كحال كثيرين أزعجني أن السيد الرئيس محمد #مرسي سيقسم أمام المحكمة الدستورية العليا.. سرحت بخيالي لأتخيل ماذا كان على السيد الرئيس أن يفعل.
وقبل أن أتطرق إلى ما يفعل أقول ملاحظتين:
1. إن من مزايا سيادة الشريعة الإسلامية أن تنتزع من الحاكم الطاغية سلطة التشريع، لأن الطغاة يضعون رغباتهم في قوانين ملزمة.. لذا يكون مقاومة قانون الطاغية فرضا في الفكر الإسلامي على عكس الحال في القانون الوضعي حيث يكون الفرض هو الالتزام به، وتكون محاولات تغييره داخل مسارات قانونية يضعها الطاغية أيضا فلا توصل إلى شيء.
2. التخريف هو افتراض أن المشكلة قانونية، مطلقا، المشكلة ببساطة أن العسكر عبروا عن رغبتهم قهرا في كلام سموه "إعلان دستوري مكمل" رسموا به المسارات التي تجعلهم يملكون خيوط كل شيء، إما بأنفسهم مباشرة وإما عبر صنائعهم في المحكمة الدستورية العليا.
نعود إلى الخيال:
1. الرئيس مرسي يعلن رفضه للقسم أمام أي جهة إلا الشعب المصري أو ممثليه في البرلمان.
2. العسكر وإعلامهم يعتبرون هذا تعديا على الإعلان الدستوري المكمل ويلوحون بإعلان فراغ المنصب الرئاسي.
3. الرئيس مرسي ينزل إلى الميدان ويخاطب الجموع، يقسم أمامها أنه لن يتنازل عن حقهم ولن يفرط في قيد أنملة من حقوقه وصلاحياته ويستغيث بالشعب أن يقف وراءه مدافعا عن حقه.
4. الجماهير تتوافد إلى الميادين.. والإعلام يصعد من نبرته ضد مرسي.. والعمل المخابراتي يبدأ في تشويه الرئيس والميدان.
5. الرئيس مرسي يبدأ يوم 30 يونيو في ممارسة سلطاته وتوجيه أوامره إلى جهات الدولة.. والجهات المخولة بالتنفيذ تدخل في اضطراب بالغ هل تنفذ أم لا؟
6. المجلس العسكري يدخل في مرحلة العداء ويعلن أن كل ما يفعله مرسي غير شرعي ولا يلزم جهات الدولة في شيء.
7. الغضب الجماهيري يزداد.. اضطراب جهات الدولة يزداد بين تنفيذ توصيات الرئيس.. الرئيس يطلب من الشعب والمؤسسات الحكومية التوقف عن العمل بأمر من الرئيس الشرعي للبلاد.
8. الأزمة تدخل منحنى جديدا، والخارج يدخل على الخط في محاولة لاحتواء أحد الطرفين.
9. الرئيس يعلن عزل المشير طنطاوي والفريق سامي عنان، ويعلن فراغ منصب وزير الدفاع ورئيس الأركان.. وإعلان: من لم يكن مع الرئيس الشرعي فهو مع الانقلاب العسكري.
10. القرار يسبب حالة من الاضطراب العام داخل صفوف الجيش، ليجد الرئيس مرسي كثيرون قد انحازوا إليه.. فيعين أحدهم وزيرا للدفاع وآخر رئيسا للأركان.
11. هذه هي اللحظة التي لن يستطيع فيها أحد أخذ قرار الاشتباك مع الجماهير أو التعرض لها بالسلاح.
إذا وصلنا إلى هذه النقطة.. فمبروك.. كل ما هو بعدها تنازل من جانب العسكر وقوة مضافة للرئيس وللشعب.. وبداية النهاية للدولة العسكرية.. وكل تدخلات الخارج لن تستطيع أن تصب إلا في صالح الرئيس وتضغط على العسكر.
وفي التفاصيل إبداعات كثيرة يفيض بها الله على من صدق الجهاد وأخلص النية.
شبيه من هذا السيناريو تم تنفيذه في روسيا.. وهذا ما يحكيه بقلمه الرائق الأخ الكريم عمرو عبد العزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق