ماذا كان يمكن أن يفعلوا ؟ ولماذا لم يفعلوا ؟
وهل نستطيع تجنب المصير ؟ أم سنقع فى نفس الحفرة ؟
( 1 )
أحيانا يخيل إلى أن مصير الأمة العربية بالضبط كحال الطرفة القائلة بأن عشرة رجال كانوا يسيرون فى طابور ، وقعوا جميعا فى حفرة واحدة .
قد يكون " الغباء " هو العنصر المثير للضحك ، لكن ماذا لو كان السبب هو " العجز " ؟
ألا يكون مثيرا للبكاء ؟؟
( 2)
قد يبدو أننى أهذى ، وكلماتى متناثرة بين الشرق والغرب ، لكن .. أرجوكم اصبروا معى قليلا .
لعل أكثر مايمكن أن نتكلم فيه كى نصف بشاعة الاحتلال هو استرجاع مشاهد سجن ( أبو غريب ) الحافلة بالإهانة والإذلال وإلغاء الكرامة ، ولا أدرى كيف كان شعور الابن الذى أُجبر على ممارسة الجنس مع أبيه ، ولا كيف كان شعور هذا الأب حين ينتهك عرضه ابنه ؟
وكيف كانت تشعر الفتاة المسلمة التى كان يحمرّ وجهها خجلا إذا شعرت بشئ من الغزل أو المجاملة فى كلام من يحدثها ، كيف كانت تشعر وهى تقف عارية أمام الجنود الذين ينظرون ويضحكون ويسخرون ، ثم يعبثون بعفافها وطهرها فى حفلات جماعية .
ترى ماذا كان إحساسها ؟ أو - على الأقل - إحساس والدها العجوز ، أو زوجها العاجز .....
بم كانوا يشعرون ..
أى عار هذا الذى عايشوه ؟؟
لعلنا نحتاج إلى التوقف عن القراءة قليلا لنتأمل هذه المشاهد ..
( 3 )
وبعد الوقفة ، وبعد التأمل ..
ليس كل هذا إلا صورة واحدة وسيئة واحدة من سيئات الاحتلال .
حينما أحاول أن أتخيل نفسى أؤمر بممارسة اللواط مع أبى ، أو حينما تتعرى أمى فأسمع صرختها الملتاعة ، أو حين ينتهكون عرض أختى أمامى ... حين أتخيل كل هذا ، أسأل نفسى :
ماذا كان يمكن أن يفعل العراقيون لكى يتجنبوا هذا المصير ؟
من هو السبب فى كل المصائب والمخازى التى نزلت بشعب العراق المسكين ؟
( 4 )
السؤال الذى يضغط على الذهن : هل كان العراقيون يتخيلون قبل عامين أو ثلاثة من الاحتلال أن هذا المصير ينتظرهم ؟
هل كانوا يتخيلون فى عام 2000 مثلا أن مايجرى أمامهم فى فلسطين سيجرى معهم فى عام 2003 ؟
إذا كانت الإجابة معروفة وهى النفى فإن السؤال المطروح الآن :
لماذا نتخيل نحن فى مصر أنه لن يجرى لنا فى سجون ( طرة ، ابو زعبل ، العقرب ، القناطر ...... ) بعد ثلاث سنوات مثلا مانراه يجرى أمامنا فى " أبو غريب " ؟
- أليس مبارك ديكتاتورا .. كما كان صدام ؟
- ألا تمتلك مصر أسلحة دمار شامل .. كما كانت العراق ؟
- أليست مصر تشكل خطرا على الأمن القومى الأمريكى ؟
- أليس العالم سيصبح أكثر أمنا بعد زوال نظام حسنى مبارك ؟
- أليس ....
- أليس ....
نعم .. مالمانع ؟
هل يوجد على الساحة دليل واحد يمنع استخدام هذه الحجج ؟
وحينها يمكننا أن نسأل نفس السؤال :
ماذا كان يمكن أن يفعل المصريون لكى يتجنبوا هذا المصير ؟
ومن هو السبب فى كل المصائب والمخازى التى نزلت بشعب مصر المسكين ؟
( 5 )
ما أود لفت الأنظار إليه أن المدة الزمنية المتاحة للتفكير والتقرير والتنفيذ لاتتجاوز ثلاث سنوات .
والآن ....
هل أترك المقال مفتوحا ؟ أم أبحث عن أى صيغة لإنهائه ؟
يحسن بى أن اتركه مفتوحا ، لعل أحدكم يملك الإجابة على الأسئلة الثلاثة :
- من السبب فى كل المصائب التى ستنزل بشعب مصر المسكين ؟
- ماذا يمكن أن نفعل لكى لانقع فى نفس الحفرة ؟
- هل لديك استعداد - لو توصلت إلى الحل - أن تفعل ، أم ستكون عاجزا عنه كحال هؤلاء العشرة الذين وقعوا فى نفس الحفرة ؟
---------------
كتب فى 25/3/2005
وهل نستطيع تجنب المصير ؟ أم سنقع فى نفس الحفرة ؟
( 1 )
أحيانا يخيل إلى أن مصير الأمة العربية بالضبط كحال الطرفة القائلة بأن عشرة رجال كانوا يسيرون فى طابور ، وقعوا جميعا فى حفرة واحدة .
قد يكون " الغباء " هو العنصر المثير للضحك ، لكن ماذا لو كان السبب هو " العجز " ؟
ألا يكون مثيرا للبكاء ؟؟
( 2)
قد يبدو أننى أهذى ، وكلماتى متناثرة بين الشرق والغرب ، لكن .. أرجوكم اصبروا معى قليلا .
لعل أكثر مايمكن أن نتكلم فيه كى نصف بشاعة الاحتلال هو استرجاع مشاهد سجن ( أبو غريب ) الحافلة بالإهانة والإذلال وإلغاء الكرامة ، ولا أدرى كيف كان شعور الابن الذى أُجبر على ممارسة الجنس مع أبيه ، ولا كيف كان شعور هذا الأب حين ينتهك عرضه ابنه ؟
وكيف كانت تشعر الفتاة المسلمة التى كان يحمرّ وجهها خجلا إذا شعرت بشئ من الغزل أو المجاملة فى كلام من يحدثها ، كيف كانت تشعر وهى تقف عارية أمام الجنود الذين ينظرون ويضحكون ويسخرون ، ثم يعبثون بعفافها وطهرها فى حفلات جماعية .
ترى ماذا كان إحساسها ؟ أو - على الأقل - إحساس والدها العجوز ، أو زوجها العاجز .....
بم كانوا يشعرون ..
أى عار هذا الذى عايشوه ؟؟
لعلنا نحتاج إلى التوقف عن القراءة قليلا لنتأمل هذه المشاهد ..
( 3 )
وبعد الوقفة ، وبعد التأمل ..
ليس كل هذا إلا صورة واحدة وسيئة واحدة من سيئات الاحتلال .
حينما أحاول أن أتخيل نفسى أؤمر بممارسة اللواط مع أبى ، أو حينما تتعرى أمى فأسمع صرختها الملتاعة ، أو حين ينتهكون عرض أختى أمامى ... حين أتخيل كل هذا ، أسأل نفسى :
ماذا كان يمكن أن يفعل العراقيون لكى يتجنبوا هذا المصير ؟
من هو السبب فى كل المصائب والمخازى التى نزلت بشعب العراق المسكين ؟
( 4 )
السؤال الذى يضغط على الذهن : هل كان العراقيون يتخيلون قبل عامين أو ثلاثة من الاحتلال أن هذا المصير ينتظرهم ؟
هل كانوا يتخيلون فى عام 2000 مثلا أن مايجرى أمامهم فى فلسطين سيجرى معهم فى عام 2003 ؟
إذا كانت الإجابة معروفة وهى النفى فإن السؤال المطروح الآن :
لماذا نتخيل نحن فى مصر أنه لن يجرى لنا فى سجون ( طرة ، ابو زعبل ، العقرب ، القناطر ...... ) بعد ثلاث سنوات مثلا مانراه يجرى أمامنا فى " أبو غريب " ؟
- أليس مبارك ديكتاتورا .. كما كان صدام ؟
- ألا تمتلك مصر أسلحة دمار شامل .. كما كانت العراق ؟
- أليست مصر تشكل خطرا على الأمن القومى الأمريكى ؟
- أليس العالم سيصبح أكثر أمنا بعد زوال نظام حسنى مبارك ؟
- أليس ....
- أليس ....
نعم .. مالمانع ؟
هل يوجد على الساحة دليل واحد يمنع استخدام هذه الحجج ؟
وحينها يمكننا أن نسأل نفس السؤال :
ماذا كان يمكن أن يفعل المصريون لكى يتجنبوا هذا المصير ؟
ومن هو السبب فى كل المصائب والمخازى التى نزلت بشعب مصر المسكين ؟
( 5 )
ما أود لفت الأنظار إليه أن المدة الزمنية المتاحة للتفكير والتقرير والتنفيذ لاتتجاوز ثلاث سنوات .
والآن ....
هل أترك المقال مفتوحا ؟ أم أبحث عن أى صيغة لإنهائه ؟
يحسن بى أن اتركه مفتوحا ، لعل أحدكم يملك الإجابة على الأسئلة الثلاثة :
- من السبب فى كل المصائب التى ستنزل بشعب مصر المسكين ؟
- ماذا يمكن أن نفعل لكى لانقع فى نفس الحفرة ؟
- هل لديك استعداد - لو توصلت إلى الحل - أن تفعل ، أم ستكون عاجزا عنه كحال هؤلاء العشرة الذين وقعوا فى نفس الحفرة ؟
---------------
كتب فى 25/3/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق