الاثنين، يناير 09، 2006

قصة ديكتاتور صالح ( عادل لبيب ) محافظ قنا .

لأنه لايمكن أن يكون الديكتاتور - مهما كان صالحا - أفضل من الوضع الديمقراطى .. أحكى لكم هذه التجربة حول اللواء عادل لبيب الذى كان محافظا سابقا لفنا ، ثم تركها إلى البحيرة فى التغيير الأخير .

- 1 -

لأن تغيير المحافظين بل والوزراء لايغير شيئا من الواقع ، لم يهتم أهل قنا - كاتب هذه السطور ينتمى إلى قنا - لا كثيرا ولا قليلا بالتغيير فى المحافظين ، فلا فارق بين المحافظ الحالى والسابق والأسبق ، كلهم لايغير شيئا من أى أوضاع قائمة .

لهذا كان استقبال اللواء عادل لبيب استقبالا فاترا ، بعد المحافظ صفوت شاكر الذى لم يترك لأهل قنا ما يتذكرونه به إلا إنشاء الكورنيش على ضفة النيل ، وهو الكورنيش الذى كان فى نظر أهل قنا حلما أسطوريا رغم مستواه المتدنى والمنحط مقارنة بما رأيته فيما بعد بالكورنيش القاهرى والسكندرى ، جاء اللواء عادل لبيب وقد كنت حينها فى الصف الثالث الثانوى .

أتذكر أن أول قرار اتخذه اللواء عادل لبيب هو تخصيص يوم الأربعاء فى السينما الوحيدة بقنا للفتيات والسيدات ، وكان قرارا يدعو للتشاؤم ، فهو فضلا عن تفاهته وابتعاده عن هموم المحافظة ، يحتك بأحد الأخلاق والأعراف الموجودة بالمحافظة .

لم تمض بضعة أيام إلا وزار المحافظ مدرسة قنا الثانوية للبنات ، ولم يجد قرارا يصدره إلا إيقاف عساكر أمام المدرسة لمنع المعاكسات .. ورغم تأييد الجميع للقرار إلا أنه مازال فى نطاق التفاهات التى لا تسمن ولا تغنى من جوع .

وكالعادة ، لم يلتفت أهل قنا إلى المحافظ الجديد ، الذى بدأت حركته الصاخبة تجرى فى أنحاء قنا ، حتى وصلت إلى كل أطراف العالم .

فقد قام المحافظ بحركة إصلاحات ضخمة بكل معانى الضخامة .. شملت شكل المدينة التى لم تكن أكثر من قرية مكبرة بلاضوابط ولا روابط وكم هائل من الفوضى والقاذورات .. مازالت هذه الإصلاحات علامة فارقة وساطعة على أن الإصلاح ممكن فى أى وقت وبأى إمكانيات طالما توفرت الإرادة اللازمة لذلك .

ولما بدأت فى الالتحاق بالجامعة وصرت أقيم خارج قنا ، كنت كلما نزلت إلى قنا خشيت ألا أعرف منزلى من جراء ما حدث من تغييرات هائلة ورائعة .

فقد تم رصف كل الشوارع مهما كانت كبيرة ، ومهما كانت صغيرة ، ومهما كانت ضيقة وملتوية ، وصرت إذا مشيت بقنا تلمح أثناء سيرك نافورة بمعدل نافورة لكل عش دقائق مشى حتى سماه صديق ساخر ( عادل نافورة )، وتمت حملات نظافة شملت كل الشوارع والأماكن ، ثم حملة تجميل نثرت فى كل ركن الزهور والأشجار وباقات الشرائط الضوئية المنيرة ، وتم تجديد الكورنيش حتى صار كأفضل ما تكون كورنيشات القاهرة والإسكندرية وأجزم أنه أفضل منهما ، وإنشاء الجداريات الرخامية المزخرفة وإعادة إنشاء أعمدة الإنارة الرئيسية ثم أعمدة إنارة إضافية للزينة ، ثم ثالثة إضافية بمزيد من الإنارة والزينة ، حتى صارت قنا ليلا كبحر من الأنوار حقيقة لامجازا ، وصار منظرها فريدا حين الدخول إليها بالقطار إذ تلمح من بعيد أمواج الضوء المنسابة إلى الفضاء فى إبداع لا متناه .

- 2 -

لعل أحدا سوف يظن أن الرجل قد اهتم بالمنظر على حساب الجوهر والبنية التحتية ، لكن ما حدث كان خلاف ذلك ، فمع بداية حركة الرصف للشوارع لاح له أن شبكة المياة الخاصة بالمحافظة لم تجدد من خمسين عاما ، فقام بحملة لتجديد شبكة المياه المنتشرة تحت الأرض أولا ، وأتم هذا العمل بالفعل ثم انتقل بعده إلى الرصف الخارجى .

( مازالت مشكلة المياة موجودة ببعض المناطق .. ولا أدرى لم ؟ )

ومد الرجل إصلاحاته إلى منطقة كانت فرعية بالمحافظة وهى منطقة ضخمة جدا اسمها ( الشئون )ففعل فيها نفس ما فعل بالمدينة من توسيع الشوارع وإزالة كل المخالفات تم تجديدها ورصفها وإنارتها وتزيينها ، حتى صارت منطقة لا تتميز عن المدينة ذاتها إن لم تكن أجمل .

ثم امتدت إصلاحاته خارج العاصمة إلى مراكز قنا وأهمها تقريبا مركز نجع حمادى ، بعد أن تم فصل مدينة الأقصر عن محافظة قنا فصارت نجع حمادى بعد سنوات مثلما صارت قنا نفسها .
ولحقت به باقى المراكز على نفس المستوى والنهج من الإصلاحات .

حتى صارت مدينة الأقصر السياحية التى تم فصلها خصيصا لتكون الأفضل من بين المدن كالقرية الكئيبة بالنسبة لأى مركز فى قنا ، وقد يكون أكثر ما تشتهر به قنا هو مسجد ومقام سيدى عبد الرحيم القنائى الذى تحول فى عهد الرجل إلى منطقة فى غاية الجمال يتصدرها المسجد الضخم الذى تم تجديده وأمامه ساحة رخامية تتلوها منطقة مرصوفة ثم حديقة خضراء واسعة تتصدرها نافورة جميلة ، وتمت إزالة كل العشوائيات التى كانت منتشرة حول المسجد وإزالة كل ما من شأنه إعاقة جمال هذا المكان .

وتم إنشاء عدد من النوادى والكافتيريات التى تعمل تحت إشراف المحافظة ، وأنشئت بشكل فى غاية الرقى والروعة ، وألحقت بها مطاعم وملحقات وفرت فرص عمل كثيرة لأبناء قنا .. مثل ( الرياح - بسمة الجنوب - سندريللا - الكورنيش ) .. باضافة إلى ما كان قائما بالفعل .


- 3 -

أهم من هذا كله هو اللقاء الأسبوعى الذى كان يحرص المحافظ على حضوره كل يوم اثنين لأبناء المحافظة الذى كان يناقش فيه مشاكلهم ، وكان يتكفل فعلا بحلها ، واستطاع حقا أن ينهى أكثر من ثلاثين ألف مشكلة فى شهرين كما نشر بالأهرام منذ سنوات واستحق لهذا جائزة من مجلس الوزراء .

وكان يتابع بنفسه بعض المشاكل حتى يتم حلها ، أو يعلن بالفعل عدم قدرته على حلها مثل مشكلة البطالة التى كانت كثيرا ما تواجهه وكان يقول بصراحة : لا أملك فرص عمل الآن .

وسمعت الكثير والكثير من الوقائع حول المشاكل التى يصنعها موظفون صغار فاقدون للحد الأدنى من الإنسانية بإصرارهم على تفاهات ، هذه المشاكل تؤدى إلى كوارث ومصائب فى حياة الناس والبسطاء منهم على وجه الخصوص .. كان السيد المحافظ يستمع لها فى صبر ثم يأمر بحلها فى حزم .

استطاع المحافظ أن يفعل كل هذا الانقلاب الهائل فى قنا من خلال الدعم المخصص للمحافظة مضافا إليه رسوما إضافية وضعها على كل إيصال كهرباء أو إيصال مياه أو أختام فى أى مصلحة أو مصاريف إجراءات حكومية .. كان المواطن القنائى ملزما بدفع من 25 قرشا إلى ماشاء الله من الرسوم على أى إجراء أو ورقة حكومية حسب أهمية وارتفاع سعر هذه الورقة .

أذكر أنى دفعت جنيهين لدى استلامى لملفى من مدرسة الثانوية العامة فى آخر العام ، وبشكل عام لم تكن هذه الرسوم مرهقة لعامة أهل قنا ، خصوصا وهم يرون بأعينهم أنها لاتذهب إلى جيب شلة من الفاسدين بل يتحقق بها إنجاز على الأرض بالفعل .

هذا بالإضافة إلى الغرامات المشددة على كل من يقطف زهرة أو يكسر عمود إنارة مهما كان صغيرا أو يؤذى المشهد الجمالى للمدينة .

حدثت واقعة وتكررت ، وتداولها الناس وأضافوا لها - كعادتهم - بعض الإشاعات ، وهى واقعة حقيقية فعلا عن أن السيد المحافظ كان يتجول بالمدينة ( وهو بالمناسبة كان كثير التجول فى بدايات وأنصاف فترة توليه ) فرأى فرحا فأصر على النزول من سيارته وتهنئة العروسين والتصويرب معهما ، ثم اشار إلى والديهما بالحضور له غدا ، بعد أن أعطى للروسين مائة جنيه كهدية فى ليلة زفافهما .
لما توجه الوالدان فى الغد للسيد المحافظ كان أن غرمهما بثلاثمائة جنيه نظرا لقطف العريس زهرة من الزهور المزروعة لكى يهديها للعروس تحت فلاشات الكاميرا .

وحدثنى طبيب أسنان أنه تعرض ذات مرة لحادثة بسيارته وخرج منها وزوجته ببعض الإصابات ، وقال : فوجئت بالعمال يسرعون بأخذ أرقام السيارة لأنها حطمت جزءا من عمود الإنارة ، كأنما كانوا بعملون الغيب وينتظروننى فى مكان الحادثة .

- 4 -

وبعد أن ذكرنا حسنات الرجل نأتى لذكر ما صدر منه مما جعل أهل قنا فى أواخر أيامه يتمنون رحيله بالفعل على عكس ما تشيع الصحف ذات الارتباطات مثل الأسبوع التى لايقيم طاقم تحريرها أصلا فى قنا مثل مصطفى ومحمود بكرى .

فى بداية توليه ، اصر المحافظ على طلاء كل المبانى المطلة على الطرق العامة وشبه العامة باللون الأبيض على نفقة أهلها ، مهما كان أهلها فى حال لايستطيعون معه القيام بهذه المهمة ، ودهان عمارة مكونة من أربعه طوابق أو خمسة فى المتوسط ليس عملا بسيطا ولا تكلفته بسيطة بالنسبة للتيار العام من أهل قنا ، خصوصا وعدد كبير من هذه العمارات من الطراز القديم الموروث من الأهل والذى يتشارك فى وراثته عدد من الإخوة والأقارب الذين هم فى غالب الأحيان غير موجودين بهذه العمارة فى ذات الوقت فمنهم الغائب والمسافر وذو الحاجة .. مما يجعل تكلفة هذا الطلاء تقع فى نهاية الأمر على واحد فقط كان حظه السكن بالعمارة فى هذا الوقت .

لكن عادل لبيب بالعقلية العسكرية التى لاتقبل النقاش لم يلتفت إلى أى ظروف من شأنها إعاقة ما فى رأسه ، ونتج عن هذا أزمات مالية تسببت بلاشك فى أن يفقد رصيدا من قلوب الناس وتعاطفهم .

مشروع جمع القمامة الرائع الذى بدأه المحافظ فى بداية ولايته - إن صح التعبير - توقف .. لا ادر لم ؟ المهم أن هذا المشروع وفر فرصا للعمل وأتاح نظافة للشوارع .. وفى أواخر الأيام بدأت تزحف على قنا بعض المظاهر الخادشة لمستوى النظافة الرائع وإن كانت تبدو غير مؤثرة إلا أنها تحمل فى إيحاءاتها احتمال أن يعود الأمر إلى سابق عهده .

ثم بدأ المحافظ بعد حصوله على عدة جوائز محلية ودولية وكانما ركبه هوس الجوائز .. فبعد أن امر فى بداية المر بتحويل كل اللافتات إلى الضوئية ومنع اللافتات الخشبية تماما فى صورة مصغرة لما كان منه فى موضوع العمارات .. أصر على أن تتحول كل الافتات إلى اللونين الأزرق والأبيض فى قرار ديكتاتور غريب و فى غاية التسلط .. وصار لزاما على كل المطاعم والنوادى والمحلات التجارية أن تغير يافطاتها الضوئية إلى يافطات ضوئية باللونين الأزرق والأبيض .. ولأن الأمر مكلف فعلا ، وليس كل صاحب متر × متر يملك أن يغير اليافطة بدأ الالتفاف الاضطرارى حول القرار إما بصنع يافطة صغيرة الحجم كئيبة المنظر أو أخرى شديدة السوء وعلى عجل واضطراب أو تلوين ألوان اليافطة بالبويات الزرقاء والبيضاء مما حول اليافطات الجميلة إلى مسخ من أبيض وأزرق سيئ ومخدوش .

الأدهى من ذلك هو هذا الشعور الذى سرى عندى فى إحدى إجازاتى حتى اصبحت اكره السير فى الشوارع ، إذ تحولت قنا إلى ما يشبه السجن ، وعنابر السجن وأرقام الزنازين .. بنايات بيضاء تمتلئ بيافطات يختلط فيها الأزرق بالأبيض واغلب هذا الاختلاط سيئ الشكل والمنظر .

هذه الرتابة التى تناسب العقلية العسكرية ، ومحاولة وضع كل شئ على هيئة قوالب طوب مستوية ، ليس بينها الاختلاف الطبيعى الجمالى المعروف .

ثم هذا الشعور بأن المحافظ يملك المحافظة كأنها تركة ورثها وراثة ، ويتدخل فى خصوصيات الناس وأذواقهم حتى الذى يصل إلى الوان اليافطة وأشكال الدعاية والإعلان .. وهو شعور خانق كئيب .

ثم قرارات أخرى على نفس هذا النمط ، منع ركن الدراجات فى أى شارع وهو أمر مستحيل تسبب فى كثير من المشاكل والاحتقان لدى المواطنين .. وقرارات أخرى تصب فى هذا الاتجاه الذى يرسخ امتلاك المحافظ للمحافظة .. مما أثار سخط الناس عليه بكل أطيافهم خصوصا فى أيامه الأخيرة .


- 5 -

المعلومات التى تناقلها أهل قنا حول أن الرجل قادم من أمن الجمارك بالإسكندرية قبل أن يصير محافظا لقنا كانت هى الأساس عندى ولا معلومات غيرها .. لكننى تعرفت على صديق من خلال الانترنت وهو بحيرى دمنهورى التقيته مرة فأخبرنى أن عادل لبيب كان هو الضابط المسؤول عن الإخوان فى أمن الدولة بالبحيرة قبل سنوات ، وكان - كما ذكر - فى غاية القسوة والشراسة ، ولم يتورع عن ضرب القنابل المسيلة للدموع فى مبنى نقابة الطباء لدى إحدى المؤتمرات الداعمة للمسلمين فى البوسنة وكوسوفا .

وتكفى هذه الحكاية دليلا على شراسة عادل لبيب ، فالقنابل التى تضرب فى عرض الشارع وتصيب بالاختناق كيف يكون وقعها إذا تم إطلاقها على محتشدون داخل مبنى مغلق .. أضف إلى ذلك الهجوم الأمنى بالهراوات والشوم على المحتشدين مما سبب إصابات عديدة .

ولا أتذكر الآن من الذى أخبرنى أنه كان ضابطا بأمن الدولة بالمنوفية قبل البحيرة وقبل الإسكندرية .. وتذكرت فى هذه اللحظة مقالا كتبه ( عطية النعمانى ) وهو المسؤول عن صفحة التعليم بجريدة ىفاق عربية الإخوانية كان يستنكر فيها حملة للقبض على بعض طلاب الإخوان بقنا فذكر أن هذا يبدو أنه سيكون نهج عادل لبيب الذى " لم ينس أنه ضابط سابق بأمن الدولة " وما بين القوسين من كلام عطية النعمانى .


- 6 -

أثبت عادل لبيب حتى من خلال ما يتناقله العاملون بمبنى المحافظة أنه وإن كان شعلة نشاط وذاكرة حديدية ، فهو لا يقبل ان يناقش أحد له رأيا .. ويصر على تنفيذ رأيه أيا ما كان ، وقد كنا نشاهد كيف أن النافورة الواحدة تهدم لتبنى ثلاث مرات أو أربع مرات دون توقف ، وفى كل مرة تبنى بشكل جديد تماما .. مما يعنى أن الرجل كان ينفذ حلما كان فى خياله بشكل حرفى ، وكما كان يحب بالضبط .

ومن الدلائل على هذا أن عادل لبيب لم يستهدف التفاهم أو التعاطى مع تشكيلة المحافظة القبلية ، بل سعى من أول لحظة إلى هدم هذه القبلية ونسفها تماما ، والتحرك على اعتبار أنها غير موجودة بالأساس .. مما جعله يتحرك بمنطق السوط الذى لا رحمة معه أبدا .. وكسب منذ أول شهوره عداوة القبائل القنائية .

الخلاصة :

عادل لبيب وإن كان قد حول قنا إلى جنة حقيقية ، فهو على أفضل الأحوال مثال للديكتاتور الصالح الذى يفعل ما يراه هو صلاحا .. والفارق ضخم بين ديكتاتور صالح ونظام ديمقراطى ، وأول هذه الفروق التى تبدو طفيفة لكنها عميقة وتظهر وتتسع على مر الأيام هى أن الديمقراطى يضع نظاما مؤسسيا لايستطيع الخلف أن يمحوه أو يتجاوزه أو ينفرد من خلاله بالسلطة فيفعل ما يهواه .. على عكس الديكتاتور الصالح ، فهو وإن أصلح حقا .. فإنما يرسخ تسلط الفرد وهيمنته على الأمور .

الفرق الآخر : هو كون عادل لبيب وإن أصلح المدينة ، فقد أثار عليه قلوب الناس .. أى أنه أصلح الجدران ولم يهتم بإصلاح النفوس .. وكلى خشية أن يعود أهل قنا إلى ما كانوا عليه خصوصا فى أمور النظافة والمشاهد الجمالية .. إن لم يكن بدافع الانتقام والتشفى ، فعلى الأقل بدافع الإحساس بزوال الخوف من قطف الزهرة وكسر العمود .. وهى صفة خطيرة وغير مقبولة بالطبع .. لكن فى ذات اللحظة هى الصفة التى رسخها عادل لبيب بما فعل .

وهكذا تنتهى أسطورة الديكتاتور الصالح للأبد .



4/1/2006



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق