الأربعاء، يناير 04، 2006

حريق المسرح أغلى عند الكل من حريق مكتبة براءات الاختراع .

إذا كان الشعب قد تلقى من لعناتنا ما يكفى جراء سلبيته وصمته وسلوكه ، وإذا كان الحكام قد استقبلوا ويستقبلون من لعناتنا ما لن يكفى ابدا جزاء على جرائمهم فى حق الوطن وحق الأمة وحق الشعوب ... فإن فئة من هؤلاء اللاعنين تستحق أن تستقبل من لعناتنا ما يكفيها جراء خيانتها لمسؤوليتها المؤثرة .. هذه الفئة تعرف اصطلاحا باسم ( المثقفين ) لكن أوثق اصطلاح لهم هو مصطلح وزير الثقافة .. مثقفوا الحظيرة .

- 1 -

لم اصدق عينى حين نشرت ( المصرى اليوم ) يوم الجمعة 9/12/2005 ، وفى صفحة الحوادث - تأمل : صفحة الحوادث وليس الصفحة الأولى او بعنوان بارز - خبر حريق فى أكاديمية البحث العلمى .

أنقل لكم هنا الخبر مختصرا جدا :
كشفت معينة فيصل بديوى وكيل اول النيابة بإشراف المستشار محمد حلمى قنديل المحامى العام لنيابة وسطط القاهرة أن الحريق بدا بالطابق الثالث والتهم محتويات مكتبة براءات الاختراعات من أجهزة الكمبيوتر وأوراق خاصة بالاختراعات الحديث . ( ..... ) ورجحت المعاينة أن يكون سبب الحريق هو ماس كهربائى من جهاز التكييف .
انتهى .

ولما كان خبرا على هذا القدر من الأهمية ينشر فى صفحة الحوادث ، إلى جانب التلميذ الذى فعل ، والزوجة التى خانت ، والولد الذى قتل .. إلخ ، فإن هذا يعد دليلا على اتجاهات التأثر فى الشعب المصرى .

وتمضى الأيام عادية جدا ، ويدخل خبر الحريق نفق النسيان ، إن كان لم يدخل أصلا نفق المجهول .
لا ألقى العتاب على المصرى اليوم ن فالصحيفة بطبيعتها تعلم مالذى يجذب القارئ من عدمه ، ومالذى يجب أن يوضع فى المانشيت الرئيسى أو بالعناوين البارزة .

بقى أن يبرز هذا الخبر طائفة المثقفين كما اشعلوا الدنيا على حريق المسرح - دون ادنى تقليل من هذه الكارثة - بينما لم يثسمع لهم صوت فى حريق خلاصة جهد وعرق السنين من عباقرة مصر المخترعين .


- 2 -

قد يقول قائل إن الانشغال بتغطية الانتخابات هى السبب فى تأخر الخبر إلى الصف الثانى او الثالث ، وأن انشغال المثقفين كان منصبا على متابعة الانتخابات وهو سبب وجيه لاشك .. لكن يجب ان نعرف ان حريق المسرح فى بنى سويف كان فى الليلة التى تسبق انتخابات المرحلة الأولى مباشرة ، ورغم هذا قامت قيامة المثقفين على حريق هذا المسرح .

لا اريد أن يفهم احد أنى أقلل من حريق المسرح ، إنما أتعجب من الثورة التى قامت على الفن والإبداع ، مقارنة بالصمت التام تجاه العلم والبحث والاختراع .

لعل أحدنا لا ينسى اشتعال مخاوف " المثقفين !! " على الفن والثقافة جراء الصعود الإخوانى بانتخابات البرلمان ، وهى المخاوف التى ظهرت فى مقالات اكثرها كاذب وسافل ويتخذ طريقة ( بنقول تور .. يقولوا احلبوه ) ن ولم يهتم احدهم للحظة لمناقشة برنامج الإخوان فيما يتعلق بالعلم والبحث العلمى .. فهل هذه هى مواقف المثقف حقا ؟؟؟؟

المهم .. اشعلت ثورة المثقفين حنان الوزير الفنان فقدم استقالته ، التى رُفضت فيما بعد فى سابقة ورسالة تؤكد للشعب : اخبطوا دماغكم فى الحيط ... لكن على الجانب الاخر لم يكلف أحد نفسه ولو بسؤال إلى وزير البحث العلمى .

- 3 -

ترى فيم انشغل المثقفون حينها ؟؟؟

آه .. كانوا منشغلين برفض النتائج الانتخابية التى أدت لحصول الإخوان على 88 مقعدا .

يحيا المثقفون .. أهل الحظيرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق