الأربعاء، فبراير 15، 2012

الإسلاميون والرئاسة، قرار اللحظات الأخيرة

في مدونتي التي ضاعت -وفشلت حتى الآن محاولات استرجاعها- كتبت مقالا عن "الكتابة للحظة والكتابة للتاريخ"، خلاصته أن الكتابة للحظة تأتي هادئة وناصحة وتراعي الموقف وتختار أرق العبارات، ولكن صلاحيتها قصيرة، وفاشلة تماما في المستقبل إذا أريد التعرف على حقيقة الأمور، بينما الكتابة للتاريخ تضر بالمصالح الحالية للكاتب وتأتي زاعقة وصارخة ولا مبالية بالحسابات اللحظية، ولكنها تصف الواقع بصدق، وتظل صلاحيتها التاريخية طويلة ممدودة.

أقدم المقال بهذه العبارة لأصارح القارئ بأنه إذا كان غير مستعد ليسمع كلاما لا يريحه فعليه أن ينصرف عن المقال مأجورا ومشكورا..

***

الأفكار لا تموت، ولكن الكيانات كلها تموت، ولكل كيان عمر، وهو يمر بمراحل الولادة والفتوة والكهولة.. ثم الموت.

هكذا كانت الحضارات والامبراطوريات والدول والمؤسسات والهيئات والأفراد.. ومن ظن أنه فوق هذا القانون البشري التاريخي الكوني فهو يعيش في خيال ساذج!

بقيت الأديان والأفكار والمبادئ والفلسفات، ولكن الكيانات البشرية التي حملتها تعرضت بعد فترة دامت أو قصرت إلى الفناء.. ومن ظواهر التاريخ ما أسميه "سلسلة حياة الأفكار" (ربما ييسر الله أن أكتبها قريبا في دراسة) وهي كالآتي:

تموت الفكرة مع موت حاملها إذا لم تغادر شخصه.

فإن صنع له تلاميذ فهي تموت مع موت آخرهم، وبهذا يطول عمرها قليلا.

فإن صنع لها هيئة أو مؤسسة أو جماعة أو حركة فهي تعيش فيما بين الثلاثين والمائة عام تقريبا.

فإن استطاعت الهيئة أو المؤسسة أو الجماعة أو الحركة أن تصنع لها دولة فهي تستمر مئات الأعوام بحسب ظروف كثيرة تخضع لها وتتأثر بها.. وهذه الهيئة أو الجماعة أو الحركة إذا لم تستطع تكوين الدولة في خلال ثلاثين سنة من عمرها في المتوسط فهي لا تستطيع أن تفعل ذلك فيما بقي من أعمارها.

في كل هذه الحالات تكون البداية بمؤسس قوي وشخصية فذة، وتكون النهاية على يد شخصيات أضعف كثيرا.. وأهم ما في الأمر أن الحركات الجديدة يصنعها في العموم شباب صغير ويقاومها شيوخ كبار، وفي العموم ينتصر الشباب ولا يستطيع الكهول مواجهة تيار الزمن الذي يتجاوزهم.

ما أريد التركيز عليه في هذا المقال بكل الوضوح هو: قرارات اللحظة الأخيرة..

في نهاية أعمار الكيانات يتخذ أصحابها قرارات مؤثرة، قليلون هم من أدركوا لحظة الزمن فاتخذوا قرارات جعلت نهايتهم مشرفة ورائعة، وكثيرون اتخذوا القرارات التي ساهمت في انحدارهم أكثر وأكثر وتسريع النهاية.

***

في مصر الآن حركتان مهمتان وقضية مهمة، أما الحركتان: فالإخوان المسلمون، والسلفيون، والقضية المهمة هي انتخاب رئيس للجمهورية.

الإخوان المسلمون عمرها الآن ثلاثة وثمانون سنة، وعلى رغم ما يبدو ظاهريا من أنها توشك على التمكين إلا أن النظرة الفاحصة تقول أنها في آخر أيامها كحركة، وسيكتب التاريخ أنها أعطت كثيرا للعمل الإسلامي في فترات حرجة ولكنها فشلت في هدفها النهائي (تحرير البلاد الإسلامية وإقامة الخلافة وأستاذية العالم).. والفشل بحد ذاته أمر لم يدركه كثير من المصلحين الكبار الأفذاذ، ومنهم من يعذر ويقدر، وهو في كل وقت يُجلُّ ويُعظَّم.. والتاريخ مليء بالنماذج ولكن حسبنا أن نتذكر أمثال: جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، رشيد رضا، عز الدين القسام، عمر المختار.. وغيرهم!

الإخوان منذ سنوات تلفظ خيرة أبنائها، وتقدم الثقة على حساب الكفاءة، وكثير من علامات نضج المؤسسات كالشفافية والمؤسسية والتواصل بين القيادة والقاعدة وصلت إلى حد سيء تماما، وأضف إلى ذلك تعصبا ظاهرا واستعلاء وإيمانا بالقيادة وقراراتها إلى حد التقديس.

لا يهمني الآن إلا القول بأن قرار الجماعة دعم مرشح غير إسلامي قد يكون أول قرارات اللحظة الأخيرة التي تسرع بنهاية الكيان وتساهم في انتثار آخر العناصر التي بقيت في الجماعة بغرض الإصلاح من الداخل والتي ما زال بها شيء من استقلالية الرؤية والفكر والقرار.. ذلك أن دعم مرشح غير إسلامي يضرب أساس الأفكار التي قامت عليها الجماعة، ولا يتفق مع أبسط أصولها في كلام البنا وعامة منظري الجماعة من لدن عبد القادر عودة وسيد قطب وصولا إلى القرضاوي الذي أعلن بوضوح أن عدم دعم المرشح الإسلامي "إثم"..

وكاتب هذه السطور يعلم أشخاصا بأعينهم، وليس عددهم بالقليل، ينتظرون قرار الجماعة هذا، فإن كان بدعم مرشح غير إسلامي فهم سيتركونها بلا تردد..

ينبغي على الجماعة أن تلتمس آراء صفها الداخلي، لا سيما ونحن نطالع منذ حوالي السنتين ظاهرة تنتشر وتكشفها مواقع الانترنت، مثل الشباب الإخواني الذين ينشئون الصفحات التي عنوانها "أنا إخوان وسأفعل كذا" وتكون "كذا" هذه هي عكس قرار الجماعة، لعل أشهرها صفحة "أنا إخوان ونازل يوم 25 يناير" والآن صفحة "أنا إخوان وسأنتخب مرشح إسلامي".

***

أما السلفيون ففرصتهم في اللحظة التاريخية أفضل بكثير من الإخوان، لا سيما وهم ليسوا بالتنظيم التقليدي الذي اتخذ أنماطا لا يستطيع تغييرها، بل هي مجموعات ملتفة حول الشيوخ، والشيوخ قد يجتمعون في هيئات ملزمة تنحو نحو التنظيم (كالدعوة السلفية) أو تحاول أن تصنع نواة لهيئات ملزمة (الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح) أو هيئات أخرى لمجرد التشاور والتنسيق بغير إلزام.

في قضية مرشح الرئاسة في الوضع الحالي، لا يبدو أحد مناسبا ومعبرا عن الأفكار الإسلامية التي يعتنقها الإسلاميون مثل الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.. فالمرشحون غير الإسلاميين خارج دائرة تفكير الشباب السلفي، والمرشحون "الإسلاميون" كأبو الفتوح والعوا عليهم مآخذ غير هينة من وجهة نظرهم..

ولئن كانت الفرصة أمام الإخوان في دعم واحد من هؤلاء الثلاثة، فالفرصة أمام السلفيين أضيق كثيرا ولا تتسع إلا لحازم أبو إسماعيل..

ثمة تسريبات عن شخصيات أخرى يحاول البعض ممن لا يوافق على ترشيح حازم أبو إسماعيل طرحها للنقاش والترشح، في الحقيقة يبدو الوقت وكأنه قد مضى تماما، أو "فاتكم القطار" بتعبير علي عبد الله صالح الذي كان قد فاته القطار بالفعل!

لقد استطاع حازم أبو إسماعيل في الشهور الماضية أن يحقق معادلات صعبة بكفاءة عالية، ليس أولها ثباته وتمسكه بأفكاره مهما كانت صادمة للتيار العلماني الذي يسيطر على الإعلام، وليس آخرها كفاءته السياسية التي ظهرت في تحليل الواقع السياسي المصري!

وحيث أن الهيئات السلفية حتى الآن لم تتخذ قرارا ولم تخرج بمرشح يمكنه منافسة ما فعله أبو إسماعيل في اللحظة التاريخية الفارقة، فإن قرارا بدعم مرشح غيره سيكون من قرارات اللحظة الأخيرة التي تودي بهذه الهيئات التي كادت أن تستقر أو تكاد أن تلتئم وتتماسك!

السلفيون –من حيث التنظيم- كيان غير خاضع للتوجيه، وهو –لعوامل عديدة، ليس كلها جيدا- حاد في خلافاته ومواقفه، وما لم يُتخذ القرار الواضح الذي ينسجم مع أفكاره ومبادئه التي تجمعه على اختلاف مشايخه فسيكون رد الفعل هو سقوط الشيوخ، مع بلبلة واضطراب في الصفوف وإعادة تشكل لموازين الشيوخ.. ومن يطالع خريطة الشيوخ المؤثرين فيما قبل الثورة يعرف تماما أنها اختلفت بشكل كبير عن خريطة المؤثرين فيما بعد الثورة.

لعل الله يوفقهم في هذا القرار.. والتاريخ سيكتب عما قريب

***

في استطلاعات الرأي العامة انحصرت منافسة الرئاسة بين أبو الفتوح وأبو إسماعيل، كلاهما إسلامي، وكلاهما معروف بمواقفة المناهضة للمجلس العسكري.. ليس من الحكمة أبدا معاندة هذا التيار الشعبي.

الرئيس القادم ليس أي رئيس، ذلك أنه إما سيعمل على تحرر البلاد حقا أو سيعمل على إعادة تطويعها وإدخالها في المسار القديم مرة أخرى.. رئيس ما بعد الثورة هو الرئيس الذي يستطيع الاستناد إلى قوة شعبية ضد موازين قوى عالمية في غير صالحه، وهو نفسه إذا انتخب في لحظات عادية فلن يستطيع تحقيق ما يمكن تحقيقه في هذه الفترة.

التاريخ سيكتب قريبا، وسيحكم على الجميع.. ولا نحب لأحد أن يقول: ولات حين مندم!

***

القارئ الكريم.. إن وصلت إلى هذا السطر ورأيت المقال مفيدا فأرجو المساهمة في توصيله لمن تستطيع.. شكر الله لك وغفر لي ولك

نشر في: رابطة النهضة والإصلاح، وشبكة رصد الإخبارية

هناك 18 تعليقًا:

  1. غير معرف4:15 ص

    مقال جميل ورائع ،يشرح وجهة النظر التي أتبناها ، ولكنني لا أعرف السبب وراء اتجاه الاخوان لدعم مرشح غير إسلامي .
    بالعامية كده : ليه الاخوان عاوزين برلمان إسلامي ورئيس غير اسلامي ؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف4:40 ص

      اثنين سلموا على شنودة / الكتاتنى و محمد مرسى .. الأول صار رئيس البرلمان و أتوقع الآخر سيكون رئيس الحكومة .. لربما يريدونها برلمانية لا رئاسية ..الأيام حبلى بالمفاجآت ..انتظر

      حذف
    2. غير معرف1:29 م

      السلام على شنوده ليس معناه المولاه او التغظيم حشا لله امر عادى واحد مسلم بيسلم على واحد مسيحى ان للاخوان ثوابت لايمكن تعديها

      حذف
  2. غير معرف4:26 ص

    بارك الله فيك ونفع بك

    ردحذف
  3. غير معرف4:54 ص

    رائع يا محمد وعاوز توسع في موضوع الكيانات واعمارها وحكمك التاريخي عليه وكده .. بس ياريت تراجع شوية اخطاء املائية هيه مفهومة من السياق لكن بتقلب المعنى المطلوب ايصاله

    ردحذف
  4. محمد النجار4:54 ص

    مقال ناقد ومميز , لكن أرى فيه أن عمر الأمم لا يطول أو يقصر بالحساب المادى العمرى فقط , لكن يسير وفقا للسنن الربانية كإقامة العدل فى تطويل مسار الأمة , فى حين يكون الظلم سببا فى تقصير وسقوط الأمة , فبلاد الأنلس ظلت تحت حكم الإسلام حوالى 800 سنة أو يزيد قليلا .

    لذلك لا أتفق مع وجهة نظركم المحترمة فى كون جماعة الإخوان طال بها الأمد ولن تفعل كذا أو كذا , وإن كان هناك ثمة اختلافات أو بلبلة داخل صفوف الإخوان فهذا وضع طبيعى كأى مؤسسة . جزاكم الله خيرا .

    ردحذف
  5. غير معرف5:23 ص

    عند اختيار مرشح الرئاسه يجب النظر (بعد الهويه الاسلاميه للمرشح) الى الخبره و الكفاءه السياسيه و الاداريه و الديبلوماسيه، اخي الاكبر الشيخ حازم لم يمتلك بعد لا الخبره الاداريه و لا الخبره السياسيه . الشيخ حازم لم يتول اي منصب اداري في حياته كما لم يكن له نصيب في الممارسه السياسيه.(باستثناء دخوله كمرشح مرتين في مجلس الشعب)
    ارى ان الشيخ حازم يكتسب الان الخبره السياسيه و لكن حتى يتم ذلك ارى ان ابو الفتوح اصلح (و ان اختلفنا في طبيعة مرجعيته الاسلاميه) و لكنه اكثر خبره و درايه سياسيه و اداريه وديبلوماسيه بحكم تاريخه الطويل في التنسيق الجحزبي بين الاخوان و الوفد و غيرهم بالاضافه الى العلاقات الديبلوماسيه العديده التي انشأها بفضل انخراطه في العمل العام كطبيب و مؤسس و مدير للعديد من الهيئات الطبيه و الاغاثيه و اخرها عمله كامين عام لاتحاد الاطباء العرب و اخص بالذكر منها علاقاته في افريقيا و فلسطين.

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف9:27 م

      يا اخي العزيز مع كامل حبي واحترامي وتقديري للدكتور ابو الفتوح ولكن اسأل في نقابة الاطباء واتحاد الأطباء العرب عن طريقة ادارته للمكان وانظر الى حال هذين الكيانين العملاقين اليوم...!!!!

      حذف
  6. غير معرف6:57 ص

    https://www.facebook.com/photo.php?fbid=322170267833999&set=a.207597329291294.69084.207023962681964&type=1&ref=nf

    ردحذف
  7. مقال اكثر من رائع فى المضمون والتوقيت والهدف ..... وجزاك الله خير الجراء

    ردحذف
  8. غير معرف9:02 ص

    الى الاخ العزيز الذى يقول ان الشيخ حازم لا يمتلك خبرة ادارية و سياسية
    من من الموجودين على الساحة السياسية افهم للعسكر من الشيخ اعطينى اى مثل
    و هل كان سيدنا ابو بكر او سيدنا عمر بن الخطاب كوادر سياسية ليقوموا دولة العدل
    و الله الامر لا يحتاج الا الاخلاص و التقوى و العدل مع شوية تنظيم ادارى
    و هذه الصفات هى صفات شيخنا و حبيبنا و تاج رؤسنا حازم ابو اسماعيل

    ردحذف
  9. ولد الكنانة9:04 ص

    تسلم ايديك على المقال
    اجمل ما فيك فهمك للامور و تحليلاتك
    ربنا يبارك فيك

    ردحذف
  10. غير معرف4:04 م

    يعلم الله انا بحبك فى الله

    وبغض النظر عن كونك كنت عضو بالإخوان وتركتهم ده مش موضوعى .
    بس انا شايف انك فى نقضك لإختيارات الإخوان او خياراتهم تفتقد للموضوعية تماما!!! يعنى مثلا جماعة الإخوان بتاريخها الدعوى والنضالى الطويل مش هتندثر لو مااختارتش الشيخ حازم مرشحها للرئاسة !!! أعتقد إن ده منافى للحقيقة وللموضوعية .
    تحياتى

    ردحذف
    الردود
    1. غير معرف8:37 م

      والان هل كان موضوعيا ام لا بعد ١٢ عام من المقال

      حذف
  11. غير معرف4:12 م

    ربما كلامك صحيح عند الحديث عن تنظيم الاخوان ... لكن الفكر هو الذي ينتشر و لو خالفت الجماعة المباديء الفكرية التي قامت عليها فستكون نهايتها ...

    ردحذف
  12. تحليلك دائما يبهرنى حتى لو أختلفت معك لكن هذة المرة انت معك حق فلا استطيع ان افهم حكاية الرئيس الغير اسلامى اولما يسرها ربنا وانسحب البردعى بأعلامه تاتو لتقولوا مثل هذا الكلام وللعلم استاذى الحبيب انا ادافع عن الاخوان كثيرا لاكنى لست عضوا فى الاخوان .
    لا اعرف اذا كان صوتى هذا سيصلك ام لا لكنى اعتب عليك لانى ارسلت لك اكثر من رسالة وانت تجاهلتنى نعم انا اعترف لا املكط ما تملكه من العلم ولا ما حباك الله به من الحصافة لكنى احب الله ورسوله واتمنى ان اسير على دربك ودرب دكتور راغب السرجانى فانا احب التاريخ كثيرا واكثر قرائاتى فى التاريخ لذالك كنت اطلب ان تفيض علي من علمك عموما انا لست غاضب حتى لو لم ترد على
    وفقك الله لكل خير
    احبك فى الله

    ردحذف
  13. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

    اولا :
    قال تعالي ( انما المؤمنون اخوه فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) و تذكروا حديث (كمثل الجسد الواحد) ... وبالتالي يا اهل مصر انتم اخوه فلا تجعلوا التركيز في الطرح علي حزب فهو وعندما يصتدم بصدق الدعوة الى الله فلن يصمد كما يحصل الان مع مرشد الاخوان ... وركزوا دعوتكم للشيخ حازم علي الافراد ... فرادا الناس ... احاد الناس ... و اخص بالذكر فقراء الناس.

    ثانيا:
    ان لكل مجتمع رموز وقادة يمثلون قيمة ويوجهون الامه و يبعثون الهمه ليصعدوا بالناس الي القمة... واكبر رموز المجتمع الاسلامي هم صحابة رسول الله و من تبعهم باحسان الي يوم الدين ... وان المتأمل في امتنا اليوم يجدها تفتقر الي القدوات و ينقصها المثال ولذلك فتحت باب الاستيراد من خارج الحدود فتنكرت لتاريخها وتعاظم جهلها ...
    اذا تمثل ماضينا لحاضرنا >>> تكاد اكبادنا بالغيض تنفطر
    وفي مصر رموز العرب و علمائها في كل حين ولكن رمزكم اليوم يا اهل مصر هو حازم صلاح ابو اسماعيل حفظة الله ... ليس لشخصة لا و الله فلسنا ننظر في الشخص بل للمنهج الذي يطرحه ( منهج كامل )اما شخص الشيخ حازم فقد جعل من نفسة انموذجا يقتدا به في الذكاء و الثبات و العزيمة و الاخلاص و بذل الجهد في نصره الدين حتى ارسى مبدا ( قد يسع الفرد ما لا يسع الجماعة)ء
    .
    ثالثا:
    اني متفائل ولا شك بنصر الله ... فلا تقعدوا و تقولوا لما يفوز ابو اسماعيل ... بل تسابق الي الخيرات ... عزيمة في الاداء...ايجابية في العمل دون النظر فيما يقوله الاخرون... الايجابية اعذار الي الله في التقصير علي مبدا:

    بذل الحب لا قطف الجنى >>> و الله للعبد خير معيني

    الم يقل ابو جهل للنبي صلي الله عليه و سلم ( تبا لك سائر اليوم الهذا جمعتنا) فلم يتراجع صلي الله عليه وسلم و لم يياس و ما كان له ذلك لانه علي الحق ... وهو صلي الله عليه وسلم الذي كان يقول من يؤويني؟ من ينصرني حتي ابلغ رسالة ربي وله الجنه ... حتي يخرج الرجل من اليمن ويقال له اياك وفتي قريش ... حرب اعلاميه ضخمة للصد عن سبيل الله تمارس ضد الدعوة الي الله في كل زمان و مكان..

    ( والسر باقي و الزمان مجدد >> و السيف ما فقد المضاء و ما نبا)

    انزلوا للناس بالتفاؤل و ادعوهم لترشيح الشيخ حازم وحذروهم من ابواق النظام السابق و ممن معهم... خذوا الناس بالرفق و الرحمة.

    رابعا:
    الهمه ... الهمه... والامنيات الحسنة ... فقد جلس اصحاب رسول الله صلي الله عليه فقيل تمنوا فقال الاول:( اتمني لو ان لي مثل هذي الدار ذهبا انفقه في سبيل الله)( و الثاني اتمني مملوئة فضة و انفقة في سبيل الله( و اخر لؤلؤ و انفقها في سبيل الله)( و اما علي ابن ابي طالي تمني الضرب بالسيف.)و خالد رضي الله عنه فيتمني الجهاد في سبيل الله ) واما عمر رضي الله فتمني وانظر ما تمني (اتمني لو ان ملئ هذي الدار امثال ابو عبيدة استعملهم في طاعة الله ) رجال امناء كابي عبيدة يستعملهم في طاعة الله يا ايها الاحبة في مصر يتمني عمر هذه الامنية في اي وقت في وقت امتلاءة الساحة الاسلامية برجال عز نظيرهم و قل مثيلهم فما اعظم حاجتنا اليوم لمثل هذه الامنية ....وقد اقفرت البلاد و اجدبت و عجزت النساء ان يلدن كاولائك الرجال ...فنحن في حاجة ماسة لامين كأبي عبيدة بعد ان استشرت الخيانة ... وقلب المؤمن دليلة فتعال ننظر في ما يطرح ... فلن تجد مثل حازم صلاح ابو اسماعيل حفظة الله ... من دون انتقاص باحد.


    يقول ابي الدرداء رضي الله عنه :( ما تصدق متصدق بافضل من موعظة يعض بها الرجل قوما فيقومون وقد نفعهم الله عز وجل بها)
    والله اعلم
    ان كان من خطا فمن نفسي و الشيطان و ان من خير فمن الله

    ردحذف
  14. المهندس محمد إلهامي أولا جزاك الله خيرا لغيرتك الإسلامية .
    لكن هناك راي عنك كونته من فترة لعدة مقالات وكلمات وتعليقات قراتها لك
    وهي أنك تخلط بين كونك باحث في التاريخ وصاحب رؤية سياسية
    وهذا بلاشك ينتج أشياء غير منطقية وغير مقبولة .
    إن شاء الله لي عودة .

    ردحذف