1. الإنفاق العسكري للدولة ليس له مردود اقتصادي بل يبدو دائما كنزيف
خسائر مستمر لاقتصاد الدولة.
2. هذه الحقيقة السابقة لا تعد حقيقة إلا في
مجال الأرقام، ولا يؤمن بها إلا ساذج أو سطحي.
3. الحقيقة في أرض الواقع أن التفوق العسكري
هو العامل الرئيسي -ونستطيع أن نقول: الوحيد أحيانا- الذي يحفظ للدولة مكانها ومكانتها
بما فيها الاقتصاد والسياسة.
4. أي نهضة في أي مجال علمي أو اقتصادي أو سياسي
أو اجتماعي إذا لم تنعكس نهضة على الجانب العسكري فهذه الأمة مهددة بالزوال والفناء
أو على الأقل بهزيمة قاسية وطويلة.
5. النهضة العلمية يجب أن تنعكس على التفوق العسكري،
فإن لم يحدث أمكن للمتخلفين علميا وحضاريا الأشداء قتاليا وعسكريا اجتياح الأمة المتحضرة..
وهكذا سقطت كثير من الحضارات.
6. النهضة الاقتصادية يجب أن تنعكس على التفوق
العسكري، فإن لم يحدث بدأت هذه الدولة في طور الجمود ثم الذبول ثم الانكماش.. وهكذا
سقطت الكثير من الدول وفشلت الكثير من الثورات وحركات التمرد، إذ لم تستطع توفير الموارد
الاقتصادية اللازمة لجيشها فاضطرت إلى تخفيضه عدديا أو تسليحيا أو الاقتطاع من موارد
الدولة الأصلية حتى صارت الدولة إقطاعيات يتصارعها العسكر فيما بينهم حتى يأتي من يجتثهم
جميعا.
7. بينما التفوق العسكري قادر دائما على معالجة
النقص في الجوانب الأخرى: العلمية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.. وفي التاريخ أمثلة
كثيرة عن الحضارات التي امتد عمرها قرنا أو نصف قرن آخر بعد انتهائها على كافة المستويات
بفضل قوتها العسكرية فقط.. فالسقوط العسكري هو النهاية الحقيقية للحضارة.. ألا ترى
أن أي تغير في موازين القوى عبر التاريخ إنما كان -أو ظهر- نتيجة حرب؟!
8. التفوق العسكري قادر على دعم الضعف السياسي،
وقادر على دعم الضعف الاقتصادي، وقادر على دعم الضعف العلمي، فالدولة الحريصة على تفوقها
العسكري مضطرة بالضرورة إلى دعم النهضة العلمية لتحافظ على التفوق العسكري.. وبالتفوق
العسكري قادرة دائما على السيطرة على موارد اقتصادية وعلى تحقيق أهداف ومصالح سياسية
لم تكن لتجرؤ على التفكير فيها لولا القوة العسكرية.
9. أمريكا كنموذج، رغم أنها أكبر مدين في العالم،
إلا أن أحدا لا يستطيع إجبارها على الدفع، تستطيع طبع عملة الدولار بدون غطاء لأنها
بالقوة العسكرية تستطيع الضغط السياسي ليظل الدولار هو العملة العالمية، إذا استشرفت
أزمة أمكنها أن تسيطر على موارد اقتصادية في بلدان كثيرة، أو حتى تقيم حربا يدفع غيرها
تكاليفها ثم ترث هي عقود الإعمار وإعادة الإنشاء وما إلى ذلك.
10. على الجهة الأخرى انظر إلى اليابان أو ألمانيا،
مهما تفوقتا علميا واقتصاديا تظلان ذيلا تابعا للسياسة الأمريكية بعد أن فُرِض عليهما
تحطيم الجيوش.. بينما تبدو الصين وروسيا أثقل وزنا وأكبر خطرا لاحتفاظهما بجيوش رغم
أنهما لا يتمتعان بنهضة علمية واقتصادية كاليابان وألمانيا.
الخلاصة: التفوق العسكري هو الأهم في كل عوامل
التفوق.. وهذا بالنسبة للحضارات كما هو بالنسبة للدول، بل حتى بالنسبة للحركات والأفراد
أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق