(قل هو من عند أنفسكم)
لا بد من التذكير ببعض الأمور:
1. الفئات العلمانية والنخب الفاشلة صرخت ولطمت ورقصت عجين الفلاحة ليتم تغيير النظام الانتخابي إلى القائمة حتى لا يفوز الإخوان (وأضافوا خجلا واستعباطا: الفلول) وكانوا يظنون أنهم بنظام القائمة يستطيعون تحقيق نجاح أكبر لشهرتهم الإعلامية.
(بالمناسبة: الحزب الوحيد الذي استفاد بنظام القائمة فعليا هو حزب النور السلفي.. الناس انتخبت الفانوس وهي لا تدري أسماءهم، بينما غالبية العلمانيين الذين نجحوا كانوا على الفردي في دوائر راقية: حمزاوي والشوبكي والنجار)
2. الإسلاميون لأنهم لا يريدون معارك ولا اشتباكات ويطمحون إلى تقصير المدة الانتقالية وإجراء الانتخابات بأسرع وقت لم يمانعوا ولم يعارضوا.. فهم في النهاية أصحاب الشعبية الأكبر في كل الأحوال.
3. شباب ثوري فقير سياسيا ومعرفيا سحبته النخبة في قدميها ليصر هو الآخر على أن تكون الانتخابات بالقائمة النسبية وأن هذا "مطلب ثوري لا تنازل عنه"
(لن أنسى ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة على قناة التحرير ذات يوم، يرغي ويزبد ويهدد ويتوعد بأن الانتخابات بالقائمة وهذا مطلب حياة أو موت.. لا أدري ما صنعت الأيام بمثل هذا الأحمق المغرور)
4. لعب العسكر على هذه الرغبات، فكان أول ما فعله أن أجل انتخابات البرلمان (كان مقررا لها يونيو 2011) ثم قسم الدوائر إلى نصف فردي ونصف قائمة.. فهاج العلمانيون يريدون أن يكون الكل بالقائمة، وفي هذه اللحظة استشعر الإسلاميون الخطر من جراء هذا الإصرار ولأنه قتل لكوادرهم الشعبية فأبدوا بعض صلابة.. فلعب العسكر مرة أخرى وكسب وقتا آخر ثم خرج عليهم بنظام الثلثين والثلث!
5. وضع العسكر قنبلة صغيرة في نظام الثلثين بالقائمة والثلث بالفردي.. ذلك أنه منع الأحزاب من الترشح على الفردي.. وكان هذا ضربة لكل الأحزاب ذات الكوارد الشعبية في مناطقها وعلى رأسهم الإسلاميون بالطبع والأحزاب العلمانية أيضا.. فكانت مشكلة أخرى توترت فيها الأجواء.
6. كان حل هذا التوتر هو طعنة في ظهر الثورة.. تم ذلك في وثيقة الأحزاب عنان.. لقد ضحك عنان على الأحزاب جميعا (الإسلامية والعلمانية- ولو أن بعض العلمانيين كان يعرف ما يفعل كهذا الكائن المثير للاشمئزاز محمد أبو الغار) ووضع لهم وثيقة كسبوا فيها مطلبا واحدا فقط وهو السماح للأحزاب بالترشح على الفردي ثم أخذ منهم كل شيء.. وطعن بهم الثورة طعنة قاتلة في وثيقة العار الشهيرة المعروفة باسم وثيقة الأحزاب عنان.. وهي الجريمة التي لن ينساها أحد لمن وقعوا عليها!
7. لولا الشيخ حازم أبو إسماعيل وبواسل محمد محمود لما سقط بند الوثيقة الذي يجعل الانتخابات في 2013.. أما باقي البنود فما زلنا ندفع ثمنها من الدماء والخوف والرعب وحكم العسكر.
8. ثم ها هم العسكر استردوا "العضمة" الوحيدة التي ألقوها للأحزاب في مقابل باقي البنود التي أعطوهم بها صلاحيات ومدد غالية.. وتركهم تأكلهم الحسرة.
9. لا ريب أن الإخوان أخطأوا.. ولكن هذه المسيرة يتحمل أغلبها هؤلاء العلمانيون الفاشلون أعداء الوطن الذين باعوا الثورة للعسكر عداوة للإسلاميين منذ البداية.
10. لمرة أخرى: لو أن أي مسيرة أخرى حدثت لكان العسكر سيجدون مخرجا قانونيا منها (السلاح والإعلام والقضاء والشرطة معهم).. ليست المعضلة قانونية أبدا، ويحسن ألا نغرق في هذه المتاهات البلهاء.. المشكلة كانت في ضعف الإسلاميين وفجور العلمانيين وتنصيبهم للعسكر حلا وحكما وراعيا.. الحل لن يكون أبدا لا بالقانون ولا بالقضاء.. صاحب القوة والسلاح هو من يحكم وهو من يستطيع تسيير الإعلام والقضاء والقانون حسب هواه، ولأنه قوي فهو يجد الخدم والمنافقين والباذلين أنفسهم وأعراضهم وإمكانياتهم ليكونوا طوع أمره ورهن إشارته
اتعجب اني لم اتابع مدونتك من قبل!
ردحذفتعجبني دائماً تحليلاتك .. شكراً جزيلاً
من الواضح اننا ننسي بسرعه (والوم نفسي) نسينا وثيقة الاحزاب - عنان بالاخص، ونسينا الميدان والثورة!
كما قال علي عزت بيجوفيتش(لا اذكر النص بالضبط): "الثورة والدين يقتلوا عندما يحبسوا في المؤسسات"
زادك الله علما ونفعنا بك وبعلمك
ردحذفحسبنا الله ونعم الوكيل فى النفوس المريضة
ردحذف