1.
أعتبر أن الثورة فشلت ودفنت في اللحظة التي استبعد فيها قضاة الفساد بأمر العسكر مرشحين
بعينهم من رئاسة الجمهورية، في تلك اللحظة فرضت إرادة غير الشعب على الشعب.
2.
استسلام الإسلاميين لهذا الاستبعاد (الإخوان كان لديهم بديل - حزب النور "ممثل
السلفيين السياسي آنذاك" كانوا يرون هذا أفضل للوطن "بنص نادر بكار")
معناه قبولهم بسيطرة الإرادة الفوقية غير الشعبية على الخيار الشعبي.
3.
القلة التي حاولت مقاومة هذا تم سحقها عند العباسية، في وسط تهليل العلمانيين وفرحتهم،
واستسلام الإسلاميين (الإخوان أنهوا فعالياتهم في ميدان التحرير - حزب النور
"ممثل السلفيين السياسي" خرج منهم من حرض على المتظاهرين).. وبهذا تم التوافق
بين الهيمنة العالمية وممثليها في الداخل (عسكر - قضاء - إعلام) على حدود حركة الشعب
واختياراته وثوريته.
4.
كنا في لحظة انتخابات رئيس الجمهورية نحاول اختيار الأقل سوءا، لا الأكثر تعبيرا عن
الآمال والطموحات.
5.
وحين انحصرت المنافسة بين شفيق ومرسي كنا نختار مرسي هروبا من جحيم شفيق لا رغبة في
جنة مرسي.
6.
وقد نجحنا والحمد لله في الهروب من جحيم شفيق، وما انبعث في نفوسنا من الآمال التي
علقناها على مرسي كلها أحبطت ولم يبق من نعمة ننعم بها الآن إلا الهروب من جحيم شفيق
(كنا سنكون الآن في السجون أو القبور أو المنافي - أو مقاتلين في الشوارع وكل شيء في
العالم ضدنا بما فيهم الإسلاميين المستسلمين)
7.
ويجب الآن أن نكون صادقين مع أنفسنا، فإن اندفاعة الشباب وحماستهم غير كافية في موازين
القوى، ولأن شباب الثورة فشلوا في صناعة كيان يعبر عنهم فإنهم صاروا لعبة بين القوى
الموجودة فعليا؛ فالقوى العلمانية سحبت العلمانيين والقوى الإسلامية سحبت الإسلاميين،
وأعيدت صياغة المعسكرات القديمة بوجوه جديدة لا غير.
8.
وينطبق هذا حتى الآن على شباب الإسلاميين الساخطين على ما يفعله الكبار، فبغير الكيانات
الواعية لن يكون شيء إلا الانحياز لطرف من بين الأطراف القوية أو السكوت والخمول أو
الاكتفاء بالنقد والهجوم.
9.
فإذا انقضت فترة مرسي طوعا أو كرها، بانتخابات يعد لها منذ الآن أو بانقلاب وفوضى فقد
بدأ عصر النار والحديد، ومحاولة إنهاء ما تبقى من آثار الثورة وإعادة السيطرة القديمة
كما كانت.
10.
فإن لم يكن أحد مستعدا لتلك اللحظة، فليزدد إيمانا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم)
"ما نزل بلاء إلا بمعصية":
-
معصية من أضاع الوقت ولم يعد أو يستعد
-
معصية من حمل الأمانة فلم يحملها بحقها
-
معصية من خذل إخوانه وكان مُسْتَغْفلا مغرورا يظن أن ما مضى لا يعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق