الجمعة، مارس 24، 2006

I prefer Apatchi

" Are we afraid to die ? It is death , either by killing or by cancer , the same thing , we are all waiting for the last day of our life , nothing will be change , if it is by Apatchi or by arrest , I prefer to be by Apatchi "

تركزت عبقرية الأدب ، وعبقرية الأديب العظيم سيد قطب - مهما كان اختلافنا الفكرى معه - فى عبارته العبقرية التى كتبها حين كان يتحدث عن استشهاد حسن البنا فقال " ستظل كلماتنا عرائس من الشمع حتى إذا متنا فى سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة " .. كانت هذه العبارة أول شئ غسل قلبى حين سمعت الكلمات السابقة والتى حرصت على كتابتها بالإنجليزية كما قالها صاحبها الشهيد البطل الدكتور عبد العزيز الرنتيسى .. وترجمتها " هل نخاف من أن نموت ؟ ، إنه الموت ، سواء كان بالاغتيال أو بالسرطان ، إنه نفس الموت ، كلنا نتطلع إلى اليوم الأخير فى حياتنا ، ليس هناك فرق ، إن كان بالأباتشى أو بالسكتة .. أنا أفضل أن يكون بالأباتشى " ، هذه العبارات السابقة لايمكن أن تكتسب مذاقها وروحها الخاص لو لم تخرج من شهيد فعلا .. إنها عبقرية الشهادة التى سكبت على هذه الكلمات البسيطة رحيق البطولة ، وحولتها إلى حروف غير كل الحروف ، وضعت فيها طاقة التأثير الذى ينساب دافئا أو حارقا إلى القلوب والنفوس فى لحظة .

لم تكن كلمات الرنتيسى كأى كلمات ينطقها أى مناضل .. طان طعم الدم الذى يكسوها يكسبها قيمة خاصة لا تكتسبها إلا دماء الشهداء ..

أتذكر فى ذلك الوقت كلمات الشيخ الشهيد .. أسطورة المقاومة وجلجلة الصوت الضعيف ورمز الانتصار على كل العوائق ولو كانت الشلل الكامل .. الشيخ المعجزة أحمد ياسين الذى سئل فى حوار على قناة المجد الفضائية عن تهديدات إسرائيل له بالاغتيال فقال بصوته الضعيف المبحوح الذى يكتسب من تاريخه لونا آخر : " نحن طلاب شهادة .. نحن نطلب الشهادة .. نطلب الحياة الأبدية الخالدة .. مش حياة الدنيا الصغيرة التافهة .. من أجل هيك لا نخاف .. ولا تزيدنا هذه التهديدات إلا ثبات على المشوار الطويل من أجل النصر والتحرير إن شاء الله " ( كلمات ياسين والرنتيسى أكتبها من الذاكرة فلعلى نسيت بعض الألفاظ ) ..

نادرة هى المرات التى أشعر فيها بالفخر كونى أنتمى إلى هذا الجزء من العالم ، فأحوالنا المعروفة لاتزيد النفس إلا إحباطا ، غير أن تلك النوادر دائما ما ترتبط بمثل هذه الأساطير البشرية التى تجسدت فى شخصيات مثل ياسين والرنتيسى ، هو فخر ينبع من الإحساس بأنى أنتمى إلى هؤلاء ، أو إلى نفس المسار الذى سار عليه من قبل هؤلاء الناس .. وهو طعم تعجز الكلمات عن الإحاطة به .. إنه يشبه مثلا عودة الروح إلى جسد الميت فتراه يتحرك ويخرج من سكونه ، أو لربما كانت تشبه حركة صغيرة من جسد مريض لأحد الأحباب قد ظننا أنه قد مات فإذا هذه الحركة رغم صغرها وضعفها تشق صمت اليأس والحزن والإحباط لتنشر الأمل فى لحظة واحدة .. إنها نفس هذه الفرحة التى يشعر بها أب قد تأكد من موت طفله الرضيع فلما حانت من الولد حركة كأن الدنيا قد عادت من جديد .. شئ مثل هذا يحدث حين ترى وجه ياسين والرنتيسى وغيرهم من أبطال الأمة الخالدين .. رفم أنها وجوه لأشخاص معدودين إلا أنها مثل تلك الحركة الضعيفة التى تشق الصمت واليأس وتزرع الأمل فى لحظة واحدة .

وجه واحد .. أو كلمات بسيطة تستطيع أن تفعل كل هذا .. لا لأنها فصيحة ، بل على العكس قد تخلو تماما من الفصاحة .. لكنها تنطلق من روح تشعر بهذه الكلمات وبمعناها ثم يكسوها دم الشهادة رنينا خاصا .

كم من المنفوشين والمنفوخين يثير فى الناس ما تثيره صورة الرنتيسى الصامتة الباسمة .. أو صورة ياسين الحزينة المتأملة ؟
كم من الصارخين والزاعقين يستطيع سحر آذان المستمعين مثلما تفعله عبارات هادئة ضعيفة من صوت مبحوح كصوت الشيخ ياسين ؟

أشعر الآت بعبقرية الحكمة الإسلامية التى تقول : " فعل رجل فى ألف رجل .. خير من قول ألف رجل لرجل " .

هو هكذا تماما .. لا تنهض الأمة ولا تكتسب العبارات تأثيرها من فصاحتها .. بل من سيرة وتاريخ من قالها .

وإذا كانت ملحوظة ملفتتة للنظر أن العرب كانوا قبل الإسلام أمة الفصاحة التى لا تقدر فى حياتها شيئا مثلما تقدر بلاغة العبارة وروعة التصوير .. فكانوا فى ذات اللحظة من أكثر الأمم تخلفا على وجه الأرض حينها .. ولم يستطيعوا بناء حضارة ولا شبه حضارة ولا حتى معالم مشوهة من حضارة .. بل ولا استطاعوا تكوين وحدة من أى نوع ، على ما كان بجوارهم من امبراطوريات ضخمة كفارس والروم .. فلما جاء الإسلام وأطلق فيهم روح العمل انسابوا فى الأرض يبنون حضارة هى أسرع الحضارات قياما وأطولها مدة عبر التاريخ .

ولم تحيا الأمة فى وقتها إلا بأمثال من ينطق وهو يموت " إنى لأجد ريح الجنة " أو من تقطع يده فيمسك الراية بشماله ، فتقطع شماله فيمسكها بعضدية ، ثم يضرب فيموت ولاتسقط منه الراية .. هو مشهد صامت لكنه أبلغ من معلقات شعر كلها تدعو للجهاد .

واكتسبت كلمات خبيب بن عدى الشهيرة روعتها وتأثيرها وخلودها لا لأنها كانت بليغة أو فصيحة .. بل لأنها قيلت وهو على خشبة الصلب يرفض إلا أن يموت مسلما .. قال :

ولست أبالى حين أقتل مسلما **** على أى جنب كان فى الله مصرعى .
وذلك فى ذات الإله وإن يشأ **** يبارك على أوصال شلو ممزع .


وتلك السطور التى أكتبها الآن .. يجب أن أعرف أنها بلا قيمة لو لم تتحول إلى عمل ، ولقد أحببت أن اسأل نفسى واسألك معى :

ما هو نصيبك من البلاغة الحقيقية ؟؟ وأقصد نصيبك من العمل .

أرجو ألا يمر علينا السؤال سريعا كما مر من قبله كثير غيره .



22/3/2005

الأربعاء، مارس 22، 2006

هل كانت العبارة ضحية لعملية مخابرات ؟

مع كل أسبوع تتصاعد الدراما البوليسية التشويقية الحارقة لكارثة العبارة السلام 98 .
وفى كل قصة من قصص الضحايا يزداد اللغز تعقيدا وغموضا ..

تنشر جريدة الأسبوع فى أعدادها الأخيرة بشكل منتظم قصصا لأهالى الضحايا ، وهى القصص التى تظن لأول وهلة حين تقرأها أنها من تأثير الصدمة أو انها محاولة إحراز سبق صحفى .. إلا أن تكرار هذه القصص الغريبة جدا يجعل الأمر غير قابل للشك ويحمل فى جوفه العديد من الألغاز الحقيقية .

هذه الألغاز رغم كثرتها ، إلا أن أبشعها وأقساها وأكثرها غموضا هو ما يتجدد كل يوم - وعبرطرق متواترة يستحيل أن تكون أطرافها قد اتفقت على الكذب – بشأن وجود ناجين ظهر بعضهم فى الصور ، لكن لم يعثر لهم على أثر مطلقا .

1- فى مقال خطير كتبه مصطفى بكرى فى الأسبوع ( عدد – 466 بتاريخ 27/2/2006 ) على الصفحة الأولى ذكر فيه معلومات فى غاية الخطورة وهى :

• معلومات هامة وصلت للسلطات المصرية تشير إلى أن قبطان الباخرة ( سيد عمر ) تمكن من النجاة ولا يزال حيا ، وأخفاه صاحب الشركة ( ممدوح إسماعيل ) فى مكان مجهول لحين انتهاء التحقيقات خوفا من أن يدلى بتفاصيل الساعات الأخيرة التى تحتوى على معلومات هامة .
( ملحوظة : هل يمكن أن يكون ممدوح إسماعيل بعد وقوع الحادث من القوة والتمكن بحيث يستطيع إحضار القبطان وإخفائه فى مكان مجهول بإمكاناته الشخصية ؟ )

• وصلت معلومات للسلطات تفيد أن نجاة القبطان كان بواسطة إحدى الرمانات الخاصة ، وهو ما أكده العديد من شهود العيان ( نضع خطا تحت تأكيد شهود العيان ) ، وتؤكد المعلومات أن الاتصال كان مستمرا بين القبطان وبين إدارة الشركة بالهاتف المحمول "الثريا" وأن وصول القبطان وآخرون إلى الميناء كان بعد 17 ساعة ، ثم جرى إخفاؤه بواسطة الشركة .

• ذكر بكرى قصة السفينة البنغالية التى أنقذت 37 راكبا من أفراد طاقم العبارة ، وأذاعت هذا الشريط قناة الجزيرة ، وفيه تعرف بعض الأهالى على ذويهم ومنهم أسرة الضابط الثانى ( شريف محمود ) .. إلا أن أحدا لم يستدل على الذين تم إنقاذهم حتى الآن ... ( فلنلاحظ أن هؤلاء الركاب أغلبهم من طاقم العبارة ) .

• ( نقطة مهمة ) ذكر بكرى أنه ترددت شائعات تقول أن الحكومة تتحفظ على بعض الناجين لمصلحة التحقيقيات إلا أن مصادر عليمة نفت هذه الشائعات جملة وتفصيلا . ( ولم يذكر بكرى نوعية هذه المصادر العليمة ) .

• ذكر بكرى عدة شواهد تدل على أن هناك نية مبيتة لترك الركاب يموتون منها تأخر الإبلاغ عن غرق السفينة ، ثم تأخر الإنقاذ ، والرفض التام لمطلب القبطان بالعودة إلى ضبا ، والرفض التام كذلك لقيام السفينة سانت كاترين بالإنقاذ رغم استطاعتها هذا ، ثم قيام جهة ( لم يحددها بكرى ولا مصادره ) بمنع سيدة فرنسية تمتلك شركة لتأجير اليخوت فى سفاجا من إرسال عدد من اليخوت وعليها 44 غواصا محترفا بعد تلقيها اشارة استغاثة من السلام 98 .

( إذن لدينا شواهد حول ترك الكثير من الركاب يموتون .. وإخفاء بعض الناجين وخصوصا من أفراد طاقم السفينة ) .


2- وعلى الصفحة العاشرة من نفس العدد من جريدة الأسبوع تقرير كتبه ( محمد عوف ) يحمل هذه المعلومات التى أكدتها أسرة ( شريف محمود خطاب ) الضابط الثانى على العبارة :

• تؤكد الأسرة أن هناك أحياء فى مكان لايعلمه سوى أصحاب الشركة .. لأن شهود عيان أخبروهم بنجاته عبر ( رماثات ) موجودة بالباخرة .. ويؤكد هذا الشريط الذى أذاعته قناة الجزيرة .. وأنهم شاهدوا فيه من يشبه إلى حد كبير القبطان شريف محمود .

• كما أكد بعض زملاء القبطان المفقود وهم يعملون بميناء جدة السعودى أنهم شاهدوه بالسعودية مع بعض الناجين وتوجهوا إلى مستشفى الملك خالد ثم اختفوا .

• وأكد شاهد آخر يعمل على مركب أردنى أنه قرأ خبرا فى الجرائد الأردنية يفيد بأن هناك بعضا من أفراد طاقم العبارة متحفظا عليهم فى العقبة .. فى نفس الوقت التى كان الإعلام المصرى ( قناة النيل للأخبار تحديدا كما سنعرف من مصدر قادم ) تتحدث عن نجاة 46 ثم تعود لتقول إنهم 12 فقط .

• قيل لوالد الضابط عندما ذهب لاستلام جثة ابنه فبحث عنها ولم يجدها ( ادخل خد لك جثة واطلع ) .



3 - ونشرت الأسبوع ( عدد 467 – بتاريخ 6/3/2006 ) تقريرا كتبه ( محمد عوف ) أيضا عن اثنين من أفراد طاقم العبارة حيث :

• يصرخ والده ( مجدى محمد موسى ) ان ابنه ( محمد ) يريد الطمئنان على ابنه بعد أن وصلته معلومات أنه فى مكان مجهول .

• حين ذهبت أسرته إلى الغردقة استطاعوا الحصول على كشوف بالمصابين وكان من بينها ( محمد ) لكن لم يدلهم عليه أحد ، وأكد وجوده حيا زميله ( عمر فتحى ) الذى وجده بالمستشفى لكنه لايعلم أين ذهب بعد ذلك .

• وتكشف والدته أنه قد نشرت الصحف حديثا له بين الناجين وكيف انه نجا بواسطة المركب الهندى ( وهى السفينة البنغالية المذكورة ) .. وحاولوا الوصول إليه من خلال الصحفى الذى أجرى الحوار لكنه لم يفدهم .

• ( قنبلة ) كشفت والدة المفقود للأسبوع أن زوجة ضابط كبير من ضباط الباخرة أخبرتها انها تتلقى بصفة مستمرة اتصالات مجهولة تخبرها بوجود زوجها على قيد الحياة وتطلب منها الصمت وعدم التصعيد وعدم الكلام مع الصحفيين .

• تقول الأم إنهم يتصلون بـ ( محمد ) عن طريق الموبايل لكنه مغلق بما يعنى عدم غرقه لكنه لايستطيع الرد .

• مفقود آخر اسمه ( محمد على أسد ) أعلن عن اسمه ضمن الناجين لكن أسرته لم تعثر عليه ، وأخبرهم أحد زملائه أنه فى العقبة وسيعود قريبا لكنه لم يعد . ( هذه هى المرة الثانية التى نرى فيها اسم العقبة وفى سياق مختلف ) .

• الشركة كانت تنفى كل هذا للأهالى وتؤكد على غرقهم وتطالبهم بالسير فى اتجاه استلام التعويضات .

• ( محمد عوف ) كاتب التقرير يرى أن الإجابة عند صاحب شركة السلام .

4- وفى تقرير آخر كتبه ( خيرى زعتر ) من المنصورة فى نفس العدد ونفس الصفحة جاء فيه :

• أسرة ( محمد إبراهيم صلاح الدين ) التى رأت ابنها فى شريط قناة الجزيرة مع القبطان الآخر ( شريف خطاب ) ، وتعرفت عليه بصورته وملابسه ( الجاكت البيج بتاعه ) ، وكذلك تعرف على محمد – كما تقول الأم – أقاربه فى أمريكا والسعودية ومصر وزملاؤه فى الجامعة .

• كانوا يتصلون به على المحمول بعد الحادث بيوم فكان يعطى رنينا مستمرا وأحيانا يغلق التليفون بعد أربع رنات بما يؤكد وجوده حيا وعدم غرقه .

• تأكدت من صحة الخبر عبر الاتصال بقناة الجزيرة وأخذت اسم العبارة البنغالية ( ريجل ستار ) وكانت رحلتها من جدة إلى العقبة .

• ( قنبلة أعظم من كل ماسبق ) تخشى شقيقة المفقود محمد ( شيماء ) أن يكونوا تخلصوا منهم أو أخفوهم ، وتخشى حدوث مكروه لشقيقها بعد أن رأى خالها بنفسه فى الغردقة إحدى الجثث المتحفظ عليها والمصابة بطلق نارى !!!! ( علامات التعجب من عندى ) .

• ونشرت الصحف السعودية وصول ناجية سعودية من الـ 37 ، بالإضافة إلى تليفون المحمول الذى كان يرن .. يؤكد – كما تقول شيماء – عدم غرق محمد .

• ( هذه القصة اشار لها عمرو سليم فى مقال له بالدستور ونشر رسالة صديق لمحمد أكد أنه رآه فى شريط الجزيرة ) .


5 - وفى نفس العدد فى الصفحة المقابلة ( 11) كتبت ( زينب عبد اللاه ) تقريرا فيه :

• أن المواطن ( على محمد صالح ) تلقى بعد نشر قصته فى ( الأسبوع فى العدد السابق ) اتصالات تليفونية تهدده وتطالبه بالسكوت ، وأن يكف عن التحدث والتنطيط وإلا فإنه سيلحق بالأموات ، وعليه أن يرضى بالأمر الواقع وإلا فإنه لن يطول شيئا ، وأن من حسن حظه البقاء على قيد الحياة .
• قيل له حرفيا : " انت راجل غلبان والكلام الكتير هنا وهناك مش هايكون فى صالحك " .

( إذن هناك جهة تحاول فرض السكوت على من لم يختف بعد ) .


6- وفى العدد 468 من جريدة الأسبوع بتاريخ ( 13/3/2006 ) كان على الصفحة الأولى خبر عن تعرض سفينة ( سانت كاترين ) للغرق ، لكن تم إنقاذها ، وعلى الصفحة الثالثة كان مصطفى بكرى يعرض التسجيلات الصوتية التى اشتمل عليها الصندوق الأسود ومع التقرير صورة كبيرة للقطة أخرى من لقطات السفينة البنغالية التى أذاعته قناة الجزيرة .

( فى هذا الوقت كان ممدوح إسماعيل قد سافر بسلامة الله خارج أراضى الوطن ، والتعليق على هذا السفر فى مقام آخر ) .

• فى الصفحة السادسة كانت رسالة طويلة من نجل ربان السفينة الغارقة المهندس ( محمد سيد عمر ) ، وبعد مقدمات يبرئ فيها والده بمنطق هادئ وعقلانى أعلن أن كل السر فى السفينة البنغالية ، وهذه هى الرسالة التى أعلن فيها أن المصدر الذى أذاع نجاة 46 ثم انخفضوا إلى 12 هى قناة النيل للأخبار ، ثم تساءل بلوعة عن مصير الطاقم الذى فقد منه 70 فردا وهم مدربون على التصرف فى هذه المواقف .

• وفى صفحة ( 8) كان اللقاء الذى عقده بكرى فى مكتبه مع أسر طاقم العبارة ، وفى هذا التقرير الذى كتبه ( عمر عبد العلى ) توجهت أصابع الاتهام لأول مرة إلى الحكومة ، وليس إلى صاحب الشركة ممدوح إسماعيل .

• وفى هذا التقرير عشر قصص كاملة كلها روى فيها الأهالى قصص مختلفة تمتلئ بالدلائل تؤكد وجود ذويهم على قيد الحياة ، لكن مصيرهم ما يزال مجهولا . ( يعنى أمامنا الآن بالإضافة إلى ماسبق عشر قصص أخرى .. ومن بينها حالات تلقت اتصالات تليفونية بوجود ذويهم أحياء ومتحفظ عليهم فى مكان مجهول لحين انتهاء التحقيقات ) .

• فى نفس الصفحة معالجة أخرى لقصة ( محمد إبراهيم صلاح الدين ) الطالب بطب الأسنان ، مرفقة بالصور الملتقطة من شريط قناة الجزيرة .

• تحت الموضوع السابق تقرير كتبه ( ياسين جمال الدين ) عن ( عبد المنعم محمود عثمان ) الذى جاء لمقر الأسبوع يحكى قصة شقيقه ( صلاح ) الذى رآه أقاربه على نفس الشريط من السعودية والدمام والقرية نفسها .. ثم ذكر رؤيته لشاب سوهاجى يؤكد وجود خاله حيا على نفس الشريط ولم يعثر له على أى أثر .

7- وفى العدد الأخير 469 من الأسبوع بتاريخ 20/3/2006 يكتب مصطفى بكرى على الصفحة الثالثة معلومات فى غاية الخطورة نلتقط منها مايهمنا الآن :

• أن الاستغاثة التى أرسلتها السفينة الغارقة أثناء غرقها تتلقاها بتلقائية أجهزة منظمات دولية معنية بالشأن حسب موقع غرق السفينة .. ولما كان موقع غرق السفينة فى المياه المصرية فإن الإشارة أرسلت إلى موقع قى إسبانيا ( وهو الموقع المختص بهذه المنطقة فى تلقى الإشارات ) الذى أرسله بدوره إلى موقع فرعى بالمنطقة وهو بالجزائر التى أرسلته إلى مصر كانت فى الساعة الواحدة و 55 دقيقة .. وأن الجزائر أرسلت 15 رسالة ، والدليل على هذا تلقى المركز التونسى ( وهو مركز مراقبة ) لهذه الرسائل جميعا .

• يتساءل بكرى : لماذا لم تتحرك الجهات المعنية إلا بعد 8 ساعات ؟ ولماذا لم يبدأ الإنقاذ إلا بعد 12 ساعة ؟
( هذا يعطينا دليلا آخر على أن موت الركاب كان شيئا متعمدا من قبل الدولة وكان بلاشك يحقق لها مصلحة .. وملحوظة أخرى هى أن بكرى فى هذه المرة لم يوجه أصابع الاتهام إلى ممدوح إسماعيل بل إلى الجهات المعنية بما يؤكد أن الدلائل قد أصبحت أكبر من قدرة ممدوح إسماعيل )

• وعلى صفحة 14 من نفس العدد كتب محمد عوف تقريرا عن تحرك بعض أهالى المفقودين الذين تم نشر قصصهم فى العدد الماضى ومنهم من قام بتقديم بلاغ إلى النائب العام .. وقد وصلتهم معلومات واتصالات تفيد بأن ابناءهم محتجزين لحين انتهاء تفريغ الصندوق الأسود .

• وفى نفس الصفحة كتبت ( زينب عبد اللاه ) تقريرا حول قصة أخرى تلقى فيها إخوة المفقود ( ممدوح خضراوى ) اتصالا على تليفون شقيقه وليد وهو رقم لا يعرفه إلا ممدوح يخبرهم بنجاته وأنه محتجز إلى حين انتهاء التحقيقات .. ثم الرحلة المعروفة التى عرفوا بها وجوده فى المستشفى وتأكدوا من ذلك لكنه اختفى .



إلى هنا انتهى نقل المعلومات .. والتى ألقت نهرا من الملاحظات والأسئلة والتخيلات التى من الممكن أن نختلف فيها :

1- أولا : لابد من تحية لجريدة الأسبوع ولمصطفى بكرى .. وهى تحية تنبع بالفعل من أعمق أعماق قلب القلب إلى الجريدة التى اهتمت بالموضوع اهتماما لايكفيه الشكر .

2- تأكد بما لايدع مجالا للشك أن هناك أفرادا محتجزين .. نجوا من الغرق وهم الآن فى أماكن مجهولة .. ولهذا التأكيد أدلة لا تقبل الشك ، ومن مصادر مختلفة يستحيل تواطؤها على الكذب .. وبأساليب تختلف فى التفاصيل وتتشابه فى المجرى العام .

3- هؤلاء الأفراد المختفين أغلبهم من أفراد طاقم العبارة ، وهم الشخصيات التى تفهم جيدا فى أمور السفن وتقنياتها .. يعنى ليسوا أشخاصا عاديين .

4- لولا الشريط الذى أذاعته قناة الجزيرة لكان جزءا كبيرا من الحقيقة قد دفن إلى الأبد .

5- وصول تهديدات واتصالات وتأكيدات بوجودهم على قيد الحياة يعنى أن هناك جهة ما تحتجزهم ، وفى هذا الاحتجاز فائدة كبرى لها .

6- ولابد أن تكون هذه الجهة نافذة جدا .. وهى لاشك أكبر من ممدوح إسماعيل الذى توجهت له أصابع الاتهام فى أول الأمر لكن ضخامة الفعل بعدئذ تلقى بأصابع الاتهام نحو جهات أخرى .

7- هذه الجهة لابد أن تكون لها صلاحيات تتعدى أراضى الدولة ذاتها .. فهى قد نجحت فى إخفاء شخصين من العقبة وهى مدينة أردنية ، وأخرى من السعودية .. وبصراحة لا أعرف أن جهة تستطيع فعل هذا إلا المخابرات .

8- وجود جثة متحفظ عليها ومصابة بطلق نارى يؤكد أن هناك حالة خطر على هذه الجهة من خروج معلومات إلى النور .

9- العقد الشيطانى الذى يوقع عليه أهالى الضحايا وعلقنا عليه فى مقال سابق .. يجرد الضحية من كل حقوق موجودة أو قد تنشأ فيما بعد .. يعنى عملية تعتيم مستقبلية .

10- من المدهش ألا تحاول الدولة التضحية بممدوح إسماعيل ككبش فداء ، وهى قد ضحت بغيره من الوزراء مثل ماهر الجندى ووزير النقل بعد حادثة الصعيد ، وحتى الآن تمارس تصفية أعمدتها لفترة طويلة مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف ويوسف والى وإبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وسمير رجب وغيرهم ... فهل ممدوح إسماعيل أغلى عند أهل الحكم من هؤلاء جميعا ؟؟؟

11- قد يقول قائل أن ممدوح إسماعيل يمتلك وثائق وملفات إدانة لكثير من الكبار .. لكن حتى هذا الأمر من الممكن التحايل عليه إما بإسكات ممدوح إسماعيل بالترغيب والإغراء والمساومات .. وهو أمر سهل .. أو حتى بالتهديد والترهيب مثلما حدث مع الوزير الصامت إلى الآن محيى الدين الغريب الذى سجن ظلما ويرفض أن ينطق إلا بـ ( حسبى الله ونعم الوكيل ) .. أو يمكن حتى أن يحكم على ممدوح إسماعيل بالسجن ويقضى فترات مليكة فى سجنه كتلك التى يقضيها حسام أبو الفتوح رجل الأعمال صاحب الفضيحة الشهيرة .. فيما تجرى أعماله فى الخارج على خير ما يرام .

12- لكن هذا الحفاظ على ممدوح إسماعيل ذاته يثير الريبة والشك .. والتطويل والمماطلة فى التحقيق الذى سيبدا بعد أربعة أشهر .. حين انتهاء اللجنة التى شكلتها وزارة النقل .. هذه المماطلة توضح وتؤكد أن الهدف هو التعتيم على الموضوع .. هذا بخلاف التعتيم الإعلامى منذ اللحظات الأولى للحادث ... ويمكننا أن نتذكر كيف انتفضت الدولة وأجهزتها فى يوم عطلة رسمية ( الجمعة ) لترفع الحصانة عن أيمن نور لتسجنه .

13- هذه الملاحظات جميعا .. تعنى ان الدولة تقف وراء إنهاء الموضوع بكل قوتها ، وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول ماهى المنافع التى تعود على الدولة من موت الركاب وتركهم يغرقون وعدم تحرك الأجهزة المعنية للإنقاذ إلا بعد الغرق بـ 12 ساعة .. ثم التحفظ على الناجين .. وتهديد من تحدث منهم .

14- ما هو ذلك الشئ الذى يدفع الدولة كلها للتفريط فى الأرواح والتعتيم على الحقائق ؟؟ .. لماذا السرية المطلقة التى يدار بها الموضوع ؟

15- أغلب الظن عندى أن تكون هذه الكارثة موضوعا أكبر بكثير .. كأن تكون مثلا عملية من عمليات جهاز المخابرات ، أو حتى تلك التى تتعلق بشخصيات رئاسية ، وقد تحدثت معلومات كثيرة عن ان ممدوح اسماعيل وشركته ليست إلا واجهة لآخرين .. من يدرى ربما كان علاء مبارك مثلا .. أو حتى مبارك نفسه ... الله أعلم .

16- والله أعلم ماذا سيصيبنى بعد هذا المقال



22/3/2006 .

تحية من أعمق أعماق القلب إلى الأسبوع .

لايسعنى حقا إلا أن اشيد أبلغ إشادة بصحيفة الأسبوع فى معالجتها لكارثة العبارة الأخيرة .. فالصحيفة منذ حدثت هذه الكارثة وهى تتابع وقائعها ، وانتقلت إلى المحافظات ودخلت القرى والنجوع التى فقدت ابناءا لها ، حتى وصلت إلى محافظات الصعيد وكانت تمثلها فى تلك الجولة كوكبة صحفييها برئاسة الصحفية الرائعة دائما نجوى طنطاوى .

وعلى مدار الأسابيع تابعت الأسبوع أهالى الضحايا ونشرت بعض قضاياهم ورسائلهم .. وكان مصطفى بكرى أكثر من هاجم ممدوح إسماعيل صاحب العبارة واستنكر من يسانده .

ورغم مرور أسبوع ثم الثانى ثم الثالث ثم الرابع ، واختفت الكارثة من على صفحات الجرائد الأخرى ، كانت الأسبوع تجعل هذه الكارثة هى ( الملف ) لأعدادها .

فمنذ العدد 463 بتاريخ 6/2/2006 ، وحتى العدد الأخير 469 بتاريخ 20/3/2006 .. والأسبوع تتابع أخبار العبارة ونشر الرسائل والفظائع التى لحقت بالناس .

تحية حقيقية إلى صحيفة الأسبوع .



20/3/2006

ملك الحرب



كانت زيارة خاطفة للقاهرة ، أشبه ما تكون بالترفيهية رغم أنها ليست كذلك .. أسفرت فيما أسفرت عن دخولى فيلم LORD OF WAR ( ملك الحرب ) وكان مترجما باسم ( امبراطور الشر ) ..

كانت تعرضه سينما مترو ، وبطله هو الممثل الشهير نيكولاس كيج .

لم يكن مقبولا لى ولا لصديقى أن ندخل سينما لنرى فيلما عربيا ، فلاشك سنشعر بالندم بعدها .. فكان افضل الخيارات من بين الأفلام الأجنبيه هو هذا الفيلم .

لا أكاد أذكر اللقطة الأولى من أى فيلم .. حيث أنها بطبيعتها تتوه وسط التصاعد الدرامى والحبكة القصصية .. إلا ان الإبداع الرهيب الذى تحمله أول لقطة فى الفيلم يجعلنى أتذكرها الآن قبل أى شئ .

كانت هذه اللقطة عبارة عن حكاية صامتة لقصة رصاصة ، كانت الكامير ( أو زاوية الرؤية ) مثبته فى أسفل رصاصة منذ بدء تصنيعها ودخولها الآلة التى تجعلها فى الشكل الاسطوانى ثم إضافة البارود لها ، ثم تغطيتها بالسطح المدبب .. كان المشاهد يرى كل هذا عبر الرصاصة نفسها ، بمعنى أن الشاشة كانت تنقل الصورة من زاوية مؤخرة رصاصة واحدة .

ثم تبدأ مرحلة التجميع للرصاص ، ثم إغلاق الصناديق ، ثم انتقالها عبر البحار والمحيطات بين البيئة الحارة والباردة والمناطق الثلجية ومناطق الغابات والأدغال ، ثم تفريغ الصناديق وتعبئة الرصاص فى الأسلحة .. ثم أخذ الرصاصة دورها فى الإطلاق حتى تنطلق لتفجر رأس طفل صغير .

مع انتهاء هذه الرحلة ذات التصوير المبدع يكون تتر الفيلم قد انتهى .

يحكى الفيلم قصة ( يورى أورلوف – نيكولاس كيج ) الذى هاجر إلى أمريكا مع اسرته منذ كان
طفلا ، وهناك ادعت الأسرة أنها يهودية وذلك – على حد تعبير البطل – للظروف التى كانت تجعل من الخير لك أن تكون يهوديا فى أمريكا فى السبعينات .. لكن الأب كان يتقمص الشخصية بإخلاص أكثر من اليهود أنفسهم مما أثار عليه زوجته الكاثوليكية .

كان لدى الأسرة مطعم كمورد رزق ، وكانت البداية لدى ( يورى ) هو رؤيته لحرب العصابات فى المدن الأمريكية والتى أقنعته بأهمية وجوده على المسرح كقوى .. فبدأ يفكر فى تجارة السلاح .

ويمضى سياق الفيلم متحدثا عن قصة صعود يورى فى تجارة الأسلحة والتى بدأت تدر عليه دخلا كبيرا ساعدته فى دفع الرشاوى لكل الناس حتى تبدو أعماله كأعمال تجاريه مشروعة ، كما مكنته هذه الأموال من الفوز بقلب معشوقته القديمة عارضة الأزياء التى كان منبهرا به حين كان مراهقا .. واستطاع عبر المال من تهيئة ظروف لقائه بها ، وعبر المال كذلك استطاع نيل إعجابها والزواج منها .

ظل يكبر فى عالم تجارة السلاح ، وكانت قفزته الكبرى فى سقوط الاتحاد السوفيتى الذى اثمر قادة كثيرين يحتاجون للمال ، ويمكنهم فى المقابل توفير سلاح من المخازن الهائلة التى كان يحتفظ بها الاتحاد السوفيتى فى عدة دول .. وكانت زوجته تتحاشى أن تسأله عن مصدر عمله حتى لا تضطره للكذب فقد كان يكفيها أن تعرف أنه مصدر نظيف .

باع الأسلحة فى حروب كثيرة ، واستطاع بناء علاقة خاصة مع المناطق الملتهبة فى آسيا وإفريقيا ، ومع بعض زعماء الحرب فى الدول الديكتاتورية فى إفريقيا والذين تميزوا بأنهم لايدفعون أموالا إنما يدفعون ( الماس ) ، فكان بهذا أحد أهم مصادر السلاح فى مذابح الحروب الأهلية القبلية ، وهى حروب فى غاية الدموية لايهتم بها أحد مطلقا .

تكتشف زوجته تجارته بالأسلحة من خلال ضابط البوليس الدولى الذى يطارده طوال الفيلم ، ولايفلح فى إمساك أى خطأ قانونى عليه يمكنه من سجنه ، فتواجهه زوجته فى مشهد مؤثر فتجبره على ترك المهنة ومزاولة الأعمال الحرة ، التى يزاولها بالفعل ويجد فيها صعوبة حيث الصعود البطئ والقيود القانونية .. حتى يفاجا ذات يوم بزعيم إفريقى يأتيه على هامش مباحثات كان يحضرها فى الأمم المتحدة ويغريه بالماس الذى يغريه بالعودة مرة أخرى إلى هذا المجال .

ينتهى الفيلم على ضبط يورى متلبسا على يد ضابط البوليس الدولى ، وفى حوار بينهما يكشف له يورى عن أن القاتل الحقيقى هو الرئيس الأمريكى الذى يشعل الحروب فى كل مكان ويسمح ببيع ونقل السلاح وهو المتسبب الأول فى المذابح التى ترتكب .. لكنه يحتاج إلى وسطاء مثلى لأن وضع بصماته على السلاح شئ محرج ..

ويخبره فى مشهد درامى عال فنيا وتأثيريا بأنه سيتسدعى الآن فى الخارج ليقال له لقد أديت عملا طيبا ، وسنشكرك عليه وستتم ترقيتك لكن ( يورى ) سيفرج عنه للمصلحة العليا .

ويحدث هذا بالفعل ، ليخرج يورى مواصلا بيع أسلحته .. لينتهى الفيلم على مشهد يورى وهو يرشو رجل قبيلة عربى واقف على الحدود فيسمح له بالدخول بشحنة الأسلحة التى معه .

وينزل تتر الفيلم على مشهد زوجته وهى تصطحب ابنه خارج المنزل ، مع عبارات أن اعلى الدول فى مجال بيع الأسلحة هى : الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا ، وهم الدول الخمسة دائمة العضوية فى مجلس الأمن .


شاهدته 8/3/2006
تاريخ الكتابة 20/3/2006

قصة حقيقية .



شاء الله تعالى أن أقضى عيد الأضحى الماضى بعيدا عن الأهل ، غريبا فى تلك الغربة التى يسببها طلب العلم ( ولو أنه فى مصر ليس علما ولا تعليما على الإطلاق ) ، كان من أطرف وأقسى ما عانيته فى تلك الفترة غير الوحدة والغربة هو أنى لا أجد فى موطن غربتى مطعما مفتوحا مطلقا .. بدءا من مطاعم الفول والطعمية التى صارت الرفيق منذ زمن ، وحتى مطاعم الكباب والكفتة مرورا بما سواهما .

وكان موقفا بقدر ماهو طريف وظريف بقدر ماهو غريب ويسبب أزمة .. فكيف سأعيش دون أكل .. وهل يمكن أن أحيا على ( البسكوت ) ؟؟

وبعد رحلة طواف فى المدينة وجدت مطعما وحيدا واحدا مفتوحا .. مطعم واحد فقط ، فأفطرت فيه وقد كنا صائمين فى يوم عرفة ، ومن هنا بدأت صداقتى التى كان لابد أن تكون متميزة مع صاحب المطعم وبطل القصة .

أذكر أنه أثناء إفطارى فى يوم عرفة كانت التلفاز عنده ينقل كلمات الدعاة والشيوخ فى افتتاح قناة ( العفاسى ) الخاصة بالقارئ المعروف الشيخ مشارى راشد العفاسى .. وبعد فترة اختفى ذلك التلفاز .. سألته : أين ذهب ؟ قال فى مزاح : مشوار صغير وجاى .

وهو رد يكشف عدم رغبته فى الإجابة وإن غلفه المزاح .

منذ أيام كان الرجل يحكى لصديق له ( كما نقل لى أخى وصديقى الحميم سراج سعد الدين ) كيف اختفى ذلك التلفاز .. ترى ماذا حدث ؟

أتت سيارات الشرطة المعروفة ، نزل منها ( الباشا ) المأمور ليشترى خط تليفون محمول من المحل الذى يجاور مطعم الكشرى .. فانتهز الفرصة الضباط المرافقون ودخلوا مطعم الكشرى .

- هات التليفزيون ده ؟
- ليه ياباشا ؟
- انا بقول لك هاته ؟
- طاب ما انا بسأل ليه ؟
- انت عامل ترخيص ؟
- ايوه عامل ترخيص ولحظة اجيب لك الورق .
- انا على ترخيص التليفزيون .
- لأ .. انا مش قهوة ، ومعنديش فكرة انه لازم اعمل للتليفزيون ترخيص .
- يبقى تجيب التليفزيون ده يا .......

وكاد الوضع يشتعل ، وحاصر المخبرون الرجل .. وأتى المأمور من المحل المجاور ، ولما عرف بالموضوع اعتبره تافها ، وعاد يكمل عقد الشراء .
وكل واحد من الموجودين يحذر صاحب المطعم ( هو شاب على اوائل الثلاثينيات بالمناسبة ) ، وينصح له بتجنب الشر وعدم تعريض نفسه للخطر .. لما أحس الرجل بهذا الظلم .. صرخ :
- يعنى انت عايز التليفزيون ؟
- أيوه

وفى حركة مفاجئة أمسك الرجل بالتلفاز وطرحه بكل قوة على الأرض فتحول إلى فتات ، وتابع :
- اتفضل لمّه .. يبقى حرام لو اديتهولك

وهكذا انتهت القصة ..

أرجو أن تكون قد أعجبتكم جميعا .


14/3/2006

تامر حسنى يضحى بحياته من أجل الجمهور .


هو عنوان خاطئ ، لايهدف إلى التشويق أبدا .. إنما حاولت أن أتخيل لو مات تامر حسنى كيف ستكون رؤية وتفسيرات محبيه وعشاقه ..

يالى من تافه وساخر .. إن هذا العنوان ليس من خيالى بل هى كلمة خرجت من معجب وهو فى كامل قواه العقلية .

لم أكن أتوقع – وأحسب أن خيالى ليس بالضيق – أن تكون تفسيرات سجن تامر حسنى وهيثم شاكر بهذه البلاهة والتفاهة .. وبئس الحب الذى يحذف العقل ويلغى تفكيره .

كانت تفسيرات المعجبين كما نشرتها الدستور بتاريخ 8/3/2006 كالآتى :

- دى أكيد مؤامرة من الحكومة علشان تغطى على أحداث العبارة والإهمال فى أنفلوانزا الطيور .
- أكيد العملية متلفقة لتامر من حد بيغير منه .
- ياجماعة تامر وهيثم أكيد شهود على المزور بس مش متهمين .. دول ناس محترمة جدا .
- ياجماعة أكيد تامر اتنصب عليه .
- الحكاية دى حتى لو صح ( علامة دهشة فلا تكفى علامة التعجب ) مش هنبطل نحب هيثم ، ما كلنا بنغلط .
- أنا حاسس إن دى مؤامرة ضد تامر .. وهيثم راح فى الرجلين ( علامة قهقهه ).
- إزاى يقبضوا على هيثم شاكر وهو مطرب مشهور وإزاى نزل معاهم ( صحيح .. إزاى نزل معاهم ؟؟!! )
- مش قادر آكل ولا اشرب من الزعل .
- كله إلا هيثم .. انا مش مصدق انه زوّر .

هناك من زارهم فى السجن فذكر أنهم يعاملون معاملة خاصة ويلعبون الكرة ( لهف قلبى على المعتقلين الذين تلعب بهم الأمراض والسياط ) .

نأتى لصديقنا صاحب العنوان الذى قال وهو يذوب حبا : " ضحيت بعمرك يا تامر عشانا ، ودلوقت واجب علينا ندعيلك ، ربنا معاك " .

والحقيقة أن النظرة السطحية ستلقى كل المسؤولية على هؤلاء الشباب ، وهم كما هو واضح كأنهم سكارى من الحب ، وحديثهم لايمكن تصنيفه تحت أى منطق عقلى ولا شبه عقلى حتى !

لكن الحق أنهم لايتحملون السؤولية كلها .. فحالة التقديس التى زرعها الإعلام الفاشل لشلة من التافهين ( لا اقصد تامر ولا هيثم ) كل مواهبهم فى الحياة هو الصوت والرقص والتعرى .. لم يقدموا فى تاريخهم الذى سيبلغ مائة سنة من الفن قريبا إلا أغانى الحب والغرام والعش والهجران .. إلى جانب شذرات متطايرة ومتبخرة من أغان وطنية ودينية واجتماعية لها معنى أو تحاول زرع قيمة .

وأصبحت الراقصة .. التى لاتجيد إلا أن ترقص عارية أمام أعين الناس .. أو التى تنام فى أحضان "البطل" أيا ما كان هذا البطل أمام كاميرات تنقل صورتها إلى العالم كله .. أصبح هؤلاء هن المثل الأعلى للشباب والفتيات .. أذكر أن فيفى عبده ذات يوم تحدثت فى برنامج ( حوار صريح جدا ) الذى كانت تقدمه منى الحسينى على القناة الثانية المصرية فى رمضان منذ حوالى عشر سنوات فعزت نجاحها إلى أنها اتخذت قرارها بنفسها وهربت من البيت فى سن 8 أعوام أو 10 أعوام ( لا أتذكر بالضبط ) .. فنزلت فى يوم الجمعة بعد التالية قرار من وزارة الأوقاف بأن تكون الخطبة عن بر الوالدين بعدما تكاثرت فجأة حوادث الهروب من البيت .. فى محاولة لاقتفاء أثر الراقصة التى أصبحت قدوة .

لكنه بالتأكيد كان قرارا فاشلا .. فمن تلك التى ستحرص على خطبة الجمعة وهى التى هربت لتمارس الرقص والغناء .. وهى مازالت طفلة أو مراهقة ..

وهكذا بدلا من أن تصحح الدولة توجهها حاولت أن تفعل المستحيل .. تماما كالذى يحاول أن يجمع بخار الماء الذى انفجر وخرج من الإناء ولم يعد يحتمل حبسا .

وهو ذات الإعلام الذى فشل فى أن يجعل قمما ( ولو حتى متفق عليها كأحمد زويل ومصطفى مشرفة ويحيى المشد .. وغيرهم ) رموزا يحاول الشباب أن يقتدى بهم .

ويسألونك عن الشباب.. قل هم غرقى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


11/3/2006

ليلة مع مباحث أمن الوطن .

للكتب المصادرة مذاق خاص ، فهى فضلا عن قيمتها حيث لاتصادر فى بلادنا إلا الكتب القيمة ، إلا أنها ترسل نشويقا نحو مطالعة هذا الذى أزعج الأوصياء علينا فمنعوه من الوصول إلى أفكار الناس .

منذ حصلت على نسخة من رواية ( مباحث أمن الوطن ) للكاتب المعروف د. محمد عباس ، وهى نسخة إليكترونية بالمناسبة يمكن لأى أحد الحصول عليها من موقعه على الانترنت www.mohamadabbas.net سهرت عليها حتى أنهيتها رغم ماتحمله فى كل كلمة من مرارة ورعب ومشاعر نفسية يبرع قلم الدكتور عباس فى الإبحار فيها ليصوغها فى ألفاظ .

وإن كنت مؤمنا أن المشاعر لايمكن وصفها بأى قلم ، إلا أن الله قد أنعم على الأدباء بقلم يستطيع الوصول إلى أقرب الألفاظ التى تعطى الإيحاء المناسب .

الرعب والخوف والمرارة التى تحملها الرواية جعلتنى أرى حكمة الله فى مصادرتها ، فهى تلقى فى قلب القارئ رعبا حقيقيا من هذا الجهاز الذى يحمل اسم ( مباحث أمن الوطن ) ، ومن الخير أن تدافع عن الحق وعن الخير دون أن تعرف قوة الباطل وشراسته .. فلربما كانت المعرفة تضعف النفس وتلقى فيها الخوف وتغريها بالبعد عن الشر وسد باب الريح .. والسلبية والصمت والسكوت .

أؤكد فى البداية أنى لست أكثر من متذوق للأدب .. ولا افهم شيئا فى مجال النقد الأدبى ، ولا أكتب تعليقا ولا تحليلا بقدر ماهو رأى أو رؤية قارئ عادى جدا جدا .

أذكر أن الرواية استغرقت منى ثلاث ساعات وانا جالس على جهاز الكمبيوتر أطالعها دون أن أستطع الالتفات عنها مطلقا .. رغم أنى لا أراها تشويقية تشد الأذهان إلى هذه الدرجة .. إلا أن فيها خيطا قويا متينا يجذب القارئ نحو مواصلتها .. أو لربما كنت أنا الذى استشعرت هذا الخيط وحدى .

تحكى الرواية عن المهندس على هاشم رجل الأعمال الكبير ذو العلاقات النافذة الذى يأتيه خطاب استدعاء من مباحث أمن الوطن يحمله مخبر جامد صلد صلب لم يتأثر بالفخامة التى عليها مكتب المهندس ولا حتى بأناقته ومكانته .. بل سلمه الاستدعاء ولم يتكلم أكثر من عبارات صغيرة مقتضبة كإجابة على اسئلة بسيطة حاول بها المهندس على تطمين نفسه وبث الرهبة فى قلب المخبر .. فإذا بهذه الإجابات تزيده رعبا .

ويتفتت قلب المهندس المحترم وتجتاحه أعاصير القلق والرعب حول مالذى يمكن أن يكون قد أغضب عليه هذا الجهاز الرهيب الذى يسمى ( مباحث أمن الوطن ) ، ويبدأ فى البحث عن علاقاته التى يمكن أن يستفيد بها فى هذه المحنة العظيمة ، لكنه يبدأ فى استبعاد الجميع لأنه لا يرى فيهم أحدا يمكنه أن يساعد فى شئ طالما كان طرفا فيه جهاز ( مباحث أمن الوطن ) .

يشمت به سكرتيره الخاص لأول مرة ، وتلمع فى عينيه نظرات التشفى واسئلة الإذلال حين حاول المهندس أن يلغى مواعيد الغد لهذا الاستدعاء الطارئ .. فيذكره بأهمية هذا الموعد ، ثم يسأله متى يعود .. فى لمحات من الإذلال التى يحترق لها صدر رجل الأعمال الكبير .

تدور الرواية فى زمن قدره يوم ونصف منذ وصول الاستدعاء للمهندس على هاشم وإلى حين دخوله غرفة اللواء حسين بركة الذى كتب اسمه على الاستدعاء .

فى هذا اليوم والنصف يبدأ المهندس على هاشم فى اجترار كل الذكريات والمعلومات التى يعرفها عن ( مباحث أمن الوطن ) فيتذكر فجأة بشكل يندهش له هو نفسه حكايات وتفصيلات كثيرة ، كانت مباحث أمن الوطن طرفا فيها .. ويتعجب من سيل الذكريات والمعلومات التى يختزنها عقله ، حتى تخيل أنه لوسئل فيما قبل هذا الاستدعاء عن معلوماته عن مباحث أمن الوطن لأجاب فى تلقائية : لا اعرف شيئا .. لنه مكان لم يدخله ولم يتعامل معه ولا حاجة له به .. حيث أن المهندس على هاشم من رجال الأعمال الذين لا يتحدثون فى السياسة ، بل ولا يتابعون الأخبار لأنها أخبار كاذبة .. يستطيع معرفة الأخبار الحقيقية فى جلسات خاصة .. لكنه يرقب اتجاهات السياسة بحساسية فلا يتعامل مع دولة أعداء أو حتى شبه أعداء أو يمكن أن يكونوا فى يوم ما أعداء للدولة .. ورغم هذا الحرص والاحتياط فإنه كثيرا ماتنقلب الأمور والاتجاهات السياسية فيضطر لإلغاء عقوده مع الدول التى تغيرت الريح عنها .

يتجنب مناقصات الوزارات الحساسة كالدفاع مثلا اقتداء بالمقاول الذى تحول فى لحظة إلى خائن ألقى فى السجن لأن قريبه سرب بعض أسرار مناقصات وزارة الدفاع .. وحوكم القريب وخرج المقاول سالما .. إلا أنه لايحاول الدخول فى هذا المضمار رغم خرافية مكاسبه .. فمن يدرى هل يكتشف الأمر بعد حبل المشنقة أم قبله .

يطلب المستشار الأمنى لشركاته عبر الهاتف الخاص جدا ، فلقد كان ضابطا سابقا بمباحث أمن الوطن ، الذى يفاجأ بالأمر ويغلق الهاتف ثم بعد فترة توتر يندفع إلى مكتبه طالبا منه السكوت ويجرده من كل متعلقاته ويأخذه بسيارته الخاصة إلى مكان صحراوى بعيد لتجنب التجسس والتتبع من مباحث أمن الوطن .. ليخبره بأنه لايستطيع أن يفعل له شيئا ، ثم يحكى الضابط السابق عن ذكرياته مع مباحث أمن الوطن ، وكيف أنهم متجردون من الإنسانية .. وأن هذا التجرد هو الشئ المطلوب لذاته لا لكون وسيلة لتنفيذ الأوامر .. وأن المطرود منهم يجب أن تقطع كل علاقة معه .

ثم يحكى له عن حكاية سابقة تم أمره فيها بمهاجمة عزاء على أنه تهريب منشورات ، فلما مزق الكفن إذ به يجد جثة طفل صغير ميت فيلتاع لأنه مزق حرمة الميت ، ويحاول طلب السماح من والد الصغير الذى يصر على عدم دفن الجثة ويترك الجثة ويمضى .. ثم يفاجأ بأن رئيسه كان يعلم بأنه لامنشورات ولكن أراد تدريبه عن انتهالك حرمة الموت .

هذا الموقف كان يراه المهندس على هاشم بالصدفة .. وتابع من خلاله أخبار هذا الضابط ، ثم عينه مستشارا عنده حين خرج من الجهاز لكى يأمنه أو لكى ينتقم منه بأسلوب التحكم فى معيشته .. أو لسبب آخر لايعرفه .

وعبر هذا اليوم يتذكر المهندس صديقه الوحيد الذى صادقه عن حب ، وهو الدكتور المصرى الأصل الأمريكى الجنسية الذى طلب منه مسئول كبير أن يعود من أمريكا ليترأس كلية الطب فى مصر لكى يرفعها إلى مستوى العالمية .. ثم يحاول الرجل فيفاجا بأنه قد ألقى القبض عليه بتهم اختلاسات كثيرة كان واضحا أنه أُتى به من أمريكا لكى يكون غطاء لهذه الاختلاسات التى ارتكبها كبار .. زاد الطين بلة أنه لم يكن يحتفظ بوثائق تبرئه لأنه لم يتوقع هذا .. واستمرت القضية فى المحاكم 11 عاما كان ممنوعا فيها من السفر ، ثم صدر حكم البراءة ليموت الرجل فى ثانى يوم من خروجه .. بعد أن تم تعذيبه داخل السجن وتعرف فيه على أنواع المجرمين ، ولم يكن يتخيل قبل مرحلة السجن التى سبقت جلسات صدور الحكم أنه سيسجن بل كان مازال يرى أنه سيتم الاعتذار له والرجاء أن يعود للعمادة فيرفض هو الطلب .

سنكتشف فى آخر الرواية أنه خرج براءة بعد أن استجابت زوجته الأمريكية لابتزاز مسؤول كبير بعد رحلة ضغط طويلة ومرهقة فسلمت له نفسها ليتغير مسار القضية من التعقيد نحو البراءة .

ثم يتذكر المهندس قصص الأب يوحنا الذى أتاه استدعاء لتصفية حوادث الوحدة الوطنية .. فإذا به يدخل ليتلقى علقة ساخنة من العساكر والضباط تؤدى إلى موته ، هذه القصة التى كان قد رواها له ابن صديقه الذى يعمل ضابطا .

كذا قصة الطبيب الشاب الذى رفض الاستجابة لكتابة تقرير اختلال نفسى لأحد المتهمين ، فتم تعذيبه وسجنه ثم منعه من السفر ، ولما سافر لبعثة علمية بعد فترة كان الطبيب يحاول فضح الانتهاكات التى تحدث فى مصر .. وماهى إلا أيام حتى أذيع خبر انتحاره .. فلما ذهب يعزى والده فيه أخبره الوالد بأنه قتل وأن الشرطة البريطانية كانت متعاونة مع ( مباحث أمن الوطن ) فى قتله هناك .. وانه كان قد تلقى تحذيرات وتهديدات تطالبه بأن يكف ولده عما يفعل .

وهكذا يجرى السياق الدرامى ، عبر اليوم والنصف .. ينتقل من ذكريات أخرى تلقى رعبا أشد وابشع فى نفس المهندس .. إلى مشاهد من حياته الواقعية التى يدافع فيها عن النظام لشعوره بأنه مراقب عسى أن يجعل هذا له يدا فى لقاء الغد ، ويحاول البحث عن الأشياء التى يمكن أن يكون أخطا فيها فأثارت عليه ( مباحث أمن الوطن ) فلا يجد .

تحاول الرواية رصد مشاعر الغربيين نحو الشعوب العربية من خلال الزوجة الأمريكية التى تشتعل نارا مع قضية زوجها التى تتصاعد ، ثم مع ابتزاز المسؤول الكبير وحتى استجابتها له من أجل زوجها ، وتصرح بأنه لم يرها أحد إلا وحاول الاستمتاع بها ، حتى قبل خروجها من مصر بعد وفاة الزوج اشتعلت قضية بينها وبين أهل زوجها بخصوص حضانة الأطفال التى صممت ألا تفرط فيها ليعيشوا فى هذا الشعب وفى هذه المنطقة التى تعتبر حظيرة من الخنازير تنتظر الذبح .. وأنها لن تقف أبدا مع القضايا العربية التى كانت تقف معها فى بلادها سابقا .. بل ستصر على أن تأتى القوات الغربية والأمريكية لكى تنظف العالم من هذه الخنازير .. لأنهم بشر لايستحقون الحياة .

ثم تصل الرواية إلى آخرها بدخول المهندس المبنى الرهيب فى اليوم التالى ليقضى فيه أوقاتا طويلة منتظرا الدخول ، أمام ضابط أمامه جهاز كمبيوتر تعكس صورته الكثير من الزوايا ليراها منه ، وقد كان الكمبيوتر يعرض صور فضائحه العملية والجنسية ولقاءاته مع الجميع سواء الأصدقاء فى العمل أو الشخصيين أو ناجى أو زوجته الأمريكية أو صفقاته وفساده وتزويره فى الأوراق ورشاواه التى دفعها ... وحتى لقاءه فى الصحراء مع مستشاره الأمنى والضابط السابق .. وبعد أن يقع قلبه بين قدميه يكتشف فجأة أنه طالما كان كل هذا معروفا لهم منذ زمن ولم يُعاقب عليه فمعنى هذا أنهم لن يعاقبونه الآن .. إذن هو هنا ليس للعقاب .

حينها يعرف أنه سيكون وزيرا فى اليوم التالى .

وهنا تنتهى الرواية وهو فى طريقه إلى مكتب اللواء حسين بركة .


9/3/2006

معلومة صغيرة ومهمة .

رغبة فى زيادة ثقافة الجماهير أنشر هذه المعلومة التى وردت فى تحقيق بجريدة الدستور 8/3/2006 كتبه ( عبير العسكرى ومصطفى بسيونى ) .

1- " بنفس المعادلة المنقوصة تفرق الحكومة بين ضحايا الكوارث من مواطنيها والأجانب ، فطائرة شرم الشيخ التى سقطت فى يناير 2002 وراح ضحيتها عشرات الركاب وجميعهم من جنسيات أجنبية مختلفة عدا طاقم الطائرة المصرى ، قررت الحكومة صرف تعويضات ضخمة لأسر الضحايا وصلت إلى 800 ألف دولار لك فرد ( ثمانمائة ألف دولار لكل فرد ) .. 4.5 مليون جنيه دفعت الحكومة جزءا منه والباقى جار دفعه ، والغريب أن هذا المبلغ تم دفعه للضحايا الأجانب فقط ( الأجانب فقط ) " .

مابين الأقواس كلامى أنا ، والكلام السابق لـ أحمد سيف حمد مدير مركز هشام مبارك للقانون .

2- يذكركم التحقيق بأن ضحايا طائرة لوكيربى حصل كل واحد منهم على 250 مليون دولار ، وعددهم 270 فردا .

3- كما يذكركم التحقيق بأن ليبيا دفعت تعويضا قدره 600 ألف دولار لصاحبة كلبة (( تحت الكلبة خط )) ماتت فى تفجير ملهى ليلى بألمانيا اتهمت فيه المخابرات الليبية .

المعلومتين السابقتين على مسؤولية سيد عبد الغنى المحامى بالنقض والدستورية العليا .


ومع فاصل معلوماتى آخر .


8/3/2006

فضيحة فى صميم الشرف لمجدى خليل .



فى يناير من هذا العام استضافت قناة الجزيرة فى برنامج الاتجاه المعاكس الناشط القبطى البارز مجدى خليل فى مواجهة المفكر والباحث المعروف أنيس النقاش .. كان محور الحلقة هو فشل الليبراليين فى كسب الشارع العربى الذى اختار الإسلاميين فى الانتخابات التى جرت فى مصر ، ثم فى فلسطين .

كانت أول مرة أرى فيها مجدى خليل .. وأول مرة أسمع له رأيا فى أمر أعم من الشأن القبطى .. كان الرجل يتحدث من أمريكا ، لكن مايلفت النظر ليست اللهجة الأمريكية الواضحة ( عن نفسى لا أرى عيبا فى أن يعتنق أحد أى فكر مادام فكرا لايحمل ازدواجية المعايير ) .. إنما الذى لفت نظرى أن الرجل كان يتكلم فى شأن لا يعرف عنه شيئا بلهجة الواثق من معلوماته .

قال مثلا : كل المحللين فى كل العالم كتبوا أن التصويت للإخوان ولحماس كان تصويتا احتجاجيا ( وهذا كذب فاضح وحقير ، ورد عليه انيس النقاش فقال : لا .. نحن أيضا فى العالم ونقرأ وليس هذا صحيحا ) .
وقال : " انت مثلا لو بصيت لانتخابات مصر كان بلطجية فى مواجهة بلطجية .. بلطجية الإخوان فى مواجهة بلطجية الحكومة " ( وهذا كذب فاضح وحقير أيضا .. وكل من كان فى مصر يعرف هذا ) .
وقال : " لو فى بريطانيا مثلا حزب رفع شعار ( المسيحية هى الحل ) وهرفع حزب آخر شعار ( المسيحية هى المشكلة ) يبقى نقدر نقول ان هنا فيه حرية .. ولو فاز الحزب اللى رفع شعار ( المسيحية هى المشكلة ) يبقى هنا نقدر نقول ان الشعب عنده وعى " .
وهذه العبارة الأخيرة لا تعليق لى عليها لأنها من أفكاره وهو حر فى اعتناقه الفكر الذى يراه صحيحا .. رغم تنافى هذا الرأى مع تبنيه مشاكل الأقباط تحديدا لا مشاكل الشعب المصرى عامة .

ثم اقرأ بعض المقالات المكتوبة على الانترنت لمجدى خليل ، واتعجب من باحث يرى أن الإسلام المعتدل ينحصر فى على عبد الرازق وقاسم أمين وطه حسين .. بل يقصد على الأخص كتب ( الإسلام وأصول الحكم – المرأة الجديدة – مستقبل الثقافة فى مصر ) للمؤلفين الثلاثة على الترتيب ، ويرى فيما عدا ذلك تيارا متطرفا يضع على رأسه حسن البنا والإخوان المسلمين ثم يمارس خلطا اعتدنا عليه بين الإخوان والجماعات الإسلامية كلها ليضعها فى سلة واحدة .

فى نفس أسبوع لقاء مجدى خليل على الجزيرة كانت صحيفة الدستور تنشر له مقالا على مساحة صفحة كاملة ينتقد فيها زيارة الناشط القبطى مايكل منير لمصر ويرى هذه الزيارة محاولة جديدة من محاولات الحكومة المصرية لاختراق حركة أقباط المهجر ، وانتقد فيها مايكل منير وساق الأدلة على قيامه بهذه الخطوة منفردا رغم معارضة كبار أقباط المهجر لها .

ثم نشرت الدستور بتاريخ 8/3/2006 مقالين فى نفس الصفحة لمايكل منير ومجدى خليل .. وكان مقال مايكل منير يحمل من الأدلة ما يؤكد على كذب مجدى خليل .. والكذب بالذات هى الصفة التى تسحب الشرف من أى إنسان فى لحظة واحدة وتسحبه من قائمة المخالفين فى الرأى الذين يستحقون الاحترام إلى قائمة المخالفين فى القيم الإنسانية الأصيلة الذين لايستحقون غير الاحتقار .. ويكون للخلاف معهم شأن آخر ولهجة أخرى .

سأنقل هنا بعضا من كلام مايكل منير الذى يتعلق ويثبت واقعة الكذب والتزوير .. متحاشيا نقل مابينهما من غمز ولمز وتشهير .. فأربأ بنفسى عن الوقيعة بين أحد ، ومالهذا نكتب .

1- استنكر مايكل منير ماذكره مجدى خليل من مقابلته ( أى منير ) لرئيس المجلس الإسلامى الشيعى فى لبنان عبد الأمير قبلان .. ورأى فى هذا تشويها لزيارته التى قابل فيها أيضا ( سمير جعجع – ميشيل عون – رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان اللبنانى – مفتى لبنان ) .. وقال مستنكرا : " لكن سى مجدى قفز على هذه الأسماء ولم يذكر سوى الشيخ قبلان ليوحى بأننى على صلة بشخصيات ما قد لاتحظى بقبول لدى الأقباط " .
2- مازلنا نواصل النقل من مقال ما يكل منير : " ولم يفعل هذا وحسب بل ونسب ما قاله قبلان لى بشأن تفعيل الدفاع عن القضايا العربية فى أمريكا وهو مالم أقله أنا بالتأكيد ومع ذلك يصر على أن ينسب لى مالم أقله ومالم تنشره الصحيفة وهى موجودة وليست سرا ، وهذا سلوك خبيث يقصد به الإيحاء بأن لهجتى تغيرت حتى يترك انطباعا لدى الأقباط بأننى أغازل هذا الفصيل أو ذاك وهذا عير صحيح بالمرة " .
3- يرد منير على ماذكره خليل بشأن مفاجأة الأقباط وزعماء حركة أقباط المهجر بهذه الزيارة وإصدارهم بيانا يرفضون فيه هذه الزيارة فيقول : " والواقع أن أحدا لم يفاجأ بالزيارة لأن كثرين كانوا يعرفون بأمرها " وذكر منير أن من بين من عرفوا بأمرها عدلى أبادير ( كبير أقباط المهجر ) وثلاثة آخرين كانوا فى الاجتماع مع أبادير ، واحد أهم قيادات الكنيسة فى مصر ويوسف سيدهم ( رئيس تحرير جريدة وطنى القبطية ) .
4- يكشف منير أن مجدى خليل زور توقيعات لنشطاء الأقباط على بيان كتبه هو ، وذكر منير اسماء هذه الشخصيات التى أعلنت أنها لم توقع على البيان فقال : " ومع ذلك فقد اصر على التدليس والتزوير إذ انتهز فرصة وجودى فى القاهرة ودلس بيانا مذيلا بتوقيعات نسبها إلى شخصيات محترمة منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ صمويل فهد رئيس الهيئة القبطية الاسترالية ، والأستاذ جميل حلمى نائب رئيس الهيئة القبطية الاسترالية ، والدكتور ماهر رزق الله رئيس الهيئة القبطية الكندية بتورونتو ، والدكتور عماد يوسف وغيرهم ، وجميعهم أكد لى أنهم لم يوقعوا على بيان سى مجدى الذى راح ينشره ويوزعه فى كل مكان ، فضلا عن أن الهيئة القبطية الاسترالية أصدرت بيانا شجبت فيه الزج باسمها فى بيان سى مجدى الملفق " .
5- وآخر فقرات المقال كانت تحمل فضيحة اختلاق كلام بالكامل ونسبته إلى شخص لم يقله ، يقول منير : " ومع ان سى مجدى اعترف فى مقاله بأن الدكتور رفعت السعيد نفى تماما أن يكون له أى دور فى هذه الزيارة قائلا " إن مايكل منير صديق ابنى وبينزل فى بيتى فى كل زيارة ، ولكن ماليش دعوة بزيارته هذه " وأضاف بالنص " لو انت رحت السفارة المصرية فى واشنطن وطلبت مقابلة عمر سليمان هل هيقولوا لك لأ بالطبع هيرحبوا بيك ، أنا ماليش دعوة بقى ومتدخلونيش فى مشاكلكم فى المهجر ، وماتشغلوش بالكم بمايكل قوى ، اللى قعدوا معاه عارفين حجمه بالضبط " ، وهذا هو مالفقه سى مجدى منسوبا إلى د. رفعت السعيد للإيحاء بأن زيارتى للقاهرة تمت بترتيب من السفارة وهو مالم يحدث والحقيقة التى قالها د. رفعت نقصان أو زيادة هى أنى صديق لعائلته وابنه وازور منزله حين ازور مصر وانه لايريد إقحام نفسه فى هذه المهاترات " انتهى الاقتباس ولا تعليق .


كلام مايكل منير الذى يذكر فيه الأسماء علانية لاشك أنه يحمل دليل أنه ينطلق من موقف قوة ، وهو مالم يفعله مجدى خليل فى مقاله السالف الذكر .

والحقيقة أن قضية الأقباط وكونهم يعانون اضطهادا فى مصر لاتختصرها هذه الجملة ( يعانون اضطهادا ) لأن الواقع أنهم يأخذون أكثر من حقهم بكثير فى جوانب كما يضطهدون بالفعل فى جوانب أخرى .. فليس الأمر ابدا على اعتبار كونهم أقلية مضطهدة لكونها قبطية .. إنما تحمل المشكلة أعماقا أخرى ، لاشك أن أهم أسبابها الديكتاتورية التى تعيشها مصر كلها .

نختم المقال بطرفة ظريفة :

كان مقال مجدى خليل المجاور لمقال مايكل منير يحتوى على هذه العبارة : " ولم يستطع أحد أن يكذب كلمة واحدة جاءت فى هذا البحث ( يقصد مقاله السابق .. إلهامى ) بشكل مقنع وصادق " .
وأتساءل .. أليس مافعله مايكل منير يسمى تكذيبا .. إن لم يكن فضيحة مدوية ؟؟؟

إن قضية الأقباط تخسر كثيرا إذا كان من يحملها يتجرأ على الكذب والتزوير والاختلاق .


9/3/2006

دراكولا يشرب دماء ضحايا العبارة .


ذلك الكائن الوحشى الذى اخترعته أفلام الرعب الذى يقوم بـ ( مص ) دماء الضحايا فى تلذذ ، يبدو أنه الآن يتواضع أمام المجرمين فى مصر ، إذ أنهم يشربون الدماء شربا لا امتصاصا .

ولا أدرى كيف يمكن لكائن يُطلق عليه اسم ( إنسان ) أن يتفنن ويتمتع بالإجرام ، لا اقول دون أن تطرف له عين ، بل وهو يبتسم ويقهقه .. إنه يمارس الإجرام كنوع من ممارسة المتعة ، يبتكر الطريقة التى يجعل بها إجرامه ذا مذاق خاص .

هذا ما صدمت به حين كشفت صحيفة الأسبوع فى عددها الأخير عن نص العقد الذى يوقع عليه أهالى ضحايا العبارة الغارقة والذى يحدد المستحقات الواجبة لكل طرف .. وهو نص عقد كارثى مذهل ، إنه يجرد الناس من أى سلاح معهم ، أو حتى يمكن أن يستخدموه فى المستقبل ، بل واتخذ المجرم كاتب العقد احتياطاته كى يحصن صاحب الشركة من أى قوانين يمكن أن تظهر فى المستقبل .. تخيلوا !!!

كان العقد يحتوى بنودا تُلزم بالآتى :

• هذا التعويض والمقدر بـ 15 ألف جنيه يشمل التعويض عن " الأمتعة وكافة ما تحمله من المعاناة والآلام النفسية والعصبية والمادية والمعنوية منذ وقت غرق العبارة وحتى نجاته بسلام " .
• سداد الشركة لقيمة التعويض لا يُعد ولا يُعتبر إقرارا منه بالمسؤولية عن الحادث ( !!! يبدو أن الشركة تعتبره إحسانا من قبيل الصدقات التى تدفعها للفقراء والمساكين نظرا للصفات الإنسانية العالية التى يتمتع بها أصحاب الشركة !!! ) .
• هذا التعويض يشمل كل المستحقات المنصوص عليها فى أى قانون مصرى أو دولى أو فى أى تشريع آخر يمكن أن يكون منطبقا على الحادث .
• هذا التعويض ( تذكروا انه 15 ألف فقط اللى عليه كل الفرح ده ! ) يعتبر إبراء ذمة لـ ( نعد مع بعض ) : الشركة ومديريها ومستأجريها ومستغليها ومجهزيها وأربابها وطاقمها وللشركات المؤمنة عليها .
• لايحق للموقع على العقد مطالبة المذكورين أعلاه ( اللى احنا عدناهم مع بعض ) حاليا ومستقبلا ( !! ) بأى طلبات أو مطالبات تتعلق بالحادث أيا كان نوعها ومصدرها ( مش عارف احط ايه غير علامات تعجب !!!) .
• ليس للطرف الثانى ( الضحية أو اهله ) الحق فى الادعاء مدنيا فى أى إجراءات أو تحقيقات أو دعاوى جنائية قد يتم تحريكها مستقبلا ( نحط خط تحت الجملة اللى فاتت ) ضد المذكورين أعلاه ( اللى احنا عدناهم مع بعض ) .
• ( البند ده نكتة ) يقر الطرف الثانى بأنه فى حالة ما إذا أُنشئ مستقبلا صندق تحديد المسؤولية عن حادث غرق عبارة السلام 98 طبقا لأحكام القانون الدولى أو لأى قوانين أخرى ، فإنه بموجب توقيعه يتم إحالة كافة حقوقه قبل الصندوق إلى الطرف الأول ( اللى هو المجرم صاحب العبارة .. تنازل مسبق عن أى حق قد ينشأ ) .
• ( مسك الختام .. أو ختامها كفر بعد أن كانت بدايتها إجرام ) لايجوز للطرف الثانى أن يحيل أى حق من حقوقه إلى أى جهة أو شخص طبيعى أو شخص اعتبارى .. والتوقيع يعتبر إقرار منه بذلك .

بم يمكن أن يوصف هذا الإجرام ؟؟
وأى شيطان هذا الذى سكن فى نفوس تلك الكائنات التى تملك ملامح البشر ؟؟
وهل كاتب هذا العقد الفضيحة يمكن أن يكتبه لو كان إنسانا مثل كل البشر .. أو حتى يكتبه بروح المجرم الذى يعرف فى قرارة نفسه أنه مجرم .. أم أنه وصل إلى حد الاستمتاع بالإجرام ، والبحث عن نقاط التميز والإبداع فى القتل وشرب الدماء ؟

ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .

( التقرير : كتبه مجدى صالح – الأسبوع 6/3/2006 ) .


6/3/2006

ونسى الناس مذبحة السودانيين !!



هناك بعض الحوادث تعجز أن تعرف لماذا ينساها – أو يتناساها - كل الأطراف معا ، رغم كل الفروق والاختلافات التى تضع هذه الأطراف فى مواقف الخصوم أحيانا .

أقصد هنا حادثة مذبحة اللاجئين السودانيين التى وقعت فى يناير 2006 ، فى واحد من أكبر ميادين القاهرة وتحت سمع وبصر كل الدنيا ، وتم ضرب وقتل وإغراق السودانيين المعتصمين بالمياة الباردة فى قلب الشتاء القاهرى البارد .. لم ينج منة هذا لا شاب سليم ولاطفل ولا رجل معاق ولا امرأة ولا فتاة .

بل إن واحدا منهم حاول رفع العكاز الذى يستند عليه ليوضح للحمار الذى تمثل فى هيئة جندى أمن مركزى أنه عاجز لايستطيع فعل شئ .. لكن الحمار لم يرحم ، وكيف يرحم وهو لم يفهم أصلا ؟؟

المهم أن هذه الحادثة رغم فجاعتها وضخامتها لم تأخذ قدرا من الاهتمام تقريبا من كل الأطراف ، ولربما كانت صحيفة الدستور هى التى استمرت تتذكرها حتى بعدها بثلاثة أعداد .. وهى أطول مدة ، لكن حتى الصحف الغربية والتى تعد هذه الحادثة بالنسبة لها كنزا وقع لهم من السماء ، ونقطة ولا أوضح يستطيعون به إثبات ما يريدون حول الحريات والديكتاتورية وسطوة الجهاز الأمنى فى مصر .. حتى الصحف الغربية انتهى لديها الموضوع سريعا ، وصمتت أقلامها بسرعة أكثر .

الجهة – الوحيدة فيما أعلم – التى اهتمت بهذا الموضوع هم المدونين على الانترنت ، وهم تيار يزداد بمعدلات عالية ، ويمثلون صدقا وحقيقة مختلف ألوان الطيف ، ولا يستطيع أحد أن يدعى وقوعهم تحت ضغوط أو خدمتهم لمشروع معين أو جهة معينة .

فإذا كان من اهتم بالموضوع هم هؤلاء وفقط .. فما الذى منع باقى الجهات من تذكر الحدث والتفاعل معه ؟
ألا يوجد من يتعاطف مع السودانيين ؟

فإن لم يوجد هذا المتعاطف ؟ ألا يوجد من يدعم الوحدة العربية ؟
فإن لم يوجد لا متعاطف ولا داعم لوحدة عربية ولا إسلامية حتى !... أفلا يوجد من يكره ويعادى ويختلف مع النظام المصرى ؟؟

أليست شيئا غريبا ومثيرا للتساؤل أن ينسى كل الأطراف حادثة بعينها ؟؟

5/3/2006

الأربعاء، مارس 15، 2006

فكرة راودتنى لعلها تساهم فى تحرك الناس نحو التغيير .

أمدتنى فترة الانتخابات الماضية بكم كبير من المشاهدات والمعلومات ، كان طبيعيا أن تساهم فى مراجعة الكثير من الافكار .

ماعلينا .. اليوم فكرت فى ان حماسة الناس فى فترة الانتخابات لإسقاط مرشحى الوطنى كان كبيرا .. صحيح ان الاقبال كن فى حدود 20% من مجمل الناخبين .. لكن الشعور فى حد ذاته كان سائدا بين الناس .. ولو أنه يكفى أن يسود بين الفاعلين من الناس وإن كانوا 1 % وليس 20% .. فالباقى قد ارتضى برغبته ان يسير مع القطيع .

حاولت ان اكشف سبب هذا الحماس الجارف الذى كان يراود شباب الإخوان تحديدا فى الدعاي لمرشحيهم ، وقد أكرمنى الله بتجربة فى مراقبة الانتخابات تحت لافتة تصريح من منظمة حقوق إنسان فرأيت عن قرب وقائع كثيرة رويتها فى هذا الموضوع .

أحسب ، وقد أكون مخطئا ، أن السبب فى هذا الفوران والاندفاع هو وجود هدف قريب ليس بعيد المنال .. وهو إيصال المرشح الفلانى للبرلمان ، وهذا السبب هو تحديدا الذى دفع اكثر السلبيين لترك التصويت حيث شعروا باستحالة التغيير وبعد الهدف .. واللى عايزاه الحكومة بينجح والحكومة بتعمل اللى عايزاه ومحدش يقدر يقف قدام الحكومة و .. إلخ .

انطلاقا من هذه الفكرة .. هل يمكن لحركات التغيير مثل كفاية والتجمع الوطنى والاخوان .. وحتى القضاة وحركة 9 مارس الخاصة بأساتذة الجامعات .. أن تقسم أهدافها البعيدة إلى أهداف قريبة وصغيرة وتدريجية ؟

والتدرج سنة كونية من سنن الله .. لكن أقصد أن هذه التجزئة إلى أهداف قريبة تكون واضحة لجميع الموجودين فى دائرة المستهدف سواء كانوا ( المصريين - كفاية ) أو ( النخبة - التجمع الوطنى ) أو ( مسلمى مصر ديانة أو ثقافة - الاخوان ) أو ( اساتذة الجامعات - حركة 9 مارس ) أو .. أو ... أو .. إلخ .

بحيث يكون الإغراء الذى يمثله الهدف القريب هو المفجر للطاقة وللحماس فى دائرة المستهدف .. إذ تبدو الأهداف البعيدة مثبطة للهمم وقاتلة للحماس ، وأخشى أن تظل كفاية تنادى بالتغيير على مستوى شخص الرئيس نفسه فلا تجد من يدعمها إلا القلة التى تخرج من الجهل إلى الوعى أو من الخوف إلى الجرأة .. وهى قلة إلى جانب أنه معدل ازدياد بطيئ .

وأخشى كذلك أن تكون الاهداف الإخوانية من عينة ( حكومة مسلمة - خلافة اسلامية - استاذية العالم ) - وهذه ألفاظ أدبياتهم - .. أخشى أن تكون هذه الأهداف هى القاتلة للحماس المثبط للهمم .. وإن كان من الإنصاف أن نقول : إن الحركة المعتمد على العقيدة لدى شباب الإخوان يمكنها أن تسير ولو بدون هدف على اعتبار أن الأجر من عند الله وإن لم يتحقق الهدف فى الواقع .. مما يعطى الحركة الإخوانية خصوصية فى هذه الفكرة .

لكن لا يمكن نفى ان الهدف القريب الممكن يفجر من الحماس اضعاف ما يفجره الهدف البعيد .. وإن كانت الحركة تعتمد على الأجر والثواب الأخروى فقط .

ترى .. أأنا مخطئ أم مصيب فى أساس الفكرة ؟ ثم فى توقيعها على الواقع ؟

على العموم .. لعلها تصلح بذرة للحوار أو التفكير .



15/3/2006

هل المنقبات هن الهدف القادم ؟

كثيرا ما يمكنك اكتشاف اين تتجه رياح الدولة من خلال أقلام السلطة التى تبدأ فى لحظة واحدة وكأن توارد الأفكار لايصيب سواهم ، إذ تبدأ المقالات تتجه نحو موضوع واحد .

كان يمكن معرفة اتجاه الرياح منذ فترة من خلال مقالات ابراهيم سعدة تحديدا ، أما الان .. فعن نفسى لا أعرف من فارس هذه المهمة حتى اللحظة .

لكن فى قراءتى للتحليل الذى تنشره صحيفة ( المصريون - اعذرونى على تجاوز الحركة الإعرابية ) فى عددها اليوم طالعنى بهذا الاتفاق الملفت للنظر بين حمدى رزق ، وهو أشهر من أن يذكر فى مجال خدمة السلطة وكان دوره أيام الانتخابات الأخيرة ضد الإخوان أقذر من أن يشهر .. وهو صاحب الوثيقة البلهاء المسماة : خطة فتح مصر ، وهى الوثيقة التى ذابت من كل الصحف بما فيها الصحف الحكومي بعد معركة الانتخابات .. فى مشهد يقطع بتهافتها .

والثانى هو د. وحيد عبد المجيد .. وهو نموذج لذيذ مشرب ببعض الكوميدية لمثقف السلطة ، وله ابتسامة ضيقة تجمع بين الشماتة والمكر ببراعة .

***

أبدى حمدى رزق - فيما كتبه فى المصرى اليوم - انزعاجه من انزعاجه من انتشار ظاهرة النساء المنتقبات فى جميع الشوارع ووسائل المواصلات والنوادى ويعلق على رسالة قال انها من قارئة تبدى من مخاوفها من تعرض جمهورية مارينا على الساحل الشمالى لغزو من المنتقبات بعد ان اشترت احدى السيدات المنتقبات شاليه فى المزاد الذى اقيم مؤخرا لبيع فيلل وشاليهات فى منتجع اولاد الذوات وقال رزق " أينما تولوا وجوهكم فثمة منقبة تعبر الطريق في ردائها الأسود، لست وحدي الذي يستلفت انتباهه الظهور الكثيف هذه الأيام للمنقبات، فوق الأرض وتحتها، في الشارع والباص، وفي المول والسوبر ماركت، وفي الأندية والجامعات وفي ستاد الكرة وفي مترو الأنفاق، و يقدن السيارات لايبين منهن حتى العينين .
الظهور المفاجئ لتعويض غياب قسري باعتبار ما كان من منعهن من دخول أماكن بعينها، فدخلوها بتسامح مجتمعي تارة، وبالاستقواء تارة، وبأحكام قضائية باتة، وأخرها دخولهن الجامعة الأمريكية .
اللهم لا اعتراض، فالنقاب كالحجاب، كالسفور، حرية شخصية، ولكل سيدة ما انتوت، والنوايا يعلمها الله، ولا نشكك.. نحن راصدون لتلك الظاهرة التي تتسع وتتجسد علي رقعة المجتمع المصري دون تفسير مقنع أو تحليل مشبع،خاصة أن بعض الأردية النقابية تجاوزت سمت النقاب المصري إلي النقاب الخليجي والشادور الأفغاني .
بمناسبة مزاد الفيلات والشاليهات المارينية التي بيعت بالمزاد العلني قبل أيام، استلفت نظر سيدة ليست مارينية، مزايدة حامية الوطيس والسعر خاضتها سيدة منقبة للفوز بشاليه علي البحر، في الوقت الذي جاهد زوجها مزايدًا للحصول علي شاليه آخر .
تقول السيدة في رسالتها الإلكترونية: لقد ظللت أقرأ كل ما كتب عن المزاد بحثًا عن خبر كنت واثقة منه حتى وجدته في "أخبار اليوم" وسط مجموعة من الأخبار القصيرة المنشورة علي جانب الصفحة الثالثة، يقول الخبر: إن سيدة منقبة زايدت وبقوة للحصول علي شاليه حتى حصل عليه زوجها .
تقطع السيدة بأن هذا الشاليه هو مسمار جحا، ومركز لنشر الدعوة النقابية في مارينا، وتتساءل ولها حق : قل لي بربك لماذا تدفع منقبة عدة ملايين من الجنيهات في مكان يتسم بالعري والحفلات الصاخبة ؟!.
تضيف السيدة : هذا الشاليه هو المقر الجديد لاختراق مجتمع مارينا، خاصة أنه مجتمع يتمتع بمواصفات سهلة للسيطرة عليه، فمعظم رواده ملوا حياة الترف ويبحثون عن الجديد، لقد فكرن وانتهزن الفرصة لوضع أقدامهن هناك لتحويل مارينا إلي مجتمع النقاب، إنها نفس فلسفة المنقبات في الذهاب إلي الاستاد .


***

طبعا لا أحتاج إلى تعليق ولا تحليل لهذا المكتوب حيث لا أهدف لتحليل المكتوب ، وإن كان أبرز او ابشع مافيه هو النظر إلى المنتقبات على أنهن داء غريب يسعى للاختراق ( انظر اللفظ !! ) .. ويسعى لاختراق الطبقة النظيفة المثقفة المتحضرة .

لا أدرى إلا الآن أن مارينا كانت محرمة على المنقبات على نحو ما كان يكتب على المطاعم الأمريكية قديما : ممنوع دخول السود والكلاب

ثم يصفون الاسلاميين بأنهم لا يؤمنون بالمواطنة ؟؟؟؟
وسبحان الله العلى العظيم ..

أليست هذه تفرقة عنصرية فى غاية الوضوح ؟؟؟

المهم .. ليس هذا موضوعنا الآن .. إننا نحاول اكتشاف اتجاه الريح فقط

نأتى لمقال الدكتور وحيد عبد المجيد المنشور بجريدة وزارة الثقافة أو وزارة الحظيرة .. صحيفة القاهرة

*****

حيث يحذر الدكتور من ان تترك زوجتك تتدين وتصبح سيدة مواظبة على الصلاة وتحضر دروس الفقه والدعوة حيث بدأ
د. وحيد عبد المجيد مقاله متسائلا " ماذا تفعل إذا استيقظت ذات صباح فوجدت زوجتك وقد أصابتها موجة التدين الشكلي الطقوسي فصارت امرأة أخري غير تلك التي تعرفها؟ السؤال ليس افتراضيا بل واقعي جدا. وجهه لي صديق رأي خلال أيام قليلة في امرأته التي «تدينت" ما لم يكن يتخيله. تحولت زوجته إلي فقيهة متبحرة في شئون الدين تصدر كل يوم عددا من الفتاوى حسبما يفتح الله به عليها، وعلي صديقاتها الجديدات. فأي " فتوى" تطق في رأس أي منهن يتم تداولها بسرعة البرق، فتنزل علي رأس صديقي من حيث لا يحتسب.
" فتاوى" في الأكل والشرب والنوم، وفي دخول الحمام والخروج منه، وفي الجلوس والقيام، وفي الكلام والصمت، وفي تربية الأبناء وتعذيب البنات، وفي كل شيء يخطر علي بالك أو لا يخطر.
والمهم أن صديقي هذا متدين أصلا ويعرف من أصول دينه ما يعرف المسلم العادي وأكثر منه قليلا. فوجئ بأنها تنهره لأنه لا يؤدي الصلوات كلها في المسجد، أو لأنه لا يتوضأ بطريقة معينة لا يعرف هو أصلا لها. ولكنها الطريقة التي "افتت" بها أحدي الشيخات اللاتي تذهب زوجته للاستماع إلي دروسهن في منازل بعض صديقاتها.


***


ذكرتنى هذه المواقف بخطيب الجمعة فى المسجد الذى يجاورنى وهو خطيب يستمتع بمهاجمة الإخوان ، وهو سلفى .. لكنه من هؤلاء المرتبطين بأمن الدولة - ربما عن قناعة بأنهم أولياء الأمر فليس لى ان ادخل فى النوايا - لكنى سمعته مرة يشكو لعامل المسجد من تتبع مخبر أمن الدولة للفتيات اللاتى تأتين إلى المسجد ، وهن سلفيات .. والسلفيون بطبيعة قراءتهم للإسلام لا يقتربون من السياسة ولا من النقد للسلطة .. وكا الشيخ يقول لعامل المسجد اخبره ( اى مخبر امن الدولة ) بأن يكف عن التتبع لأن البنات بدأن فى الخوف والامتناع عن الحضور .. والكلام هنا لا علاقة بالسياسة مطلقا .. وألح على العامل فى أن يوصل هذا الكلام للمخبر .

حقيقة لا أدرى إلام انتهى الموضوع خصوصا وأنه حدث منذ اسبوع تقريبا .

لكن ..

هل يعنى هذا أن الرياح هذه الأيام تستهدف المنقبات ، خصوصا وانه لا يجب ان ننسى حادثة تفجير اوتوبيس السيدة عائشة الذى قامت به بنتان منقبتان قيل انهما اخت ومخطوبة القائم بعملية كوبرى عبد المنعم رياض فى الصيف الماضى .. ثم نكتشف ان الحادث ( اقصد السيدة عائشة ) لا وجود له مطلقا .. ولم تخرج له أى صور إلا صورة الاوتوبيس المكسور زجاجه .. وهى صورة لاتدل على شئ .


هل المنقبات هن الهدف القادم ؟؟؟


15/3/2006

السبت، مارس 11، 2006

رد سريع تلقائى فى أزمة عمرو خالد .

هذا الرد كتبته بسرعة وتلقائية بعد جولة بين المنتديات فى الخلاف بين القرضاوى وعمرو خالد .. نشرته فى ساح الحوار بموقع اسلام اون لاين

شخصيا أؤيد مبادر عمرو خالد بشدة .. وقولوا لى شيئا واحدا عاد
للمسلمين بمجرد الغضب ؟

( سأنتظر اجابة هذا السؤال - لكن تذكروا قضايا سلمان رشدى
ونسرين تسليمة و .... إلخ ) .

المشكلة كنت أحسبها تتركز فى فاشلى الصحافة الذين كان الموضوع
كنزا لهم استخدموا اسم القرضاوى ( الذى وقع نهاي أسطورة عمرو
خالد ) واسم عمرو خالد الذى أصبح بديلا عن ( الجيل القديم
المتشدد لابس الجبة والقفطان والذى لايفهم روح العصر ولا يرى فى
الغرب سى أعداء ولا يعشق غير الانغلاق ) .

حسبت المشكلة متركزة هنا .. لكن الصاعقة أننا نحن المسلمين لا
نحترم اختلافنا ( انا هنا اعتب على الشيخ القرضاوى مع اعترافى
بأنه سبب هدايتى واعتدال فكرى .. فما مثل هذا يقال على
الفضائيات ) .. لأننا بصراحة شديد وكما أثبتت الحوادث غوغاء
ورعاع و نفهم معنى الاختلاف من معنى الحرب .

كأن الناس انقسموا إلى قسمين ، قسم يطعن القرضاوى ، وقسم يذبح
عمرو خالد .. والحقيق أنه لا مستفيد .

إذا كان فاشلوا الصحافة والرافضن للإسلام ذاته قد كتبوا فى
الموضوع من أجل إشعال النار ، بل وكتب بعضهم قذارات .. فهدفهم
مفهوم ... لكن ما هو هدف الإسلاميين من هذا الاستقطاب الذى أدى
لمثل هذا الصراع ؟؟؟؟؟

قال القرضاوى ان عمرو خالد اتصل به بعد ثلاثة أيام يستشيره فى
الذهاب فقال القرضاوى لا تقطع الطريق على غضب الأمة .. فسكت
عمرو خالد وانتظر ... ثم فكر فى الذهاب بعد ان خمدت ثائرة
الأمة ليبدأ فى استثمار الموقف لصالح الإسلام .. ( لا أظن أحدا
سيقتنع بما قاله مثلا مجدى مهنا حول بحثه عن شهرة ومجد شخصى ..
فلا أظن فنانا ولا لاعب كرة إلا ويتمنى أن يكون فى شهرة وجماهيري
عمرو خالد .. بل حتى السياسيين يودون لو لهم مثل هذه
الجماهيرية )

هل سنظل غاضبين نتظاهر العمر كله ؟؟؟؟

أجيبونى ياناس !!!!!

هل المطلوب هو افتراس الدنمارك ( رغم يقينى بأن الموضوع لم
يكن يستحق ) .. والسكوت على أمريكا وبريطانيا .

فلتقولوا لنا يانشطاء المقاطعة ما هو دوركم فى نشر احدث صور
ابى غريب منذ أسابيع ... هل يصدق علينا المثل القائل ( مقدرش
ع الحمار هيتشطر على البردعة ) .

ثم هل كان عمرو خالد وحده ؟؟؟؟؟؟

لقد كتب كثيرون ممن لا يشك فى إخلاصهم يتشككون في القضية وفيما
حدث ويستنكرون المبالغة فى ردود الأفعال ، ومنهم الدكتور محمد
عباس فارس معركة ( وليمة لأعشاب البحر ) فى موقعه والدكتور صلاح
عز فى مقالاته بجريد المصريين الإلكترونية وغيرهم .

ثم ألم يكن مع عمرو خالد 40 فردا آخرين ؟؟

هل يبحثون كلهم عن مجد شهرة ؟ أم أن عقولهم لم تبلغ عبقريات
الآخرين ؟ أم أنهم أقل غيرة على الاسلام وحبا للنبى من آخرين ؟؟


قليل من العدل ياناس !!!



11/3/2006

مات علم مغمور .. كعادة أعلام أمتنا المنكوبة .

لا أقوى على الكتابة منذ أسابيع ..

حتى ماكتبته على الجهاز يجتاحنى كسل مدمر يفقدنى كل طاق لنقله إلى المدونة ، كأنما كانت روحى تعرف أنه فى أيامه الأخيرة .. رغم أنى نفسى منذ عرفته لم أكن أعرف أنه حى ..

هكذا كثير من الأعلام الذين أذابنى حبهم حتى أنسانى نفسى .. كثير منهم لا أعرف أنه كان حيا إلا بعد أن يموت .

العبقرى العلامة محمد جلال كشك ، الباحث العميق المبدع أنور الجندى ، الداعية الوقور والمحاور الممتع د. عبد الودود شلبى ، الباحث الممتع والمفكر الحى المجهول د. محمد يوسف عدس .. وغيرهم ممن أتذكر الآن اسماءهم فلا أقوى على منع انهمار الدموع .. أخيرا أكتشف اليوم وفاة المستشار الجليل سالم البهنساوى .

ان يفاجئنى أحد إذا قال إنى لا اعرفه ، فبلادنا المنكوبة لا تعرف إلا من عقلهم فى أحذيتهم كلاعبى الكرة أو فى مناطق أخرى كالممثلين والراقصات ... ألا ما أتعسها من بلاد !!

ما أتعسها من بلاد تقدس الحقير والكاذب والمخادع والمنحل والحشاش ، وتدفن فى مجاهلها و حواريها لآلئ الفكر وعباقرة الدنيا .

بل إننى ما عرفت إلا اليوم أنه مات .. وبصدفة عجيبة كتلك الصدفة التى تعرفت بها عليه وعلى غيره من هؤلاء العباقرة .. هل تصدقون أن أغلب من أجوع لأشترى كتبهم كلهم .. كلهم عرفتهم بطريق صدفة عجيبة .. أو هو القدر الحكيم الذى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض .

لفت نظرى عنوان الكتاب ( السنة المفترى عليها ) فنظرت إلى المؤلف الذى كنت أجهله فإذا بى أجد اسم : المستشار / سالم البهنساوى .. كان ذلك منذ ست سنات تقريبا ، وكان الله تعالى أفاض على من رزقه فى هذه الأيام فخاطرت بشراء كتاب لمؤلف لا أعرف عنه شيئا .

ثم كان للكتاب أيضا قصة عجيبة .. إذ أننى قرأته فى عيادة طبيب الأسنان حين كانت والدتى تحشو ضرسها .. ولما كان الانتظار طويلا مرهقا فقد كانت العيادة التى أنزل الله فيها الشفاء على والدتى ، وأنزل على فيها كنزا بمعرفة المستشار سالم البهنساوى .

كان قلمه هادئا .. ينم فى سريانه عن علم غزير ، وعن بحث متمكن .. كان يدافع فى الكتاب عن السنة النبوية دفاعا عميقا يميل فيه إلى الأصول لا إلى التأثر الذى يصيب كثيرا من الكتاب فى الشأن الإسلامى فيكتبون هم يحاولون القفز على بعض الحقائق وبعض القواعد .

وكان ينتقد هذا الأسلوب الذى يكثر فيه التعميم فى قضية مثل تحقيق السنة النبوية .. لكنه فى ذات الوقت جم الأدب رقيق الأسلوب يحفظ لمن يخالفه حقه من التقدير .. يذكر له سابقته فى الإسلام وفى الدعوة وفى الابتلاء ..

وكان كتابا ممتعا يجمع بين انسيابية الرواية وعمق الباحث هدوء صاحب الخلق الرفيع .

لكن .. ويا للأسى !!!

عرفت خبر وفاته إذ أبحث عن مقال لفهمى هويدى فى موضوع عمرو خالد على موقع نافذ مصر .. فإذا بالموقع يرسل لى بصاعقة موته .. التى تصبح مضاعفة إذ أكتشف بها أنه كان حيا إلى ما قبل أيام .. ثم تتضاعف لثالث مرة إذ أرى خبر الوفاة وقد مضى عليه ثمانية أيام كاملة .

ذكرتنى وفاته بوفاة عميد الصحافة الإسلامية الكاتب العملاق محمد سليم جبار الذى توفى فى صباح يوم السابع والعشرين من رمضان عام 1424 بعد أن قام ليلة القدر وصلى الفجر .. هكذا مات المستشار سالم البهنساوى .. مات بعد أن صلى الفجر .

لعلها إشارة تكريم للعمالقة الذين لم تعطهم هذه البلاد المنكوبة حقوقهم .. تكريم سيرونه فى الآخرة .. أحسبهم كذلك ولا أزكيهم على الله .


هذا هو المستشار الجليل سالم البهنساوى .

الفارس الذى ترجل .. بقلم د. توفيق الواعى

نبذ عنه


وإنا لله وإنا إليه راجعون




11/3/2006