الخميس، يونيو 21، 2012

كلمة السر: الصمود

"الصمود" هو كلمة السر في المشهد المصري الحالي، وهذا طبقا للمعطيات الآتية:

1. أي جيش نظامي يواجه حركة شعبية يتعرض لانشقاقات.

2. الجيش المصري ليس مرتزقة وليس طائفيا وليست له عقيدة قتالية ضد الشعب المصري.. بما سيجعل هذه الانشقاقات أسرع وأكثر فاعلية.

3. السخط المنتشر بين قطاعات عريضة من الجيش المصري في ظل الفساد المنتشر فيه، واحتكار القيادات لكل شيء.. يجعل الولاء مجروحا تماما لهذه القيادات.

4. الجغرافيا المصرية السهلة تجعل أفراد الجيش المصري -مهما وضعت الخطط لغسل عقولهم وزراعة أفكار بعينها- جزءا حقيقيا من الشعب المصري.. لا يمكن عزله فكريا عن الحالة الشعبية الثائرة.

5. الجيش المصري يعرف أنه في وضع غير مستقر والصورة ليست واضحة لأفراده وقياداته فليس ثمة احتمال كبير أن تتكرر مذبحة الأمن المركزي التي ارتكبها الجيش سابقا لسببين:

- الحركة حركة شعبية وليست حركة تمرد من فئة مسلحة.

- الحكم غير مستقر ولا شرعي -كما كان حال مبارك- بحيث تحظى قراراته بالاحترام والتنفيذ الفوري

وبناء عليه (مساك الله بالخير يا كتاتني :))

فإن الاختبار الحقيقي للثورة هو أن تصمد في المواجهات الدموية لثلاثة أيام على الأقل، لتبدأ بعدها موجة الانشقاقات وانقلاب المواقف وتغير الأوزان تماما!

العسكر أمام طريقين:

1. إعلان شفيق رئيسا وتجريب الاختبار الدموي، وهذا هو الأقرب في تصوري لعقلية ونفسية القيادات العسكرية، وحينها فهم يجهزون لإنهاء هذا الصداع في أقل من ثلاثة أيام قبل أن يسمح الوقت لأي طرف بالتفكير في شيء آخر يسمح بانقلاب الأوضاع.

2. التسليم بمرسي رئيسا، والدخول في دوامة المساومات.. وهذا هو الحل الأذكى والأسلم والأطول نفسا، وهو الذي يؤول في النهاية إلى الاستفراد بمرسي ومضايقته ببطء وهدوء وتخطيط طويل، وهو الحل الأقرب للعقليات المخابراتية والذي ترفضه النفسية العسكرية التي تعودت أن ترى المدنيين فضلا عن الإسلاميين كحشرات غبية في أحسن الأحوال.

كلما بدا الشعب أكثر صمودا كلما انتصرت العقلية الثانية (المخابراتية الخارجية) على الأولى (العسكر).. وتم التدخل لمنعهم من تجريب خيار الفوضى هذا فهو خطر على كل الأطراف.

بعد كل هذا وقبل كل هذا.. ينبغي أن نلجأ بحق وبجد وبقوة وبكل إيمان ويقين لمالك الكون كله، من بيده الخلق والأمر، من يملك القلوب والنفوس، من لا يصلح عمل المفسدين، ومن لا يهدي كيد الخائنين، ومن ينصر عباده المؤمنين..

فكل ما سبق هو أخذ للأسباب، ويبقى اللجوء لرب الأسباب الذي يقول كن فيكون، ويقذف الرعب في القلوب فتتغير كل موازين المعركة، ويقبض الروح في لحظة فتنهار جبهات القوة وتسود خريطة أخرى..

بقي أمر أخير:

نحن يوما ما سنموت.. الهروب من فكرة الموت غير مجدية لأنه سيدركنا في نهاية الأمر.. الشهادة هي ذروة سنام الإسلام وغاية كل الصالحين الأنقياء.. وحين تطلب الأمة الموت توهب لها الحياة، وحين تكره الموت وتحب الدنيا يتداعى عليها الظالمون كما يتداعى الأكلة إلى فريستهم.

اللهم لا تحرمنا الشهادة في سبيلك، واكتب لبلادنا غدا خيرا من يومها وأمسها

هناك تعليقان (2):