الجمعة، ديسمبر 30، 2005

شخصية العام هى ايمن نور بلا منازع

يقال دائما أن الشعوب ذاكرتها ضغيفة ، أو قصيرة بمعنى أدق .. فلا تفكر ولا تتذكر إلا الماضى البسيط والأيام القليلة الماضية ، وبالتالى تكون هذه هى خلفيتها فى الحكم على اللحظة .

- 1 -

بدون مقدمات .. ألاحظ صدق هذه الحقيقة بالذات فى أواخر الأعوام حين تجرى وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وتلفاز وإذاعة ومؤخرا الانترنت .. مسابقة شخصية العام .
وفى الأغلب الأعم يختار الناس الحدث الأقرب تأثيرا ، وهذه ظاهرة عامة .. فلا أكاد أتذكر مرة واحدة اختار فيها الناس حدثا أو شخصية كانت مؤثرة فى النصف أو الربع الأول من العام .. إلا فى عام 2003 حين تم اختيار الشيخ أحمد ياسين كشخصية العام فى بعض المواقع على الانترنت باعتباره رمزا للمقاومة الفلسطينية .. لكن الملحوظة فى هذا الاختيار أن الموقع وضع اسماء الشخصيات المرشحة ، فوضع من بينها شخصية الشيخ ياسين .. لكن فى بعض المواقع الأخرى حينما تركت حرية الاختيار ، كان عدد من اختاروا الشيخ ياسين قليل للغاية .

لاحت لى هذه الفكرة بعد مطالعة العدد الأخير من صحيفة صوت الأمة المصرية التى وضعت اسماء لعدد من الشخصيات على اعتبارها شخصية العام ، وكان الترتيب كالآتى :

1- المستشار زكريا عبد العزيز - رئيس نادى القضاة المنتخب والفائز فى الانتخابات شهر ديسمبر
2- الأستاذ محمد مهدى عاكف مرشد الإخوان ولا تزال اصداء الفوز المدوى للإخوان فى الانتخابات البرلمانية تسرى فى اسماع المصريين
3- محمود أباظة المرشح الفائز بدائرة التلين بالشرقية ، وتأتى أهمية فوزه من كونه تغلب على شقيق زكريا عزمى رئيس ديوان مبارك ، على الرغم من الدعم اللامحدود ليحيى عزمى .
4- أيمن نور رئيس حزب الغد
5- د. محمد لطفى أشهر جراح تخصص فى فصل التوائم الملتصقة
6- البابا شنودة ، وعرفته الجريدة برئيس جمهورية الأقباط المستبد
7- المستشارة نهى الزينى صاحبة أجرأ صرخة من القضاة ضد الحكومة ومصطفى الفقى
....
...
..

وهكذا .

فى الحقيقة صدمنى هذا الترتيب جدا ، وزاد من قناعتى بأن الذاكرة الجمعية للناس قصيرة بالفعل ، ولو أننا أخذنا ترتيب الشخصيات بعين الاعتبار لرأينا بالفعل أن صاحب آخر حدث هو صاحب الترتيب الأول .

فالمستشار زكريا عبد العزيز هو الفائز فى الانتخابات التى جرت بنادى القضاة فى أواخر ديسمبر ، يتلوه فى الترتيب مهدى عاكف المرشد العام للإخوان الذين كانوا الحصان الأسود فى هذه الانتخابات ، ثم محمود أباظة الذى جرى الحدث الخاص به فى أوائل ديسمبر فى المرحلة الثالثة من الانتخابات التشريعية ، ثم ايمن نور الخاسر بالمرحلة الأولى والذى تم سجنه فى أواخر ديسمبر بعد نشر هذا الاستفتاء ، وأتوقع أن الاستفتاء لو أجرى مرة أخرى فسيكون نور فى المرتبة الأولى على خلفيات الحكم عليه بالسجن ، ثم البابا شنودة بعد تجدد وقائع المشاكل الطائفية ، وآخرها موضوع ماريا وكريستين اللتان ثبت أنهما مسلمتان بإرادتهما ، وأن إثارة موضوعهما كان للمتاجرة به ، وسبق هذا الأزمة الشهيرة الخاصة بمسرحية كنيسة محرم بك ... وهكذا .


- 2 -

لا أرى - عن نفسى - أى إنسان يستحق لقب شخصية العام عن جدارة أكثر من الدكتور أيمن نور - فك الله أسره - الذى كان طرفا أصيلا فى الحراك السياسى الذى كان هادرا هذا العام فى مصر .

فلقد بدأ العام بالمسرحية الهزلية لرفع الحصانة البرلمانية فى تفاصيل فاضحة لنظام حكم يتصف بالغباء قبل أن يتصف بالديكتاتورية ، ثم بسجنه 45 يوما على ذمة التحقيقات فى قضية تزوير توكيلات مؤسسى حزب الغد .

وكان من المهازل أنه اتهم بتزوير توكيلات زوجته وعائلته .. كأنما هؤلاء حتى لم يكونوا ليعطون توكيلات له ليؤسس حزبه ، ثم خرج الرجل من السجن مفجرا أخطر قنبلة فى هذا العام ، وفى كل أعوام عهد مبارك ، إذ أعلن أنه سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة ، وذلك فى الوقت الذى لم يكن قد تم فيه التعديل الدستوى الذى يسمح بهذا .

وحينها انكشفت كل أوراق الحكومة .. فحتى الأوراق التى كانت تتوارى لتظل محتفظة ببعض المصداقية انكشفت تماما ، حتى جريدة الأسبوع ومصطفى بكرى الذى يبدو من المعارضين الأحرار لم يرحم ايمن نور فى محنته ، وكانت الأسبوع من الطعنات الغادرة الصادرة من مصدر يفترض أنه معارض فى ظهر أيمن نور ، هذا غير تيار الصحف الأخرى المستقلة ، والصحف التى صدرت خصيصا لمهاجمة أيمن نور ثم اختفت بعد ذلك .

وتم تشويه أيمن نور على كافة المستويات فى حملة سافلة منحطة وصلت إلى حد التصريح بأن ايمن نور ابن زنا ، وأن أمه قد نسبته إلى والده كذبا .. هذا غير موجات الكذب اللامحدودة التى انتهكت حرمة الرجل وزوجته وحتى أطفاله وأمه وابيه .

وكان ما كتب فى صحافة هذا العام تقريبا يوضع ثلثه على حد أدنى فى كفة موضوع ايمن نور .

ثم كانت المسرحية المعروفة سلفا والتى سميت انتخابات رئاسة والتى فاز فيها كما هو معروف الرئيس الملهم الموهوب المؤبد ، لتبدأ عناصر الدولة فى حزب الغد فى محاولة شقه وتجميده .

وانفصل عن الحزب أربعة أعضاء أبرزهم عندى رجب حميدة الذى يثبت كل يوم انه انتهازى وقح ليس له هم إلا مصلحته الشخصية مهما انتهك فى سبيلها من مبادئ وقيم ، وفى لمح البصر بدأت خطوات تجميد الحزب ، وتم تحويل ملف الحزب للجنة الأحزاب التى يراسها عميد الحزب الوطنى الكئيب الذى يسمى صفوت الشريف .. فمالبث أن خرج المتحدث باسم البيت الأبيض معلنا أن امريكا لاتسمح بالمساس بايمن نور وحزبه الوليد .

وعن نفسى لا ارى غضاضة فى أن يتصل أى سياسى بأى جهة خارجية ، ولا يدخل هذا فى نطاق العمالة ولا الخيانة بل هو تقاطع المصالح لا اكثر ، لكن الدولة التى تمارس كل أنواع العمالة لأمريكا هاجت وماجت على أيمن نور لأن له اتصالات بأمريكا وصورته على انه عميل وطفل مادلين وخادم بوش و... إلخ هذا الكلام الفارغ .

وفى لحظة ، تم إيقاف الموضوع ، وصرح صفوت الشريف بأنه سيرسل ملف الحزب إلى لجنة الحكماء لتحديد مدى قانونية وضع هؤلاء الأربعة المفصولين .. فى إشارة واضحة بتوقف مسيرة تجميد الحزب .

لكن الدولة لم تلبث إلا وسمحت بإصدار صحيفة أخرى تطابق صحيفة الغد ، وتحمل نفس اسمها وألوانها وشكلها التحريرى على اعتبار أنه حزب بالفعل ، ويكتب على صفحتها اسم رئيس الحزب موسى مصطفى ، وهذه الصحيفة الجديدة يبدو من متابعتها أنها تغازل الدولة وأمريكا فى وقت واحد لكن بشكل خفى متوارى ، وتنحاز للأقباط ، وضد الإخوان وضد منظمات المجتمع المدنى ( تخيلوا !!!! ) وهو الطريق الذى لم تسلكه صحيفة الغد فى يوم من الأيام بل سلكت طريقا متوازنا جدا خصوصا فى فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية .

ثم تم إسقاط ايمن نور فى الانتخابات البرلمانية بدائرته باب الشعرية التى يتمتع فيها بشعبية ساحقة ، ولا غرابة فهو الذى تمتع بتعاطف واسع من شباب ومثقفى مصر كلهم ، وقطاعا واسعا من البسطاء والعامة .. لكن تم إسقاطه فى واقعة ليست غريبة على الدولة ونظامها الذى أسقط عددا ضخما من رموز المعارضة والإخوان .

وفى خضم الانتخابات البرلمانية واجواء الفوز المدهش للإخوان تم نسيان موضوع ايمن نور ، الذى بدأت جلسات محاكمته على يد نفس القاضى الذى يثبت فى كل مرة أنه عميل حكومى منحط فى ثوب قاضى ومستشار ، يحكم فى كل قضايا الرأى العام بالسجن على المعارضين .. والتى تم فيها تأجيل النطق بالحكم مع سجن المتهم .

كان سجن المتهم إشارة فى غاية الوضوح إلى أنه سيحكم عليه بالسجن ، اثبت هذا ما تلا هذا من معاملته كمجرم حتى أضرب عن الطعام احتجاجا ، حتى تدهورت حالته الصحية ، وتم إجباره - كما قال - على التوقيع على ورق خاص بالنمحكوم عليهم .

ثم تلقى الرجل حكما بخمس سنوات سجن .

على أمل إنهاء رجل فكر فى الإشراك بالحاكم الأوحد ، ولم يؤمن بهذه الوحدانية المدعاة .. لكن ..

فوق كل الأرض إله عادل .. إله يرى ويسمع يمهل ثم يحكم بالحق و يفصل بالعدل .. إله لايحتاج إلا أن يقول للشئ كن ، فيكون .. هكذا فى خضوع وخشوع وتلقائية وعجز عن التأخير فضلا عن الرفض .

وبعد هذه الحياة دارا آخرة ، يأخذ كل ذى حق حقه ، كم اشفق على مبارك من هذه الأجيال التى ستتعلق برقبته يوم القيامة ، لن يترك أحدا منهم حقه فى لحظة ظلم أو لحظة فقر .. ولن يصرفهم الله قبل أن يعطى لهم حقوقهم كاملة غير منقوصة .

فحسبنا الله ونعم الوكيل



30/12/2005

حكاية مدون جاهل بالتدوين جـ1

بداية : أطلب ممن سيرون هذا المقال الذين لا أعرف كيف يصلون إليه اساسا فى ظل هذه المدونة المجهولة والمغمورة فى بحر المدونات النشسطة والرائدة أن يمدوا يدهم بالإحسان إلى رفيق طريقهم التدوينى ، حيث أن هذا الرفيق ( أنا ) فى غاية الجهل بمثل هذا العالم تماما .. ولذا قررت أن احكى لكم حكايتى مع التدوين .. انتظروها .

- 1 -

بعد قليل من المعارك التى حفلت بالاختلافات الجذرية على مستوى الألفاظ ، والأقل عمقا على مستوى الأفكار ، فوجئت بغريمى الذى أتعارك معه فكريا يدعونى إلى اجتماع لنشاطاء الانترنت بجمعية مصر للثقافة والحوار أذكر أنه كان يوم 12/9/2005 لو لم تخنى الذاكرة .

تجمعت عدة أسباب كلها دفعتنى باتجاه حضور هذا الاجتماع ، ولا أتذكر أنى استغرقت وقتا طويلا فى التفكير ، فالداعى ( مالك ) صاحب مونة ( مالكوم إكس ) والنشط على قهوة كتكوت ( حيث كان ميدان المعركة ) واحد من أكثر من عرفتهم اطلاعا ، ومشاكسة .. فكانت بى رغبة جامحة للتعرف عليه أكثر ، وتنقية ما قد يكون بيننا من مخلفات من أثر المعارك الفكرية .

كذلك هذا الاجتماع الموسع لنشطاء الانترنت الذين يقطعون طول البلاد وعرضها من حيث الإقامة ، ويشغلون أعلى البلاد واسفلها من حيث الطبقات الاجتماعية ، ويتمددون بلا حدود فى ساحة الأفكار المترامية الأرجاء ، فتجد بينهم الإسلامى والشيوعى والناصرى والعلمانى والمنبهر بالغرب وبأمريكا ، والمتطرف فى إسلاميته والمتطرف فى ناصريته والمتطرف فى غربيته ... إلخ .

ثم موضوع الحدث وهو ( دور نشطاء الانترنت فى التغيير ) فى مثل هذه الأجواء التى تغشى مصر التى خرجت توا من انتخابات رئاسية صنعت زخما فكريا وسياسيا بلا حدود ، وكذلك ظهور حركات مثل كفاية وتصاعد نبرة المعارضة فى الصحافة المصرية ، ونزول الإخوان إلى الشارع بكل ما يعنيه هذا النزول من ثقل و بكل ما يحمله من معان .

ثم الموعد المناسب فى عصر الخميس ، فلم تكن قد بدأت الدراسة ، ولم انشغل فى هذا الموعد بالتزام سابق .

كان ( مالك ) قد وضع رقم هاتفه المحمول فى الرسالة الخاصة ، ثم على المنتدى ( هريدى ) فاتصلت به استفسر تفصيلا عن مكان الجمعية مقر الاجتماع ، وذلك لأنى لست من سكان القاهرة والحمد لله ، تفضل على بالشرح والوصف تفصيلا حتى رسمت المكان فى ذهنى ، ثم مالبثت إلا ان انطلقت على بركة الله .


- 2 -

بمجرد دخولى الجمعية رأيت الشاب الطويل عريض المنكبين خفيف الشارب كث اللحية قصيرها مبتسما ، وقع فى قلبى لأول وهلة أنه مالك ، كما أنه توقع من أول وهلة أنى إلهامى .. تصافحنا ، كان يتحدث مع ثالث عرفت فيما بعد أنه إسلامى حاليا إخوانى سابقا من شباب حزب الوسط ، كما رأيت اثنان يصلون العصر .. سجلت اسمى فى السجل ، ثم استأذنتهما أصلى العصر قصرا .

توالى دخول النشطاء إلى مقر الاجتماع ومازال العدد يزيد ويكتمل حتى انتهى الاجتماع فى الثامنة والنصف لو لم تخنى الذاكرة أيضا.

وحيث أنى من ضعاف الذاكرة إلى حد مثير للشفقة فلا أكاد أذكر إلا أبرز من لفتوا نظرى فى هذا الاجتماع ، من غير أى تقليل أو تجاهل لباقى الحضور .

ابرز من لفتوا نظرى على الإطلاق عمرو غربية صاحب مدونة ( حوليات صاحب الأشجار ) وهو شاب مترجم يبدو فى الرابعة والعشرين من العمر ، أسمر اللون قليلا يرسل شعره فى ضفيرة إلى منتصف ظهره ، تكسو خديه لحية غزيرة قصيرة ، وشارب غزير .. وسيم الملامح ، تلقائى الكلمات بشكل لذيذ .. لكنه يبدو على هذه التلقائية حريصا فى كلماته فلا تخرج منه كلمة إلا التى أرادها كما اتضح هذا من أكثر من مرة فى سياق الكلام .

والثنائى مصطفى حسين ومحمد سمير ، وهما ثنائى حاسوبى لهم مشروع لا أتذكر تفاصيله الآن يحمل اسم ( إيجى لك ) واستطاعوا بالفعل عبر المدونات إقامة مؤتمر ناجح .
مصطفى متوسط الطول والعرض وسيم الملامح هادئ النبرات ، ومحمد طويل أبيض البشرة أشقر الشعر قليل الكلام .

وثنائى من مدونة ( ينت مصرية ) أتذكر منهما دعاء العدل وهى رسامة كايكاتير بمدونة بنت مصرية ، ونسيت اسم الأخرى .

ثم رحاب السيد إحدى المشاركات بموقع مجانين وهو ابن لموقع إسلام أون لاين فيما يختص بالطب النفسى ومشكلات الشباب .

ثم حمل الاجتماع ظهور واحد من أهم أفراده وهو وائل عباس رئيس تحرير جريدة الوعى الإلكترونية صاحبة الانفرادات الصحفية المصورة فى مظاهرات كفاية والاعتداء على المتظاهرين يوم الاستفتاء الأسود وانتخابات الرئاسة .. كان بصحبة صديقة له أو إحدى قريباته .. الله أعلم ، فقد ظلت طوال الاجتماع محتفظة بمقعدها فى طائفة المستمعين فقط .

حضر الاجتماع أيضا ممن لفت نظرى بشدة سيدة فى مقتبل الخمسينات من العمر عرفت نفسها على أنها مصرية تقضى أغلب الوقت خارج مصر درست القانون والسياحة والإدارة والاقتصاد وتهتم بأحوال التغيير فى مصر .. ظلت طول الاجتماع صامتى تدون ما تراه ، ومازالت هذه السيدة تثير شكوكى إلى الآن فى كونها تابعة لجهاز أمنى أتوقع أنه خارجى .. ولعل هذا الظن يكون لطبيعتى المتشككة .

- 3 -

فوجئت فى بداية التعارف أن هذا الاجتماع تقريبا كان للمدونين أصحاب المدونات .. وكانت مفاجأة تحمل شيئا من القسوة إذ أنى جاهل بهذا العالم تماما .

كان ( السندباد المصرى - من سكان حارة زعتر ) وهو صديق عمر وجيرة وداسة أخبرنى فى شهر يوليو أن هناك شيئا يسمى المدونات يبيح للمستخد تسجيل مقالاته على اساس كونها مذكرات أو يوميات ، كما يتيح استقبال التعليقات عليها ، ولما كان هذا حلما من أحلامى إذ أن مقالاتى تتناثر فى المنتديات ، وبى رغبة هائلة لتجميعها حتى ججمعتها بالفعل على الإيميل .. فكانت هذه المعرفة أحد النقاط الفارقة فى حياتى ( إن صح التعبير ) وبدأت فى التسجيل بمدونة المؤرخ .. كنت أود أن اجعل عنوانها ( معنى الحب ) لكن السندباد استنكر هذا الاسم قائلا بان اسم المدونة يجب أن يعبر عن شخص الكاتب ، وحيث أنى لم أدخل عالم الحب - بمعنى الحب للأنثى - بعد وذلك لقناعاتى الإسلامية ، فكان من المحتمل أن يفهم عنوان المدونة بشكل خاطئ .. المهم أنى وضعت بالمدونة المقال الذى كنت كتبته صباح ذلك اليوم ، وهو مقال : التطور الطبيعى لدكتور الجامعة .. لكن بعضا من الظروف أهمها أنى لم أكن فارغ البال جعلتنى لا أهتدى إلى كيفية تنسيق المقال الذى خرج بشكل بشع فعلا .. فتوقف التفكير فى المدونة فترة رغم ما عرضه يحيى عياش صاحب مدونة : ارحم دماغك من خدمات .

هذا الاجتماع لم يدع لى خيارا فى دخول هذا العالم العجيب الذى يغض بكل أطياف الفكر والثقافة ، ويتمتع بالسقف اللانهائى للحرية ، فخرجت من هذا الاجتماع عازما على أن تصبح لى مدونة .

لكن الهدف مازال هو أن تكون المدونة مكانا لتجميع المقالات ليس أكثر ، فإنى فى ذات الوقت مشترك فى منتديات تتيح لى التفاعل مع ما أكتبه ، وما يكتبه غيرى .


- 4 -

لكن المدونة التى أنشأتها مازلت لا أعرف كيف أنسقها وأرتبها .. فوضعت عنوانا لمن سيدخل بطريقة عشوائية تخبره أن المدونة فى فترة البث التجريبى حتى لايحتقر المدونة وبالتالى صاحبها .

حاولت عدة محاولات لكى أتعلم كيفية تنسيق المدونة وترتيب موضوعاتها وتصنيف المقالات ، ثم وضع الروابط المؤدية إلى مواقع ومنتديات ومدونات أخرى ووضع الصور مثل التى يضعها المدونون الآن للتعاطف مع أبى إسلام أحمد عبد الله .. لكنى لم أفلح .

راسلت مالكا على الخاص فى منتدى هريدى ، لكنه كان فى هذه الفترة يشد الرحال تاركا منتدى هريدى تماما فيبدو أن رسائلى لم تصله .

راسلت الدكتورة بلو روز وهى طبيبة تكتب بنشاط فى منتدى هريدى بعدما أعجبنى تصنيف مدونتها ، فأخبرتنى أن من ساعدها فى الترتيب والتنسيق هو مالك .. فيارب أين مالك ؟؟؟؟

تكلمت مع يحيى عياش الذى اتضح أن مدونته ليست بنفس الخصائص التقنية لمدونتى ، وبالتالى فلا يستطيع المساعدة .

بعد هذه الرحلة القصيرة جدا فى البحث عن تنسيق للمدونة يئست من البحث ، واكتفيت بما أعرفه خصوصا وأنى لا أريد أن أعلن عن هذه المدونة ولا أن أجعلها من المدونات النشطة لاسباب كثيرة أولها أنى اعمل على الانترنت من مقاهى الانترنت وليس آخرها أنى لا أملك وقتى بشكل يسمح لى بالتزامات تجاه عالم التدوين .

فطالما أن المدونة تحقق الغرض فى الاحتفاظ بالمقالات وتجميعها .. فلا داعى للتجميل والتزيين ، فلن يراها غيرى ....

ثم كانت المفاجأة ...


- 5 -

تمثلت المفاجأة فى أنى بشكل عام لم أكن انظر لعدد التعليقات ، فهى دائما صفر ، وهو الحال الطبيعى فى ظل كون المدونة لايعرفها أحد ، ولم أحاول أن أعلن عنها ... حتى صدمت ذات يوم بوجود تعليق على مقالات : التطور الطبيعى لدكتور الجامعة وهل بدأ انهيار سامى يوسف ؟ ومصر التى احتلها مبارك و هل تلفظ جماعة الإخوان خيرة ابنائها و البعض ألاخر .

فكيف وصل هؤلاء إلى هذه المدونة ؟؟؟

ولو كان الذى وصل واحدا لأقنعت نفسى بأنه وصل بشكل عشوائى كآلاف الطرق العشوائية التى تعرفت بها على مواقع ومنتديات .. لكن الذى يصل لم يكن واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة بل مجموعة من الناس .

بما يعنى أن المقالات التى اضعها هنا يتم الوصول لها والتفاعل معها بطريق أجهله ، وإذا كان الانتشار أمنية كل كاتب ، فإن الجهل هو مشكلة كل كاتب خصوصا لو كان يصنف نفسه من الباحثين عن الحقيقة مثلى .


وكان هذا تحديدا هو ما دفعنى لكتابة هذا الموضوع الذى طال منى عن غير عمد .

ثم كان بالأمس وقبل أن أكتب هذا الجزء الثانى من الحكاية أن وجدت ردين من الأخت إيمان و من ( بوينت ) .. يخبرنى رد الأخت إيمان نقلا عن محمد سمير أن هناك مجمعا للمدونات المصرية يعيد نشر او بلفظ أدق يستقبل على صفحاته آخر موضوعات المدونين ، وهو موقع يبدو أنه واسع الجماهيرية .. لكن هذا وضع على راسى اسئلة أخرى ؟؟

كيف عرف هذا المجمع بمدونتى ؟؟
ومن سمح له بالنشر من عدمه ؟؟ بالمناسبة ليس لى اعتراض على هذا لكننى اضع اسئلة فقط
وكيف يحدد المدونات التى يأخذ منه والتى لا ترقى لأن ينقل عنها ؟؟
وهل هو عمل تطوعى خالص أم ينتمى إلى جهة ؟؟
وما مدى حقى فى الاعتراض على نشر مقال معين من عدمه ؟؟

واسئلة أخرى شبيهة ثارت بذهنى .

لكن ستظل الأسئلة الأهم بالنسبة لى هى كيف أصنف وأنظم هذه المدونة ، كيف أضيف الصور الرمزية للمدونات مثل عالم مدونات ( بنت مصرية ) .. كيف أضيف الصور التضامنية مثل التضامن مع أبى إسلام .. وأشياء أخرى كسجل الزوار كما فى مدونة عياش ، وتنسيق الخط وخصوصا لحبى لخطوط ( تراديشنال ) وهو الخط الذى يكتب به صاحب الأشجار أو التاهوما كما فى مدونة عياش وإيمان إم .

هذا بعض ما ثار فى ذهنى .

يسعدنى الآن أن أتخذ موقع المتعلم لأستمع لإرشادات عمالقة عالم التدوين .


29/12/2005

الخميس، ديسمبر 29، 2005

موقفى من كلام الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح .. بصراحة .


هذا الموضوع كتبته فى ملتقى الإخوان المسلمين:

كان نقاشا حول المواقف المختلف عليها فقط بين الإخوان المسلمين ، أما غير هذا من أمور فأنا أتفق معها تماما ...

للإطلاع على المقال الكامل لزيارة أبو الفتوح لمحفوظ



أبوالفتوح اصطحب في زيارته د. هشام الحمامي وكيل نقابة الاطباء لتهنئة محفوظ بعيد ميلاده. واصطحب معه أيضا (قلما) فاخرا هدية 'الاخوان' للروائي الكبير ليؤكد به (كم نحن فرحون أن يدك عادت للكتابة مرة أخري بعد أن أراد الظلاميون أن يسكتوا هذه اليد وهذا الصوت).



1 - لا أعترض على الزيارة ولا الهدية ، بل أؤيدها بشدة ، وأراها خطوة عبقرية تماما .



د. ابوالفتوح حمل رسالة من الاخوان إلي محفوظ: (تحمل لك الاعزار والتقدير، وتعتبر أن النجاح النسبي الذي حققوه في الانتخابات نتيجة لفضل محفوظ علي مصر كلها، بنشره الاستناره والاعتدال في كتاباته ورواياته).


2- اعترض عليها تماما ، ولا أرى أى فضل لشخص نجيب محفوظ على مصر ، ولا حتى له دور فى نشر الاعتدال والتنوير .
فالواقع ان الشعوب لا تتأثر بأشخاص فقط ، بل تتأثر بزخم فكرى نابع من محصلة نتاج تيار فكرى كامل .. فإذا أضفنا إلى ذلك أن الشعوب العربية فى مجملها لا تقرأ ، ثم أضفنا إلى الكم المحذوف عدد القارئين الذين لايهتمون بالأدب .. اتضح لنا أن نجيب محفوظ لا يمكن أن يكون له فضل فى نشر تنوير واستنارة واعتدال مطلقا .

وحتى الإمام البنا ليس هو من أثر فى أفراد الإخوان فى هذا العصر ، بل هو الزخم الفكرى الكامل الذى أدى لبلورة أفكار وتوجهات هذا التيار ، وهو نتاج حالة فكرية قد يصح لنا أن نستبعد منها إنتاج البنا الفكرى لقلته - على أهميته - .

ولا أستطيع أن أتقبل أن نجيب محفوظ كان له أى أثر ( حتى لو كان غير مباشر ) على الناخبين الذين حققوا نجاحات الإخوان .



أبدي المهندس عماد العبودي سعادته بخطاب الدكتور أبوالفتوح الذي يعبر عن اسلام مصر الخاص بها فأكد ابوالفتوح أن هناك روحا معينة للاسلام المصري تتمثل في السماحة والود والحب الذي لايعرف حدود.


3- عبارة المهندس العبودى التى أكد عليها الدكتور أبو الفتوح بأن للإسلام المصرى روحا معينة تتثمل فى السماحة والحب ... أتفق معها تماما تماما تماما ، ولا شك بأن البيئة تصنع المناخ الاجتماعى والسلوكى للأفراد .
ولا أدل على هذا من وجود مذهبين للإمام الشافعى واحد بالعراق غلبت عليه أحكام العزيمة ، والآخر بمصر غلب عليه أحكام التيسير .
والإمام ابن القيم حين تحدث عن تغير الفتوى بتغير الزمان و ( المكان ) و ( العُرف ) و ( الحال ) .. وكل ما بين الأقواس اختلافات مجتمعية .



وأضاف: عندما ذهبت أيام اعصار تسونامي إلي اندونسيا (....... ) وقال لي أن مصر علمت العالم كله الاسلام السمح المستنير الهين اللين الذي يفتح صدره للدنيا كلها، ينشر فيها الخير والحب.
وأضاف مخاطبا نجيب محفوظ: هذا حدث بفضل الكتاب الشرفاء امثالك، وهم الذين علمونا هذا اللين والاعتدال).


4- الجزء الخاص بأن مصر نشرت السماحة والاعتدال ، لا أظن أحدا يختلف عليها ، لكن الفضل فى ذلك لايرجع إلى الروح المصرية بقدر ما يرجع إلى الأزهر الشريف كعبة العلم على مدار التاريخ الإسلامى وحتى الآن .

أما الجزء الخاص أن هذا حدث بفضل الكتاب الشرفاء أمثال نجيب محفوظ ، ففيها مبالغة غير مقبولة على أى وجه ، فما هو عمر ومكانة نجيب محفوظ على امتداد العصر الإسلامى وبين عمالقة العلم والفكر الذين تشربت الأقطار الإسلامية منهم عبر التاريخ هذا الاعتدال والتنور ؟؟



والإسلام كله دين واقعي. القاعدة الأصولية هي (أينما تكون المصلحة فثم شرع الله)، وحال الناس كله قائم علي البحث عن مصلحة البشر فحينما تكون في الموضوع الفلاني مصلحة البشر إذن هذا الموضوع من شرع الله سبحانه وتعالي لا أحتاج أحد يقول لي هذه هي الآية أو الحديث، وإنما أثبت لك أن هذا الموقف هو لمصلحة الشعب والناس، إذن هو من الشرع ولا أحتاج إلي دليل يثبته،

- نفس رأى عياش : عبارة المصلحة غير مقبولة على إطلاقها .. ولا أظن أنه يخفى على الدكتور ان المصلحة تخضع للنسبية ، وأن كل اختلافات المناهج على سطح الأرض هو فى حقيقتها تعبير صريح عن اختلاف الرؤية فى هذه المصلحة وسبل الوصول إليها .


وأنا مع احترامي للأخوة في السعودية أنا أسميه الفكر البدو الذي يحرم الغناء والموسيقي. الإسلام لم ينزل ليحرم


- باستثناء كلمة ( البدوى ) وما تحمله من ( تسفيه ) وتلميحات ( للتخلف والتشدد ) ، أتفق مع الدكتور تماما فى مسألة الموسيقى ، وفى أن الإسلام لم ينزل ليحرم ( فالأصل فى الأمور الإباحة إلا .... ) .

وقد يستطيع علماء السعودية أن يطلقوا باتجاهنا الفقه المتغرب ، أو الفقه المتأمرك ، أو فقه المهزومين نفسيا امام الغرب .

(( ثم لاننسى أن الرسول بدوى ، والصحابة بدو ، وعامة جيل الإسلام الأول - خير القرون - من البدو )) .. هذه ملحوظة مع يقينى أنها لم ترد على بال الدكتور لحظة مقولتها ، ولعله كان متأثرا فيها بالشيخ الغزالى فهو صاحب هذا التعبير .



وأضاف أبوالفتوح: علي مدار الدولة الإسلامية كلها كان الزنادقة يتحدثون ويجلسون مقاعدهم ويحاورهم الفقهاء والعلماء ويختلفون معهم ولم نسمع عن حاكم مسلم سوي قطع رقاب الزنادقة.. فما بال من يريد ألا يجعلوا للفن والإبداع والسينما وجود


7- متفق تماما ، وكان بالكتب ما يطعن فى الصحابة وفى أمهات المؤمنين ، وما يصف ليالى الفجور فى قصور الحكم ( وفى عامته كان مبالغا فيه ) ، ولم نسمع عن قطع رقاب الزنادقة .

لكن فى ذات الوقت لم اسمع عن وجود محاورات مباشرة بينهم وبين العلماء والفقهاء .



هناك اثنان 'سيد قطب' الأول قبل (54)، والثاني بعد (54).. الأول لايختلف أحد عليه وعلي تقديره،( ....... ) مختلف عما كتبه 'في ظلال القرآن' قبل .54 فعندما دخل السجن وتعرض للتعذيب استكمل الكتاب، وأعاد كتابة ال (14) جزءا مرة أخري ولكن في ظل حالة خصومة مع الدنيا كلها. وأنا كطبيب لايمكن أن أؤاخذ انسانا في حالة مرضية علي تصرفاته. .... التعذيب الذي تعرض له سيد قطب جعله في حالة مرضية، وأنا لا أبرر ما كتبه، ولكن التعذيب الذي تعرض له جعله غاضبا من المجتمع كله، وفي ظل التعذيب لايستطع الانسان أن يمتلك من الرشد والحكمة ما يجعله يلتمس العذر للشعب. ومع ذلك ما كتبه قطب في 'معالم علي الطريق' وما خطه أحيانا في كتابه (في ظلال القرآن) يختلف عما كتبه بعد ذلك بعد 54، ويختلف عما كتبه الامام البنا، ويتحمله سيد قطب وليس له علاقة بفكر الجماعة.



8- سيد قطب :

أ) ليس كل من كتب كتابا بالسجن كان مخطئا .
ب) ليس كل من كتب كتابا بالسجن كان فى حالة كراهة مع المجتمع أو فى حالة مرضية .
جـ ) ليس ما كتبه سيد قطب يحتاج إلى تبرير إن كان يتوجب أصلا التبرير
د ) ليس كل من عذب كان غاضبا من المجتمع ، ولا كل من عذب فقد الرشد والحكمة ، ولا كل من عذب لم يكن يلتمس العذر للشعب .

ولو طبقنا هذا الكلام ، لكان نفس الكلام ينسحب مباشرة على كتاب ( دعاة لاقضاة ) وهو مفخرة الإخوان فى هذا الصدد .. فهو كتب فى نفس الفترة ، وفى نفس التعذيب ، وفى ظل نفس الأجواء .

إلى جانب سلسلة لاتحصى من كنوز علمية وموسوعات كتبت فى السجن ، ومنها رسائل دكتوراة وماجستير وليسانس .. تم الحصول عليها فى السجن ، ومن الإخوان من حاز مثل هذا .

لكن عبارة ( ليس لها علاقة بفكر الجماعة ) هكذا على الإطلاق .. أمر يخالفه الواقع الواضح الصريح الذى يقول إن الإخوان يتربون على الظلال ويعد هو التفسير المعتمد فى الأسر والكتائب والمعسكرات .

ثم ليس كل ما كتبه سيد قطب بعد 54 ، مما يضر بالجماعة أن تعترف بأنه فكرها ، فأغلب إنتاجات سيد قطب الفكرية كتبت بعد 54 إن لم تكن كلها ، وعلى حد علمى فليس له إنتاج بارز قبل 54 إلا كتاب ( العدالة الاجتماعية فى الإسلام ) .

ولو كان فكر سيد قطب يختلف تماما عن فكر البنا ، لكان الرفض الإخوانى لفكر قطي واضحا وصريحا وحاسما ، وهذا مالم يحدث .. بل ولا كان سيد قطب كتب مقالة ( حسن البنا وعبقرية البناء ) .

الالتباس يبدو فى مناطق معينة ومعروفة تماما ومحددة تماما ، ولا أرى أن هناك أى داعى لحذف أفكار سيد قطب بالكلية ونفى نسبتها لفكر الجماعة ، وما يضير الجماعة لو قالت نتفق فى كذا ، ونختلف فى كذا ؟؟؟؟

(( أخشى - وأرجو الله أن يخيب ظنى - أن يكون سيد قطب تحول إلى أكلشيه يرفعه العلمانيون وأدعياء الثقافة وبقايا الشيوعيون ، وأن يكونوا نجحوا فعلا فى تخويفنا به )) .



أن الاجيال الموجودة في الاخوان والتي حققت انجازا يحسب لمصر في البرلمان أو في النقابات المهنية أو نوادي هيئة التدريس معظمهم، بل 99 % منهم من الاجيال التي نشأت بعد سنة .1970


9 - إذا كانت هذه العبارة تحمل تقدرا للجيل الذى نشأ بعد سنة 70 فإنها فى ذات اللحظة ، حذفت كل إنجازات الجيل السابق .

أو لو أحسنا الظن أكثر ، فالدكتور كان يقصد الإنجازات الواضحة للعيان فى النقابات والبرلمان .. أما إنجاز التأسيس والتكوين والتنظيم وبناء الفكرة ، وهو الإنجاز الأكبر والأعظم بلا شك ، فتحتفظ به أجيال ما قبل 70 ، وهم من ذابت أعمارهم فى السجون وتحت التعذيب وفى فلسطين وفى القناة .

ثم أحسب أن هذه العبارة خاظئة حتى على مستوى هذه الأجيال ، فما أعلمه ممن حولى على الأرض ، وما أراه على الانترنت يؤكد أنها نسبة خاطئة بلا شك ، ويتبدى خطؤها من أول وهلة .



وبالتالي فالاجيال الجديدة التي نشأت في السبعينيات كلها تحمل هذا الفكر وهذه الأراء. وان كان ذلك لاينفي أن يكون هناك بعض الأفراد يحملون بعض الأفكار المتطرفة فنحن شريحة بشرية، ولسنا 'قوالب طوب'، ستجد بعض الأفراد يمكن أن يكونوا متطرفين ولكن الشريحة العامة في الاخوان المسلمين تحمل هذا الفكر الذي لولاها ما حققت النجاح في النقابات والبرلمانات وعاشت في خصومة مع أبناء وطنها، وما كانت لتقوم بالاعمال الخدمية المتمثلة في المستوصفات والمدارس وماتفعله لمجتمعها. ولكن هذا لايمنع أن يصدر فرد من الاخوان' فتوي' معينة، نحن غير مسئولين عنها لأن البعض يتصور أننا كمسئولين عن الاخوان نقبض عليهم بيد من حديد وهذا غير صحيح،



10- هذه العبارة أخطر ، واكثر إساءة .

أولا : وصفها بالمتطرفة .
ثانيا : التصريح بأنه لو استمر الجيل السابق لما كان سيتحقق أى إنجاز .
ثالثا : وهذا هو الأخطر ، أن الجماعة لو استمرت بهؤلاء كانت ستعيش فى خصومة مع مجتمعها ، ولم تكن لتقدم ما تقدمه من خدمات اجتماعية .

وعذرا يا دكتور .. فلو كنت ترى ان الجماعة لن يتحقق لها بالجيل السابق إنجاز فى النقابات والبرلمان ، فقد نتقبل هذا الرأى .... اما أن تحكم بأن هذا الجيل كان سيعيش فى خصومة مع المجتمع ، للدرجة التى لن تجعله يفكر فى إنشاء أعمال خدمية كالمدارس والمستشفيات ، فهذا فضلا عن كونه رجم بالغيب ، إلا أنه يخالف ما عرفناه من سماحة وأخلاق هذا الجيل .

فهذا الجيل الذى كان منه عمر التلمسانى رمز السماحة والتودد ، وعباس السيسى داعية الحب والذوق ... بل سيد قطب الذى كانت كتاباته الإنسانية تفيض بالحب والرحمة والمودة للناس والحياة ، ورسالته ( أفراح الروح ) وحدها على صغرها وخصوصيتها خير مثال على حب عميق للناس والحياة .

كل هذا الجيل ، لم يكن أبدا ليعيش فى خصومة مع المجتمع ومع الناس ، ولن يصب به كرهه للمجتمع ( لو فرضنا جدلا أن هناك كرها ) إلى أن يحجم عن إقامة المستشفيات والمدارس و سائر الخدمات .



لم يكن لدينا أي موقف ضد الإبداع حتي لو سار في طريق الزندقة والالحاد لأن الفكر لايقاوم إلا بفكر، الارهاب المادي والفكري لأفكار الآخرين لايغير منها شيء والإسلام طبعه دين تغيير للخير والصلاح.


11- متفق معها تماما تماما تماما ... على اعتبار أن الموقف هو موقف الفعل والمصادرة .


وأضاف أبوالفتوح: أن الامام حسن البنا كان إذا اتي له ضيفا كريما من خارج مصر، كان مما يكرمه به بالذهاب إلي الأوبرا معه وهذا الكلام لا يقال عن الامام البنا، لأن المطلوب أن ينتشر الفكر المتطرف، البدوي الذي يرفضه أي مصري يفهم الإسلام باعتدال.


يلح على هنا سؤال .. من هذا أو من هم من يخفى هذا عن الإمام البنا ، ويرجو أن ينتشر الفكر المتطرف ؟؟؟؟؟؟



حينما غاب الإخوان في الخمسينات والستينيات انتصر الفكر البدوي وساد. وقد عشت في اوائل السبعينيات وكانت تأتي كتيبات بمئات الألوف تحمل أفكارا متطرفة لاتمثل الإسلام المصري وتوزع مجانا علي الشباب



13- سبق الكلام عن عبارة ( البدوى ) .


وليمة لأعشاب البحر لم يكن لنا علاقة بها رغم انني معترض ( .... ) ولم تقدم عنه أي استجوابات في مجلس الشعب، الاستجواب الوحيد قدم في أثناء ازمة الروايات الثلاثة وقدمه الدكتور جمال حشمت وكان السؤال منصب كالتالي: كيف تصرف وزارة الثقافة اموالا علي روايات مختلف عليها، لم يطالبهم بمصادرتها، ولكن للأسف مانقل بدا وكأن جمال حشمت يطالب بمصادرة الروايات ولم يكن هذا صحيحا، وأنما كان يريد أن يقول أن هذه ثقافة مختلف عليها، قد يراها البعض متطرفة، يمكن يقبلها شخص ويرفضها آخر فلا يجوز أن تنتشر بأموال دافعي الضرائب، ولكن إذا نشرتها دار نشر خاصة ليس من حق أحد مصادرتها، وإذا رأي شخص أن فيها إساءة فعليه ان يرد عليها بعمل فكري من الثقافة والفن.



14 - موضوع الوليمة :

- ما أعلمه علم اليقين حتى الآن أن الإخوان هم من تبنوا المظاهرات ضد الرواية .
- رغم أن الدكتور كان فى غاية الحسم والوضوح فى كل شئ حتى قال ما يفهم منه الإساءة للجيل السابق ، وقال بوضوح عن الحالة المرضية لسيد قطب ، والأفكار المتطرفة لمن يختلف معهم ، والتقييم القاسى لأدب جابر قميحة ، والفكر البدوى .

رغم كل هذه الألفاظ الواضحة والحاسمة والشديدة التحيز - لا اقول التحدى - والتى ليس بها أى التفاف أو دروان ... نجد الدكتور يصف الروايات الجنسية الداعرة بأنها ( ثقافة مختلف عليها ) !!!!

مجرد أنها ( مختلف عليها ) ... ما هذا اللفظ الرقيق الخافت الشديد الحياء ؟؟؟؟

ولماذا وصفت الروايات الجنسية بالمختلف عليها ، ووصفت أفكار سيد قطب بالمتطرفة - هكذا بصراحة - والفكر المحافظ بالبدوى - هكذا بصراحة - والأجيال السابقة بـ ... - هكذا بصراحة - ؟؟؟؟؟
لم لم يكن الدكتور بنفس هذه الصراحة فى أشياء نثق فى أنه لايمكن ان يقرها أو يوافق عليها ؟؟؟؟؟؟


معظم الاجيال التي ظهرت بعد السبعينات تحمل هذا الفكر الجديد


15- سبق الكلام عن الأجيال والفكر الجديد .


قال ابوالفتوح: انا ضد مايكتبه جابر قميحه من شعر وكتاباته ليس لها علاقة بالفن او الثقافة


16 - جابر قميحة :

- الدكتور ليس متخصصا أصلا فى الأدب والثقافة والفن ، فليس أهلا لأن يحكم بوجود العلاقة من عدمه .
- ثم ان الطرف الآخر متخصص فى الأدب ، يعنى ليس صغيرا ولا هاويا ولا مدعيا ولا محشورا فى مجال ليس له .
- ومرة أخرى .. لماذا هذا الحسم والوضوح فى الرأى .. لماذا لم يستعمل لفظ ( أختلف مع .. ) ، لماذا كانت الألفاظ هنا ( ضد - ليس لها علاقة ) .




هل توافق علي نشر رواية اولاد حارتنا؟!
قال ابوالفتوح، بالتأكيد يجب ان ننشر، بل ارفض موقف الاستاذ نجيب محفوظ الذي يصر علي موافقة الازهر قبل النشر، أنا اري انه ليس هناك داع للحصول علي هذه الموافقة بل يجب ان ننتقدها واوضح ابوالفتوح انه قرأ اولاد حارتنا منذ فترة طويلة، واضاف: التحدي الحقيقي لنا جميعا هو الفقر وليس الابداع.



17 - أولاد حارتنا :

- الدكتور يؤيد حرية الإبداع والفكر .. متفقون .
- لكن ( يجب نشر ) ... أختلف معها تماما .
- يستغرب موقف نجيب محفوظ .... سبحان الله !!! هل يستغرب موقف الرجل الذى احترم رغبة الأزهر فى عدم نشرها ؟ لأن الأزهر أصلا لايملك التصريح بالنشر ، فيتوقف موقفه عند كونه رغبة ليس أكثر .

هل هذا موقف يٌستغرب ؟؟؟؟؟؟؟؟

- ليس هناك داع للحصول على الموافقة .... أتفق مع العبارة على إطلاقها ، لكن لها فى موضوع ( أولاد حارتنا ) خصوصية أخرى .

- يجب أن ننتقد هذه الموافقة .... لا تعليق ، لكنى فى غاية الذهول من هذا .
- الفقر تحدى ، والفكر تحدى .. ولا يمكن أن يكون الفكر أقل أهمية من الفقر .

انتهى



29/12/2005

اسم الرئيس الجديد لمصر - فزورة .

كتب إبراهيم عيسى فى مقاله الخير بالدستور مقالا بعنوان ( قضاء مصر .. قدرها ) ، يقول فيه الآتى :

1- إشادة بانتخابات نادى القضاة ونزاهتها وتأييد كاسح لنتيجتها التى فاز بها المستشار زكريا عبد العزيز
2- تشريح لواقع الشعب المصرى الذى يرتبط بآمال وأحلام عظيمة لن يحققها على اية حال النظام الحالى ، ولن تحققها ثورة كالثورة التى ما نزال نتعذب من آثارها – الرأى لإبراهيم عيسى –
3- تشريح لواقع الأحزاب المصرية التى قسمها على أحزاب عميلة لأمن الدولة ، واحزاب أخرى كالوفد والناصرى والتجمع أصابتها الشيخوخة ، باستبداد رؤسائها وانعزالهم عن الجماهير ، وحركات اصابها التشقق والتفرق كحركات الكرامة والوسط ، وقوة شعبية هى الإخوان تصر على أنها لا تطمح للحكم فى هذه المرحلة بل تصر على مبدا المشاركة لا المغالبة .
4- رأى عيسى ان الحل يكمن فى شخصية يصنعها الشعب تكون مستقلة عن كل التيارات الفكرية والحزبية المعاصرة ، يحمل هم الشعب وقضاياه ويدافع عنها ز
5- هذه الشخصية من واجب الشعب أن يصنعها ( لا يخترعها ) .
6- صرح أن لديه اسما .. فهل تعرفه ؟؟

عن نفسى .. بعد نظر فى المقال ، وإلى بدايته ، وإلى عنوان المقال .. رجحت أن يكون المقصود هو المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة ، فهو الشخص الذى تتحقق فيه الصفات التى يطلبها عيسى ..

فما رأيكم أنتم ؟؟؟؟؟


26/12/2005

مصر الأخرى .

على رأى "الزعيم" عادل إمام فى جملته الشهيرة بفيلمه الأشهر ( طيور الظلام ) : البلد دى حلوة للى يشوفها من فوق .

ففى إطلالة سريعة على هذه البلد ( من فوق ) سنرى لأول وهلة ، ولثانى وهلة .. إلى مئات المرات من الوهلات والتأملات ، أننا نعيش ليس فى قاع مصر ، ولا فى تحت القاع ، بل فى بلد آخر تماما ، أو لعلنا فى زمن آخر تماما منذ قرنين أو ثلاثة مثلا من الزمن .

فحين تستطيع الحيرة أن تصيبك بالعجز عن النطق وعن التعبير .. بل عن عدم القدرة على فهم ما يحدث او تفسيره .. حين ذلك لايمكن التصديق بأنك فى مصر ، التى يرعاها الرجل الذى يعلن ليل نهار أن همه هو المواطن محدود الدخل .

وفى هذا المقام يجب أن اعترف بأنى ظلمت الصحفى الكبير إبراهيم نافع الصحفى الأول فى مصر ، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الصحفية العملاقة التى تسمى الأهرام .. ظلمته لأنى استكثرت عليه راتبه الشهرى الذى يبلغ ثلاثة ملايين جنيه فقط .
فإننا لو وضعنا هذا الرقم ، بالنسبة لحجم الرجل الذى يراس اكبر واهم مؤسسة صحفية فى مصر ، والتى تمتلك مكاتب وفروع بكل دول العالم ، ولها من المشاريع والاستثمارت والأملاك مالها على امتداد مصر كلها .. ففى هذه الحالة يكون الراتب المذكور طبيعى جدا بالنسبة للرجل .

لأنى سأنقل الآن أرقام واجور الممثلين والمطربين فى مصرنا المحروسة ، وهم شخصيات إذا قيست بإبراهيم نافع الصحفى المفكر الذى يدير مؤسسة صحفية من اعرق مؤسسات العرب الصحفية .. هم بجواره شخصيات تافهة بلاشك .

فإذا وضعناهم إلى جانب علماء مصر وأفذاذها الذين فنيت عيونهم وانحنت ظهورهم على الكتب وفى المعامل وفى قاعات البحث والدراسة .. وصلوا إلى مرحلة التقزم والضآلة .. لا اقول الوقاحة والسفالة .

هاهى أجور راقصات مصر وراقصوها على امتداد هذا العام .. لنعرف فعلا كم اننا فى زمن آخر ، أو فى بلد آخر .

الأرقام منقولة عن جريدة صوت الأمة – عدد 254 – 19/12/2005

أجور الممثلين عن الفيلم الواحد ( فى عام 2005 )

عادل إمام 7 مليون
محمد سعد 6 مليون
محمد هنيدى 5 مليون
احمد زكى 3 مليون
محمد فؤاد 2.5 مليون
منى زكى 300 ألف
منة شلبى 150 ألف
احمد رزق 400 ألف
غادة عادل 150 ألف
احمد عز 450 ألف
نور 100 ألف
حمادة هلال 400 ألف
تامر حسنى 750 ألف
عبلة كامل مليون
حكيم 1.5 مليون
سمية الخشاب 200 ألف
احمد السقا 2 مليون
نيللى كريم 150 ألف
رزان مغربى 75 ألف
هند صبرى 150 ألف
محمود حميدة 500 ألف
ريهام عبد الغفور 75 ألف
علا غانم 75 ألف
ماجد الكدوانى 200 ألف
أحمد آدم 750 ألف
أميرة العايدى 50 ألف
داليا البحيرى 120 ألف
حنان ترك 300 ألف
ياسمين عبد العزيز 150 ألف
غادة عبد الرازق 100 ألف
بسمة 75 ألف

****

الدراما التليقزيونية

ما يحصل عليه الممثل فى المسلسل الواحد ( عام 2005 )

يحيى الفخرانى 3 مليون
يسرا 2.5 مليون
إلهام شاهين 2.5 مليون
سهير البابلى مليون
حنان ترك مليون
أحمد رزق 400 ألف
عبلة كامل 800 ألف
سمية الخشاب 500 ألف
نجوى إبراهيم 950 ألف
حسن يوسف 600 ألف
مصطفى شعبان 600 ألف
ليلى علوى 3 مليون
محمد صبحى 1.5 مليون
فاروق الفيشاوى 1.3 مليون
سمير غانم 400 ألف
هشام سليم 500 ألف
حسين فهمى مليون
ممدوح عبد العليم مليون
جومانا مراد 400 ألف
سميرة أحمد 1.5
هانى رمزى مليون
فيفى عبده مليون
صلاح السعدنى مليون

هذه هى أجور الممثلين فقط ، بخلاف الأجور التى يتقاضاها الكتاب والمؤلفين والمخرجين .

*****

نأتى لقائمة بأجور المطربين فى للية راس السنة الميلادية : من نفس العدد بصوت الأمة .

أجور المطربين فى هذه الليلة فقط ، وهناك من يأخذ أجره بالدولار ، وفى الساعة :

عمرو دياب 300 ألف
هيفاء وهبى 30 ألف دولار فى الساعة
إيهاب توفيق 70 ألف
إليسا 35 ألف دولار فى الساعة
نانسى عجرم 30 ألف دولار فى الساعة
روبى 120 ألف
تامر حسنى 35 ألف فى الساعة
مروى 15 ألف دولار فى الساعة
وائل جسار 30 ألف دولار فى الساعة
راغب علامة 50 ألف دولار فى الساعة
عاصى الحلانى 50 ألف دولار
شيرين وجدى 75 ألف جنيه
شيرين عبد الوهاب 100 ألف جنيه
خالد سليم 25 ألف جنيه فى الساعة
فريق واما 30 ألف جنيه فى الساعة
فريق ( إم تى إم ) 25 ألف فى الساعة
حكيم 120 ألف جنيه
عامر منيب 70 ألف جنيه
حمادة هلال 35 ألف جنيه
بهاء سلطان 35 ألف جنيه
عصام كاريكا 35 ألف جنيه
شاهيناز 20 ألف جنيه
هيثم شاكر 20 ألف جنيه
ريكو 15 ألف جنيه
عمدة 15 ألف جنيه

****

لو كنت تاملت فى كل هذه الأرقام بتأنى – عن نفسى اشك بهذا - .

فهل ما زلت توافق على أننا نحيا فى مصر التى يحيا فيها هؤلاء ؟؟؟


25/12/2005

الاثنين، ديسمبر 26، 2005

هل تلفظ جماعة الإخوان خيرة ابنائها ؟

يستمتع الكثيرون من منتقدى جماعة الإخوان المسلمين أن يعلنوا أنهم خبراء فى هذه الحركات ، وأساليبها وتنظيماتها ، ولا مانع أيضا فى الادعاء بأنه كان منتميا لها فى سالف من الزمن ، وأنه لما رأى فيها ما لايتفق مع مبادئه ( أحيانا يقول مبادئ الإسلام ) فضّل أن يتركها ، لأنها لايمكن أن تكون الأمل فى مستقبل أفضل .

هذه التقدمة التى تفيد سابق الخبرة ، هى من لزوم الانتقاد ، حتى يصير أكثر فاعلية واعلى قيمة فى نفوس القراء .

ولكى أوضح موقفى كاملا أقول : إننى أكتب هذا المقال ، وليس لى من الخبرة بجماعة الإخوان إلا قربى ( أزعم أنه قرب شديد ) من كثير من أعضائها ، والمتابعة الجيدة فيما أحسب لتصريحات قياداتها ، وإنتاجاتها الفكرية والتربوية .. ولا أزعم الحصر .. وإنما حسبما سمحت به همتى المتواضعة ، وظروفى المحدودة .

أى أنه من الممكن أن يكون هذا المقال من المقالات التى بنيت فكرتها على جزء غير مكتمل من الصورة ، وبالتالى .. فإنى انتظر التصحيح والتصويب .
إذن ، لماذا لم تسكت عن كتابته حتى تكتمل الصورة ؟ .. كانى أسمع هذا السؤال من قارئ .

اقول : بدا لى أن همتى وظروفى لن تسمح لى بأكثر مما ترسخ لدى ، فإن لم يكن كلامى هذا صحيحا ، أو على جانب لا بأس به من الصحة .. فيكون كلامى بهذا من قبيل التناصح وإبداء الرأى ... فليكن فرصة جيدة لتصويب نظرتى بما سأعرفه من أجزاء قد تبدو غائبة عنى .

- 1 -

بداية سأسرد قصة ، يشهد الله أنها حقيقية ، لكنى أحتفظ لنفسى بالأسماء إذ لم استأذن اصحابها فى نشر اسمائهم .

أبطال هذه القصة شقيقين :
الأول : كاتب وباحث إسلامى جاد ومتميز ، ويشهد له بهذا تقريبا كل من قرأ مقالاته التى تقترب من أن تكون بحوثا ، وله فى كتابته نظرة عميقة ، وتحليل ممتع ، يكسو كل هذا بعبارات فى غاية الهدوء والبلاغة فى آن واحد .. فتتسرب لك أفكاره فى سلاسة ويسر .

ليس أدل على هذا من أنه كاتب أساسى فى أقوى مجلة إخوانية - برأيى - وهى مجلة المجتمع الكويتية ، التى تنشر له بانتظام وبأجر .. مما يعنى فى صراحة أنه كاتب متميز فعلا .

الثانى : وهو شقيق الأول كاتب متميز أيضا ، له نفس النظرة العميقة والتحليل الجميل ، لكن أسلوب صياغته لأفكاره تحمل من الروعة ، نفس القدر الذى تحمله من الحدة ، مما يجعل كتاباته لا ترقى لنفس مستوى القبول لدى كل القراء .

الشقيقان ، بعد أن كانا ينتميان تنظيميا لجماعة الإخوان المسلمين ، لم يستطيعان الصبر على بعض المشاكل الإدارية والتنظيمية داخل الجماعة ، ولم يستطع المسؤولون عنهما استيعاب مثل هذه العقليات المستقلة التى تفكر بلا حدود ولا قيود ، فظل التعامل معهما على أساس أنهما من الشخصيات المتمردة ، أو على أقل تقدير الشخصيات المسببة للمشاكل والمثيرة للشبهات .

وهذا الرأى وإن لم يكن كلاما ينطق به اللسان ، كان معاملات ينطق بها الحال ، مما أدى فى نهاية الأمر إلى تركهم الجماعة تنظيميا ، وإن كانوا يحملون أفكارها التربوية ونظرتها للأمور ، ولا تزال مصادر تلقيهم تنطلق من القيادات الفكرية للإخوان مثل القرضاوى والغزالى ومحمد أحمد الراشد.. وغيرهم .

وهما يصرحان بأن المشكلة ليست ابدا فى المنهج ، بل فى هذه الطبقة الوسيطة التى تربت فى أجواء ( أو أشربت أفكار ) مرحلة الخمسينات والستينات التى نمت فيها العقلية الأمنية للتنظيم ، ونمت بذات القدر صفات الانقياد والتسليم على صفات المناقشة والاعتراض والحوار .
وهذا طبيعى من جراء أثر هذه المرحلة الدموية العنيفة .. طبيعى أن تنمو مبادئ الثقة والسمع والطاعة على مبادئ الشورى وحق الاعتراض وحرية المناقشة .. إلخ .

فهذه الطبقة الوسيطة هى التى لم تحسن استيعاب الطبقات الأسفل منها ، ولم تستطع - فى كثير من الأحيان - توصيل رؤى الجماعة وأفكارها بشكل واضح إلى الطبقات الأسفل .. حتى تحول الأمر إلى طبقة مكبوتة ( لا أقصد كل الطبقة ، وإنما المتميزين فيها ) عاجزة عن توصيل رؤاها إلى القيادة ، وطبقة عليا لها أفكارها التى لاتصل ( على الأقل لاتصل بوضوح ) إلى الطبقات الأقل .

هذه الطبقة المكبوتة ، تمثل انفجارها - كما بدا - فى ملتقى الإخوان المسلمين على الانترنت ، وهو منتدى مفتوح ، ظهر فيه مدى الهوة الواسعة بين الأفكار التى تصرح بها الجماعة ، وهذه التى تحملها القاعدة ، وهى نتاج التربية التى وصلت إليهم .

بل كشف هذا المنتدى عن وجود أخطاء تنظيمية تصل فى بعض الأحيان حد الأخطاء القاتلة والتى يعانى منها بعض الأفراد داخل الصف ، يستحيل أن يوافق على وجودها فضلا عن أن تكون هى المنهج الذى تطرحه القيادات .

هذه الأخطاء والممارسات دفعت بالفعل كثيرا من أعضاء ومن خيرة الجماعة فى تركها .. حتى صار طبيعيا لدى أن اسمع عن نشيط من أنشط كوادر الجماعة فى مرحلة الجامعة ، تركها بعد التخرج مباشرة أو بعد التخرج بقليل .


- 2 -


كان ما سبق يتناول على وجه التحديد أفرادا يحملون الفكر الإصلاحى - إن صح التعبير - فى مواجهة - إن صح التعبير أيضا - أصحاب الفكر المحافظ .
فهؤلاء لم يكونوا قادرين على توصيل أفكارهم ورؤاهم إلى القيادات التى تتبنى هذه الوسطية والاعتدال ، وبالتالى فهم تحت سيطرة - إن صح التعبير - أصحاب الفكر المحافظ فى الطبقة الوسيطة .

نعطى مثالا :

الدكتور يحيى الرخاوى واحد من اشهر الأطباء النفسيين على مستوى مصر ، والعالم العربى .. كتب مقالا فى الدستور وحكى فيه أنه حوكم فى المركز العام قبل نصف قرن وتم فصله من الجماعة لعلاقته بمحقق التراث الأشهر محمود شاكر الذى كان يدعو الشباب لاستيقاء دينهم من مناهلها من كتب التراث ، وكانت أغلب انتقادات الدكتور الرخاوى لجماعة الإخوان فى فترة الانتخابات تنصب على أنهم لا يتركون حرية التفكير والإبداع بالنسبة لأعضائهم .

ايا ما كان مدى صحة هذه القصة ، و دقة تفاصيلها .. فقد علمنا الإسلام ألا نحكم لسماع طرف واحد .. فإن الذى استقر عند الدكتور ، وبالتالى عند قرائه ممن يثقون فى عمق نظرته ، واستقلال موقفه .. استقر أن الإخوان يضعون قيودا على التفكير وحرية النظر والتأمل .

بلال فضل ، وهو واحد من اشرف كتاب الصحافة فى مصر ، قال عبارة تحمل مثل هذا المعنى .. قال : " قاتل الله هذا النظام الذى جعلنا إخوانيين ونحن الذين تركنا الإخوان بمزاجنا " .. واستمر فى مقال يحمل عنوان ( الإسلام هو الحل .. الإخوان هم المشكلة ) يركز على أن مشكلة الإخوان هى رؤيتهم أنهم يمتلكون الرأى الصواب ، دون إبداء مساحة من التسامح مع المختلفين معهم فى فهم النصوص .. وأنهم لا يملكون فضيلة المراجعة والاعتراف بالخطأ التى حصرها فى د. عبد المنعم أبو الفتوح و د. عصام العريان و د. محمد على بشر .

وهؤلاء الشقيقان اللذان تحدثنا عنهما سابقا .. احدهما باحث متميز وكاتب بمجلة المجتمع ، والآخر لا اشك أنه لو انطلق وأجهد نفسه فى الكتابة فسيصبح من اقوى الكتاب على الساحة .

إذه هذه المفقودات هى عناصر فى غاية التميز ، تترك الجماعة إثر مواقف صادرة من كوادر وسيطة ما زالت تتشرب الفكر المحافظ والذى لايعبر فى أغلب الأحيان عن رؤية القيادات العليا .. تصبح فيما بعد عناصر متميزة على الساحة الفكرية أو العملية والإدارية .. فلاتخسر الجماعة أفرادا ، بل تكسب عداوات من أشخاص بأوزان غير قابلة للتقليل أو التجاهل .


- 3 -


على الوجه الآخر تماما .. تسبب وجود ملتقى الإخوان المسلمين فى إعرن بعض أعضاء الجماعة تركها بعدما تبينوا بالفعل أن افكارهم التى يحملونها ليست هى التى تحملها أو تدافع عنها الجماعة .

ولا أزال أذكر عضوا كان منذ حوالى أربع سنوات أو خمس سنوات يكتب تحت اسم ( ابو الفدا ) وهو سورى كما صرح ، لكنه يحمل الفكر الجهادى الذى لا يرى مانعا ( إن لم يره واجبا ) فى التغيير . وكان يفسر تصريحات قيادات الجماعة على أنها من قبيل لكل مقام مقال ، وليس كل ما يعلم يقال ، ولا كل ما يقال حضر وقته ، ولا كل ما حضر وقته حضر أهله .. وكان يرى فتاوى واجتهادات شيوخ الجماعة كالغزالى والقرضاوى على أنها أفكارهم هم باعتبارهم قد أصبحوا شخصيات مستقلة لها فكرها الذى قد لايكون بالضرورة هى التى تحملها الجماعة .

لما اكتشف هذا العضو أن أفكاره الجهادية لاتلقى ترحيبا فقط ، بل تلقى مناهضة شديدة .. وكانت المرحلة وقتها فى أجواء ما بعد الحادى عشر من سبتمبر حيث كانت الجماعة تؤكد بما لايدع مجالا لمؤول أو مفسر أنها ترفض التغيير العنيف أو التغيير بالسلاح .
لما اكتشف هذا .. اعلن صراحة انه انضم للجماعة لأن الذى دعاه إليها شرح له شعار ( الجهاد سبيلنا ) و ( الموت فى سبيل الله أسمى اما نينا ) وأن مروان حديد ( صاحب الأزمة الشهيرة فى حماة بداية الثمانينات ) من أعلام واقطاب الإخوان .. وتلك هى أفكار سيد قطب ، وشرح له إنجازات النظام الخاص فترة ماقبل ثورة يوليو ... إلخ .

المهم أن الرجل تشبع بالفكر الجهادى ، وظن أنه منهج الإخوان .. ولما تبين له العكس أعلن تركها .


الملاحظة فى هذه النوعية ، أنها على درجة عالية من العلم والثقافة ، وعلى نفس المستوى من القدرة على التفكير والإقناع ، وبالتالى لهم القدرة على ضم العناصر الأخرى إلى صفوف الجماعة .

لا أقصد أصحاب التفكير الجهادى فقط ، بل أقصد أصحاب الفكر السلفى والمتشدد داخل الجماعة ، وهم بالمناسبة كثر .. فمازال أغلب شباب الجماعة لايقتنع بجواز الاستماع للموسيقى ، ولا جواز تولى المرأى منصب القضاء ، وهناك من لا يرى جواز ترشح المرأة للانتخابات باعتبارها من الولاية الواردة فى الحديث ..

وبرايى أن ما يدعم بقاء هذه العناصر الفعالة والمؤثرة - بما تحمله من علم وثقافة وقدرة على التفكير والإقناع وضم العناصر الأخرى - هو تلك الطبقة الوسيطة التى تحمل تقريبا نفس هذا الفكر مع تفاوت فى النسبة ، والتى تستطيع إيجاد تفسيرات وتبريرات مقنعة لكل ما يفعله قادة الجماعة ومواقفها الفكرية .. وعلى اعتبار ان السمع والطاعة والثقة من صميم المبادئ التى تحملها هذه العناصر ، فتصبح هذه التفسيرات هى الأصدق والمعبرة عن الموقف الحقيقى للجماعة .

خصوصا والإسلاميين بشكل عام يحملون هوسا بنظرية المؤامرة من جراء الكتب العديدة التى كتبت وتناولت الغزو الفكرى والمخططات الصليبية للقضاء على العالم الإسلامى .. وهذا الهوس يؤدى إلى إساءة الظن بأى شئ إلا القيادة المباشرة للجماعة .

قبل أن أكتب هذا الموضوع شاء القدر أن تحدث حادثة تثبت وجهة نظرى هذه .

نشر بجريدة أخبار الأدب التى يرأس تحريرها الأديب المصرى جمال الغيطانى ، تقريرا مفصلا عن زيارة القيادى الإخوانى د. عبد المنعم أبو الفتوح إلى نجيب محفوظ فى عيد ميلاده الرابع والتسعين ، وكان مما قاله الدكتور هذه العبارات :

1- الموسيقى والفنون مباحة والإمام البنا كان يأخذ زواره فى زيارات للأوبرا
2- الفقه البدوى القادم من السعودية ساهم فى نشر الفكر المتشدد
3- ما أنتجه سيد قطب كان نتاج حالة مرضية ، حين كان مسجونا كان فى حالة كره للمجتمع ، ولهذا ففكره محسوب عليه
4- لن نصادر رواية أو كتابا مهما كان يدعو للإلحاد والزندقة
5- استغرب موقف نجيب محفوظ من امتناعه عن نشر روايته أولاد حارتنا إلا بموافقة الأزهر
6- الدكتور جمال حشمت لم ينتقد الروايات الثلاث ، وغنما انتقد أن يطبع هذا الفكر ( المختلف عليه ) على نفقة الدولة .
7- لسنا من أثار أزمة رواية وليمة لأعشاب البحر بل عادل حسين وجريدة الشعب
8- كان للإخوان فرق مسرحية وفنية وكانت تعرض أعمالها مع الفرق الأخرى فترة الإمام البنا
9- أنا ضد ما يكتبه جابر قميحة ، وأرى أن ما يكتبه لا علاقة له بالفن ولا بالأدب
10- سلمت لنا يدك ( يقصد محفوظ ) التى أراد لها الظلاميون أن تسكت
11- نجح الإخوان فى الانتخابات بفضل قلمك الذى نشر التنوير والاعتدال
12- هذا هو رأى 99 % من جيل السبعينات وما بعده

(( لعله قال أشياء أخرى ونسيتها الآن .. وطبعا الترتيب ليس دقيق .. ومن ناحيتى الشخصية لست موافقا على كل هذا الكلام ))

أثار هذا اللقاء عاصفة لم تسكت فى ملتقى الإخوان المسلمين ، وكان الكلام من قبل البعض ذاهلا .. حتى إن بعض الأعضاء كتب يقول : إن هذا اللقاء لم يحدث أصلا ، وغنما هى فتنة أراد العلمانيون نشرها وزرعها بين القيادات والأفراد ، فلا يمكن أن يككون مثل هذا الكلام صادر من أحد قيادات الإخوان .. بل زعم عضو أنه اتصل بموقع الإخوان ورد عليه موقع الإخوان نافيا أن يكون هذا اللقاء تم اساسا .

وهذا مثل فى غاية الوضوح يثبت أن كثيرا من الأعضاء المثقفين والذين هم على قدر من العلم ممن يحملون الاتجاه المتشدد لا يتقبلون هذه الأفكار بل يحاربونها تماما .

وأقل ما أثبتته هذه الواقعة أنه لا 99 % ولا حتى الأغلبية موافقون على هذه الأفكار ، وإن كان لى تفسير آخر بأن هؤلاء الـ 99 % هم من مستوى تنظيمى معين وليس كل المنتمين للجماعة .

إذن نحن فى هذه الحالة فى وضع أن الجماعة ستفقد بعضا من أكثر عناصرها فاعلية ممن تربوا على أفكار لا علاقة لها إن لم تكن تناقض أفكارا يصرح بها القيادات .

وسمعت من أخ على الأرض ، بأنه لو صحت هذه التصريحات سيترك الإخوان مباشرة .



- 4 -

يبدو الآن أن المشكلة تقريبا منحصرة فى الطبقة الوسيطة من القيادات ، وهى التى نشأت فى عصر عبد الناصر الذى تصلح عنوانا على الدموية فى تاريخ مصر الحديث .

وحين نتفهم موقف أحد فى ظل ظروف صنعت هذه القناعات ، فهذا لا يعتبر اتهاما ولا تشنيعا .. بل محاولة لقراءة الحدث ليس أكثر ، لكن على الطرف الآخر ، لا يمكن العيش والاندماج فى عصر عبد الناصر إلى مرحلة اللذة بهذه الأجواء .

فللأسف الشديد ، هذه الأجواء تثير فى النفس وتزرع فى العقل بعض القناعات التى وإن لم تكن صحيحة ، فهى ممتعة للنفس .

فالنفس خصوصا المسلمة الملتزمة تطرب تماما لفكرة امتلاك الحق وامتلاك تمثيل هذا الحق ، والدليل على هذا أنى أواجه الباطل الواضح فى معركة واضحة وصريحة ، وهذا الباطل يواجهنى لأننى أمتلك هذا الحق .
كذلك تستمتع النفس صاحة الفكر الإسلامى بكونها فى موطن جهاد ، ورغم سعة مدلولات كلمة ( جهاد ) إلا أن المعنى الأولى والمباشر للجهاد هو ذلك الانضباط فى الصف والالتزام بتعليمات القيادة ، والثقة المطلقة فى القيادات المباشرة والغير مباشرة .. مما يجعل مبادئ الثقة والسمع والطاعة ليست فى الذهن مبادئ مقيدة ، بل هى مبادئ مُنظمة وتثرى هذا التماسك المتين .

التلاحم الأخوى البديع الذى أضيف إلى معانى أخوته الإسلامية الراقية والنبيلة ، معانى الوجود فى الصف المجاهد ، أو فى الصف المعرض دائما للظلم والقهر والاضطهاد ، فأصبح التماسك أعلى من كونه أخويا فقط .

على مستوى المسؤولية .. واضح جدا خصوصا فى مرحلة الجامعة مثلا ، أن القيادات الإخوانية على مستوى العمل الطلابى هم من الطلاب ، يعنى من حدود 19 إلى 25 سنة على أقصى تقدير ، وهذه المرحلة من الشباب مع كل الاحترام والتبجيل وإحسان الظن بها ، ليس على مستوى التقييم والتقدير للمواضع التى تغلب فيها السمع والطاعة على الشورى والمناقشة .. أقول هذا وأنا فى سن 22 عاما .. يعنى لست من الشيوخ ولا أتبرؤ من التحيز للشباب .. لكن واقعا نفسيا وعلميا واجتماعيا أقوى من كل هذا .. وبالتالى فنحن فى مرحلة ترسيخ كوادر تستعمل مثل هذه المبادئ بما قد تحولها إلى ديكتاتورية مقنعة ترفع اسم الشورى والسمع والطاعة والثقة .. إلخ ، ومن ثم فنحن على أعتاب جيل جديد يدخل للجماعة بعد تخرجه ، وقد استقر فى نفسه وذهنه ممارسات للشورى والقيادة ترسخت فى نفسه أصلا دون أن يكون مؤهلا لهذا .

وبالتالى .. فجيل آخر يأتى يكرر نفس مشاكل الجيل السابق ويضيف سمكا آخر لهذه الطبقة الوسيطة .


- 5 -

قد يكون البعض قد ظن أنى امتلك حلا .. والحقيقة على عكس هذا تماما ، فالحل بيد قيادات الجماعة وكوادرها .. ويجب أن تستوع القيادات أننا فى عصر الانترنت والفضائيات .. أى أن تسرب الأفكار والمعلومات بل فيضانها حقيقة غدت حقيقة كونية لن يملك أحد مواجهتها ولا حتى مواجهتها .

والصف المجاهد الذى يتحمل النار والتعذيب ، قد لا يصمد امام هذا الانفتاح المعلوماتى .. ولم يزل موضوع الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح دليلا على مدى الهوة التى تفصل بين جيلين يبدوان فى غاية التمايز .. ولا اقول التناقض .

لا يمكننى أن اختم الكلام دون أن أقرر أنى ما أزال أرى أن حركة الإخوان المسلمين تمثل الأمل الإسلامى القريب والباسم إن شاء الله .. لكنما أخشى أن هذا التمايز ( لا أقول الانفصال ) بين الأجيال يثقل حركة التقدم نحو الغد من خلال توصيل وتشرب هذه الأفكار إليه .. وأخشى أشد ما أخشاه أيضا أن تتم سرقة المجهود الذى بذلته الجماعة على طوال العقود الماضية ، لتظهر حركات تستطيع بعلو الصوت قيادة حركة المعارضة والثورة .. ثم نفاجأ بنموذج ثورة يوليو يتكرر .

سلطة تنهار - ثورة شعبية مكبوتة - تيارات متعددة - يعلوها تيار صوتى - اتصال خارجى بفرد أو مجموعة - انقلا على السلطة ف لحظة وسيكون انقلابا سلميا لأن السلطة تنتظر رصاصة الرحمة - انفراد بالسلطة وخدمة للمشروع الخارجى على حساب موجة أخرى من الدماء والأشلاء .



كتب 25/12/2005



.

الأحد، ديسمبر 25، 2005

تزكية أ. علاء سعد حسن

أخي الحبيب محمد إلهامي ،
اعتبرك شخصيا أحد أهم الغائبين البارزين ، ويعلم الله تعالى كم أحبك في الله تعالى ، ومدى حرصي على متابعة أو ( اللحاق ) بمقالاتك القوية المميزة في مختلف المنتديات وأنتظرها وأبحث عنها وكأني أنتظر مقالات مصطفى بكري أو الدكتور محمد عباس ، قوة وجرأة في الحق ، وسرعة في الطرح ، وعمق في التحليل ، وشدة في اللغة تصل أحيانا إلى العنف اللفظي المطلوب أحيانا في مواجهة مواقف ومدارس وشخصيات معينة .. على العموم هي ليست مدرستي ، لكن يبدو أن الإنسان يبحث عما يكمله أكثر مما يبحث عما يماثله ، وأقول لك بكل الصدق يا مهندس محمد أنا أتابع نشاطك وأدائك ،

الأستاذ علاء سعد حسن - كاتب وباحث إسلامى
نقلا عن منتدى صناع الحياة

الخميس، ديسمبر 22، 2005

الإخوان وشرفاء الصحافة ... أحباب أم أعداء ؟؟

لعل الزمن الذى هوجم فيه الإخوان من قبل الصحافة والإعلام الرسمى بغرض تشويههم قد انتهى ، ليبدأ فى ذات اللحظة هجوم الصحافة الشريفة والمستقلة والمحايدة على الإخوان .

- 1 -

بدأت فى الأيام الماضية كتابات من أقلام لايشك أحد فى نزاهتها ، واستقلاليتها ، ولا يمكن أن تتهم فى يوم بأنها مأجورة أو عميلة ، أو ذات توجهات داخلية أو خارجية .

بل على العكس تماما ، كان الكثير من هؤلاء الشرفاء يدافعون بشراسة عن الإخوان فى فترات الانتخابات الماضية ، ومن قبل فترات الانتخابات كانوا يدافعون فى إصرار عن حق الإخوان فى التواجد الرسمى ، والاعتراف بهم كقوة شرعية لها تواجدها الواضح فى الشارع المصرى .

وكدليل آخر على هذه المروءة وهذا الشرف ، تأجلت كل انتقادات هؤلاء الشرفاء تجاه الإخوان إلى مرحلة ما بعد الانتخابات ، حتى لا يُستعمل كلامهم كحق - من وجهة نظرهم - فى سبيل الباطل الذى تريد الدولة وعملاؤها إثباته .

لنأخذ على سبيل المثال عددا من هؤلاء الشرفاء ، وهم على الترتيب : بلال فضل ، خالد البلشى ، خالد السرجانى ، إيهاب عبد الحميد .. وكل هؤلاء من صحفييى جريدة الدستور الصوت الذى يثبت كل يوم أنه مستقل تمام الاستقلال عن إرادات أى تيار أو اتجاه .

- 2 -

بلال فضل :

ليس غريبا ان يكون موقف الصحفى من جماعة الإخوان هو أحد أهم المقاييس التى أقيس بها مدى صدق واستقلال أى صحفى .. لأن الطرف المهضوم المظلوم ليس من وراء الدفاع عنه أى غنائم ، بل قد تصبه المغارم .

بلال فضل الذى كثيرا ما كتب أنه مع حق الإخوان فى التواجد لشرعى والرسمى ، و دافع عنهم فى مواطن كثيرة جدا ، بل هو الوحيد الذى تذكر أن الدولة استخدمت البلطجية ومسجلات الآداب فى انتخابات دائرة الرمل 2000 مع جيهان الحلفاوى مرشحة الإخوان ، وقال فيما معناه بمناسبة ما حدث يوم الأربعاء الأسود يوم الاستفتاء على التعديل الدستورى 25/5/2005 قال بلال ما معناه ( إن ما حدث ليس جديدا على الدولة ، فقد فعلته قبل ذلك ، ولكن أحدا لم ينكر حينها لأنها كانت فى ماجهة الحيطة الواطية وهم الإخوان فى انتخابات 2000 مع جيهان الحلفاوى مرشحة الإخوان فى الأسكندرية )

وهذه العبارة كما ترون لم يكن بلال فضل فى حاجة إلى ذكرها ، ولن يلومه أحد ، لكنه كان شريفا وصادقا مع نفسه فذكرها فى شجاعة .
أضف إلى ذلك باقى مواقفه ، وأقربها موقفه من مصطفى الفقى ومن التزوير الذى جرى ضد الإخوان ، بل ومن برنامج حالة حوار الذى أدان فيه بشدة أن يكون البرنامج دون وجود طرف من الإخوان يستطيع الدفاع ، وذلك فى مقال بالمصرى اليوم .

بلال فضل صرح كثيرا بأنه يكره الإخوان ، وفى مقاله بالعدد قبل الأخير من الدستور والذى كان بعنوان ( الإسلام هو الحل .. الإخوان هم المشكلة ) ذكر بصراحة أنه ترك الإخوان بعدما تبين له أنهم جماعة غير ديمقراطية تقمع المخالفين فى الرأى ، ويبدو أنه تعرض لتجربة شخصية أدت به إلى هذا الرأى لم يذكر تفاصيلها .

المهم كانت انتقاداته التى كتبها فى المقال المذكور الذى أعلن أنه أخره إلى مابعد الانتخابات خصيصا حتى لا يستخدم كحق يراد به باطل فى وجه الإخوان .. كانت هذه الانتقادات عادية نسمعها من الكل ، لكنها حين تخرج من بلال فضل ، فينضاف إليها تلقائيا الصدق والاستقلالية والصراحة .. وهو أدعى أن لا يتم تجاهلها باعتباره مثل غيره من المأجورين الذين لا يستحقون الرد .

فهل سيفتح الإخوان قلوبهم لبلال فضل ويناقشونه فى صراحة واحترام .. أم سيكسبون بتجاهلهم عدوا آخر ، لكنه لن يكون عدوا مأجورا ، بل عدوا صادقا له من الاحترام التبجيل ورصيد الصدق عند جمهور عظيم من القراء ما يجعل كلامه فى موضع الحقيقة ؟؟


- 3 -

خالد البلشى :

وهو صحفى شاب من أجرأ واشرف من يكتبون فى الدستور ، وله من قبل نفس موقف الدفاع عن حق الإخوان فى التواجد وحرية التعبير ، ومناهضة ما يحدث لهم من اعتقال وتنكيل .. إلخ .

خالد البلشى الذى ظننته فى يوم من الأيام من الإخوان من أثر ما يكتبه ، كانت آخر ثلاث مقالات له تنتقد الإخوان المسلمين .

فكتب فى مقال منذ ثلاثة اسابيع عن إخوانى كبير من أصحاب المصانع ، اضطهد عماله ، وفصلهم لأنهم طالبوا ببعض حقوقهم .. ولم أسمع فى المقابل أى رد من الإخوان ، وبالتالى يجب ان أتريث فى الحكم حتى نسمع تفاصيل الموقف من الطرفين .
فإما أن يكون الحق فى جانب خالد البلشى .. وفى هذه الحالة يصبح الخطأ الصادر من القيادى الإخوانى إما خطا فرديا ، أو هو توجه فى الجماعة .

وليقينى بأن منهج الجماعة ضد هذا .. يترجح عندى أنه تصرف فردى ، وفى هذه الحالة يجب أن تتحمل الجماعة كسؤوليتها تجاه عضو من أعضائها ، فتأخذ على يده لتمنعه من الظلم ، وترد الحقوق لأهلها .

أو يكون الخطأ عند خالد البلشى ، وفى هذه الحالة يجب على الجماعة أن توضح لهذا الصحفى الشريف حقيقة الموضوع وتفاصيله ، حتى لا تترك قلما صادقا فى موقع يعاديها أو يخاف منها .. وهذا من واجبات الجماعة الدعوية .

لقد كان عنوان المقال مرعبا ( الإخوان هزموا النظام والأحزاب .. يارب ما يهزموا الشعب ) وهو عنوان يدل على مدى الشعور الذى سيطر على صاحب المقال حين كتبه .

فى المقال الثانى انتقد خالد البلشى عدم وقوف الإخون خلف مرشحى المعارضة .. وإن كنت شخصيا لا أرى أن من الواجب على الجماعة أن تدعم إلا من تحالف معها من المعارضين .. إلا أنه انتقاد يحمل وجهة نظر محترمة ومقدرة لاشك .

وعلى هذا أكرر .. أن صحفيا كالأستاذ خالد البلشى يجب على الجماعة أن تبين له ما خفى عليه ، أو أن تتقبل هذا النقد وتعترف به إن كان صحيحا ، وهذا لن يضرها أو يقلل من شأنها ، بل على العكس تماما ، الاستماع للنقد والاعتراف بالخطأ يعلى من قيمة وقدر الجماعة وقياداتها .

فى المقال الثالث كان البلشى ينتقد عدم تنازل الجماعة عن المقعد الذى حكم القضاء ببطلانه فى دائرة السيدة زينب ، كتفعيل للمبادئ التى تنادى بها .. وهو الموقف الذى ما زلت أستغربه ولا أعرف له مبررا .. إلا إذا كان ضمن موازنات الجماعة فى علاقتها مع الدولة خصوصا ، وان هذا المقعد بالذات الطرف الآخر فيه هو فتحى سرور .. وفى هذه الحالة فحسابات التنازل عن المقعد لها بعض الخصوصية .. لكن بعد حكم القضاء يجب أن تنتصر المبادئ على الموازنات .. أو بعبارة أخرى .ز ينتصر الجانب الإسلامى على الجانب السياسى فى الجماعة .


- 4 -


خالد السرجانى :

خالد السرجانى هو المسؤول عن صفحة ( صحافة ) فى الدستور ، وهى من اقوى صفحات الدستور ، وتعد اقواها بالنسبة إلىّ .. والرجل يتمتع بحيادية تقترب من المطلقة ، وتثير الإعجاب والانبهار فى نفس القارئ المتابع .

خالد السرجانى ليس له موقف يعادى أو ينحاز فيه ضد الجماعة أبدا .. بل يناصرها ضد حملات الصحافة الحكومية عليها .. وهو شديد الاحتراف والتميز فى مكانه .

كم انزعجت حين رأيت خالد السرجانى يكتب مقالا بعنوان ( لم يبدد مخاوفى من الدولة الدينية ) فى إشارة إلى الحوار الموسع للمرشد مع الدستور .. فهذا الرجل الذى يشهد بحياديته كل متابع ، إن حمل هذه المخاوف .. فهى خسارة للجماعة لا شك .


- 5 -

إيهاب عبد الحميد :

وهو الصحفى العلمانى الذى يصرح بأنه علمانى ومع فصل الدين عن الدولة .. لكن هذه الفكرة لم تخرجه إلى مهاجمة الجماعة بالحق وبالباطل .. بل كانت تقاريره فى فترة الانتخابات منحازة إلى الحق الذى كان فى جانب الإخوان المسلمين .. وكل مشكلته كما يظهر من كتاباته هو فكرة العلمانية وفصل الدين عن الدولة .

وفى مقاله ( هل يحل عقلاء الإخوان التناقضات فى أفكارهم ) استهل مقاله بجملة : كنت معجبا وما زلت بنضال الإخوان المسلمين .. وهو ما كرره فى وسط المقال .

- 6 -

الخلاصة مما سبق عدة أمور :

1- ان المخاوف التى يطرحها جميع هؤلاء ، للإخوان عليها ردود ، وردود مقنعة ، ومفصلة .. فليس من العسير إعادة توصيلها إلى هؤلاء بالشكل الذى يفهمونه .

2- أن وجود مثل هؤلاء فى صف المعارضة للإخوان أو المتخوفين منهم ، ليس فقط تقصيرا دعويا تجاه توصيل الفكرة لهم تحديدا .. بل تقصير أعظم لأن لهم جمهورا عريضا يقتنع بكلامهم لأن لهم رصيد سبق وكبير من الصدق والشرف والاستقلالية فى آرائهم .

3- حتى وإن لم يؤد الإخوان واجبهم تجاه هؤلاء فإن عليهم أن يطمئنوا أن هؤلاء لن يكذبوا أو يشوهوا صورتهم بالحق وبالباطل ، ولن يُستعملوا ضد الإخوان .. لكن بالمقابل سيصبحون أسلحة أكثر مضاءا وتوهجا وتأثيرا فى مواجهة الإخوان

4- فى هذه الحالة يكون التقصير مضاعفا .. ترك عناصر ممتازة وعدم محاولة اجتذابها إلى صف الفكرة الإسلامية والدولة الإسلامية ( لا اقول : صف الإخوان ) ، وفى نفس اللحظة تركهم وجمهورهم من ورائهم لأفكار كثيرة تخيفهم أو تقنعهم بعدم صلاحية الفكرة الإسلامية نفسها لإصلاح الحياة .

5- هذه العناصر بالذات ، ليس من الصواب تركهم بدون ردود وتوضيحات ومناقشات .. لأنهم ان اقتنعوا .. فسيكونون على الحياد إن لم يصبحوا قوة فى ساحة العمل الإسلامى .





21/12/2005

الاثنين، ديسمبر 12، 2005

ردا على حمدى رزق : لاتدعى البطولة !!


رأيت مقالك المنشور بالمصرى اليوم 12/12/2005 ، والذى كان عنوانه ( الحجنة ) .

ورغم اشمئزازى مما رايت إلا أن المقال كان مستفزا للغاية ، بالنسبة لى على الأقل ، فلم يأخذ مجراه إلى النسيان باعتباره واحدا من مقالات المراهقين فى الصحافة المصرية ، والذين اطلقتهم السلطة هذه الأيام لنهش الإخوان المسلمين .

ومع انى لست من الإخوان ، وإن كان الانضمام إليهم شرفا لا أستحقه ، إلا أنه من الواجب الدفاع عنهم أمام ما تكتب أنت وامثالك .

لكن الذى استفزنى هذه المرة ، هو ما بدا من غيرتك من عبد الله كمال الذى ادعى فى الحلقات الفضيحة لـ ( حالة حوار ) أنه يعانى التهديدات هو واهله ، لكن يبدو أن غيرتك كانت متأخرة ، إذ صرحت الآن أن أهلك بدأ يصلهم التهديدات من جماعة الإخوان ، هذا غير مايتلقه بريدك من بذاءات تنسبها إلى الإخوان المسلمين .

وإن كان من بطولة فى المشهد السياسى المعاصر ، فهى التى ينفرد بها المعارضون الشرفاء والإخوان المسلمين ، أما أمثالك ممن لم يستحوا ان يخرجوا الأيام الطوال فى برنامج مخصص لنهش فصيل وطنى اختاره الشعب رغم انف الجميع ، هؤلاء هم ابعد الناس عن الشرف والمروءة .

فلا تأتى الآن لتدعى أنك بطل ستسمر فى كشوفاتك الصحفية ( العبيطة ) وعذرا على اللفظ ، لكنه أرق الألفاظ التى وجدتها .

نأتى لاكتشافك الخارق ، الوثيقة التى سميتموها ( فتح مصر ) ، والمشكلة أنكم فاشلون لدرجة أنكم لاتجيدون الكذب .. فلأول مرة نرى وثيقة عليها عنوان الموقع الإلكترونى الذى يراه الملايين يوميا ، فلماذا يخط قادة الإخوان وثيقة بهذه الخطورة ثم يطبعون اعلاها عنوان الموقع ؟
ثم يقول تاريخ الوثيقة انها قبل حتى وجود موقع الإخوان من الأساس .. أترى الفشل فى الكذب؟

ولماذا تسربت إليك هذه الوثيقة الآن بالذات ؟

ثم هذا الذى سربها ، الم يجد أفضل من صحفى مجهول لينفرد بنشرها ؟ فى وقت ينتظر فيه كل رؤساء تحرير صحف العالم ان يحصلوا على مثل هذه الوثيقة ؟

وتحديك الرائع لنائب المرشد ( لم تقل لنا الأول أم الثانى .. ارجو ان تكون مدركا أنهم اثنين وليس واحدا ) ان يواجههك فى مناظرة علنية لتكذيب الوثيقة .. أرأيت كيف تطالب بشرف لم يكن فيك اصلا حين قبلت ان تنهش فيه وفى يدك الوثيقة دون ان يملك عليك ردا فى إحدى حلقات البرنامج العار حالة حوار ؟؟؟


ترى ، لماذا لم تستضفك وسيلة إعلام محترمة حتى ترفع فيها هذه الوثيقة .. الحقيقة التى تخشى من مواجهتها هى أنك اضأل من ان تستضاف إلا فى تليفزيون حكومى فاشل ، وحتى البى بى سى حين استضافت احدا ليتكلم بالوثيقة استضافت مكرم محمد احمد الذى لم يستطع ان يرد بكلمة على الدكتور محمد حبيب ولا أن يثبت له صحتها .

هذه هى اكتشافاتك العبيطة ( عذرا مرة أخرى ) ، حتى الكذب لاتجيدونه .


نأتى لادعائك بأن الإخوان يهددونك ويهددون أهلك ، وهى الكذبة التى أتوقع انك سرقتها من عبد الله كمال .. ياعزيزى الصحفى ، الإخوان لايهتمون بمثل هذه الأحجام فى عالم الصحافة .
الإخوان لم يقتلوا أحدا من قضاة المحاكم العسكرية التى حكمت عليهم ظلما ، ولم يقتلوا أحدا ممن عذبهم لا فى عهد عبد الناصر ولا فى عهد مبارك ( فى عهد السادات لم يحدث تعذيب بشهادة كل المعارضي وأولهم عمك الكبير ميلاد حنا ) ، والإخوان لم يقتلوا ضباط أمن الدولة الذين تعودوا على اقتحام بيوتهم وترويع زوجاتهم واطفالهم .. ولم يدع أحد من كل هؤلاء انه تعرض لتهديد .. ثم تأتى أنت وعبد الله كمال وأمثالكما من أقزام الصحافة لتقولون ان الإخوان يهددونكم ... ألم أقل لكم إنكم فاشلون حتى فى الكذب .

وادعاؤك الظريف انه تصلك بذاءات وألفاظ خارجة على الإيميل .. أخبرك ياعزيزى الصحفى ان كل من عرف الإخوان يعرف انهم لايستعملون هذه الألفاظ ، بخلاف أمثالكم الذين تزخر جلساتهم بمثل هذه الشتائم حتى على سبيل الدعابة .

ثم الموعظة الجميلة التى أتحفتنا بها حول انك كنت فى غاية الأدب والاحترام والتقدير وفى مواجهة صحفية شريفة .. وان مقالك هذا هو آخر كلماتك المهذبة .. على من تكذب ياسيد حمدى ، كاتب هذه السطور من المتابعين لمقالاتك التى كانت تخلو من اى ادب واى احترام طوال الأسابيع الماضية .. ولسانك شتم كل من لايعجبونك ، حتى الشعب الذى لم ينتخب خالد محيى الدين لم يسلمك من لسانك الذى تدعى الآن أنه كان مهذبا .


ثم أخبرك بأنه لا الإخوان ولا أى قارئ سيخاف لامن لسانك الذى توعدت انه لن يكون مهذبا ولا مؤدبا بعد الآن ، ولا حتى من اكتشافاتك وانفراداتك ووثائقك المضروبة .. ولنر ياسيد حمدى ماذا تستطيع أن تفعل .

اذكرك مرة اخرى انى لست من الإخوان حتى تصنف هذه الرسالة على انها منهم ، كما أتحداك وكلى يقين ان تنشر هذه الرسالة - وانا واثق كثقتى فى انى حى انك لن تنشرها – وترد عليها ردا مفصلا ، بدلا من ردودكم العائمة الغائمة التى تمتلئ بالمناورة واللف والدوران .




12/12/2005

شيخ الأزهر يخون التاريخ والتراث ، بعدما خان كل شئ .

نشرت صحيفة ( المصرى اليوم ) فى عددها الصادر اليوم قصة الباحثة حنان السيد التى عثرت على 130
مخطوطة قديمة يرجع بعضها إلى عام 618 هـ ، وبعد مجهود استغرق منها ثلاث سنوات فى ترتيب وتنظيف هذه المخطوطات التى كانت الحشرات تأكلها ، وبعد إنفاقها لمالها ، وتضحيتها بالمجهود وبالأخطار الصحية المحتملة لتنظيف كتب مغلقة منذ سنين .. حاولت ان تسجل هذه المخطوطات فى سجل المكتبة حتى لاتتعرض للضياع والسرقة .. رفض امين المكتبة تسجيل هذه المخطوطات على اعتبار ان السجل عهدة لايجوز التغيير فيه .

ذهبت الى شيخ المعهد الازهرى لتجعل المخطوطات فى حمايته ، ولكنه منعها من دخول المكتبة مرة اخرى .
ويعد عام من المحاولات الفاشلة فى دخول المكتبة ، ورفض الجميع الحفاظ على المخطوطات ، استغلت فرصة وجود مؤتمر علمى عن المخطوطات فى مكتبة الاسكندرية ، واعلنت عن ما اكتشفته من المخطوطات دون ان تصرح عن مكانها ، وهنا انهالت عليها العروض بالمال والوظيفة وشهادات التقدير فى مقابل تسهيل الحصول على هذه المخطوطات .

وكان الأخطر من هذا هو ما عرضته عليها إحدى الجهات الأجنبية لتسهيل سرقة هذه المخطوطات مقابل مبالغ فلكية ... لكن الباحثة رفضت كل هذه العروض ، واستغاثت بشيخ الأزهر ووزير الأوقاف .. ولم يصلها أى رد كما صرحت للجريدة .

*****

انتهت قصة الباحثة كما نشرت فى عدد اليوم من صحيفة المصرى اليوم المصرية المستقلة .

ترى .. لماذا لا يتحرك شيخ الأزهر ووزير الأوقاف فى هذا الموضوع الحساس والخطير للحفاظ على مثل هذا الكنز الأثرى الذى لايقدر بثمن .. وهو الموضوع الذى لايتماس مع الخطوط السياسية الحمراء التى تخسرهم ويخافون منها .. مالذى يمنعهم من التحرك ؟؟

حسبنا الله ونعم الوكيل


12/12/2005

فضيحة جديدة للحزب الوطنى ولآمال عثمان .

نشرت جريدة ( المصرى اليوم ) فى عدها اليوم أنه تم تعيين المستشار محمد الفقى ، وهو المستشار الذى رأس اللجنة العامة للانتخابات فى دائرة الدقى والعجوزة والتى تم فيها تزوير النتيجة لصالح آمال عثمان ضد المرشح الإخوانى حازم صلاح ابو اسماعيل .

تم تعيين هذا المستشار كمستشار قانونى لوزير الاستثمار الدكتور محمود محيى الدين ، وتسلم عمله بالفعل كما نشرت الصحيفة فى الدور الرابع من مبنى معهد إعداد القادة .

وذكرت الصحيفة أن هذا الانتداب تم بناء على توصية بالموافقة من مجلس القضء الأعلى .

ومجلس القضاء الأعلى لمن لا يعرف هو الممثل الحكومى لقضاة مصر ، وأعضاؤه كلهم معينون ، ودائما ما تنشب المعارك بين مجلس إدارة نادى القضاة ( المنتخب ) وبين هذا المجلس المعين .


****

معلومة اخرى ذكرها المستشار هشام البسطويسى نائب رئيس محكمة النقض واحد قادة الحركة الرائعة للقضاء ، ونشرت فى المصرى اليوم فى نفس العدد .. قال ان حالات التزوير الواضحة كانت فى 25 دائرة ، هذه الدوائر ندب لها اشخاص بعينهم .. فهل مصادفة ان يتكرر 14 اسم فى 25 دائرة حدث فيها التزوير ؟

والسؤال بالطبع إجابته معروفة .

****

لى صديق علق على موضوع المستشار قائلا : هل نزلت لعنة الفقى على مصر ؟
كل الذين اوجعونا اسمهم فقى

مصطفى الفقى الناجح بالتزوير فى الحادثة المشهورة .
أنس الفقى وزير إعلامنا الخائب ( الخائب تشمل الوزير والإعلام )
والمستشار الفقى الذى زور النتيجة وحصل على المكافأة .



12/12/2005

ردا على مقال عمرو سليم بالدستور

كتب عمرو سليم فى الدستور عدد 38 يقول: إنه ينحنى بكل حزن ومرارة لجماعة الإخوان التى عرفت كيف تواجه الحزب الوطنى بالأعيبه نفسها ، رشوة برشوة ، وتزوير بتزوير ، وبلطجة ببلطجة ، وذبح بذبح ، فى ذات الوقت الذى يتحسر فيه على اليسار والقوى التنويرية التى ستختفى فى حال مجيئ الإخوان القادمين بالظلام والرجعية والأحكام التى عاف وأكل وشرب عليها الزمان .. كما لم يفته الاعتراف بتعالى اليسار على الشارع المصرى والنظر إليه من البرج العالى ، واعترف بفشل .

ايا ما كان رأى عمرو سليم أو غيره فى الإخوان ، وهو مالايجب بل ولايجوز لأحد أن يتوقف عنده ، لأنه من قبيل الحرية الشخصية لكل إنسان فى اعتقاد مايراه الصواب ، إلا أنه لايجوز لعمرو سليم ولا لغيره أن يستخدم فى سبيل إقناع الناس بما وصل إليه من رأى الكذب الصريح ، فحين يكذب صاحب الرأى فهذا أقوى دليل على فساد رأيه من الأساس .

والكذب الذى اعتدنا عليه من الأقلام المنافقة التى تمسح الأحذية لايستحق الالتفات إليه ، أما أن يأتى الكذب ممن يبدو جرئيا شجاعا قوى المعارضة ، فهذا الذى يثير الأسئلة .

اين رأى السيد عمرو سليم بلطجة الإخوان وتزوير الإخوان وذبح الإخوان ورشوة الإخوان ؟؟
فليخبرنا سيادته عن واقعة رآها ، أو دليل يعرفه رأى فيه الإخوان يذبحون ويبلطجون فى مواجهة الحزب الوطنى .

فإن لم يكن رأى هذا – وحتما لم يره – فهل هو تبرير لفشل اليسار الشريف الذى لايمكن أن يرشى ويذبح ويبلطج ويزور ؟؟

هذا جانب .. الجانب الآخر هو سؤالى للسيد عمرو سليم ، ماهى الأحكام التى عاف عليها الزمان وأكل وشرب ، والتى سيأتى بها الإخوان ؟؟ أخشى – وأتمنى أن أكون مخطئا – أن يقصد بهذا الكلام أحكام الإسلام التى ينادى بها الإخوان ، فعلى حد علمى ليست هناك أحكام إخوانية خاصة يريدون تطبيقها .. فماهى تلك الأحكام التى يقصدها الأستاذ عمرو ؟

ثم لماذا يرى السيد عمرو نفسه ويساره طلائع التنوير ، فى مواجهة الإخوان الذين يراهم قوى الظلام ؟؟ أليس هذا احتكارا للتنوير كما صدع اليسار رؤوسنا بمحتكرى الإسلام ؟؟

أليس فى هذا رفضا للآخر " الظلامى " كما يرى ؟؟

وحينها .. فمالفارق بين اليسارى المستنير عمرو سليم ، والوطنى صفوت الشريف أو كمال الشاذلى ؟؟ طالما هو نفس الكذب ونفس الادعاء للتنوير ونفس الرفض للآخر .. ثم ادعاء الديمقراطية .


10/12/2005

سؤال للإخوان المسلمين .

أصعب أن أعاتب الإخوان المسلمين ، خصوصا فى مثل هذه الأجواء التى تنهمر عليهم الشتائم من كل ناحية ، سواء هؤلاء الحكوميون ، أو من يدعون أنهم من المعارضة .

وما أصعب أن أحاول انتقاد قرار يتخذه أناس أمضوا نصف أعمارهم داخل السجون ، وتحت آلات التعذيب من أجل الفكرة الإسلامية ، حتى ساهموا ولاشك فى وصولها لجيلنا الحالى .
لكن ، ليعذرنى اساتذتى فى الإخوان المسلمين على هذا العتاب .

****

أتفهم تماما أنه من حق الجماعة ألا تدعم إلا مرشحيها فى الانتخابات ، ولايحق لأحد أن يطالبها بدعم أو تأييد مرشح ليس على برنامجها الانتخابى .

لكن جماعة الإخوان المسلمين ، حتى لو رفضت هى هذا ، تظل حركة إسلامية قبل كونها حركة سياسية ، ويظل الشعب المتطلع لها ، يطالبها بالقيم الإسلامية ، لا بالفعل الذى توجبه التوازنات السياسية .. فإذا كنا سنقبل أن من حق الجماعة ألا تدعم إلا مرشحيها ، فإن الأمر الذى لايمكن قبوله ، أن تتخلى الجماعة عن من ظلم فى الانتخابات ، وجرى عليه التزوير ، مثلما تعرضت هى نفسها لهذا التزوير .

والحقيقة أنى اقصد فى هذا المقام تحديدا وعلى وجه الخصوص أيمن نور ، الذى يقبع الان فى السجن ، بعدما ظهر تماما أن الكل تخلى عنه ، حتى الإخوان المسلمين للأسف ، وهم من اكثر من ذاق وعرف مرارة الظلم .

فالرجل الذى تم التزوير ضده فى انتخابات البرلمان تمهيدا لرفع الحصانة عنه ، حتى يسهل عليهم فعل مايريدون ، لم نجد من قبل الجماعة من يتعاطف معه ، ويدين هذا التزوير الذى جرى ضده ، وهو تزوير فج ووقح ، ورأينا بالصور ، فضلا عن كل الأدلة العقلية التى تقول إنه من المستحيل أن ينهار الرجل من الجولة الأولى فى انتخابات البرلمان وهو الذى من شهرين فقط استطاع الحصول على نصف مليون صوت ( بتصريحاتهم الرسمية ) ، وعلى أكثر من هذا يقينا ، أمام رئيس الدولة واقوى رجل فى الحزب الوطنى .. يستحيل أن ينهار الرجل أمام شخص غير معروف من هذا الحزب ، وفى معقل شعبيته الذى ظل ممثلا له طوال أكثر من عشر سنوات .

لم نسمع تصريحا متعاطفا مع أيمن نور ، ولا حتى مدينا لهذا التزوير ، الذى يماثل بالضبط ماجرى فى الدقى ضد حازم ابو إسماعيل أو فى دمنهور ضد الدكتور حشمت ، أو فى المنصورة ضد الدكتور يسرى هانئ ، وصابر زاهر أو فى دمياط ضد صابر عبد الصادق .

فلماذا تركتم الرجل وحده ، وهو المظلوم مثلما ظلمتم دون حتى تصريح متعاطف ، بل وجدنا التصريحات تهون من هذا الموضوع ولاتعيره اهتمام ، ولا داعى لأن أذكر نصوص الكلام حتى لايتسع الجرح الذى اشعر به ، ويشعر به كل متابع محايد فيما أظن .

وحتى لما سجن ، لم نقرأ بيانا أو تصريحا ينتقد هذا الحبس التعسفى الاحتياطى ، والإخوان أكثر من تضرروا من هذا الحبس الاحتياطى .

فلماذا يا ايها الإخوان ؟؟؟



10/12/2005

هل يتسلم نجاد قيادة الشعوب الإسلامية ؟

هل يتسلم نجاد قيادة الشعوب الإسلامية ؟

تتوالى تصريحات أحمدى نجاد التى لم يكن يتوقعها أحد لا من الحكام العرب ولا حتى من الشعوب العربية ، التى استيقظت فجأة على تصريحات لم تكن تحلم أن تسمع بمثلها فى أيامها هذه .
وفى كل يوم يطلق أحمدى نجاد تصريحا آخر يزيد فى اشتعال الأمور ، بدلا من أن نراه يعتذر أو يقول إن الترجمة حرفت معنى الكلام الذى اراد أن يقوله ، واتضح للجميع الآن ان نجاد لم يكن يطلق وعودا انتخابية ، على غرار كثير من الحكام العرب الذين لانسمع وعودهم إلا قبيل الانتخابات الرئاسية ، ثم تتبخر التصريحات ليبدأ الحديث عن المشكلات والمعوقات .
السؤال الآن : هل سيصبح أحمدى نجاد الرئيس الإيرانى هو محط أنظار شعوب العالم العربى والإسلامى ؟؟

الرجل بداية أتى من خلال انتخابات ديمقراطية ، لم يستطع مخلوق التشكيك فى نزاهتها ، وتمت تحت رقابة دولية ، اشادت بالتجربة ، يعنى ليس فى مجيئه إلى الحكم أى شبهة مؤامرة أو تزوير أو تغيير لإرادة الشعب الإيرانى الذى اختاره .. بل كانت نتيجة الانتخابات مفاجئة لكل المراقبين تقريبا ،خصوصا بعد ان انحصرت المنافسة بينه وبين الزعيم المعروف على أكبر هاشمى رفسنجانى ، وهو رئيس سابق ومن أوائل الجيل الذى قام بالثورة الإسلامية فى إيران ، وهذه من دلائل الديمقراطية التى يمكن أن تفجر مفاجأة لايتوقعها المراقبون .. على عكس انتخابات نتيجتها معروفة سلفا ليس للمراقبين وحدهم ، بل لكل كائن داخل هذه الدول .

والرجل ثانيا أتى إلى الحكم ، وسط توقعات الجميع أن تكون تصريحاته للاستهلاك الداخلى مثل الكثيرين ، لكنه فاجأ الجميع ، برفضه السكن فى قصور الشاه المخلوع ، وبقى يحكم من دار فى وسط طهران ، معلنا بهذا انحيازه الحقيقى إلى طبقة الفقراء .
ثم صرح من خلال المؤتمر المنعقد فى إيران وكان عنوان المؤتمر ( العالم بدون صهيونية worled wiout Zionism ) ودعا إلى شطب إسرائيل من على الخريطة الدولية .
وهو التصريح المعروف الذى جر عليه انتقادات العالم كله ، حتى أقرانه العرب الراقدين تحت اقدام اسرائيل وسيوفها .
لكن الرجل لم يتراجع ، وصمم على تصريحه .

ثم صرح منذ ايام ، بإمكانية نقل الوطن القومى لليهود إلى أوروبا ، وخصوصا الدول التى ما تزال تشعر بالألم وتأنيب الضمير على ما فعلته فى اليهود فى الأحقاب التاريخية الماضية ، واقترح دولا بالأسماء منها ألمانيا والنمسا .. مشككا فى ذات اللحظة فى الكذبة المقدسة التى وقف يهود العالم كله لتجريم من يحاول تكذيبها ، وهى محرقة الهولوكوست الألمانى النازى للجاليات اليهودية .

ومنذ أيام كلف أحمدى نجاد وزير طيرانه ببيع الطائرة المخصصة للرئاسة ، معتقدا أن رحلة ست ساعات ، لاتستدعى كل هذا الترف ، وأمر باستخدامها فى الرحلات التجارية أو الخطوط الداخلية .

هذه المتلاحقات التى يفاجئنا بها الرئيس الإيرانى ، والتى لم يكن يحلم بها فعلا شعب عربى ، لا على مستوى الجرأة السياسية ، ولا على مستوى الانحياز للفقراء ، حتى تخلى عن السكن فى قصر رئاسى ، وتنازل عن طائرة الرئاسة .. هذه المتغيرات هل تجعله محط أنظار الشعوب الإسلامية ؟؟
هل تجعل فيه الأمل المرتقب ، أو حتى البطل الفارس القادم من بعيد ؟؟
وإذا كان هذا غدا اليوم متوقعا ، فماهى طبيعة العلاقة التى ستنشأ بين الدول العربية والدولة الإيرانية ؟ هل ستتحول نحن الصداقة والاستقواء به على عدو الأمة القريب والبعيد فى نفس اللحظة ، أم سيزداد التخوف منه هو ، مما يدفع لارتماء أكبر فى أحضان العدو القريب والبعيد ؟؟

وهل تكون شيعية أحمدى نجاد عائقا أمام الشعوب العربية لتقبله قائدا وبطلا ؟؟ مع أنهم قبل ذلك منحوا السيد حسن نصر الله وحزب الله اللبنانى وهو شيعى هذه البطولة ، ونظروا له نفس نظرة الفارس الذى استطاع إنزال هزيمة بإسرائيل لم يجرؤ على عشر معشارها أرباب القومية والعروبة وغيرهم .
وهل ستختفى فى هذه الجواء قضية ( عربستان ) وهو الجزء العربى فى إيران ، والذى تجرى فيه انتهاكات واسعة للعرب ؟؟



10/12/2005 .

الجمعة، ديسمبر 09، 2005

مصر التى احتلها مبارك .

منذ سنتين أو ثلاث تقريبا ، جمعتنى الأقدار لأركب سيارة أجرة لدى سفر قريب ، ودار بينى وبين السائق حوارا عن أحوال البلد ، ومافيها وماملأها من ظلم وفساد .

ثم فجر السائق مفاجأة ، حين قال لى : " يابيه انا اعتقلت عشر سنين " .
كانت العبارة كفيلة لأن تجعل حواسى كلها مع الرجل الذى يحكى حكاية اعتقاله .

فهذا السائق البسيط ، من الصعيد ، سافر إلى العراق كآلاف المصريين الذين سافروا بحثا عن الرزق بعد ان افتقرت مصر من جراء النهب المنظم المتواصل ، لكنه لم يمضى إلا شهورا ، ثم اندلعت حرب الخليج ، التى تلتها ضربة أمريكا للعراق .

هرب الرجل مع مصريين آخرين إلى حدود السعودية ، ومالبثت ان وصلت طائرات مصرية نقلتهم إلى مصر .. لكن ليس إلى أى مكان متوقع ، بل انتهى بهم الأمر إلى أمن الدولة .

سألوهم عن هوياتهم ، ولما كان الرجل وغيره ممن لم يستطيعوا لظروف الحرب حمل هويات معهم لايحمل هوية ، تم تصنيفهم ضمن ( العائدين من أفغانستان ) ، ليودعوا المعتقل .
صرخ الرجل ومن معه وهم يحاولون أن ينفوا عن أنفسهم هذه التهمة ، وأن يحضروا إثبات هوياتهم بألف طريقة من خلال أهلهم فى مصر ، أو سجلات المسافرين ، أو شهادات الناس ، أو .... أو ..... أو .... إلخ

لكن عباقرة أمن الدولة الذين يعلمون الغيب ، ويكشفون السرائر ، كانوا على غير استعداد للسماع .
وبقى الرجل فى المعتقل .

عشر سنين سوداء بلون الليل الذى يخيم على مصر كلها ، والذى يبدو بلا نهاية ، ذاق فيها الرجل ألوان العذاب وأشكاله ... ولم يستطع أن يذكر لى شيئا مما رآه وعاناه ، مما ينافى الكرامة التى خلقها الله فى نفس الإنسان ، لكنه أراد ان يذكر لى مثالا حتى أستطيع تصور ما عاناه ، فقال لى : " يابيه .. احنا شربنا البول " .

وقال إنهم لم يكونوا يستقرون فى معتقل واحد ، بل كل ثلاثة أو اربعة أشهر كانوا ينتقلون إلى معتقل آخر ، وكان الرجل فى كل مرة يكتب وريقة صغيرة يقول فيها " أنا فلان من محافظة كذا مركز كذا قرية كذا ... موجود الآن بمعتقل كذا " ثم يرميها من السيارة على أمل أن يجدها إنسان مازالت فيه بقية كرامة ، فيوصلها إلى اهله .

وبعد عشر سنين من العذاب المرعب ، والإذلال الوحشى ، التقط هذه الورقة الصغيرة سيدة بدوية من محافظة الوادى الجديد ، فقرأتها بمساعدة ابنها المتعلم ، ثم ذهبت إلى أهله الذين أفزعهم أن يكون ذلك الرجل الذى اعتقدوه ميتا عشر سنين ... مازال حيا .

وحين افاقوا من هذه الدهشة التى تحمل كل الفرحة ، وكل الرعب فى وقت واحد ، سعوا كالمحموم إلى من يعرفونه من أعضاء مجلس الشعب ، أو الضباط حتى يتم الإفراج عن هذا المعتقل ... حتى أفرج عنه بالفعل .

وياليتهم بعد السنين السوداء تركوه ...

مازالوا يواصلون استدعاءه إلى مقرهم الملعون ، ليسأله الضابط فى سخرية وقحة : " اوعى تكون لسه زعلان مننا ؟؟ "
ودائما ما تكون زيارتهم على شكل هجوم ليلى فى الساعة الثالثة فجرا .. ولا أدرى لماذا ؟؟

****

تذكرت هذه الحكاية المدهشة المرعبة ، إثر رؤيتى لأبطالنا رجال الأمن يقتلون ثمانية مواطنين فى انتخابات الأمس ، وينهون بكل بساطة وبرود حياة فرد ، تحيا لأجله عائلة كاملة .
ومن أجل ماذا ؟؟؟؟

ليس من اجل مصر ، ولا من اجل الديمقراطية ، ولامن اجل كرسى مجلس الشعب .... إنهم أتفه واضأل وأحقر من أن تكون لهم هذه العقلية ... إنما يقتلون لأجل رضا الباشا الذى يسعى بدوره لرضا الباشا الكبير ، ثم الباشا الأكبر ... إلى آخر هذه السلسلة المتصلة القاذورات من الباشوات .

وذلك الباشا الذى ينظر إلى البلد على انها ملك شخصى له ، لايجوز لإنسان أن يفكر بانتزاعها منه ، كأنه بالفعل ورثها عن أبيه أو عن أمه .

لكن السؤال الذى يفلق العيون : ألسنا محتلين فعلا ؟؟

أليس مبارك ومن وراءه انتهاءا إلى أصغر جندى فى الأمن المركزى ... أليسوا يحتلوننا فعلا ؟؟

هؤلاء الذين فرطوا فى كل شئ ، ثوابتنا الإسلامية ، وامننا القومى ، بل اقتصادنا الوطنى ، بل حتى سمعتنا الشخصية ، وقيمتنا بين الدول ... ثم يحاربون الناس بالرصاص الحى وبالقنابل المسيلة للدموع لكى لايفكروا بأن ينتخبوا أحد الشرفاء ( يسمونهم إرهابيين ) لكى يمثلهم فى هذا المجلس الحقير الذى يحكمون وضع ايديهم عليه ، إن لم يكن بالأغلبية العددية ، فبمواد الدستور المهينة التى تبيح حل المجلس إذا لم يكن على مزاج السيد الرئيس .

هذا الشاب الذى قتل ( 22 عاما ) ، كيف تحيا امه الآن ؟؟

كيف ؟؟ كيف ؟؟

الشاب الذى ظلت تربيه وترعاه وتخاف عليه الهواء البارد ، فإذا تأخر فى الليل اشتعل القلق فى صدرها ، فإذا رجع كأن الدنيا تحتضنها ، تودعها بالدعاء ، وتستقبله بالدموع ... كيف تحيا الان ؟

وذلك الاب الذى كان يحترق بالليل والنهار حتى يعطى من هذا الاحتراق بعض الدفئ والأمان لهذا الوليد حتى يكبر فيستطيع الاتكاء عليه إذا اصابه العجز والهرم ... كيف يحيا الآن ؟؟

وتلك الأخت الصغرى التى كانت ترجو منه أن يأتيها بالهدايا والألعاب ، وتسهر الليل يمنيها عقلها الطفل بما سوف يحملها لها من هدايا ... كيف يفسر لها عقلها البرئ ما قد حدث ؟؟؟

كيف يحيون ، حين يرون تربية العشرين عاما اختطفها كلاب الداخلية المسعورة ، المغمورة فى الخيانة ، التى تلبس السفالة واللؤم والقسوة والتوحش رداءا لها ؟؟؟

ومن أجل ماذا ؟؟؟ من أجل كرسى حقير فى نظامهم الحقير ، الذى يمثله أحقر خلق الله على هذه الأرض وبلا استثناء .

ألهذا الحد وصلت قيمة البشر لدى النظام الحقير ؟؟؟؟؟

والله الذى لا إله إلا هو ... لن نسامح فى دمائنا ولن نتهاون .. وقريبا بإذن الله ينهارون تحت أقدام الاحرار ...

لكن الفرحة الكبرى يوم نراهم يتقلبون فى نار جهنم ، وهى تحرق جلودهم وتهرى أجسامهم وتسحق عظامهم ، ونسمع أصواتهم وهم يصطرخون فيها ، ويتقلبون فيها ، يأكلون الغسلين والزقوم ، ثم يشربون عليه الحميم ، مقيدين ، يلبسون القطران والنيران .

ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟؟

قل :


لكم ميعاد يوم لاتستأخرون عنه ساعة ولاتستقدمون .


وموعدنا عند الله ......




8/12/2005

عملية فاشلة ... قصة

رغم عراقتى فى عالم اللصوصية ، إلا أن هذه المهمة ذات طابع خاص جدا .

اقتربت من المكان فى حذر ، مازال كادته يتجمع الناس حوله فى صبر ، كلهم يطلب الكنز الذى تفوح رائحته من الداخل .
ترى كيف سأحصل عليه وسط هذا الجمع من الناس ؟ لا أصدق أن الكنز يتمدد أمامى فى وداعة .. كيف سأحصل عليه دون أن ينتبه كل هؤلاء الواقفين ؟؟

يبدو أن الأمر يحتاج إلى حيلة .. مازلت أفكر .. أنفاسى تتلاهث .. دقات قلبى تتسارع .. كأننى مازلت لصا صغيرا فى بداية حياته .. يبدو أنه لاحيلة للحصول على هذا الذى يرقد ند أرجل الواقفين .. مازلت أنظر بحذر وأراقب من حولى .
أخشى أن يطول انتظارى ، فيأخذه لص غيرى ، فسوق اللصوص هذه الأيام رائجة وتمتلئ بالهواة الذين أساءوا إلى هذه المهنة العريقة .
ذكرنى هذا الواقع البئيس وأحوال اللصوص الذين يهربون إلى الشرطة وهم يظنون أنهم يهربون منها ، بالأيام العظيمة التى لم يبق من رموزها إلا القليل الذين تأكلهم الأيام الآن .

أفقت من ذكرياتى على صوت الواقف خلف الشباك الذى يقف أمامه الناس يصيح " فى الطابور لو سمحت ياأستاذ " .. ياللألم ، ها أنذا قد التفت الناس إلىّ وصارت مهمتى أكثر صعوبة .
لابد أن افكر وبسرعة .. نعم بسرعة .. بسرعة .. بسرعة ..
وجدتها .. وجدتها .. وجدتها .. إنها السرعة .. السرعة التى سأحصل بها على الكنز الوديع الذى مازال مستسلما مستقرا فى مكانه .. لابد أن سرعتى كبطل فى الجرى لن تسمح لأحد منهم باللحاق بى .

وفى لمح البصر .. هجمت على الكنز الحبيب .. وفى حركة أكثر سرعة ورشاقة انطلقت مبتعدا بسرعة الريح .

****

يطالعنى الان وجه يحمل نظرة شامتة .. إنه طبيب .. مالبث ان قال ساخرا : " حاول أن تسرق أى شئ .. إلا رغيف العيش "


كتبت فى مارس 2004
أثناء أزمة الخبز بمصر

صـــراع ... قصة

دخلت إلى الشارع شامخ الرأس ، حاد النظرات ، مزهوا بنفسى ، فأنا زعيم هذه المنطقة بلا منازع ، ولايستطيع أى مخلوق أن ينازعنى هذه الزعامة .. حتى لو كان هذا الشاب الأحمق الذى سأتعارك معه بد لحظات حسبما توادنا .. لن يلبث إلا قتسلا أو معاقا بعاهة واحدة على الأقل .

الوصول للزعامة ليس سهلا بطبيعة الحال ، فخلفى تاريخ يضرب صفخات الماضى من المارك والحروب الملحمية التى انتهت دائما بانتصاراتى الصاعقة التى ارتعب لها كل من بقيت له أذن تصل إليها الأخبار ، وحتى من لم يسمع فلقد كانت عينى المفقودة فى إحدى هذه الحروب وحشا يغرس الرعب فيمن يحاول مقاومة هذه الزعامة ، وليس هذا الأحمق الصغير إلا حلقة فى سلسلة من افترسهم الموت حين ظنوا أنهم يمكن أن يصبحوا فى يوم زعماء .

ها أنذا أراه يأتى من آخر الشارع منفوخا مزهوا ، لايعرف المسكين أنه فى الطريق إلى الموت .

اقتربنا من بعضنا ، أحدق فيه بنظراتى المنبعثة من عينى الوحيدة لتزرع فيه الرعب ، لكنه يتظاهر بالتماسك ، ناظرا إلى بتلك النظرات التائهة التى يظنها حادة أو مرعبة . .. ندور حول بعضنا فى تحفز واستعداد .. اطلقت فى وجهة صيحة قتالية مخيفة ، دفعته إلى التراجع ، لكنه اجابنى بصرخة أخرى ، استثارت عندى صيحة أقوى وأنف .. رد عليها بمثلها.
تعالت أصواتنا حتى أيقظنا الناس فى الشارع ، وسارعوا ينظرون إلى معركتنا من النوافذ والشرفات .. عاجلته بضربة قوية أسقطته أريضا ، ثم انهمرت عليه باللكمات والركلات التى تصاحبها صيحاتى المزلزلة ، لكنه استعاد توازنه وبدأ يلكمنى صائحا ...

ثم أظلمت الدنيا بفعل هذا النيزك الضخم الذى ألقته السماء نحونا .. أسرعت مختبئا وقد أصابنى الرعب ، وكذلك فعل غريمى ...

****

" سلمت يدك يا أشرف .. لعن الله هذه القطط أيقظتنا من النوم .. ليس لهم بعد الآن إلا الطوب " .


8/12/2005

الاثنين، ديسمبر 05، 2005

اعتـــراف مؤلــــم .

كان الأقدمون فيما مضى يعانون من قلة المصادر ، التى تؤدى بدورها إلى قلة المعلومات ، تؤدى إلى تكوين صورة ناقصة لأى وضع ، فيعتمدون على الخبرة التاريخية فى استشراف المستقبل ، أو على خلفياتهم الثقافية ، أو ماشابه من عوامل تمثل الحدث الذاتى ، والرأى الشخصى ، والموقف النابع من تصور ، ولا يستند على حقيقة .

استمر هذا الوصع حتى وقت قريب ، لن يتعدى العشر سنين أو العشرين سنة ، بحد اقصى ، فقبل هذا التاريخ كان الحصول حتى على الصحف الأجنبية ، شيئا من ضروب العسير .

مع الانفجار فى المصادر التى تمثلها الآن الفضائيات ، والصحف ، ومواقع الانترنت ، أصبحنا لانعانى من نقص المعلومات ، بل من كثافة المعلومات ، ولم تصبح الصورة ناقصة ، أو بمعنى آخر ، لم يصبح نصف أو ربع أو حتى عشر الصورة صادقا والباقى مظلم تماما ، بل صارت كل الصورة مشوشة ، غائمة .

قدر ضخم من المعلومات يغذى كل احتمالات المستقبل ، بل غالبا يؤدى الإعلام الموجه إلى الدفع فى اتجاه احتمال معين ، بزرع حقائق معينة ، ونكون قد بدأنا فى مرحلة تزييف الصورة لاتشويشها .

فى طوفان المعلومات ، والتى غالبا ما تكون موجهة، تتوه حقائق كثيرة لحساب حقائق أخرى بالتأكيد .

****

أقول هذا بمناسبة حقيقتين تاهتا عنى فى الفتررة الأخيرة وسط طوفان المعلومات المنفجرة من الصحف ومواقع الانترنت ، هاتين الحقيقتين لم أكن أتصور أنه يمكن ان أنساهما فى يوم ، لشدة وضوحهما ، ولشدة وجودهما دائما فى قلب الضوء ، وفى قلب المعارك الفكرية .

1) الحقيقة الأولى : أن فوز الإخوان المسلمين فى الانتخابات ، ليس مفاجأة ، بل هى حسابات دقيقة ، يعرفها أهل الحكم تماما ، وخفيت عن المتابعين الذين لايملكون من المعلومات والإمكانيات ما يبصرهم بهذه الحقيقة .

حتى أنا نفسى لما تفاجأت بهذا الصعود المفاجئ للإخوان ، وكتبت ( لماذا ينحاز الشعب إلى الإخوان المسلمين ؟ ... رؤية أخرى ) ، لم يخطر ببالى أنه قد تاهت عنى حقيقة هى من أرسخ الحقائق عندى ، ألا وهى : تصريح الرئيس مبارك لكثير من وسائل الإعلام الأجنبية بأن الديمقراطية تعنى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم .
وهذا التصريح الذى قيل أكثر من مرة ، لصحف أمريكية ( نيويورك تايمز ) وألمانية ( دير شبيجل ) وربما فرنسية ( لوموند ) لو لم تخنى الذاكرة . هذا التصريح كان يثبت بما لايدع مجالا للشك أن الإخوان - طبقا لمعلومات الدولة - يستطيعون تحقيق الأغلبية المريحة التى تتيح لهم الوصول إلى السلطة وتشكيل حكومة أغلبية ، أو بحد أدنى تشكيل حكومة ائتلافية يكوّنون هم جسمها الأصيل والفاعل .

ولذلك فالنية مبيتة من قبل الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية حتى ، على عدم إجراء انتخابات برلمانية نزيهة ، ولربما كان الخلاف - كما اتضح من أحداث الانتخابات - حول الأساليب والوسائل لممارسة التزوير .

شارك فى خفوت هذه الحقيقة عنى فى الأيام الأخيرة ، التصريحات المتتالية لقادة الإخوان المسلمين القائلة بأنه لو تمت انتخابات نزيهة فلن نحصل على أكثر من ( 20- 30 % باختلاف الأرقام بين المتحدثين ) من مقاعد مجلس الشعب .

وحرص الإخوان على تطمين الحكومة ( وربما من خلفها الغرب المتربص ) أنهم لايمثلون خطرا - فى المرحلة الحالية على الأقل - .
واثبتوا هذا حين تقدموا بعدد من المرشحين لايحقق ثلث البرلمان .


****

2) الحقيقة الثانية التى تاهت عنى ، هى أن الأقلام والأفواه التى تبدو مذعورة على الديمقراطية ومكتسباتها ، وعلى الدولة المدنية وإنجازاتها ، وعلى الأقباط وحقوقهم ، هم أبعد مايكونوا عن الإيمان بهذه المبادئ .

إنهم يرفضون رفضا كاملا وجود الإسلاميين فى أى مواقع سلطوية ، مهما كانت غير مؤثرة ولاتجرح الأغلبية المريحة لأسيادهم ، حتى ولو كان هذا هو اختيار الشعب من خلال عملية شبه ديمقراطية ، بل هى ديكتاتورية لها بعض ملامح وقشور الديمقراطية .

حالة الصرع التى انتابت ( الديمقراطيين !!! ) من احتمال وجود إسلاميين فى مواقع السلطة ، تخبر أن هؤلاء ليسوا إلا النسخة العصرية من فاشية النازى والشيوعى والناصرى ، أصحاب مبدأ ( الحرية للشعب ولاحرية لأعداء الشعب ) أو ( تفوق العنصر الـ ... لا إسلامى .. ) أو ( ديكتاتورية الطبقة الـ ... حاكمة ... ) .

ويستمرون فى الكلام - بدون لحظة خجل - عن الإسلاميين الذين يتخذون الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى الحكم ، وينسون أنهم يفعلون هذا بالفعل ، وصلوا إلى الحكم فضربوا الديمقراطية بالنعال .

وعن مكتسبات الدولة المدنية ، التى نراها تمتلئ بالمعتقلات وقوانين الطوارئ والتزوير والبلطجة والفساد والكذب على الشعب ، يخافون على هذه المكتسبات من الإسلاميين ، الذين يعلنون ليل نهار إيمانهم بالدولة المدنية ، واستنكارهم للفساد والطوارئ الذين دفعوا وحدهم ثمن وجودها .

بل حتى فى برامجهم لايطيقون رؤية واحد منهم بحجة أنهم " محظورون " ، مهما ثبت أنهم هم المحظورون وأن الشارع منحاز إلى الإسلاميين ضدهم .

هؤلاء هم الديمقراطيون ، الخائفون على ديمقراطيتهم من الإسلاميين .

نبت فاسد تربى فى بيئة فاسدة ، يعشق الظلام والفساد ، ولايطيق رؤية النور ، ولا الحق ، بل ولاحتى الديمقراطية التى صدعونا بها .

****

كيف غابت عنى هذه الحقائق ؟؟؟ ... لا ادرى .

حقا لا أدرى ...
حقا لا أدرى ...

وكان الله فى عون هذا الشعب الصابر .



4/12/2005

الجمعة، ديسمبر 02، 2005

هل بدأ انهيار سامى يوسف ؟

واتتنى هذه الفكرة مبكرا جدا ، منذ ثانى أغنية لسامى يوسف ، وهى أغنية suplication ، لكنى سرعان ماطردت هذه الفكرة من رأسى ، واقنعت نفسى أن هذا حكم سريع التعجل يخلو من الهدوء والروية ، ومازال سامى يوسف فى بداية تجربته ، ولامانع فالبدايات دائما ما تكون مهزوزة .

وأنهيت التفكير فى هذا الموضوع ، لرعبى من احتمال أن يكون هذا صحيحا ، فسامى يوسف هو الوحيد الذى رأيت فيه حلمى - وربما حلم كل من اهتم بالفن الإسلامى - الذى تحقق حينما رأيت شابا ينتج موسيقى وفيديو كليب على نفس المستوى الفنى الراقى الذى تُنتج به الأغانى الساقطة ، كما أنه ظهر فى البداية مع عمرو خالد ، مما أعطى إثباتا بأن هذا الرجل ليس كعمرو دياب أو هشام عباس أو غيرهما ممن يغنون للدين إذا كان السوق متجها للدين ، ويظلون باقى العام فى إنتاج أغانى الحب ، والكليبات الساقطة التى تنفجر منها المشاهد العارية .

الحمد لله أن وجدنا فنانا - لأول مرة فى تاريخ الفن الإسلامى - يغنى للإسلام ومعانيه السامية ، بنفس المستوى الذى يغنى به أهل العرى والإثارة ، ويغنى له طوال العام ، لا أغنية واحدة فى ركن الشريط .

ثم الفيديو كليب الرائع لأغنية المعلم ، والذى يبدو مكتمل الأركان ، والنجاح الفعلى الهائل الذى تحقق لسامى يوسف ، مما تحدثت عنه فى مقال سابق ، كل هذا جعل تمسكى بسامى يوسف ورعبى أن يبدأ انهياره سريعا يثنينى عن مجرد التفكير فى الموضوع .

لكن ، هذا القلق تزايد عندى بعد مشاهدة أغنية ( أمى ) ، لكن خوفى أثنانى عن كتابة شئ فى هذا ، حتى كانت أغنية ( حسبى ربى ) التى فجرت كل مخاوفى .

****

أود أن أعلن ابتداءا أنى لست ناقدا فنيا ، بل ولا أعترف بالنقد الفنى كمقياس لنجاح العمل أو لسقوطه ، كل مايهمنى هو مدى تذوق الناس وتفاعلها مع هذا الفن بالفعل .

بعد الروعة التى خرجت بها أغنية المعلم ، والفيديو كليب الخاص بها ، والذى كانت أبرز ملامح نجاحه - فى رأيى - هو الابتعاد عن الشكل المحفوظ للدين وللغناء الإسلامى المرتبط بالمساجد والمشاهد الطبيعية ، بل كان الفيديو يحكى قصة شاب عادى من طبقة راقية يهوى التصوير الفوتوغرافى ، لكنه ملنزم بتعاليم الإسلام كتقبيل يد الأم التى تبدو بدورها محجبة وتقرأ القرآن ، مرورا بالصلاة فى المسجد ، وانتهاء باللفتة الرائعة التى ينقذ فيها رجلا كفيفا من الارتطام بالحجر ، وهى روعة الانتقال إلى عالم الأخلاق فى الإسلام ، وكيفية التعامل مع المجتمع .

صدمنى الفيديو كليب الخاص بأغنية suplication تماما ، ورغم إعجابى بل وانبهارى بكل كلمات وألحان سامى يوسف ، إلا أن تصوير هذه الأغنية حذف ماكانت قد حققته أغنية المعلم .

لقد تم التصوير فى مسجد ، والأدهى من ذلك ماتخلل التصوير من مشاهد صوفية كالطبل والدخان والنار ، وغير هذه من الأشياء التى تمثل جانب الخرافة فى الفكر الصوفى ، وتظهر المسلمين كأنهم سذج من أهل الطبل والبخور .

ورغم روعة المعنى الذى أراد أن يقول إن المسلمين من كل الجنسيات والذى بدا فى تجميعة الشباب مختلفى الملامح ، فمنهم الأسود ، ومنهم الأبيض ، ومنهم ذو الشعر الطويل ، والآخر الذى حلق كامل رأسه ، وآخر صاحب عيون زرقاء ، للدلالة بين كل هؤلاء على ان الإسلام يوحد ويسوى بين كل هؤلاء ... رغم روعة هذا المعنى ، إلا أن جو الأغنية الذى كانت افضاة فيه تميل إلى جانب الإظلام ثم الاختلاط بالبخور والدخان والطبول ، كل هذا يعيد أذهان أى شاب ممن يراها إلى أن هذه صورة الإنسان الملتزم ، أو على الأقل هذا هو الجو الذى يحياه .

وصدقت توقعاتى ، ولم تحصل أغنية suplication على عشر النجاح الذى حصلت عليه أغنية المعلم ، مع إقرارى لثانى مرة أن الكلمات والألحان فى غاية الروعة بنظرى .


ثم أتت أغنية ( أمى ) لتزيد فى صدمتى وتزيد فى رعبى فى ذات اللحظة .

ورغم أن الكلمات جميلة ، والألحان أجمل ، إلا أن تصويرها كان لثانى مرة هو المشكلة .

* أول ملحوظة أُخذت على سامى يوسف كانت من الإسلاميين - وعندهم حق - الذين اشاروا إلى ظهور شعر ورقبة المرأة التى قامت بدور الأم ، وهذه المناطق بإجماع العلماء هو عورة يحرم كشفها ، لكنى اعتقد أن باقى الأغنية كانت كفيلة بإزالة القلق من أن يكون سامى يوسف قد بدأ يحيد عن الالتزام بالخط الإسلامى فى أغانيه .

* ما أفزعنى أنا شخصيا ، هو هذا ( النيولوك ) الذى ظهر به سامى يوسف فى الأغنية ، ولدى تجاه من يقومون فى كل أغنية بتغيير مظهرهم حساسية شخصية ، إذ أن هذا الانطباع يعطينى دلالة على أن الأمر صار ( موضة وشهرة ) أكثر من كونه رسالة ، وأول ملامحها أن من يغير شكله فى كل أغنية لايستهدف إلا أن يقلده جمهوره من الشباب .

وضع سامى يوسف خصلات من شعره على عينه ، وكان عزفه على ( البيانو ) أقرب إلى عزف مغنى من الراب أو الجاز مثلا ، بحركات الأكتاف ، والأذرع والأصابع لدى العزف ، مما ساءنى جدا ، أن يكون قد بدأ فى مرحلة النيولوك ، والتغريب ، خصوصا والنجاح الذى حققه سامى يوسف فى المعلم جعله بالفعل - مهما وافقنا أو رفضنا - صورة الفنان المسلم العصرى لدى الشباب .

كذلك الجو العام للأغنية التى يبدو فيها البيانو الذى يعزف عليه سامى يوسف فى وسط ساحة شاسعة تبدو من خلفها معالم بنايات أثرية أو قديمة ، وهى المشاهد التى تميل إلى جو الأغانى الأجنبية ، وتبتعد عن الجو الشرقى للأغنية العربية .

وأرى أن مساوئ هذه الأغنية - برأيى - يتقاسمها سامى يوسف والمخرج هانى أسامة ، على عكس أغنية suplication ، التى يتحمل مساوئها - بنظرى - المخرج وحده .

****

ثم أتت أغنية حسبى ربى ، وهى كالعادة أغنية رائعة من حيث الكلمات والألحان ، بل أكاد أرى أنها تساوى إن لم تفق جمال أغنية المعلم نفسها .

حتى رأيت الفيديو كليب ، ليبلغ قلقى أقصاه .

فمن شاهد أغنية ( حسبى ربى ) الهادئة الرقيقة الغنية باللحن الشرقى الدافئ ، سينفر تماما من تصويرها الذى كانت سيمته الأولى والأبرز هى السرعة الخاطفة فى اللقطات ، والزووم ( تكبير وتصغير ) المتسارع لنفس اللقطة ، لدرجة إرهاق العين المتناغمة مع المشاهد اللامتناهية السحر التى صورت فيها الأغنية خصوصا تركيا والهند .

قد يكون هذا النوع مقبولا فى تصوير الأغانى السريعة ، مثل كل أغانى هذا العصر التى يعتمد تصويرها على الانتقال الخاطف بين زوايا التصوير ، ودرجات الإضاءة ، .... إلخ .

لكنه لايمكن أن يكون مقبولا لتصوير أغنية مثل حسبى ربى .

ولذا أتوقع لثالث مرة ألا تحظى هذه الأغنية - الرائعة على مستوى الكلمات والألحان - بنجاح يطاول نجاح المعلم ، واسأل الله أن يخيب ظنى .

****

بعدما سبق ، هل يستطيع سامى يوسف التخلى عن مخرجه هانى أسامة الذى يبدو أنه لايدرك طبيعة الشعب العربى خصوصا المصرى ، فيزخر تصويره بالجو الغربى ( أمى ) أو المغرق فى الصوفية ( suplication ) ، أو السريع الخاطف ( حسبى ربى ) .

أصارحكم القول ، لست على استعداد حتى لتخيل ماذا يحدث لو فشل سامى يوسف ، واصبحت أغانيه لاتحدث هوى لدى الشباب ، خصوصا والقنوات المختلفة تذيع أغانيه ، ولايعانى من نفس الحصار الذى تعانيه باقى أغانى الفن الإسلامى .

أتصور أن هذا الفشل سيعنى نتائج مخيفة ، وسنرجع مرة أخرى ننادى بأهمية أن يخرج فنان مسلم ، يستطيع جذب أنظار ونفوس الشباب الذى غرق تماما فى مستنقع أغانى العرى والإثارة .


أكرر : كان هذا رأيى الشخصى القابل لأى خطأ ، خصوصا وأنى لست ناقدا فنيا ، وأتمنى من كل قلبى أن يكون سامى يوسف ينتقل من نجاح إلى آخر ، وأن تكون كل ظنونى هذه هباءا .




28/11/2005

هل الأقباط ضد الديمقراطية ؟

لماذا دائما حين يأتى الحديث عن الإسلاميين يثيرون مسألة الأقباط ؟

كنا نتوقع أن هذه الإثارة من علمانيين أو مغرضين بغرض إثارة الزوابع على الفكرة الإسلامية ، والتخويف ممن يحملونها ، لكن يبدو أن الموضوع أعمق من هذا .

فالأقباط الذين لايمثلون أكثر من 6% من مجموع سكان مصر ( بإحصائيات طارق البشرى فى أكثر من مقال ) أو أقل من ذلك ( بإحصائيات موثقة من كتاب : يا أقباط مصر انتبهو - د. محمد مورو ) ، يحوزون على نسبة 40 إلى 45 % من امتيازات وثروات شعب مصر ( فى المسألة القبطية حقائق وأوهام - د. محمد عمارة ) ، لماذا يريدون أن يكونوا حائلا دون اختيار الشعب ؟؟

هذا الكلام لو صح ، فإنه يثير القتن بأكثر مما يقر التعايش ، فليس لهذا معنى إلا أن الحكم الديكتاتورى الحالى أفضل لهم من وضع ديمقراطى سليم ، ولو جرينا وراء هذه النظرة ومددنا الفكرة على استقامتها سنتذكر وقائغ وفاء قسطنطين ومارى عبد الله ، وفتاتى الفيوم ، ووقائع التنصير و ... إلخ .

إذا لم يكن هذا صحيحا ، وهذا ما يتمناه كل مصرى ، وكل مسلم .

فمامعنى أن يصرح د. ميلاد حنا ، المفكر المعروف ، ومعروف أنه ليبرالى يناصر الحريات ، بل وأكثر من ذلك على علاقة وثيقة بكثير من الإسلاميين ، ما معنى أن يصرح لجريدة العربى الناصرى أن الأقباط سيرحلون إذا جاء الإخوان إلى الحكم ؟؟

هل هو استعداء للدولة على الإخوان ، وبالتالى إقرار لما تفعله من قوانين طوارئ ( ستتعدل إلى مكافحة الإرهاب ) ، واعتقالات ومحاكمات عسكرية و .... إلخ ؟

أم هو رفض لاختيار الشعب المصرى ، وهذه أبسط مبادئ الديمقراطية ؟؟

ثم تخبرنا صحف الأربعاء قبل الماضى ( نقلا عن مقال الدكتور سليم العوا بالأسبوع - العدد الأخير ) بأن البابا شنودة أرسل رسالة إلى رئاسة الجمهورية يبدى فيها قلقه من التقدم الذى يحرزه الإسلاميون فى الانتخابات الأخيرة .

ولا أدرى ، هل هذه دعوة لتزوير الانتخابات لوقف هذا التقدم الذى يحققه الإسلاميون فى الانتخابات ؟؟

هذا الموقف الغريب ، والغير مبرر من البابا شنودة ، والذى يقف فيه ضد رغبة الشعب المصرى ، يثير داخل كل مسلم هذا الهاجس الغريب ، الذى يؤيد المخاوف القائلة بأن الأقباط يحصلون فى ظل العهد الديكتاتورى على مزايا وامتيازات لايستحقونها ، وإلا فمالذى يخيفهم من حكم إسلامى نابع من رغبة الشعب ؟؟؟

ثم تطالعنا صحيفة المصريون الإلكترونية اليوم بأن رجل الأعمال القبطى المعروف نجيب ساويرس ، وأحد محكترى بعض أهم الخدمات فى مصر وعلى رأسها خدمات التليفون المحمول ، صرح ، بأن وصول الإخوان إلى الحكم يعنى التأثير بالسلب على حركة البورصة .

وهو مانفاه استطلاع للرأى بين أعضاء الغرفة الأمريكية التى الأقى فيها ساويرس كلمته ، حيث رأى أكثر من 69 % بأن وصول الإخوان للحكم لايؤثر بالسلب على حركة البورصة فى مقابل 31% فقط رأوا هذا .

وإذا كان ساويرس رجل أعمال ، ولايهمه فى النهاية إلا أمواله ، فإن المنطقى والطبيعى الذى تعرفه كل دول العالم ، أن الاستثمار فى مناخ ديمقراطى أكثر أمنا واستقرارا وحفاظا على مصالح المستثمر ، من المناخ الديكتاتورى الذى يستطيع فيه الحاكم تفصيل القوانين ، أو حتى تأميم الاستثمارات ، أو السطو عليها دون أى قوانين مفصلة أو غير مفصلة .

إذا كان رجل الأعمال يرى هذا ، فلمصلحة من يقف ضد رغبة الشعب ؟؟؟

***

يشهد الله أن هذه مخاوف ، وليست اتهامات ، أطرحها أمام الجميع ، حتى يصحح لى البعض ما قد أراه خاطئا ، وأخشى ما أخشاه أن يكون فى تصورى هذا ولو بعض الحقيقة .



1/12/2005

الأربعاء، نوفمبر 30، 2005

د. محمد عباس يتوقع اغتيال البابا شنودة

فى مقاله بمجلة المختار الإسلامى ( عدد 279 - ذو القعدة 1426 ) ، كتب الدكتور محمد عباس متحدثا عن فتنة الاسكندرية .

وبعد أن أوضح رأيه فيما حدث ، وأثبت بالأرقام أن الأقباط يتمتعون فى مصر بمالا تتمتع به أى أقلية فى العالم ، قال إنه يرى أن ماحدث هو لمجرد التسخين فقط فى مصر ، فليس الدور عليها الآن .

وإنما الدور الآن على سوريا ثم السودان ثم إيران ، ثم مصر .. من خلال إثارو النزاعات الطائفية ، تمهيدا للقضاء المبرم على السعودية .

وتوقع أن يكون السيناريو كالآتى .

اغتيال البابا شنودة ، ثم الدكتور يوسف القرضاوى ، ثم عمرو خالد ... وتبدأ عاصفة الدم فى مصر ، بقيادة " رسول الشيطان " بوش .


30/11/2005