"أدركوا اللحظة الفارقة"
كان هذا هو الشعار الأول الذي نادى به الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حين نزل إلى ميدان الانتخابات الرئاسية منذ سنة، وهو الشعار الذي لم أسمع من قبل أن مرشحا رئاسيا في أي دولة قد اتخذه لحملته الانتخابية، ذلك أنه يعبر عن عقلية مختلفة حقا، عقلية رجل لديه شيء لا ينتبه له كثيرون.. "البصيرة بالتاريخ"!
أكتب هذا الكلام من موقع الباحث في التاريخ، وأشهد أن حازم أبو إسماعيل هو المرشح الوحيد ضمن المطروحين على الساحة المصرية الذي يمتلك رؤية واضحة وبصيرة بالتاريخ..
بداية من الشعار ومرورا بالتصريحات والمواقف وانتهاء بالأفعال والحشد والمظاهرات، يثبت الرجل أن لديه المعرفة التاريخية الواجب توافرها عند "الزعيم" وليس "الرئيس" فحسب، ومن خلال متابعتي له فوجئت أنه يمتلك قدرا من المعرفة التاريخية أعلى مما ينبغي أن يدركه رجل في موقعه، إذ هو أحيانا يتحدث بالسنوات والأرقام مما لا يجيده أحيانا إلا المتخصصون.
كان الشيخ حازم أول من انتبه –من بين المرشحين- إلى أن المجلس العسكري يحاول الالتفاف على الثورة، ويستدل في هذا بالتجارب التاريخية المصرية؛ فهو الوحيد الذي تكلم عن محمد علي باشا وكيف استطاع تأسيس حكمه الاستبدادي رغم أنه رُفِع إلى الحكم عبر ثورة قادها شيوخ الأزهر ونقيب الأشراف السيد عمر مكرم، وهو أول من تحدث عن سرقة ثورة 1919 عبر سعد زغلول الذي أدخل الثورة في المسار التفاوضي الذي قتل "عامل الزمن" وضيع "اللحظة الفارقة" لتنتهي الثورة في مفاوضات ولجان ومناقشات حتى فشل المصريون في تحقيق شعار الثورة "الاستقلال التام أو الموت الزؤام"..
وفي حين لم يقف في وجه العسكر أحد من المرشحين –بخلاف الشيخ حازم والدكتور أبو الفتوح- فإن الشيخ كان الوحيد الذي أعلن أن عسكر اليوم ليسوا شيئا مختلفا عن العسكر في 1954، وأن احتمالية التفافهم على الثورة وانقضاضهم على الحكم ما زالت قائمة وفاعلة، وتثبتها الأفعال على الأرض في كل يوم، لذا كان أجرأ من تعرض لهم في الوقت الذي وقف فيه الباقون موقف الثناء، أو الانتقاد مع رفع شعار إحسان الظن بدعوى عدم وجود خبرة في الإدارة، أو الانتقاد بعبارات مائعة غائمة.. وقف الشيخ يقول: "ليس لهم عندنا إلا ما قدموه لنا"، "لن نتعامل معهم إلا كما تعامل المسلمون مع أبي بكر وعمر، إذا رأينا اعوجاجا قومناه.. هل يريدون معاملة فوق معاملة المسلمين لأبي بكر وعمر"، واستطاع بخبرته القانونية أن يكتشف الثغرات التي لم ينتبه إليها غيره، والتي تؤسس لبقاء الحال على ما هو عليه! وكانت كلمته الصادقة المبكرة التي ارتاع لها الجميع –بما فيهم كاتب هذه السطور نفسه- حين قال: "انظروا كيف يروضون شعبا بأكمله، يا إخواننا سنُسْتَنْعج (يراد لنا أن نكون نعاجا)، هؤلاء ذئاب وثعالب"..
وفي مناظرته مع برنامج "ممكن" على (cbc) بدت معرفة الرجل بالتاريخ أكثر من كونها معرفة عمومية، رغم أن المعرفة العمومية كافية لرجل الدولة، ورغم أن أسامة الغزالي حرب كان الأسوأ أداء في هذه المناظرة، إلا أنه كشف لنا –من حيث أراد إحراجه- عن هذه المعرفة بالتاريخ، حين سأله ما رؤيتك لتاريخ مصر؟
[على الهامش: الشيخ حازم لم يكن يعرف أنها مناظرة أصلا، فقد ترك له خيري رمضان رسالة على الهاتف ولم يسمعها، وذهب وهو يظن أنه لقاء عادي!]
الملفت للنظر أن الشيخ فرق بين "التاريخ الحديث" و"التاريخ المعاصر" وهي تفرقة دقيقة لا ينتبه لها غير المهتمين بالمجال، ثم تحدث عن معلومات تاريخية مثل بذور النهضة التي أنشأها محمد علي والتي كانت قد ضعفت بحلول عهد الخديوي إسماعيل، وكيف أن عبد الناصر قال بضرورة نقل البلاد من الزراعة إلى الصناعة لكنه لم يصنع شيئا، ووصلت الصناعات الوطنية إلى حالة ضعف بالغة حتى صناعة "الإبرة".. وذكر أن تراكم الديون وضعف الصناعة الوطنية كان هو السبب لاحتلال مصر عام 1882م.
وعاد بالحديث عن الاستقلال الصوري لمصر، وكيف استعمل هذا لتكون عضوا في الجامعة العربية التي كانت هي الأخرى خدعة [أول نشوء فكرة الجامعة العربية كان من رئيس الوزراء الإنجليزي إيدن عام 1941م]
من عوامل الاطمئنان أن يكون رئيس مصر القادم رجلا بصيرا بالتاريخ، فالتاريخ كما قال ابن خلدون: "يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا".
اقرأ:
لا فض فوك - ثبتنى على ما انا فيه فلقد وافقت ملاحظاتك ملاحظاتى وفقتنى واضفت لى الجديد
ردحذفتم التنويه عن البوست على حسابى بتويتر
والذين يريدون من الإسلام اليوم أن يصوغ نظريات وان يصوغ قوالب نظام، وان يصوغ تشريعات للحياة.. بينما ليس على وجه
ردحذفالأرض مجتمع قد قرر فعلاً تحكيم شريعة الله وحدها، ورفض آل شريعة سواها، مع تملكه للسلطة التي تفرض هذا وتنفذه.. الذين يريدون
من الإسلام هذا، لا يدرآون طبيعة هذا الدين، ولا آيف يعمل في الحياة.. آما يريد له الله..
قد كان من نعمة الله علينا (الجيلين القديم والجديد)..أننا كنا شهودا على أعظم ثورة مرت بالتاريخ..
ردحذفونجاح هذه الثورة في إسقاط النظام.. لابد أن استتبعه تغييرا بدرجة ما في نفوسنا وفي طريقة تفكيرنا..
وعلى المستوى الشخصي.. فقد غيرت الثورة كثيرا في نظرتي للأمور من حولي ، وفي نظرتي لفلسفة الصراع بين الحق والباطل..
وحدثت لي ثورة أخرى على مستوى العقل والفكر!
وكنت -كما الكثيرون - أتابع أدق التفاصيل وأتواصل مع متغيرات الأحداث وأعبر عن أرائي بكل حرية وسهولة..
عن طريق العالم الجديد الذي أتيح لنا ولم يتح لمن كان قبلنا..
عالم النت ومواقع التواصل الاجتماعي ..
شاهدنا جميعا كيف تتغير الأحداث وتتبدل بصورة مدهشة ..
حاولنا جميعا أن نجاريها..
ولكن لم يكن من أحد يجاريها بقدر ما كان يفعل الشيخ حازم..
كان يتابع كل التغيرات الـ(تحت سطحية) لحظة بلحظة
ويتخذ مواقفه في الوقت المناسب..
________________
لقد أفرزت الثورة عن حالات عديدة ..رفعت أقواما وخسفت بأقوام
ظهرت شخصيات على السطح واندثرت أخرى..
تباينت أراؤهم ومستوى وعيهم وكذلك إخلاصهم..
وقام الوعي الجمعي للشعب على تصنيفهم..
ولكن الجميع لاحظ - بم لا يمكن إخفاؤه - بزوغ نجم الشيخ حازم ..
كان حالة فريدة....ثورية ....إسلامية ....مستقلة......وقيادية..
نال شعبية ليس في وسع أحد نكرانها..
وحسمت أمور "فارقة" على يديه ..
أوضح مثال على ذلك ..تقصير مدة الفترة الانتقالية بعد أن بدأ الترويج بإطالتها لمنتصف 2013..
مر هذا الخبر على الكثيرين مرور الكرام ..
ترقبت ردود أفعال النخبة الإسلامية..
فكأن لم يصل إلي مسامعهم هذا الأمر الجلل..
فيم نهض الشيخ حازم وقاد زمام المبادرة ..وطالب بالنزول إلى الميادين..وشاركه الكثيرون في هذه الدعوة...
ولكن بسبب عدم وجود القيادة المركزية ... لم يكن بوسع الشيخ حازم أن يفرض رأيه على أحد..
طالب الثوار بتأجيل الاعتصام دون أن يجبرهم على ذلك..
ولأن الثوار كانوا في حل من قيادته ..ولأن الذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية ..حدث ما حدث.. وبذل ما بذل من دماء ذكية..
لكن من منا يستطيع أن ينكر..لولا مليونية 28 اكتوبر ثم 18 نوفمبر وأحداث محمد محمود لِمَ تغير على أرض الواقع شئ.؟؟
كنا حتى هذه اللحظة نتخبط في متاهة الفترة "الاشتعالية " وليست الانتقالية..
الآن بدأ الجميع يدرك..أن حكم العسكر كان وبالاً على الأمة.. و تحملنا وما زلنا نتحمل التبعات.. مزيدا من الخسائر في الأرواح والممتلكات....في حين يبددون هم أموال الدولة على مبارك وحاشيته
_________________
عذرا مشايخنا الكرام.. العيب لا يلحقكم ولا يلحقنا..
فنبي الله سليمان "الابن" تفوق على نبي الله داود "الأب" في حل المعضلة.. عليهما السلام..
ولم يقدح هذا الأمر في الأب.... ولا يمكن اعتباره علامة على درجة التقرب إلى الله
ولكن هذه إشارة إلى أن الأبناء -الراشدون- قد يتفوقون على آبائهم..
" مشايخنا الكرام..نحن نحترمكم و نقدر مكانتكم.. والله عز وجل يقول "وكلا آتينا حكما وعلما
كل ما في الأمر أن الأمة بحاجة لقيادة شابة..لا تنتظر حتى يتفق الكبار.. ثم يعطونه الإشارة بالرفض أو القبول..
هذا لا يقدح فيكم أبدا..وإنما هي سنة من سنن الحياة..
الأبناء أكثر قدرة على معالجة القضايا المستحدثة..
فيا تيجان رؤوسنا ونبراس دعوتنا..أنتم النبع الصاف لعلومنا الشرعية...منكم ننهل وإليكم نلجأ..
ولكن رجاءا..افسحوا الطريق لمن صلح من أبنائكم..
حتى ينطلق...ويقود