اللهم لك الحمد.. أعطيت الكثير وأنعمت بالكثير فضلا .. ومنعت بعضا وأخذت شيئا رحمة منك وحكم..
كان الأمس -18/10/2010- يوما طريفا..
كنت قبل أسابيع قد وصلت إلى "حقيقة " تقول بأنه لابد من شراء الكمبيوتر المحمول "لاب توب" لأن كثيرا من الوقت يضيع لظروف انتقالاتي غير المستقرة، ما يترتب عليه أن كثيرا من الأوقات التي كان يمكن صرفها في القراءة والكتابة تضيع في ما هو أقل شأنا من هذا.. وقد بلغت الحاجة -في تقديري- مبلغا يجعل الاقتراض من أجلها لا يخالف الشرع.. وعزمت على الاقتراض، وحدثت بذلك صديقا كريما فأمهلني أياما..
وقبل أن تنقضي الأيام إذا برزق من الله ينزل علي فجأة دون حساب ولا حتى توقع، ومن طريق لم يخطر لي على بال.. فيسر الله تعالى -صاحب الفضل والنعمة والعظمة .. الرحيم العليم- فاشتريت هذا الجهاز وكان معي صباح الأمس.
بعد انتهاء العمل، وبينما أسير في طريقي إلى المترو، وكنت أحادث خطيبتي المصونة، وإذ بي أشعر أن يدا تمتد فتأخذ الهاتف، في لمح البصر رأيت اثنين قد اختطفاه وانطلقا بدراجتهما البخارية -الموتوسيكل- وكان جريي وراءهما لا يسمح باللحاق لفارق السرعة بالطبع.. ولقد دهش الناس الذي وصلهم صياحي فلم يستطيعوا أن ينتبهوا إلا بعد أن كان السارقان قد ابتعدا جدا..
ألهمني الله تعالى أن أقول "الحمد لله".. وأن آخذ الأمر بلطف وهدوء، قال لي أحدهم: ادع عليهم، قلت في مودة خالصة وصافية "ربنا يهديهم".. هاج الرجل وصرخ في وجهي: "ربنا مش هيهديهم.. دول كذا وكذا".. (ألفاظ لا تصلح للكتابة) غير أني لم أكن ساخطا.. وهذا شيء عجبت له من نفسي.
وإلى هذه اللحظة لست بساخط عليهما، ولقد دعوت لهما طول الليل بالهداية وأن تكون آخر سرقاتهما، ولا أتخيلهما إلا فقراء يحتاجون المال، أو حتى مدمني مخدرات.. إنني أتخيلهما -لا أدري لم- ضحايا يستحقون التعاطف.
هذا رغم أن هذا الهاتف المحمول لم يمض معي سوى شهرين، بعد عناء مع سابقه الذي انتهى عمره الافتراضي فزادني رهقا، ولقد اشتريته أيضا برزق نزل من عند الله، ومن باب لم أتوقعه ولم يخطر لي على بال.
بعد اليأس من استرداده واصلت طريقي نحو المترو، وهناك أخرجت مائة جنيه كانت معي لآخذ تذكرة المترو.. لم يكن مع الرجل سيولة ولم يكن معي أقل من هذه المائة.. وإذا بشاب صغير ربما في أوائل العشرينات يدفع من نفسه تذكرة ثم يقول لي: هذه لك يا شيخ لكي لا تعطل نفسك ويضيع وقتك في الانتظار.
لا أعرفه ولا يعرفني، أدهشني جدا، وأدهشني إصراره وهذه اللفتة اللطيفة.. ربما رأى لحيتي فظن أني من الصالحين فكانت عاطفته أسبق من عقله، أو ربما غير ذلك.. إلا أنه موقف مسح نفسي وغسل قلبي ومنعني من الاحتفاظ بموقف السوء الذي كان قبل قليل..
في هذا اليوم.. رزقني الله بالكمبيوتر المحمول، وبالتعاطف، وبهذا الفتى اليافع.. وأخذ مني الهاتف المحمول..
فاللهم لك الحمد.. أعطيت بنعمتك وفضلك.. وأخذت برحمتك وحكمتك..
كان الأمس -18/10/2010- يوما طريفا..
كنت قبل أسابيع قد وصلت إلى "حقيقة " تقول بأنه لابد من شراء الكمبيوتر المحمول "لاب توب" لأن كثيرا من الوقت يضيع لظروف انتقالاتي غير المستقرة، ما يترتب عليه أن كثيرا من الأوقات التي كان يمكن صرفها في القراءة والكتابة تضيع في ما هو أقل شأنا من هذا.. وقد بلغت الحاجة -في تقديري- مبلغا يجعل الاقتراض من أجلها لا يخالف الشرع.. وعزمت على الاقتراض، وحدثت بذلك صديقا كريما فأمهلني أياما..
وقبل أن تنقضي الأيام إذا برزق من الله ينزل علي فجأة دون حساب ولا حتى توقع، ومن طريق لم يخطر لي على بال.. فيسر الله تعالى -صاحب الفضل والنعمة والعظمة .. الرحيم العليم- فاشتريت هذا الجهاز وكان معي صباح الأمس.
بعد انتهاء العمل، وبينما أسير في طريقي إلى المترو، وكنت أحادث خطيبتي المصونة، وإذ بي أشعر أن يدا تمتد فتأخذ الهاتف، في لمح البصر رأيت اثنين قد اختطفاه وانطلقا بدراجتهما البخارية -الموتوسيكل- وكان جريي وراءهما لا يسمح باللحاق لفارق السرعة بالطبع.. ولقد دهش الناس الذي وصلهم صياحي فلم يستطيعوا أن ينتبهوا إلا بعد أن كان السارقان قد ابتعدا جدا..
ألهمني الله تعالى أن أقول "الحمد لله".. وأن آخذ الأمر بلطف وهدوء، قال لي أحدهم: ادع عليهم، قلت في مودة خالصة وصافية "ربنا يهديهم".. هاج الرجل وصرخ في وجهي: "ربنا مش هيهديهم.. دول كذا وكذا".. (ألفاظ لا تصلح للكتابة) غير أني لم أكن ساخطا.. وهذا شيء عجبت له من نفسي.
وإلى هذه اللحظة لست بساخط عليهما، ولقد دعوت لهما طول الليل بالهداية وأن تكون آخر سرقاتهما، ولا أتخيلهما إلا فقراء يحتاجون المال، أو حتى مدمني مخدرات.. إنني أتخيلهما -لا أدري لم- ضحايا يستحقون التعاطف.
هذا رغم أن هذا الهاتف المحمول لم يمض معي سوى شهرين، بعد عناء مع سابقه الذي انتهى عمره الافتراضي فزادني رهقا، ولقد اشتريته أيضا برزق نزل من عند الله، ومن باب لم أتوقعه ولم يخطر لي على بال.
بعد اليأس من استرداده واصلت طريقي نحو المترو، وهناك أخرجت مائة جنيه كانت معي لآخذ تذكرة المترو.. لم يكن مع الرجل سيولة ولم يكن معي أقل من هذه المائة.. وإذا بشاب صغير ربما في أوائل العشرينات يدفع من نفسه تذكرة ثم يقول لي: هذه لك يا شيخ لكي لا تعطل نفسك ويضيع وقتك في الانتظار.
لا أعرفه ولا يعرفني، أدهشني جدا، وأدهشني إصراره وهذه اللفتة اللطيفة.. ربما رأى لحيتي فظن أني من الصالحين فكانت عاطفته أسبق من عقله، أو ربما غير ذلك.. إلا أنه موقف مسح نفسي وغسل قلبي ومنعني من الاحتفاظ بموقف السوء الذي كان قبل قليل..
في هذا اليوم.. رزقني الله بالكمبيوتر المحمول، وبالتعاطف، وبهذا الفتى اليافع.. وأخذ مني الهاتف المحمول..
فاللهم لك الحمد.. أعطيت بنعمتك وفضلك.. وأخذت برحمتك وحكمتك..