الاثنين، ديسمبر 12، 2005

سؤال للإخوان المسلمين .

أصعب أن أعاتب الإخوان المسلمين ، خصوصا فى مثل هذه الأجواء التى تنهمر عليهم الشتائم من كل ناحية ، سواء هؤلاء الحكوميون ، أو من يدعون أنهم من المعارضة .

وما أصعب أن أحاول انتقاد قرار يتخذه أناس أمضوا نصف أعمارهم داخل السجون ، وتحت آلات التعذيب من أجل الفكرة الإسلامية ، حتى ساهموا ولاشك فى وصولها لجيلنا الحالى .
لكن ، ليعذرنى اساتذتى فى الإخوان المسلمين على هذا العتاب .

****

أتفهم تماما أنه من حق الجماعة ألا تدعم إلا مرشحيها فى الانتخابات ، ولايحق لأحد أن يطالبها بدعم أو تأييد مرشح ليس على برنامجها الانتخابى .

لكن جماعة الإخوان المسلمين ، حتى لو رفضت هى هذا ، تظل حركة إسلامية قبل كونها حركة سياسية ، ويظل الشعب المتطلع لها ، يطالبها بالقيم الإسلامية ، لا بالفعل الذى توجبه التوازنات السياسية .. فإذا كنا سنقبل أن من حق الجماعة ألا تدعم إلا مرشحيها ، فإن الأمر الذى لايمكن قبوله ، أن تتخلى الجماعة عن من ظلم فى الانتخابات ، وجرى عليه التزوير ، مثلما تعرضت هى نفسها لهذا التزوير .

والحقيقة أنى اقصد فى هذا المقام تحديدا وعلى وجه الخصوص أيمن نور ، الذى يقبع الان فى السجن ، بعدما ظهر تماما أن الكل تخلى عنه ، حتى الإخوان المسلمين للأسف ، وهم من اكثر من ذاق وعرف مرارة الظلم .

فالرجل الذى تم التزوير ضده فى انتخابات البرلمان تمهيدا لرفع الحصانة عنه ، حتى يسهل عليهم فعل مايريدون ، لم نجد من قبل الجماعة من يتعاطف معه ، ويدين هذا التزوير الذى جرى ضده ، وهو تزوير فج ووقح ، ورأينا بالصور ، فضلا عن كل الأدلة العقلية التى تقول إنه من المستحيل أن ينهار الرجل من الجولة الأولى فى انتخابات البرلمان وهو الذى من شهرين فقط استطاع الحصول على نصف مليون صوت ( بتصريحاتهم الرسمية ) ، وعلى أكثر من هذا يقينا ، أمام رئيس الدولة واقوى رجل فى الحزب الوطنى .. يستحيل أن ينهار الرجل أمام شخص غير معروف من هذا الحزب ، وفى معقل شعبيته الذى ظل ممثلا له طوال أكثر من عشر سنوات .

لم نسمع تصريحا متعاطفا مع أيمن نور ، ولا حتى مدينا لهذا التزوير ، الذى يماثل بالضبط ماجرى فى الدقى ضد حازم ابو إسماعيل أو فى دمنهور ضد الدكتور حشمت ، أو فى المنصورة ضد الدكتور يسرى هانئ ، وصابر زاهر أو فى دمياط ضد صابر عبد الصادق .

فلماذا تركتم الرجل وحده ، وهو المظلوم مثلما ظلمتم دون حتى تصريح متعاطف ، بل وجدنا التصريحات تهون من هذا الموضوع ولاتعيره اهتمام ، ولا داعى لأن أذكر نصوص الكلام حتى لايتسع الجرح الذى اشعر به ، ويشعر به كل متابع محايد فيما أظن .

وحتى لما سجن ، لم نقرأ بيانا أو تصريحا ينتقد هذا الحبس التعسفى الاحتياطى ، والإخوان أكثر من تضرروا من هذا الحبس الاحتياطى .

فلماذا يا ايها الإخوان ؟؟؟



10/12/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق