الجمعة، فبراير 04، 2011

فليحذر الثوار من خرافة الدستور والقانون

هل تعلمون لماذا فشلت ثورة 1919؟

فشلت لسبب بسيط، وهو أن قيادتها آلت في النهاية إلى مجموعة من القانونيين (على رأسهم سعد زغلول)، فاستطاع الإنجليز باسم الدستور والقانون استدراج هؤلاء إلى نفق المفاوضات فانطفأت الثورة الشعبية، واستمر نفق المفاوضات التي كانت تلد المعاهدات عن اللا شيء.. استقلال اسمي لمصر وسيطرة فعلية للإنجليز.. ولم يخرج الإنجليز إلا في عام 1956.. بعد 36 سنة من الثورة المباركة التي أطفأها القانونيون الذين يحترمون الدستور والقانون.

لا أريد الآن مناقشة تفاصيل تاريخية ولا نقد شخصيات الثورة.. لكن المهم أن سعد زغلول بعدما كان زعيما شعبيا بامتياز، مات وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا إلا التفاوض، بل لقد فشلت المفاوضات مرة فخرج قائلا "لقد خسرنا المفاوضات ولكننا كسبنا صداقة الإنجليز".. ياسر عرفات فيما بعد كان تكرارا لنموذج سعد زغلول.

لكن لماذا نجحت ثورة يوليو؟

رغم أنها مجرد انقلاب عسكري، إلا أنها استطاعت بالفعل أن تكون "ثورة" على مستوى تغيير وجه البلاد ونظمها، لسبب بسيط.. هو أنها فعلا فرضت نفسها، ولم تترك أحدا يقيدها لا بدستور ولا بقانون.. ويمكن الرجوع إلى تفاصيل هذا في كتاب المؤرخ المستشار طارق البشري (الديمقراطية ونظام يوليو).. لقد قلبت الثورة ما كان موجودا من قانون ودستور، وصنعت قانونها لنفسها.. وفي تحليله البديع يقول طارق البشري بأنه ما كان يمكن لها أن تنجح لو لم تفعل ذلك.. لأن النظام القديم كان سيمتصها في دهاليزه وأروقته، ويسكبها في قالبه ثم يحكم عليها بالنجاح والفشل، وذلك لأن الانقلاب العسكري –ببساطة- هو في حد ذاته غير قانوني.

نحن الآن أمام لحظة مصرية فارقة..

تشكلت ما سمي بـ "لجنة الحكماء"، وفيها بعض الأسماء، لا أشك في وطنيتهم لكن لدي بعض التحفظات عليهم، وليس هذا مجال مناقشة هذا.. إنما الخطورة أن هذه اللجنة هي أولا لا تمثل المتظاهرين ولا قيد شعرة.. ربما واحد منها فقط هو الذي لم يكن يحتقر شباب الانترنت، وعلى هذا فهي لا تمثل إلا نفسها.. وعن نفسي لا أعلم من الذي جمعهم واختارهم وشكلهم..

لمرة أخرى.. بعيدا عن أفرادها، أنا أحذر من أن تؤول هذه الثورة إلى هذه اللجنة من الكتاب والمفكرين كما آلت ثورة 19 إلى القانونيين.. فيحدث لها نفس الخدعة التي تلقاها سعد زغلول وفريقه..

بكل الصدق لا مجال للتراجع إلا برحيل حسني مب مبارك على الأقل..

وأخيرا..

متى كانت الثورات تلتزم بالدساتير والقوانين؟ الثورات تثور -ضمن ما تثور- على الأنظمة الفاسدة التي رسخت وجودها بقوانين وأنظمة ودساتير ومواثيق ؟؟ إن البعض يريدها ثورة "إتيكيت"، ثورة "بالشوكة والسكين".. حقا إن مشاهدة المنافقين وقنوات الأنظمة الفاسدة تصيب بالغباء والبلاهة

هناك تعليقان (2):

  1. الحمد لله الذي هدى الثوار فلم ينخدعوا بهذه اللعبة
    ولكن أكثر ما اخشاه ان يتحول مسار للجيش للالتفاف على مطالب الثورة بعد فترة طالت او قصرت .. وأن تكون بياناته مجرد خدلة لتهدئة الخواطر ..
    فإلى الآن لم أستسغ بقاء مجلسي التزوير ومؤسستي الحزب الوطني وامن الدولة

    ردحذف
  2. يا ليتها آلت للقانونيين أمثال حازم أبو اسماعيل
    ليس العيب في القانونيين ولكن العيب في المدسوس
    سعد زغلول مدسوس من الإنجليز لخطف الثورة
    ومشوار يوليو معروف بمباركة إنجليزية أمريكية

    ردحذف