الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

مصر.. جَلَد الفاجر وعجز الثقة


(ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا، هو أقرب للتقوى، واتقوا الله)

"ما رأيت مظلوما تواطأ الناس على هضمه كالحقيقة" - الشيخ محمد الغزالي

* التعميم الوارد في المقال لا يعني الجميع بطبيعة الحال

***

لا أحد يريد أن يرى الصورة كاملة..

الإسلاميون يعتبرونها مؤامرة عليهم لتفويت الانتخابات، قد يكون ذلك حقا، لكن هل معنى هذا أن الواقفين أمام العسكر بلطجية وعاهرات ومدمني مخدرات؟؟

العلمانيون يرون ما حدث جريمة أخرى من العسكر ودليلا آخر على دياثة الإسلاميين ونفاقهم وتجارتهم بالدين، قد يكون ذلك حقا، لكن: من الذي طالب بتأجيل الانتخابات وإطالة الفترة الانتقالية ليستعد؟؟

الإسلاميون يعتبرون أن الحكمة في تفويت الفرصة، قد يكون ذلك حقا، لكن متى انتصر ذو حق على عدو مخادع يزرع الفخاخ وينصب الكمائن لأنه كان ماهرا في سحب الذرائع وتفويت الفرصة؟

العلمانيون احترقوا لعرض المرأة التي عُريَت وللشباب الذين طُحِنوا، وثاروا يسألون عن النخوة والرجولة والدين، لا بأس، لماذا لا تكونون رجالا ذوي نخوة ودين تقبلون بخسارتكم الحقيقية في الانتخابات أمام من يريدون تطبيق الدين في الحياة؟

الإسلاميون لا ينزلون إلى الشارع لحقن الدماء، ليكن، لماذا لم ينزلوا إلى جنازة الشيخ الشهيد عماد عفت؟

العلمانيون يصرون على أن الإسلاميين لم يشاركوا لا في الثورة ولا في الاعتصامات بل ركبوها أبو باعوها، ربما، لكن أين نضع: الشيخ عماد عفت ومصعب الشاعر ومصطفى الصاوي؟ أين نضع حملة حازم أبو إسماعيل وائتلاف دعم المسلمين الجدد والجبهة السلفية ورابطة النهضة والإصلاح؟؟

الإسلاميون يدينون محاولات ركوب الثورة من البرادعي والأسواني وممدوح حمزة، ويخشون أن يوفروا الغطاء لهؤلاء لمحاولة الانقلاب على مسار تسليم السلطة، لعلهم محقون، لكن هل يكون البديل الوحيد هو وضع كل البيض في سلة العسكر ليصير البديل المطروح إما عسكريا وإما علمانيا؟ إذا كنتم تناوئون حتى حازم أبو إسماعيل.. فما هو البديل الشعبي الذي تقدمونه؟

العلمانيون صاروا أحرص الناس على دماء الشهداء وحقوق الجرحى، ورغم هذا لا نجد أحدا من ساكني الفضائيات مرة في الميدان أو في خطوط المواجهة، نجدهم في الصحف وفي الفضائيات، يوجهوننا وينصحوننا ثم ينزلون بعد الهدوء ليفرضوا علينا البرادعي باعتباره اختيار الميدان!!

الإسلاميون اضطربت لديهم الموازين، لأنهم متعلقون بتقديرات قياداتهم وشيوخهم، من الصعب على من عاش زمنا يثق في عقلية ورؤية الشيخ الكبير أو القيادة الخبيرة أن يعيش عذاب الشعور بالخدعة، لذا يقومون بما هو حرام لتبرير سكوتهم، حرام يصل إلى قذف العرض للفتاة المنتهكة العرض باعتبارها لم تلبس المزيد من الثياب أو التساؤل: لماذا نزلت من بيتها أصلا؟ أو القول بأن الصور "فوتوشوب".. لقد كانت الفضيحة قاسية حين جاء الفيديو!

العلمانيون يريدون تصفية الحسابات مع الإسلاميين على جثث الشهداء.. وزاد في غيظهم ما حققوه من تقدم في الانتخابات، لا حبا في الشهادة ولكن كرها في الإسلاميين!! كيف يتكلم إنسان فيه ذرة من عقل أو ذرة من وطنية في هذه اللحظات بإلغاء الانتخابات والبداية من جديد؟؟؟؟؟ البداية من جديد تحت حكم العسكر!!

الإسلاميون رغم تقدمهم في الانتخابات لا يقفون بقوة وثبات ليتحدثوا باسم الشعب.. والعلمانيون حين انصرف الشعب عنهم بدأوا في شتمه كما تعودوا دائما.. رحم الله سيدنا عمر "اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة"

***

العسكر لن يسلموا السلطة إلا إذا وُضِعوا بين هذين الخيارين: خروج آمن أو محاكمات.. بغير هذا سيظلون يطمحون لوضع في الدستور ولنصيب في السلطة.

الخارج لن يتعامل مع خيار الشعب إلا إذا علم أنه لا طريق آخر، ولن يعلم هذا إلا حين يعرف أن عملاءه من العسكر والنخبة فشلوا في مهمتهم.. هذه مهمة الإسلاميين في الحقيقة، مهمتهم ولو كان الثمن هو الشهادة، فالموت نصيب الإسلاميين بعد كل الثورات الفاشلة، ولكنه موت في السجون والمعتقلات، فلتكن شهادة ترفع الوطن لا موتا في الزنزانة يعيد الوطن إلى الاستبداد من جديد.

***

ثمة مقترح بأن يتم تسليم السلطة في يناير إلى رئيس مجلس الشعب ليدير انتخابات رئاسية في فبراير.. لو أن النفوس تريد مصلحة الوطن فسيمكنهم الضغط على العسكر!

هناك تعليق واحد:

  1. لقد جاء حازم وسط هذه التنائيات المتباعدة والنتافرة بين ثوار لا يمثلون الاسلام ولا الشهب المصرى بثقافته وهويته وبين اسلاميين لا يمثلون الثورة ولا متطلبات الشعب المصرى فى التخلص من الظلم والطغاة جاء فارس الميدان كما جاء من أقصى المدينة رجل يسعى جاء وحلق تيار جديد اسلامى ثورى يمثل الشعب المصرى وبهويته ودينه وحضارته ويحقق مطالبه فى الثورة على الظلم والطغاة .
    ولم يكتفى بذلك بل حلق تيار جديد فمواه الشعب المصرى بجميع طوائفه صادق متصالح مع نفسه .
    لذلك تم إفصاه واجتمعت كلمت جميع الفصائل اسلامية وعلمانية على هذا التيار الجديد وتواصوا بينهم أن اتقتلوا يوسف أو أطرحوه أرضا يخلوا لكم وجه أبيكم ... وقد وصلت هذه الرسالة للمجلس العسكرى الان واعتقد انه مستعد لتنفيذ الحكم ... ولو تم الفتك بهذا الشباب الطاهر فأعتقد أن المجلس العسكر لن يكون إلا المنفذ لهذه العملية التى تم الاتفاق عليها سلفا وتم تقديم المسوغ لها من كل الاطياف

    ردحذف