الأحد، يوليو 10، 2011

بئس الخواتيم أيها البوطي!

ليس أسوأ من الطاغية المجرم إلا المنافق الذي ينظر لهذا الإجرام ويبرره وينقله من خانة الجريمة إلى خانة "الواجب الوطني"، وليس أسوأ من هذا المنافق إلا عالم السوء الذين ينقل الجريمة إلى خانة "الواجب الشرعي".

وقد فُجِع الكثيرون من أتباع الشيخ السوري محمد سعيد رمضان البوطي في مواقفه الأخيرة تجاه الطاغية السوري، حتى إن الرجل لم يستحيي أن ينشر على موقعه فتوى تجاوز فيها كل ما يطوف بالخيال.

سأل السائل: السلام عليكم شيخنا الفاضل أنتم مشايخنا الذين وضعكم الله لإثبات كلمة الحق فأفتونا رعاكم الله، إلى شيخي محمد سعيد رمضان البوطي: أرجو أن تفتونا في أمرنا أرجوكم أرجوكم ما حكم من أجبر على توحيد غير الله؟ وذلك من قِبَل الأمن (أقسم بالله أني لا أبالغ)، لي أصدقاء قد ضُرِبوا بالعصي والهراويل على رأسهم لأنهم سألوه أليس ربك **** (أي رئيس الجمهورية!)؟، لم يجيب فقد نال ما نال، وهناك عدة أشخاص في السجون تعذب لنفس السبب والحالة تنتشر بشدة، أليس أنتم الآن مسؤولون عن هذه الحالات؟ ألستم أنتم من يحملون أمر أمتنا؟ ألستم أنتم من يجب القضاء على الفساد الذي انتشر والذي وصل للألوهية؟ ماننتظر؟ أفتنا في أمرنا شيخنا وعالمنا الفاضل ولك جزيل الشكر. [هذا نص الفتوى بعد تصحيحات إملائية بسيطة]

فأجاب رمضان البوطي بتلك الإجابة التي أتحدى القارئ أنه لن يصدقها وسيقرأها مرتين على الأقل، قال:

لماذا تسألني عن النتيجة ولا تسألني عن سببها؟ ما سبب ملاحقة هذا الشخص وإجباره على النطق بكلمة الكفر التي تذكرها؟ أليس سبب ذلك خروج هذا الشخص مع المسيرات إلى الشارع والهتاف بإسقاط النظام وسبّ رئيسه والدعوة إلى رحيله؟ لماذا لا تسألني عن هذا السبب وحكمه وموقف رسول الله من هذا العمل؟ ألا تعلم - والمفروض أنك تقرأ القرآن- أن الله نهى المسلمين على استثارة المشركين بسب أصنامهم، ولم يتحدث عن سب المشركين لله نتيجة لذلك؟ لماذا الإصرار على مخالفة أمر الله وأمر رسول الله، ثم التشدق بعد ذلك بالسؤال عن حكم الإسلام في حق النتيجة التي انبثقت عن هذه المخالفة؟!.. استجيبوا لأمر رسول الله القائل في حق مثل هذه الفتنة (عليك بخاصة نفسك) ثم انظروا هل ستجدون من يلاحقكم إلى بيوتكم ويجبركم على النطق بهذا الكفر؟

انتهت الفتوى! وبها انتهى كل ما لهذا "الشيخ" من قدر في نفس من أحبوه وخُدِعوا ذات يوم به، والأمر أوسع من أن يُناقَش فقهيا، فلو صح تسميتها بـ "الفتوى" فهي تصلح نموذجا للفتوى السلطانية، المهلهلة فقهيا بل ومنطقيا.. وبوسع المرء أن يأسى ما فاض به الأسى على الجامع الأموي الذي صارت مشيخته إلى البوطي بعدما كان معقلا لعمالقة الإسلام الكبار في الشام!

فمن كان يظن أن القهر على الإشراك بالله جائز طالما أن المقهور "ارتكب مخالفة"؟!! ومن كان يظن أن هذه المخالفة هي الخروج في مسيرات تدعو إلى رحيل الرئيس؟!! ومن كان يظن أن القهر على الشرك إنما هو مُدان فحسب إذا دخل أحدهم عليك بيتك وقَهَرَك، أما إذا قََهَرَك على توحيد بشار والشهادة له بالألوهية في غير هذا الموطن فأمر لا يعني الشيخ أن يجيب عليه، فعنده أن الأولى هو إدانة السبب!!

ترى ماذا بقي للشيخ الذي بلغ أرذل العمر وتظلله اثنتا وثمانون عاما؟ وكيف يبيع من كان في مثل هذا من العلم آخرته بدنيا غيره؟

لقد كنا نقرأ عن سوء الخواتيم كثيرا، غير أنها المرة الأولى التي نرى فيها خاتمة شيخ لا يرى بتوحيد غير الله أمرا أولى بالإدانة من مخالفة جهاد السلطان الذي لم يعد جائرا، بل كافرا!!

نشر في: المصريون

تحديث:

قد لفت المقال نظر أصحاب الفضيلة من جبهة علماء الأزهر فنشروه في موقعهم معلقا عليه

هناك 8 تعليقات:

  1. جزاك الله خيرا .. فهذه امه اكلت كتاب الله وحبست بالاحاديث

    ردحذف
  2. غير معرف10:00 ص

    كتبت لك تعليق طويل على المصريون ان تتحريى فلا تقتصر على قراءة الفتوى على الموقع فلربما اخترق موقعه او استغله احد..هل سمعت الفتوى بأذنيك من الشيخ؟ هل رأيته يتحدث بها..انت قلت عمره 82 عام بعد هذا العمر والتصدي لحافظ الاسد الظالم والتنكيل به هيفتي بذلك.
    انا استطيع ان اخترق مدونتك هذا واضع عليها مشاهد اباحية وكلام كفر وللعياذ بالله ماذا سيكون موقفك، هتطلع تقول لم افعل وتعذر لقراءك انك اخترقت فلماذا لا تتحري عن فتوى الشيخ قبل ان تتهم عالم له ثقله علم الامة وانت ما زلت تحبو الى جواره فماذا قدمت انت للامة سواء علم او عمل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

    ردحذف
  3. غير معرف10:19 ص

    انا لم اجد الفتوي علي موقع الشيخ ارجو التثبت يا سيدي وارسال رابط الفتوي ان وجدته((m.h99_100@yahoo.com)او صفحتي علي الفيس بوك((محمود حامد))امام اوقاف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

    ردحذف
  4. غير معرف10:22 ص

    اشكرك علي الاهتمام محمود حامد

    ردحذف
  5. غير معرف11:50 ص

    الشيخ محمود الحساني


    السلام عليكم
    تعرف جيدا قدرك ومحبتك عندي .. وما أحمله لك في قلبي ..
    ولكن ذلك لا يمنعني أن انتقد إذا كان الأمر يستحق ..
    لم أجد هذه الفتوى على موقع الشيخ إطلاقا ..
    فهل أصبحت من حزب (قالوا له) ؟
    أما البوطي .. فرأيت لهة فيديو مصور يتبرا فيه من مناصرة الظلم .. وإن كان الكلام ليس بالقوة المطلوبة ..
    لكن الرجل لم يمالئ النظام ولا شيئا من هذا القبيل ..
    نعم لم يكن هذا هو المنتظر منه وهو الي آل إليه مجلس العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى .. لكن هذا ليس معناه النفاق وسوء الخاتمة .. فالبشر فيهم الضعف وفيهم الخوف .. وربما خاف من تهديدٍ ما .. فالله يتولى السرائر
    ومع ذلك أقولها كان ينبغي على الشيخ أن يكون موقفه أقوى وأوضح ..

    ردحذف
  6. هذا رابط الفتوى:
    http://www.naseemalsham.com/ar/Pages.php?page=readFatwa&pg_id=14658

    على موقع نسيم الشام المعتمد من قبل البوطي والناقل لآرائه وخطبه

    http://www.naseemalsham.com/ar/Pages.php?page=aboutUs

    ردحذف
  7. سامحني يا أخي..
    أنا لم أتثبت من صحة الفتوى بعد.. و لو أفترضت انها ثبتت عن الشيخ.. فلا تُأوَّل إلى ما وصلت اليه :

    "فمن كان يظن أن القهر على الإشراك بالله جائز طالما أن المقهور "ارتكب مخالفة"؟!!"

    أما أنا ففهمت من الفتوى أن لا أدفع بنفسي ألى أمر ٍقد أقهر و أكره فيه على قول كلمة الكفر .. بغض النظر عن صحة هذه النتيجة أيضا .. و لكن لا تصل بنا الى ما وصلت انت اليه:


    "ترى ماذا بقي للشيخ الذي بلغ أرذل العمر وتظلله اثنتا وثمانون عاما؟ وكيف يبيع من كان في مثل هذا من العلم آخرته بدنيا غيره؟

    لقد كنا نقرأ عن سوء الخواتيم كثيرا، غير أنها المرة الأولى التي نرى فيها خاتمة شيخ لا يرى بتوحيد غير الله أمرا أولى بالإدانة من مخالفة جهاد السلطان الذي لم يعد جائرا، بل كافرا!! "

    والله أعلم

    ردحذف
  8. غير معرف1:06 م

    يا أستاذ محمد الخواتيم بيد الله ولستَ أنت الذي يقرر من خاتمته سيئة ومن ليس كذلك فاتق الله

    ردحذف