الجمعة، أغسطس 26، 2016

في ذكرى إجهاض مبكر لثورة مصرية

في مثل هذا اليوم (24 أغسطس 1879م) هجم مجموعة من رجال الشرطة على الرجل المعمم الذي يسير في قلب القاهرة متجها إلى بيته قريبا من الأزهر، اختطفوه ووضعوه في قسم الشرطة، ومنه إلى السويس في عربة قطار مغلقة، ثم على باخرة إلى الهند، دون حتى أن يتمكن من أخذ ثيابه أو يعلم به أحد من أحبابه. وفي صباح (26 أغسطس) نشرت الصحف نبأ نفي "رئيس جمعية سرية من الشبان ذوي الطيش مجتمعة على فساد الدين والدنيا".. ولم يكن هذا الشخص سوى جمال الدين الأفغاني!

(1) التضحية برأس النظام ليبقى النظام

كعادة الثورات المخدوعة، سقط رأس النظام ليبقى النظام.. خُلِع الخديوي إسماعيل لأنه الشخص الذي تلاقت مصلحة سائر الأطراف على خلعه:

1. الشعب المصري بدأ الدخول في ثورة على الخديوي، وهي التي إن نجحت فستهدم نفوذ الأجانب الهائل في مصر، كانت الأحوال قد ساءت تماما وتراكمت الديون بفعل الفساد المالي للخديوي وتبذيره غير المسبوق، ونشط الحديث عن الثورة في سائر القطاعات (وهذه من نذر الثورة كما يقول كرين برنتن)، فالبرلمان الذي صنعه الخديوي زخرفا لحكمه ومساندة لقراراته صار يوسع صلاحياته ويراقب الحكومة ويعترض على إنفاقها ويراجع القوانين، والجيش وصلته الأزمة وصدرت بعض تمردات كاد أحدها (حادث 18 فبراير 1879م) يودي بحياة الخديوي إسماعيل نفسه، والشارع صار يعطي قياده لأمثال عبد الله النديم، والنخبة تتمركز وتدور حول جمال الدين الأفغاني.. باختصار: صار الأمر خطيرا!

2. والسلطان العثماني –عبد الحميد الثاني في وقتها- يريد أن يستعيد تبعية مصر له من بعد ما بذل إسماعيل الأموال الضخمة لأسلافه ليستقل بمصر على الحقيقة، والواقع أن مصر صارت تابعة للأجانب ولهم فيها نفوذ لا يبلغ السلطان العثماني شيئا منه.

3. عندئذ رأى الإنجليز أن إسماعيل قد صار عبئا عليهم، وأن بقاءه يهدد نفوذ الأجانب ودولتهم بما يستثيره هذا من ثورة عليه، وبما ثبت من عجز نظامه عن تهدئة الأمور وإخمادها، فاختاروا التضحية برأس النظام ليبقى النظام نفسه.
وهكذا اتفق الجميع اتفاقا غير مكتوب على خلع إسماعيل، ظنَّ الشعب وقادة الثورة أنه مكسب ثوري وخطوة عظمى على الطريق، لا سيما وأن البديل –وهو ابنه الخديوي توفيق- كان ضمن جمعية سرية تخطط للثورة على أبيه. وبمثل هذا استبشر السلطان العثماني الطموح صاحب مشروع الجامعة الإسلامية. وكالعادة في مثل هذه الأحوال: كان الطرف الأقوى هو الكاسب الوحيد بما له من قوة ونفوذ وتحكم وقدرة على استيعاب الحركة الجماهيرية ومناورتها لضربها.. وفعلها الإنجليز!

(2) النهج الإصلاحي المتردد

حدث ما لم يكن في الحسبان، فتوفيق الذي جاء به الإنجليز تحول من ثائر على أبيه إلى خديوي يريد الحفاظ على ملكه ولو بالخضوع التام للأجانب، والوزارات التي شُكِّلت لغرض تهدئة الأمور تولاها أمثال محمد شريف باشا (القانوني المشهور والملقب بمؤسس النظام الدستوري في مصر) والقانونيون بطبيعتهم إصلاحيون لا يصلحون للثورات، ومحمود سامي البارودي تحول من "رب السيف والقلم" إلى وزير إصلاحي.. كان الجميع يغريهم المكسب السهل بخلع الخديوي إسماعيل ويظنون أن الأمور ستسير في الطريق الصحيح باعتماد النهج الإصلاحي المتدرج حفاظا على البلد ومنعا لتدخل الاجانب.

وهكذا اتخذت الحكومة المصرية برئاسة الخديوي توفيق نفسه (تولى الوزارة بنفسه ليكبل البرلمان الذي لا تسمح له صلاحياته بمنابذة الخديوي) وبعضوية محمود سامي البارودي.. اتخذت قرارا بنفي جمال الدين الأفغاني من مصر فنُفي على هذه الصورة البئيسة الغادرة!

وبهذا النفي سددت أقوى ضربة للثورة المصرية التي توشك على الولادة، وخرجت الثورة ضعيفة مترددة تتأرجح بين الثورة والإصلاح، لا تجد قائدا ذكيا جسورا يسوقها إلى منتهاها، وأثبت قادة الثورة أنهم لم يكونوا أهلا لها مع الاحتفاظ لهم بالتقدير والشهادة لهم بالبسالة والإخلاص.

لقد اتفق كثيرون أيضا اتفاقا غير مكتوب أن الحل قد يكون في التخلص من هذا المزعج جمال الدين الأفغاني، بداية من الإنجليز الذين تتهددهم ثورة مرورا بالإصلاحيين الذين يرون في الأفغاني خطرا يهدد البلاد ويضيع مكاسبها الثورية بتهوره وانتهاء بالأغبياء الذين لا يعرفون قدر وندرة القيادة الذكية الجسورة ويحسبون أن الرجال كثير وإن هلك أحد قام غيره مقامه!

(3) لماذا الأفغاني؟

لأن الأفغاني هو الشخصية الوحيدة التي استطاعت أن تصنع ثورة في كل مكان نزلت به، في أفغانستان والهند وإيران ومصر، وحتى منافيه التي كانت بين فرنسا وإنجلترا وروسيا كانت غرفة عمليات لنشر الوعي والتحريض على الثورة والمقاومة، ولأجل هذا –كما يروي جلال كشك- لم يستطع جمع من المثقفين الإجابة على سؤال: هل كان الأفغاني سنيا أم شيعيا؟ لأن الرجل لاقى في بلاد السنة تقديرا عظيما لا يمكن أن يلقاه شيعي ثم هو أشعل ثورة غير مسبوقة في إيران حتى تراجع الشاه عن منح امتياز الدخان لشركة إنجليزية (كانت ستكرر مأساة احتلال الهند) وهو أمر لا يتسنى أن يفعله سني في بلاد فارس لذلك الوقت.

لقد وصفه محمد عبده بقوله: "كأنه حقيقة كلية تجلت في كل نفس بما يلائمها"! وهكذا اجتمع إلى الأفغاني العلماء والأدباء، المسلمون والنصارى، أهل الأزهر وخريجو التعليم الحديث! وهو يبث في كل هؤلاء من روح ثورته، ولقد بالغ بعض المؤرخين مثل كارل بروكلمان فقال فيه قولا مدهشا: "كان الإسلام ولا يزال هو المهيمن على الحياة الدينية في مصر، وإنما يرجع الفضل في ذلك، في المحل الأول، إلى جمال الدين (الأفغاني)"[1].

حتى عبد الرحمن الرافعي –مؤرخ القومية المصرية، وهو قومي حتى النخاع- لا يتردد في وصف الأفغاني بأنه رأس في الإصلاح الديني والفكري والسياسي، وقال بأنه في الإصلاح الديني مثل مارتن لوثر في المسيحية، وفي الإصلاح الفكري مثل روسو ومونتسكيو، وفي الإصلاح السياسي مثل واشنطن وجاربيلدي ومازيني وكوشوت[2]. وهو أمر يُستغرب من مصري بهذا الاعتزاز القومي أن ينسب فضل يقظة مصر والشرق إلى رجل أفغاني غريب!

ومن المهم هنا أن نذكر أن الأفغاني جاب أهم بلاد العالم الإسلامي: أفغانستان والهند والحجاز وفارس ومصر وتركيا، لكن السنين التي قضاها في مصر كانت أخصب سنيه وأكثرها إنتاجا وأقواها تأثيرا.

كان لا بد للإنجليز إخراج هذا الرجل من مصر، وقد كان، وفقدت به الثورة المصرية قائدا لا يعوض، وانتثر شمل تلاميذه من بعده، بل منهم من طلق السياسة واتجه للإصلاح التربوي والتعليمي فلا هو نجح ولا هو ورث شيخه في الثورة.

(4) النهاية المريرة

انتهى الحال بالأفغاني في بلاط السلطان عبد الحميد، السلطان الذي يُشهد له بالذكاء ويُؤخذ عليه التردد، كان عبد الحميد يحتاج الأفغاني في مشروع الجامعة الإسلامية وكان الأفغاني خير من يستطيع القيام بهذا الدور، إلا أن ثورية الأفغاني كانت مخيفة لعبد الحميد.. فماذا فعل؟

لا يجرؤ على قتله، وهو من أشهر أعلام المسلمين وأرفعهم مكانة، ولا يجرؤ على نفيه وإلا لحقت به نفس المهانة التي لحقت بتوفيق وبالحكومة المصرية، فلجأ إلى حبسه.. حبسه في "قفص ذهبي"، جعله أسيرا عنده تحت المراقبة على هيئة المستشار، لا هو يسمح له بالخروج من تركيا ولا هو يأخذ بمشورته، ثم مات الأفغاني ميتة تحيط بها الشبهات وتتوجه أصابع الاتهام فيها لعبد الحميد نفسه.

وهكذا قُضِي على الشخصية العجيبة النادرة المواهب والطاقات.. لقد سُدِّدت له كثير من الطعنات، لكن أقوى طعنتين كانتا من رجليْن مسلميْن صالحيْن: البارودي والسلطان عبد الحميد.

يروي أمير البيان شكيب أرسلان حديثا بينه وبين الأفغاني في أيامه الأخيرة، قال الأفغاني: "لم يبق في الإسلام [المسلمين] أخلاق، فهذا محمود سامي (البارودي) عاهدني ثم نكث معي وهو أفضل من عرفت من المسلمين"[3].




[1] كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، ص617.
[2] عبد الرحمن الرافعي، عصر إسماعيل، 2/140 وما بعدها، 1/225.
[3] انظر: حاضر العالم الإسلامي، 2/299.

السبت، أغسطس 20، 2016

القاهرة.. عاصمة الثورة الإسلامية

ينبغي التنبيه بداية أن هذا المقال وإن كتبه مصري فإن منطلقه وهدفه ليس لها أدنى علاقة بنظرة وطنية أو قومية أو عنصرية، إنما المنطلق والهدف هو مصلحة الأمة الإسلامية ككل، فيها كل المسلمين إخوة، لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح، ومن الإخلاص للأمة ألا يكتم مصري قولا فيه شبهة وطنية لئلا يُتَّهَم بالعنصرية، وقد تعلمنا من علمائنا أن "ترك العمل لأجل الناس رياء".

(1) العواصم

بُعِث النبي (صلى الله عليه وسلم) في مكة، وما ذلك إلا لأنها أعز مدن العرب وأشرفها وأعلاها قدرا، فإذا اعتنقت مكة دينا تبعها عليه سائر العرب، ومن مكة انتشرت عبادة الأصنام في الجزيرة العربية حين أتى سيدها في الجاهلية عمرو بن لحي الخزاعي بصنم لأول مرة، وكانت سيرة النبي كلها تدور حول مكة، فقد بذل كل الجهد مع أشرافها لاعتناق الدين، فلما أبوا وخرج إلى المدينة مهاجرا كانت كل معاركه تدور حول مكة، وحين اعترفت مكة بدولة المدينة في اتفاقية الحديبية سمَّى الله ذلك "فتحا مبينا"، وحين فُتِحت مكة كان ذلك هو "الفتح الأعظم"، وعندئذ فقط: جاءت قبائل العرب تدخل في دين الله أفواجا.

ومما هو من قواعد الحياة وسير التاريخ أن نصر دولة على أخرى إنما هو اللحظة التي تسقط فيها العاصمة، وطالما بقيت العاصمة تقاوم فالحرب لم تنته بعد، والثورة تنجح حين تسيطر على العاصمة، وتفشل إن لم تنجح في هذا، والمعارك الكبرى في التاريخ هي معارك العاصمة (سواء معركة السيطرة عليها أو المعركة التي يهلك فيها الجيش الرئيسي فينفتح الطريق إلى العاصمة).. وهذا أمر لا نطيل فيه، إذ التطويل تكرار وإعادة لما هو معروف.

ونحن حين ننظر إلى الأمة الإسلامية الآن، ونحاول تعداد العواصم الكبرى المهمة فيها، والتي يؤثر تغير الحال فيها على حال الأمة كله، أقول: إذا عددنا العواصم فلن يمكن بحال تجاوز القاهرة، وقد رأيت بنفسي تعلق المسلمين من أقاصي الشرق والغرب بأحوال مصر، وسمعت من الحكايات الكثير الكثير حول آمال انفجرت وأحوال تغيرت مع نجاح الثورة المصرية وحول آمال تحطمت وأحوال انتكست مع الانقلاب العسكري في مصر.

(2) مصر.. تعدل الخلافة

منذ بدأ تاريخ الإسلام ولمصر مكانتها، ويشتهر جدا قول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص والذي سجلته كتب فضائل مصر: "ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة".

وفي التاريخ عقدة مشهورة، فأي ثائر أو صاحب مشروع أو مؤسس لدولة تواجهه عقبة المال والرجال، فهو محتاج إلى مال ينفقه على الرجال الذين ينطلق بهم في ثورته أو في تأسيس دولته، فإذا اتسع نفوذه ازدادت حاجته إلى الرجال لحفظ الدولة، فتزداد حاجته إلى المال للإنفاق على الرجال، فيضطر إلى التوسع للتحصل على موارد وأموال، فيحتاج التوسع إلى رجال أكثر.. وهكذا!

لكن بعض البلاد لا تخضع لهذه القاعدة، وعلى رأس هذه البلاد مصر، فإنها لما فيها من أموال وافرة تستطيع دائما تمويل كل مشروع وكل دولة، فمصر دائما مخزن المال والرجال، ولذلك فما إن يسيطر عليها حاكم إلا ويستطيع تكوين جيش فيكون بمثابة الخليفة، ويكون مستقلا على الحقيقة بل ويكون أقوى من الخليفة نفسه. وكثيرا ما وقفت مصر هذا الموقف، فعندما ضعفت الخلافة العباسية تولت مصر "الطولونية" حكم الشام وحماية الثغور وجهاد الروم، واستمر هذا في عهد الطولونيين، ثم في عهد العبيديين الفاطميين الذين نشأت دولتهم في المغرب لكنها لم تزدهر وتستقر إلا في مصر.

ولم تستطع الشام مقاومة الحملات الصليبية إلا حين أضيفت قوة مصر إلى قوة الشام، وكان السباق بين الصليبيين وأهل الشام على مصر سباقا استراتيجيا شرسا بكل معاني الكلمة، كلا الطرفين يعلم أن من سيسبق إلى مصر ستكون له الكلمة العليا في الشام، وقد سبق نور الدين زنكي برجاله الأيوبيين ثم لم تعد مسألة تحرير بيت المقدس إلا مسألة وقت.

في ذلك الوقت نشأت أول فكرة استراتيجية ما تزال حاضرة حتى هذه اللحظة، لقد انتقل الصراع بين الإسلام والغرب ليكون حول مصر أولا، فمنذ الحملة الصليبية الخامسة وحتى لحظة كتابة هذه السطور كان الصراع الإسلامي الغربي يبدأ بالسيطرة على مصر، واستطاعت مصر صد الحملة الصليبية الخامسة والسابعة فانتهت بذلك الحملات الصليبية الكبرى، وصار تطهير الشام أيضا مسألة وقت.

وانكسر المغول عند مصر ولم يكرروا المحاولة، وانتقلت الخلافة من بغداد إلى القاهرة وظلت فيها نحو ثلاثة قرون، حتى تيمور لنك توقف عند دمشق التي لم يستطع أن يدخلها إلا بعد انسحاب الجيش المصري (لأن القاهرة شهدت انقلابا عسكريا خائنا آنذاك)، ثم لم يفكر في التوغل إلى مصر.

(3) الحروب الصليبية.. مستمرة

لما انتهت الحروب الصليبية كلَّفت الكنيسة المؤرخ الإيطالي مارينو صاندو تورسيللو بكتابة تاريخ للحروب الصليبية وتحليل لأسباب الفشل، فأخرج ثلاثة عشر مجلدا، جعل توصياته في المجلد الأخير، وكانت توصيته الرئيسية أنه إذا أراد الغرب تكرار المحاولة فعليه أن يبدأ بمصر، لأن الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه الحروب الصليبية أنها انطلقت إلى الشام، ونسيت مصر التي كان بإمكانها دائما أن تغذي حركة الجهاد في الشام بالمال والرجال.

وقد عملت أوروبا بالوصية، فجاءت الحملة الفرنسية إلى مصر أولا، ولما تمكنت من مصر استدارت إلى الشام، ومنذ ذلك التاريخ لم يتمكن الغرب من الشام إلا اعتمادا على المجهود المصري والدم المصري والمال المصري، وما ذلك إلا لأن السلطة المصرية كانت سلطة غربية تمثل الغرب وترعى مصالحه!

حتى ذلك الوقت لم تتلق الدولة العثمانية هزائم كالتي تلقتها على يد جيش محمد علي الذي انطلق من القاهرة فعبر الشام كلها ثم وصل إلى كوتاهية وهدد القسطنطينية ونزع من الدولة العثمانية جيشها وأسطولها في وقت واحد.
ولم يتأسس النفوذ الأجنبي في الشام إلا في ظل سلطة محمد علي، ففي ذلك الوقت افتتحت القنصليات الأجنبية وأعطي لها النفوذ الواسع، وقُلب ميزان القوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لصالح الأجانب، وفي ذلك الوقت ظهرت أول محاولة جادة لإنشاء إسرائيل (بدعم ورعاية سلطة محمد علي).

ثم جاء الاحتلال الإنجليزي فنزل في مصر أولا، وقضى فيها خمسا وثلاثين عاما قبل أن يسيطر على الشام، ثم لم يسيطر على الشام وينتزع بيت المقدس إلا وفي ركابه الجيش المصري، مستعينا بالمجهود المصري والاقتصاد المصري والموارد المصرية.

ولم تنشأ إسرائيل إلا لأن دول الطوق –وأهمها: مصر- كانت محتلة، فكانت السلطة التي نصبها الاحتلال خير معين لها على القيام، وخير مكافح للمجاهدين الذين كادوا يقضون عليها، وما كانت إسرائيل لتنشأ لو لم تكن مصر محتلة! وحتى هذه اللحظة ليس لإسرائيل حماية حقيقية من خارجها أقوى من السلطة المصرية التي ظلت منذ لحظة تأسيسها تقدم أفضل المساعدة لتمكين إسرائيل ومحاربة من يقاومها.

(4) قالها كل ريتشارد: الكنز الكبير

يخبرني صديق عراقي أن الانقلابات العسكرية لم تنتشر في المنطقة العربية بعد انقلابات سوريا –أواخر الأربعينات- وإنما بعد الانقلاب العسكري في مصر 1952، يقول: مصر هي القاطرة في هذه المنطقة.

ليس الأمر معضلة، ولا هو غير واضح، بل إننا نجد هذا الكلام في تصريحات سياسيين كبار يضعون الخطط الكبرى مثل ريتشارد بيرل قبل سنوات، أو نجده في كلام رحالة إنجليزي زار مصر في منتصف القرن التاسع عشر. وبينهما آلاف ممن أفصحوا عن هذا.

لما قال ريتشارد بيرل: "العراق هدف تكتيكي، والسعودية هدف استراتيجي، أما مصر فهي الجائزة الكبرى"[1] كان كأنه يكرر قول سَمِيِّه ريتشارد بيرتون الرحالة الإنجليزي: "أي دولة تضمن السيطرة على مصر تكون قد ربحت كنزا، فمصر تحيطها البحار من الشمال والجنوب، وتحيطها الصحراء التي لا يمكن اجتيازها من الشرق والغرب، ومصر قادرة على تجهيز 180 ألف مقاتل، وقادرة على دفع ضرائب ثقيلة، ويمكن أن تقدم فائضا كبيرا، فلو وقعت مصر في أيدي الغرب سهلت السيطرة على الهند، ومَكَّنت من فتح إفريقيا الشرقية كلها بشق قناة للسفن تصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر عند السويس"[2].

ها هو ريتشارد المعاصر يحدد لنا عواصم العرب، وها هو ريتشارد القديم يعدد لنا فوائد السيطرة على القاهرة.

فإذا تحررت القاهرة، كان ذلك أول تحرير بقية العواصم.. ولهذا اجتمع كل مستبد وكل محتل على ثورة مصر لكي يُجهض الوليد قبل أن يولد، ولذا فلست أشك لحظة أن هذه الأمة إن كان لها خليفة أو كان ثمة من ينظر إلى المشهد من فوق ويمكنه تحريك الطاقات لوضع طاقاته كلها في معركة القاهرة.. فإنها معركة الثورة الإسلامية جميعا.




[1] أحمد منصور، قصة سقوط بغداد، ط6 (بيروت: الدار العربية للعلوم، 2004م)، ص51. (وهو ينقل عن تقرير هآارتس بتاريخ 15 نوفمبر 2002م).
[2] ريتشارد ف. بيرتون، رحلة بيرتون إلى مصر والحجاز، ترجمة وتعليق: د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ، (القاهرة: دار المعارف، 1994م)، ص98، 99.

الخميس، أغسطس 18، 2016

ماذا تعرف عن أجداد الخلفاء العباسيين؟

الدولة العباسية، رسميا، هي أطول فترات الخلافة الإسلامية، فقد استمرت ثمانية قرون ليس للمسلمين خليفة شرعي إلا الخليفة العباسي مهما كان ضعيفا أو كانت سلطته شكلية في العديد من العصور.

فمن هم العباسيون، وإلى من يرجع نسبهم؟

للعباسيين نسب عريق في الإسلام، فهم يرجعون إلى:


وهو عمُّ النبي ﷺ، ووُلِد قبله بثلاث سنوات، وكان من سادات قريش، وكان -في الجاهلية- مسئولًا عن سقاية الحجيج وعمارة البيت الحرام في الجاهلية، فكان لا يدع أحدًا يسبُّ في المسجد الحرام ولا يقول فيه هجرًا. وكان العباس طويلًا وجميلًا، أبيض البشرة، جهير الصوت جدًّا، وكان شريفًا كريمًا حليمًا مُهابًا، وكان سيد بني هاشم وأكثرهم مالًا في الجاهلية، فكان يلجأ إليه الجائع فيطعمه والعاري فيَكْسُوَه، وكان يمنع الجار، ويبذل المال، ويعطي في النوائب.

حضر العباس بيعة العقبة الثانية، ولم يكن قد أسلم وقتها، وتَوَثَّق من قيام الأنصار بمسئولية حماية النبي ﷺ وتمسُّكهم به، وبقي على الشرك حتى هاجر النبي ﷺ إلى المدينة، ولكنه كان في مكة ملجأ للمستضعفين من المؤمنين ممَّنْ لم يستطيعوا الهجرة، وخرج مُكْرَهًا إلى غزوة بدر في جيش الكفار فَأُسِر، وكان النبي ﷺ قد أمر صحابته ألا يقتلوا العباس إذا لقوه في المعركة لأنه خرج مكرها([1])، ثم افتدى العباس نفسه وابنَ أخيه عقيل بن أبي طالب من الأسر، وعاد إلى مكة.

وهنا يختلف المؤرِّخون حول إسلامه، فبعضهم يقول: أسلم بعد بدر، وظلَّ يكتم إسلامه في مكة، ويكتب بما في مكة من أخبار إلى النبي ﷺ. ومنهم مَنْ يقول: إنه ظلَّ على كفره إلى ما قبل فتح مكة. فمن المؤكد أنه كان مسلمًا في فتح مكة.

وكان العباس بعد إسلامه، أو بالأحرى بعد اشتهار إسلامه، كما كان قبله، حريصًا على النبي ﷺ دافعا الأذى عنه متفانيًا في سبيله، وهو الذي كان يُمسك بخطام بغلة النبي ﷺ في غزوة حنين، وكان المُبَلِّغ عن النبي ﷺ لما تمتَّع به من صوت جهير، فنادى على المسلمين الذين تفرَّقُوا عن النبي ﷺ في حنين؛ فأقبلوا نحو رسول الله وجاهدوا دونه؛ حتى اعتدل ميزان القتال وانتصر المسلمون.

كان النبي ﷺ يُعظِّم العباس ويُجلِّه؛ حتى قالت عائشة: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُجِلُّ أَحَدًا مَا يُجِلُّ الْعَبَّاسَ أَوْ يُكْرِمُ الْعَبَّاسِ([2]).

وكذلك كان صحابته رضوان الله عليهم، وكانوا يُشاورونه، بل رُوِي أن العباس كان إذا مرَّ بعمر بن الخطاب أو بعثمان بن عفان وهما راكبان نزلا حتى يُجاوزهما إجلالًا لعم رسول الله  أن يمشي وهما راكبان([3]).

وفي عام الرمادة (18هـ) خرج عمر بن الخطاب  يتوسَّل إلى الله بالعباس أن يسقيهم، ويقول: «اللهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا»([4]). فدعا العباس فنزل المطر وسقى الناس، وكان العباس رفيقًا لعمر في ذهابه إلى بيت المقدس؛ حتى كان البطارقة لجماله وهيبته يظنون أنه الخليفة، فكان يُشير إلى عمر.

تُوُفِّيَ العباس في عهد عثمان بن عفان، ودُفن في البقيع، وقد عَمَّر ثمان وثمانين سنة، وهو عُمْرٌ لم يبلغه أحد من ذريته الخلفاء([5]).

ومما ورد في فضل العباس من الأحاديث:

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ للعباس: «إِذَا كَانَ غَدَاةَ الاِثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ حَتَّى أَدْعُوَ لَهُمْ بِدَعْوَةٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا وَوَلَدَكَ». فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء، ثم قال: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لاَ تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللهُمَّ احْفَظْهُ فِي وَلَدِهِ»([6]).

وعن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله ﷺ عمر على الصدقة ساعيًا، فمنع ابن جميل، وخالد، والعباس. فقال رسول الله ﷺ: «مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَهِيَ عَلَيَّ، وَمِثْلُهَا مَعَهَا». ثم قال (أي لِعُمَر): «يَا عُمَرُ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ([7]) أَبِيهِ؟»([8]). وكان النبي ﷺ قد تسلف من العباس زكاة عامين من قبل، فلذلك قال: «فَهِيَ عَلَيَّ».

عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله ﷺ للعباس: «هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا»([9]).

وقد وردت كثير من الأحاديث الضعيفة في فضل العباس، وضعها الوضاعون تقرُّبًا للخلفاء، وزاد في انتشارها كثرة استعمالها في الدولة العباسية في الخطب والمكاتبات والرسائل والتآليف، التي لم يُرَاعِ فيها أصحابها الصحَّة بقدر ما أرادوا الإكثار في مدح العباسيين والتقرُّب إليهم.

ومن طرائف التاريخ أنه وأبا سفيان بن حرب كانا صديقين أثيرين في الجاهلية، فدارت الأيام حتى جاءت الرسالة فلم يُؤمنا، ثم أسلما قريبًا من بعضهما، ثم ملك أولاد أبي سفيان وأقاموا دولة بني أمية، ثم أزالهم وهدم دولتهم وأسقطهم أولادُ العباس.

كان للعباس تسعة أولاد وثلاث بنات([10])، إلَّا أنَّ واحدًا منهم فاقهم جميعًا في الفضل والمكانة، ذلك هو:


وهو الصحابي الكبير، والإمام العالِم البحر، المعروف بحبر الإسلام وترجمان القرآن.

وُلِد قبل الهجرة بثلاث سنوات؛ وذلك في لحظة عصيبة من تاريخ الإسلام؛ حيث كان المسلمون محاصَرين في الشِّعْب، وظل في مكة مع أبيه العباس حتى سنة الفتح، التي أسلم فيها أبوه وانتقل إلى المدينة، ورُوي عنه أنه أسلم هو وأمُّه قبل أبيه، غير أنهما لم يستطيعا الهجرة.

وبهذا يكون ابن عباس قد صَحِب النبي ﷺ مدة ثلاثين شهرًا تقريبًا([11])، وقد فاز فيها بدعاء النبي ﷺ له «اللهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ»، و«اللهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ»([12])، و«اللهُمَّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ»([13]).

وقد انتبه ابن عباس لأهمِّيَّة جمع السنة بعد وفاة النبي ﷺ؛ فطفق يجمع السنة، ويسأل عن الأحاديث، ويذهب إلى مَنْ كان قد سمع الحديث؛ حتى اجتمع له من العلم ما جعله من كبار علماء الصحابة؛ على الرغم من صغر سنِّه بينهم، وهذا مع الذكاء والفهم والقدرة على الاستيعاب والاستنباط ما جعله جليسًا في مجلس عمر بن الخطاب مع كبار الصحابة -وهو في عُمر أبنائهم- حتى كان عمر إذا سُئِل في ذلك قال: «ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول». وكان يستشيره في القضايا المعضلة مع الفارق الكبير في السنِّ والصحبة([14])، وسُئِل ابن عمر في مسألة فقال للسائل: «سل ابن عباس؛ فإنه أعلم مَنْ بقي بما أنزل الله على محمد». وكثيرًا ما أثنى الصحابة على ابن عباس ثناء كبيرًا وكثيرًا.

ولَقَّبَه ملك المغرب جرجير بـ«حبر العرب»؛ حين كان مجاهدًا تحت قيادة عبد الله بن سعد بن أبي السرح في فتحه للشمال الإفريقي..

وكان قريبًا عزيزًا على قلب عثمان بن عفان، يشفع ويتوسَّط فيما لا يستطيعه كثير من الصحابة، وكلفه عثمان بإمارة الحج في السنة التي استشهد فيها، وكان من المقربين إلى علي فكان واليًا له على البصرة، وكان قائد الميسرة في جيشه يوم صفين، وكان سفيره إلى الخوارج حين غالوا واشتطوا في أفكارهم، فذهب إليهم فحاورهم وأقنعهم؛ حتى رجع ثلثاهم إلى علي، وهي محاورة مشهورة تدلُّ على ما تميز به ابن عباس من علم وفقه وحكمة في التعامل مع الناس.

ولما قُتِل علي ترك ابن عباس العراق واستقرَّ في الحجاز، ثم لما تنازع عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان على الخلافة، وكانت مكة في سلطان ابن الزبير وأراد أن يحمله على البيعة له رفضها، وخرج إلى الطائف، واستقرَّ بها إلى أن مات رحمه الله.

ولقد كانت مواقف ابن عباس السياسية من أظهر الأدلة على عقله وحكمته؛ فإنه عارض الحسين بن علي في خروجه واطمئنانه لأهل الكوفة، ونصحه ألا يذهب إليهم ما داموا خاضعين لواليهم من قبل يزيد، وأطال في نصح الحسين، بل توقع أنه مقتول وقال له: «إني لأظنك ستُقْتَل غدًا بين نسائك وبناتك كما قُتِل عثمان، وإني لأخاف أن تكون الذي يُقاد به عثمان، فإنا لله وإنا إليه راجعون». إلَّا أنَّ الحسين لم يسمع له ومضى إلى الكوفة فكان ما كان.

وكذلك عارض ابنُ عباس عبدَ الله بن الزبير في قيامه بالخلافة؛ على الرغم من أن قراءة المشهد السياسي كانت تقول بأن ابن الزبير كان أفضل حالًا وأقوى موقفًا؛ فإن الأيام كشفت كم كان ابن عباس بصيرًا ببواطن الأمور وصحيح التقدير لموازين القوى في وقته.

وكان أبيض طويلًا مشربًا صفرة، جسيمًا وسيمًا، صبيح الوجه وافر الشعر، ومات في عام 68هـ وعمره واحد وسبعون سنة، وله خمسة أولاد وبنتان([15])، مات بالطائف بعد أن ترك مكة حين كانت في سلطة عبد الله بن الزبير، وابتُلي قبل موته بذهاب بصره.

وكان -رحمه الله- من أعلام الزهد والورع والخشية من الله، كان يُرى على خديه أثر البكاء مثل الشراك البالي([16]).
كانت شخصية ابن عباس من الشخصيات النادرة؛ التي اجتمع فيها العلم الغزير مع الحكمة والفطنة والبصر بالواقع وطبائع الناس ومسارات السياسة، مع الزهد والورع والخشية، ولا شَكَّ أن كثيرًا من هذه المزايا استطاع أن ينقلها إلى أولاده، الذين كان أهمُّهم -في موضوعنا هذا- ولده الأصغر: علي بن عبد الله بن العباس، وهو ما سنعرض لسيرته إن شاء الله في المقال القادم.

نشر في ساسة بوست




([1]) الحاكم (4988)، وقال الذهبي: صحيح على شرط مسلم.
([2]) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/92، وقال: «إسناده صالح».
([3]) ابن عساكر: تاريخ دمشق 26/354، والذهبي: سير أعلام النبلاء 2/93.
([4]) البخاري (964).
([5]) انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/506 وما بعدها، وابن الأثير: أسد الغابة 3/163 وما بعدها، والذهبي: سير أعلام النبلاء 1/78 وما بعدها، وابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 3/631.
([6]) الترمذي (3762)، والبزار (5213)، وقال الذهبي (سير أعلام النبلاء 2/89): إسناده جيد، وحسنه الألباني في التعليق على الترمذي.
([7]) صِنْو أبيه: أي مثله ونظيره، يقال لنخلتين طلعتا من عرق واحد.
([8]) البخاري (1468)، ومسلم (983)، واللفظ لمسلم.
([9]) أحمد (1610)، والنسائي (8174)، وابن حبان (7052)، والحاكم (5420)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3326)، وحسنه شعيب الأرنؤوط في التعليق على أحمد وابن حبان.
([10]) وهم: الفضل -وهو أكبر ولده- وعبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، وقثم، ومعبد، وحبيبة، وأمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن. وكثير، وتمام، وصفية، وأميمة، وأمهم أم ولد، والحارث، وأمه حجيلة بنت جندب. ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/506، 507.
([11]) فُتحت مكة في رمضان عام 8 هـ، وتوفي النبي في ربيع الأول عام 11 هـ، فبهذا تكون صحبته أكثر قليلاً من 30 شهرًا.
([12]) البخاري (75)، (3546).
([13]) أحمد (2397)، والحاكم (6280)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وابن حبان (7055) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي على شرط مسلم، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2589).
([14]) كان عمر بن الخطاب أكبر من ابن عباس بستة وثلاثين عامًا، وزاد في صحبته للنبي بستة عشر عامًا عن ابن عباس.
([15]) أولاده من الذكور: العباس والفضل ومحمد وعبيد الله وعليّ، ومن الإناث: لبابة وأسماء. الذهبي: سير أعلام النبلاء 3/333.
([16]) ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 3/933 وما بعدها، وابن الأثير: أسد الغابة 3/295 وما بعدها، والذهبي: سير أعلام النبلاء 3/331 وما بعدها، وابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 4/141 وما بعدها.