أما
البوطي نفيه فلا نحكم عليه لا بجنة ولا بنار، التزاما بالدين ووقوفا عند نصوص النبي
صلى الله عليه وسلم، واعترافا بأننا لا نعلم الغيب ولا نعرف السرائر.
وأما
قتله داخل مسجد فهو منكر مُدان على لسان الجميع، لا يقره أحد ولا يرضاه مسلم.
لكن
الترضي عليه، والثناء عليه، والتماس الأعذار له في مناكره ومخازيه وفضائحه أمر آخر..
فما
الدين؟ وما الحق؟ وما القيم؟ وما كل شيء إذا كنا نترحم على البوطي كما نترحم على محمد
محرز؟!!
وما
العقل؟ وما المنطق؟ وما الفهم إذا كنا نرى بشار مجرما ثم لا نرى البوطي أشد إجراما
بما كان في رأسه من علم وبما حمله الله من أمانة البلاغ؟
يا تعسا
للعمة إن كان المجرم حين يلبسها يتحول إلى متأول معذور؟!!
لا أصدق
تعليقات البعض على البوطي.. لا أصدقها أبدا؟!!!
أتكون
إبادة عشرات الألوف، قتلا وحرقا وتدميرا وتفجيرا، وانتهاك أعراض نسائهم، وذبح الأطفال
بالسكاكين، والإجبار على الكفر بالسجود لصورة بشار أو شهادة أن لا إله إلا بشار.. أيكون
كل هذا إجرام، ثم يكون الداعم له والمؤصل له والمنافح عنه متأول معذور؟
ليكن
البوطي في الجنة بخير لا نعلمه أو بسريرة نجهلها أو بنية صالحة مات عليها أو بتوبة
قبل الثانية الأخيرة من عمره.. ليكن أين شاء الله أن يكون.. لكن لابد أن يبقى منبوذا
مكروها مخذولا مستنكرا في حياة البشر وعلى لسان التاريخ؟
وإلا
فأي شيء نقدمه للناس إن كان ديننا يترحم على كل من لبس العمة وإن فتن الناس وقتلهم
وحرقهم وذبحهم؟؟!!
أي قيمة
تبقى في الأرض إن كان المجاهدون كأعدائهم؟ والمقتولون كقتلتهم؟ والمتغتضبات كمغتصبيهم؟!!
أي دين
هذا الذي نسوقه للناس حيث يستوي فيه الخير والشر، الحق والباطل، الإجرام والدفاع عن
النفس، الثورة على الطاغية والتطبيل له؟
كيف
يكون شهيدا من ثار على بشار؟ ويكون شهيدا أيضا من قُتِل في سبيل بشار؟!!!
والله
لئن لم يظل البوطي مكروها منبوذا ملعونا بلسان التاريخ لتلك هي البوابة العظمى ليتحول
كل المشايخ والعلماء -إلا من خشي الله- إلى خونة للرسالة وعبيد للسلطان وقتلة لشعوبهم.
من أشكل
المشكلات توضيح الواضحات، وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل!
* من
سيفهم الموضوع على أنه صراع سلفي - أشعري أو وهابي - صوفي فليرحم نفسه من غبائه وليرحم
أعصابي من رؤية تعليقاته!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق