الجمعة، ديسمبر 02، 2005

هل الأقباط ضد الديمقراطية ؟

لماذا دائما حين يأتى الحديث عن الإسلاميين يثيرون مسألة الأقباط ؟

كنا نتوقع أن هذه الإثارة من علمانيين أو مغرضين بغرض إثارة الزوابع على الفكرة الإسلامية ، والتخويف ممن يحملونها ، لكن يبدو أن الموضوع أعمق من هذا .

فالأقباط الذين لايمثلون أكثر من 6% من مجموع سكان مصر ( بإحصائيات طارق البشرى فى أكثر من مقال ) أو أقل من ذلك ( بإحصائيات موثقة من كتاب : يا أقباط مصر انتبهو - د. محمد مورو ) ، يحوزون على نسبة 40 إلى 45 % من امتيازات وثروات شعب مصر ( فى المسألة القبطية حقائق وأوهام - د. محمد عمارة ) ، لماذا يريدون أن يكونوا حائلا دون اختيار الشعب ؟؟

هذا الكلام لو صح ، فإنه يثير القتن بأكثر مما يقر التعايش ، فليس لهذا معنى إلا أن الحكم الديكتاتورى الحالى أفضل لهم من وضع ديمقراطى سليم ، ولو جرينا وراء هذه النظرة ومددنا الفكرة على استقامتها سنتذكر وقائغ وفاء قسطنطين ومارى عبد الله ، وفتاتى الفيوم ، ووقائع التنصير و ... إلخ .

إذا لم يكن هذا صحيحا ، وهذا ما يتمناه كل مصرى ، وكل مسلم .

فمامعنى أن يصرح د. ميلاد حنا ، المفكر المعروف ، ومعروف أنه ليبرالى يناصر الحريات ، بل وأكثر من ذلك على علاقة وثيقة بكثير من الإسلاميين ، ما معنى أن يصرح لجريدة العربى الناصرى أن الأقباط سيرحلون إذا جاء الإخوان إلى الحكم ؟؟

هل هو استعداء للدولة على الإخوان ، وبالتالى إقرار لما تفعله من قوانين طوارئ ( ستتعدل إلى مكافحة الإرهاب ) ، واعتقالات ومحاكمات عسكرية و .... إلخ ؟

أم هو رفض لاختيار الشعب المصرى ، وهذه أبسط مبادئ الديمقراطية ؟؟

ثم تخبرنا صحف الأربعاء قبل الماضى ( نقلا عن مقال الدكتور سليم العوا بالأسبوع - العدد الأخير ) بأن البابا شنودة أرسل رسالة إلى رئاسة الجمهورية يبدى فيها قلقه من التقدم الذى يحرزه الإسلاميون فى الانتخابات الأخيرة .

ولا أدرى ، هل هذه دعوة لتزوير الانتخابات لوقف هذا التقدم الذى يحققه الإسلاميون فى الانتخابات ؟؟

هذا الموقف الغريب ، والغير مبرر من البابا شنودة ، والذى يقف فيه ضد رغبة الشعب المصرى ، يثير داخل كل مسلم هذا الهاجس الغريب ، الذى يؤيد المخاوف القائلة بأن الأقباط يحصلون فى ظل العهد الديكتاتورى على مزايا وامتيازات لايستحقونها ، وإلا فمالذى يخيفهم من حكم إسلامى نابع من رغبة الشعب ؟؟؟

ثم تطالعنا صحيفة المصريون الإلكترونية اليوم بأن رجل الأعمال القبطى المعروف نجيب ساويرس ، وأحد محكترى بعض أهم الخدمات فى مصر وعلى رأسها خدمات التليفون المحمول ، صرح ، بأن وصول الإخوان إلى الحكم يعنى التأثير بالسلب على حركة البورصة .

وهو مانفاه استطلاع للرأى بين أعضاء الغرفة الأمريكية التى الأقى فيها ساويرس كلمته ، حيث رأى أكثر من 69 % بأن وصول الإخوان للحكم لايؤثر بالسلب على حركة البورصة فى مقابل 31% فقط رأوا هذا .

وإذا كان ساويرس رجل أعمال ، ولايهمه فى النهاية إلا أمواله ، فإن المنطقى والطبيعى الذى تعرفه كل دول العالم ، أن الاستثمار فى مناخ ديمقراطى أكثر أمنا واستقرارا وحفاظا على مصالح المستثمر ، من المناخ الديكتاتورى الذى يستطيع فيه الحاكم تفصيل القوانين ، أو حتى تأميم الاستثمارات ، أو السطو عليها دون أى قوانين مفصلة أو غير مفصلة .

إذا كان رجل الأعمال يرى هذا ، فلمصلحة من يقف ضد رغبة الشعب ؟؟؟

***

يشهد الله أن هذه مخاوف ، وليست اتهامات ، أطرحها أمام الجميع ، حتى يصحح لى البعض ما قد أراه خاطئا ، وأخشى ما أخشاه أن يكون فى تصورى هذا ولو بعض الحقيقة .



1/12/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق