الأحد، مايو 07، 2006

كم من جرائم تحملها يا مبارك .

إنها مأساة بكل ما تتسع له كلمة المأساة .. انتحار رجل 51 عاما بعدما قتل زوجته وابناءه الثلاثة .. بعد رحلة فقر مريرة رواها بنفسه .

قصة حياته كما يرويها بنفسه

خبر انتحاره وقتله لزوجته وابنائه

وطبعا ، مع كل الرفض لما فعل .. إلا أن الوضع الاقتصادى المزدهر وأزهى عصور الديمقراطية هى من تستحق ألف لعنة ولعنة .


7/5/2006

الجمعة، مايو 05، 2006

العضو الأخطبوط .

مع دخولى إلى معمة الامتحانات - نسألكم الدعاء لأن التعاطف وحده مش كفاية - قررت لطبيعة الحال ولنصائح بعض الأصدقاء بالتوقف عن الكتابة إلى حين .. مع هذا التوقف أحببت ان ابعث بتحية لشخص استطاع أن يتحول إلى أخطبوط يحارب الفساد ، وهو الدكتور حمدى حسن عضو مجلس الشعب الإخوانى ، والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية لمجلس الشعب .

ولا أظن أنى بحاجة إلى التأكيد بأنى لم أر الرجل قبلا ، ولا لى مصلحة فى مدحه .. لست بحاجة إلى هذا لأنى أرى أن من سيغزو عقله هذا الظن ابتداء ليس بشئ يستحق اهتماما .

لا بكاد يخلو عدد من جريدة تقريبا من خبر عن بيان عاجل أو استجواب أو سؤال أو طلب إحاطة يقدمه العضو الإخوانى حمدى حسن ، وكلها قضايا تهتم بقضايا الوطن وهموم المواطن ، يبدو لى وكأنه عاصفة تجتاح مجلس الشعب .. يستخدم أدواته البرلمانية تقريبا فى كل مجال .. ولا أكاد أذكر موطنا أو مجالا لم يتقدم فيه الدكتور حمدى حسن مستعملا أداة برلمانية من أول الطوارئ وحتى قضايا لمواطنين بسطاء مرورا بالحوادث الكبرى التى يتواجد فى موقعها مع أول طرفة عين .. مثل حادثة الفتنة الطائفية الأخيرة بالأسكندرية .

ثم يمارس نشاطه فى عيادته - كما فى جملة عرضية قالها فى برنامج ماوراء الخبر حلقة الفتنة الطائفية 15/4 - بشكل طبيعى ..

يبدو لى د. حمدى حسن حين حاولت تخيله بعيون نواب الحزب الوطنى وكأنه أخطبوط هائل يمد أذرعه فى كل اتجاه ليأت كل منها بأداة برلمانية جديدة تكشف وتسأل عن الفساد فى هذا المكان أو ذاك .

ومع زعمى أنى أتابع الأخبار بشكل جيد ، فإن هذا هو حال نواب الإخوان جميعا ، لكن يظل حمدى حسن انفرادا خاصا ونشاطا خاصا .. تذكرت دار الندوة وزعيمه عمرو بن هشام - عفوا قصدت حالة حوار وعمرو عبد السميع - الذين أوجعوا رؤوسنا بخطر الإخوان على مصر .. ولم أر واحدا منهم يوحد الله يكتب مرة فى عموده يتراجع أو حتى يشهد شهادة حق دون ان يتراجع .. بل والله كان يكفى أن يصمتوا ويرحموننا ، لكننا فى عصر البلطجة التى يضرب فيها القاضى ثم يتهم بحيازة سلاح غير مرخص ( هذا اتهام كتبته روزاليوسف ) .. فليس غريبا إذن أن يحمل الواحد منهم عاره على رأسه ويذهب يتباهى به أمام الناس .

ولا نطق منهم واحد ( ولا واحد حتى ) يشيد بالانتخابات التى تجرى فى قواعد الإخوان والتى وصل الأمر فيهاأن تغير فيها مراقبهم فى الأردن .. ليشير بأن هؤلاء البشر يحملون ولو مسحة من ديمقراطية .. والحق أنى لم أر كاتبا يعلق على هذا إلا الكاتب السيف المحترم الأستاذ خالد البلشى .

لعلهم كانوا يخافون من نجاح أمثال د. حمدى حسن .. لأن الكائن الذى يعيش فى ظلام الحزب الوطنى وطوارئه يكره رؤية نور الديمقراطية .


1/5/2006

الأربعاء، مايو 03، 2006

هيكل .. معقول ؟؟

تابعت باهتمام - طبعا - الحلقة الخاصة من برنامج مع هيكل على قناة الجزيرة .. وحيث أنى أتابع باهتمام الحلقات الغير خاصة أو العادية .. فما بالكم كيف أفعل والحلقة خاصة .

بعيدا عن موقفى المعروف من هيكل ، هو بصراحة ليس معروفا إلا لأصدقائى ومن يتابعنى ، وبعديا كذلك عن اتفاقنا عن كون هيكل صحفى ممتاز ومعلق سياسى مهم ، وكاتب لايمكن أن تهمل كتاباته .. بعيدا عن هذا ، أو بالأحرى .. إذا استبعدنا اتفاقنا على هذا .. ندخل للموضوع .

تحدث هيكل عن ثلاثة ملفات .. إيران والعراق وفلسطين .

توقعت أن الحديث سيكون إيجابيا عن إيران وعن فلسطين .. فيما شككت فى كونه إيجابيا عن العراق ، منبع حسن ظنى هذا أن هيكل مازال إلى الآن وبعد مرور 39 سنة يدافع عن كلمة " النكسة " التى يعترف بأنه صاحبها .. وهو يعترف ذى ذات اللحظة بأن ما حدث لم يكن نكسة بل تكبة هائلة .. لكنه برر استعماله لهذا المصطلح الزائف بأنه لابد أن نبث الأمل .. ونزرع الأمل .. ونغرس الأمل ، وكافة المصطلحات التى يمكن أن تسبق كلمة الأمل .. لأنه ليس من المفيد ولا من النافع وصف الهزيمة وتحليلها ونحن على أبواب تجاوزها .

هيكل ، إذن يعرف جيدا أهمية الأمل وزراعة الأمل ، ودوره فى إحداث اليقظة والإفاقة .. إلى الدرجة التى يمكن فيها إطلاق مصطلح النكسة على انفجار إسرائيل الذى فاق أكثر أحلام قادتها جنونا ( والتعبير الأخير لقائد الطيران الإسرائيلى فى 5 يونيو 1967 ).. لا بأس ..

لكن الصاعقة ضربت خلاياى بقسوة إذ وجدت باعث الأمل قد بث فينا كل عوامل اليأس والإحباط .. حتى فى إيران ، حتى فى حماس ، حتى فى العراق ، بل ما صدمنى بقسوة أنه حتى لم ير الجانب المضيئ فى المشهد .. إلا وأعقب هذه الرؤية بتحليل يكسوها ظلاما .

وحتى لا أتهم بالمبالغة دعونا نقرأ الحلقة

كان هيكل حريصا على تحديد أن إيران لعبت اوراقها بذكاء " حتى هذا الوقت " .. ونضع خطا تحت عبارة حتى هذا الوقت التى لم ير فيها عقلى الصغير فائدة إلا إيحاءا بأن هذا الذكاء لن يستمر فيما بعد .. كما حرص على التذكير بأن إيران لديها من المشاكل ما يمكن أن يخلخلها من الداخل .. لكن ما مناسبة هذه العبارة هنا .. لا أدرى .
كما حرص أن يؤكد على أن المسافة ما تزال بعيدة على امتلاك القنبلة النووية .. القنبلة التى أكد هيكل أنها لن تكون فى خدمة الأمة الإسلامية بل فى خدمة إيران فقط .

وفى شأن العراق حرص الأستاذ على أن يؤكد أن أمامنا الكثير جدا لهزيمة أمريكا ، وأن ما فعلته المقاومة هو إسقاط هيبة أمريكا فقط التى شبهها فى وضعها بالعراق أنها تعثرت فى حجر فسقطت .. كما حرص كذلك على إبداء تخوفه من أن يفكر بوش بعقلية المقامر الذى خسر فى العراق فيمضى فى طريق ضرب إيران .

ونتعجب من هذا التناقض .. إذ كيف يفكر رجل بعقلية مقامر خسر كل شئ ، وهو لم يزد على أن تعثر فى حجر فسقط .. مالذى يدعوه لهذا النوع المدمر من التفكير ؟؟ على العموم لا يجب أن تسيئ الظن بالأستاذ فتضيف هذه العبارة إلى الإحباطات المودعة فى الملف الإيرانى .

وفى شأن حماس والملف الفلسطينى .. أبدع الأستاذ هيكل فى إظلام الصورة ، فحماس فى روطة ، لن يمكن أن تنجح ، أخذت التفويض فى لحظة غير مشرفة ، حركة صغيرة .. وكان تحليله فى هذا يؤكد أن حكومة حماس ماضية نحو الفشل .

طلب منه المذيع محمد كريشان كلمة عن مصر فلم يقل إلا بيت الشعر :

لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق .

كانت حلقة يائسة بكل معانى الكلمة ، وحقيقة أنا لا يمكننى أن أرفض تحليلات هيكل من أساسها ، ففى كل ملف من هذه الملفات نقاط إيجابية وأخرى سلبية قطعا .. خصوصا فى الشأن الإيرانى الذى تتضاءل نقاطه السلبية بجانب الإيجابية ، وكذا فى حماس التى تعانى فعلا لكن الطريق غير مسدود بالكامل .. لكن ما أرفضه مطمئنا هو إظلام الصورة بهذا القدر الذى جعلها بلا أمل ، خصوصا بيت الشعر الأخير ، ومصر رغم كل ما فيها فإن فيها ما يدعو إلى الأمل قطعا .. ومازالت شرائح المجتمع تقاوم وتكاد تنجح كما فى حالة القضاة .

واستمرارا فى التماس الأعذار فقد كان يمكننى قبول هذه الصورة من مفكر عرف عنه التشاؤم أو التحليل الحاد والصادم .. أما أن يخرج هذا من صاحب تعبير " النكسة " الذى أطلقه على أكبر نكبة عربية فى العصر الحديث .. فهذا ما يثير الذهول ؟

فتصرخ مندهشا : هيكل .. معقول ؟؟؟!!!


29/4/2006

الثلاثاء، مايو 02، 2006

هذه الهموم التى لا تنتهى .. مالك والديب

منذ أن عرفت قرب نية الحكومة المباركة بشأن تمديد قانون الطوارئ ، عاهدت نفسى ألا اقرأ الصحف الحكومية ، ولا أستمع إلى أى برامج حوارية حول هذا الشأن .. فحالتى النفسية التى توشك أن تزداد سوءا باقتراب الامتحانات لا تسمح باحتراق الدم ولا بارتفاع الضغط حين أرى حشرات الإعلام الحكومية تدافع عن قانون الطوارئ .. ليس ما يحرق الدم هو أنهم يدافعون ، إن الذى يحرق الدم هو ممارستهم الكذب الفاحش وهم يعرفون أنهم كاذبون ، كما يعرفون أن كل المشاهدين أو القرئين يعرفون كذلك أنهم كاذبون .. هل حمل التاريخ أمثلة لمثل هذه الطبيعة اللا منطقية بل حتى اللا طبيعية .. هل رأى أحدنا قبلا رجلا يبيع شرفه وسمعته أمام الناس ؟ .. يقول لهم : انظروا أنا أكذب وأعرف أنكم موقنون من كذبى .

وسبحان الله ، فكل يوم نرى عجائب ما كانت على البال .

أعترف أنى كنت غبيا حين تصورت أن ابتعادى عن حشرات الحكومة الإعلاميين فى الصحف أو القنوات أو الإذاعات .. سيهدئ من روعى أو سيقصينى عن مواطن حرق الدم ، لكن ..

كان مساء هذا الوعد ،الذى قطعته على نفسى بتاريخ الأربعاء 26/4/2006 .. هو ذات المساء الذى أذاعت فيه قناة الجزيرة خبر اعتقال الشاعر المصرى أمين الديب ، وناقش برنامج ماوراء الخبر هذه القضية فى ذات التاريخ .

أمين الديب هو الشاعر الذى انطلق فجأة لعموم الشعب المصرى عبر الجريدة الإخوانية المعتقلة هى الأخرى ( آفاق عربية ) حين نشرت له لأول مرة مقطوعة شعرية كبيرة أثارت إعجابا هائلا لدى القراء .. حتى إن الإعلامى المتمكن واللامع حمدى قنديل حين كان يقدم فى هذا الوقت برنامج رئيس التحرير قرأ القصيدة بعد أن قال : وآسف أنى لا أعرف هذا الشاعر من قبل .

وظل أمين الديب يتواصل مع الناس عبر الجريدة الإخوانية آفاق عربية ، وأختها جريدة الأسرة العربية ، وهى إخوانية أيضا لكنها أقرب للجانب الاجتماعى والأسرى منها للجانب السياسى .. واشتهر الديب باقترابه للإخوان وإن لم يكن عضوا بالجماعة كما يصرح موقع الجماعة .

هذا فيما عدا الندوات التى كانت تعقد بمعرض الكتاب ، وكان يلقى فيها الديب أشعاره ، وكانت تحظى بحضور كبير .. ثم أصدر ديوانه الأول ، ثم كان انفجاره الكبير مع الانتخابات البرلمانية الأخيرة حين ألف قصيدة ( فكر وشوف ).. يدعو فيها الناخب عبر شعره الخفيف والعميق والبسيط إلى انتخاب الأصلح .

ثم تم اعتقاله بعد تأليفه قصيدة لا للطوارئ ، والتى - كما جاء فى الأخبار وتغطيات المواقع المختلفة - حاولت شركة صوتيات إخوانية بالمنوفية تسجيلها على شريط فتم اعتقال صاحب الشركة ، وهو المهندس فتحى شهاب الدين كما ورد بموقع الإخوان المسلمين .

أصابنى الاختناق فى هذه اللحظة ، حتى حق التنفس والحصول على الهواء يبدو بعيد المنال فى مصر .. حتى الشكوى والصراخ وإخراج تلك الآه لإسكان هذا الصدر لا يجوز .. يجب أن تتألم فى صمت .. فى صمت .. يجب أن تحبس كل اختناقاتك ومشاعرك وقفزات خلاياك ونبضات قلبك واحتراق دمك .. كل هذا يجب أن يظل مكتوما ..

تماما كالبخار الذى لايعرف كيف يخرج حتى يدمر الإناء .. يجوز لك فى مصر أن تنفجر شرايينك من الداخل .. يمكنك أن تصاب بالجنون .. لكن بشرط ألا تتناثر أشلاء انفجارك خارج الجسد .. احذر حتى أن يخرج شلوا صوتيا على هيئة صرخة .

فى العاشرة من تلك الليلة كان الموعد مع برنامج العاشرة مساءا على قناة دريم2 والتى ناقش تفجيرات العريش فاستضاف الباحث الإسلامى د. كمال حبيب والباحث د. المعتز بالله الخطيب و اللواء محمد عبد الفتاح عمر مساعد الوزير سابقا وعضو مجلس الشعب الحالى ..

وكانت إحدى الحلقات الكاشفة عن مستوى التفكير الأمنى ، والعقليات الأمنية الصماء .. وبين العقليات العلمية التحليلة .. حيث كان سيادة اللواء شيئا مثيرا للشفقة ، ثقافة ضحلة وتحليل أعمى ، ومحاولات إسكات الآخر .. حتى إن الأطراف الثلاثة الأخرى - وأظن عامة المشاهدين - كانوا يضحكون من أعماقهم .. لكنه ضحك المهموم الذى يرى بعينيه كيف تتحكم مثل هذه العقليات البليدة فى حياتنا .

ثم كان صباح اليوم التالى الذى عرفت فيه اعتقال 15 ناشطا من المعتصمين عند نادى القضاة ، ومنهم الصديق الحبيب مالك مصطفى .

ليس ثمة كثير يمكن أن اقوله عن مالك ، فقد حظى بتغطية واسعة من المدونين ونشطاء الانترنت بما كان يمكن أن يُستغنى به عن إضافاتى .. غير أن مالك وعلى رغم ما بيننا من خلافات فكرية أحسبها قوية .. يعد نموذجا للباحث عن الحقيقة .. ونموذجا للصارخ الذى أخرج صرخته خارج جسده فاخترق بهذا قانون الحياة فى مصر فوجب اعتقاله مع الصارخين معه عند نادى القضاة .

مالك كسائر من يستخدم عقله فى هذه الحياة كثير الأسئلة كثير الاستفسار ، وقد شرح بنفسه فى حوار على حارة زعتر كيف انتقل من الشيوعية بمعنى الإلحاد إلى الإيمان بالله ثم الإيمان برسوله ثم الاستقرار على الإسلام اليسارى كما يقول - وأختلف معه أيضا - ثم تحويل نشاطه من المنتديات الحوارية إلى التدوين .

ومالك شخصية حرة .. ومثقفة ، بل شديدة الثقافة ، ومحاور يتسلح بالفسلفة التى يدرسها .. محاور قوى ، تستمتع بالحوار معه ، لأنه لا يمكنك أن تتطور إلا إذا واجهت وتفاعلت مع الأقوياء لا الضعفاء .

لم أره إلا مرة واحدة فقط كان فى اجتماع لنشطاء الانترنت فى جمعية مصر للثقافة والحوار ، وكان هذا الاجتماع هو بداية معرفتى بعالم التدوين على نحو ماذكرته سابقا.

يشارك مالك فى محبسه نشطاء غيره .. كما يشاركه الاعتقال آلاف غيره من قبله ومن بعده ، ولعله من حسن حظ مالك أنه ارتبط بمجموعات لها صوت إعلامى يستطيع توصيل أخباره ، ويمكنهم مساندته .. فمن لغيره من المحبوسين .

ومن لمن خلفهم من معتلقى الجماعات الإسلامية ممن أمضوا سنوات وسنوات خلف أسوار الظلم المظلم ؟؟

ومن ذا الذى يستطيع أن يتحكم فى صرخاته فلا يخرجها كي لا يخالف قانون الأسياد ؟؟

ثم من ذا الغبى الذى سيقرر أن يريح نفسه بمقاطعة الصحف والقنوات الحكومية ؟؟


29/4/2006