل الفني .. لكنني الآن أتكلم في أن روعة المسلسل ودروسه أبهر حتى اشد الفئات تشددا ، وأشعرتهم بمدى أهمية أن يشاهد الناس مثل هذه الأعمال .

التاريخ لا يجري في مسلسلات وليد سيف كحكاية ، أبدا .. إنه يجري كواقع ، وعلى سبيل المثال :

قد أحكى مثلا عن معركة 48 وإنشاء إسرائيل ، فأستطيع أن أذكر يوميات المعركة في سرد متتابع .. فأظن أني بهذا قدمت تاريخا كاملا ، وهو مالم يحدث .. التاريخ الكامل هو الوقوف في كل لحظة لاستكشاف مواقف وآراء ورؤى أطراف الصورة ، ثم السير بعيدا عن ذلك في تخيل ماذا كان سيحدث لو أن الخائن لم يخن ، أو أن الطامع لم يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة الأمة .

سنعرف مثلا – في صلاح الدين – كيف أن خيانة وزير مصري فاسد ( شاور ) وتحالفه مع الصليبيين ضد المسلمين قد أوقع آلاف القتلى والجرحى من المصريين وتسبب في سقوط مدن مصرية لم تكن في حوزة الصليبيين ، وأخر معركة تحرير الأقصى حوالي عشر سنوات أو أكثر ، وفوت على المسلمين فرصة ذهبية لاجتماع جيوش مصر والشام لطرد الصليبيين وإنزال هزيمة ساحقة بهم .. في الأعمال الأخرى لن تجد هذا التعمق في وصف اللحظة التاريخية .

5- مستوى ملء الفراغ التاريخي :

لن تشعر مطلقا – في أعمال وليد سيف - بأن هناك مطا وتطويلا في السيناريو .. وهذه المشكلة قائمة كثيرا في الأعمال التاريخية ، وكمثال :

قد يكون بين حدث مهم وحدث آخر مهم خمس سنوات أو عشر سنوات .. هذه الفترة الفارغة لا تجد لها في كتب التاريخ تفصيلات أو سرد ، لأن الأمور تسير بطبيعتها دون ما يستحق التأريخ .. كتاب الدراما التاريخية ينقسمون في مثل هذه المواقف إلى مدرستين : الأولى ، تتجاوز هذه السنوات بمشهد واحد أو حتى بدون مشهد مع إشارة في مشهد آخر بأنه قد مرت خمس سنوات .. وهنا يحدث ما يشبه الثغرة أو الفجوة في السياق الدرامي .
المدرسة الأخرى ، لتتفادى هذه الثغرة ، تضطر إلى التطويل والتأكيد والتركيز على اللحظة التاريخية التى استغرقت الخمس سنوات ، وتبدأ في وضع مشاهد كلها لو حذفت فلن تؤثر على السياق الدرامي أبدا .. وأبرز مثال في ذهني الآن هو مسلسل ( الحجاج ) الذي قام ببطولته عابد فهد .. أستطيع أن أقول إن عشرات المشاهد لو كانت حذفت ما كانت تؤثر أبدا على السياق ، لأنها كلها مشاهد وضعت لتطويل الزمن وتجاوز الفراغ التاريخي .

إلا في عمل واحد أرى أن وليد سيف كبا في تلك النقطة وهو مسلسل صقر قريش في فترة حرب عبد الرحمن الداخل لشقنة بن عبد الواحد الذي أدعى الولاية والحق بالحكم ومارس الدجل .. فلقد طالت هذه الفترة ، وإن كنت أيضا أؤكد أن وليد سيف لم يقع كغيره في مثل هذا الخطأ حينما استغرق كل فترة الاستقرار التي حققها عبد الرحمن الداخل في حلقتين أو ثلاث على الأكثر .. وهذا أكبر دليل على كفاءة السيناريو ، فهذه الفترة التى لم تستغرق إلا حلقتين هى في عمر الزمن حوالي ثلاثين سنة ، في حين أن كل المسلسل كان عن الثلاثين سنة الأولى من عمر عبد الرحمن الداخل وهي التي تحفل بالإثارة التاريخية .

وأتوقع أن لو قام آخر بكتابة عبد الرحمن الداخل لما استطاع التأريخ لسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية مثلما فعل مسلسل صقر قريش ، ولا تعمق في تحليل شخصيات أبو مسلم الخراساني وأبو جعفر المنصور والإمام إبراهيم وأبو سلمة الخلال وسليمان بن كثير .. وهم من قامت على أكتافهم الدولة العباسية .

لملء الفراغ التاريخي جانب آخر :

في كل الأعمال التاريخية ، وأعمال السير الذاتية يوجد شرائح من الناس تمثل اتجاها أو فئة أو نمطا .. هذه الشريحة هي مجموعة من الناس وليسوا فردا واحدا .. فهي لها تأثير ودور في التطور الدرامي للتاريخ أو للشخصية دون أن نستطيع الإمساك بشخصية محددة يمكن وضعها في السيناريو .

كمثال : لما قام د. بهاء الدين إبراهيم بكتابة سيناريو الشعراوي كانت أمامه فئتين لا يمكنه تجاهلهما في حياة الشعراوي ، كما لا يمكنه لأسباب كثيرة الكتابة عنهما بشكل واضح وهما : الممثلات اللاتي تبن على يد الشعراوي وتأثرن به ، وأعداء الشعراوي .. فوضع لكل فئة مثالا : وضع ” بدرية ” ( سوسن بدر ) كمثال للفنانات والراقصات اللاتي تأثرن بالشعراوي وساهم في توبتهن ، ووضع ( حمدي أحمد ) كفئة لمن كانوا يعادون الشعراوي .

ولأن بعض أبناء الشعراوي ربما لم يفهموا هذه الضرورة فقد كان من اسباب ثورتهم على المسلسل عدم وجود هاتين الشخصيتين في حياة الشعراوي واعتبروه تزويرا في سيرة الشيخ .

هذه النقطة للحق يبدع فيها المصريون بحكم خبرتهم في هذا المجال وبدايتهم المبكرة في هذا الطريق ، في حين لا أراها بقوة في المسلسلات السورية ، فيما عدا أعمال وليد سيف .. وأبدع مثال قدمه كان شخصية الفارس الصليبي الذي أتي لبلاد العرب فتأثر بحضارتهم وعلمهم وفنونهم واتحاد الأقليات الدينية في الغالبية وشعورها رغم الاختلاف الديني بالانتماء الحضاري لهذه الأمة ، فتأثر وعكف على تعلم علوم العرب ثم عاد إلى أوروبا بما حمله من علم وحضارة وثقافة كانت بداية النهوض الغربي الحديث .

***

ربما طول هذا المقال كان دليلا على انبهاري الشخصي بهذه الأعمال ، وهذا الموضوع لم أكن أنوى إلا أن يستغرق فقرة واحدة على الأكثر ضمن مجموعة أفكار أخرى .. فوجدتني أستغرق فيه لا أملك التراجع ، ولا أملك أيضا – لظرف الوقت – أن استمر فيه كما أريد .

فضلت أن أكتب هذا التوضيح ، ربما لأدافع عن نفسي أمام اضطراب أشعر به في المقال ، أو لتأكيد أني لم أحط ولم أصف بما يكفي روعة أعمال هذا المؤلف العظيم .. كما أنها خاطرة تلح على منذ 6 شهور على الأقل وتأخر حتى الآن وقت كتابتها .

7/3/2007

——————————————–


* هذا المقال ليس أكثر من خاطرة سريعة ولا يعد تحليلا ولا مقالا ولا حتى مناقشة قوية .

اقرأ: وليد سيف ساحر الفن والتاريخ (خمسة أجزاء)