للهم توفني وأنت راض عني، توفني غير مفتون، توفني غير يائس..مولاي.. إن أردت بقومي فتنة فاقبضني إليك غير مفتون..يارب.. ماذا أقول وأنت أعلم بي؟ اللهم اسألك لطفا منك يشملني..
ترى من الأحق بالسب والشتم؟ من الذي يستحق أن أفجر نفسي فيه؟ .. لست والله أدري
لطالما سمعنا من الشيوخ والعلماء ودعاة الحركات الإصلاحية أن العيب في الشعوب، فهي لم تترب جيدا، لم تتأهل، ما زال عدد الذين يصلون الفجر لا يساوي الذين يصلون الجمعة، الناس جبناء، الناس خائفون، الناس جاهلون في حاجة للتعليم، الناس يحتاجون لأن يعرفوا عقيدتهم الصحيحة (وهذا بمعنى تمكنهم من الرد على الأشاعرة والمعتزلة والجهمية وطوائف الملل والبدع)، الناس لابد أن يتشجعوا (بمعنى أن يصوتوا لصالح المرشح في الانتخابات حتى ولو بدون أمل في النجاح، أو بدون قدرة على الإصلاح ولو فاز).
الشعوب .. الشعوب .. الشعوب.. الأمة الجبانة .. الضعيفة .. الخائرة .. الخاضعة لحكامها... إلخ
حتى لقد تحولت الأمة إلى أسوأ الأمم على لسان الشيوخ، من بعد ما كانت خير الأمم في قرآن الله وسنة رسوله..
والحقيقة أن الأمة بخير، لكنكم أنتم أيها القادة والعلماء والدعاة .. أنتم شر قادة لخير أمة، أنتم الذين لا تستحقون أن تكونوا على رأسها ولا أن تمسكوا بقيادها.. أنتم الذين لا نراكم إلا جبناء خائرين متخاذلين، تخرج منكم كلمة الحق –إن خرجت- وعليها أطنان الحياء والأدب والرقة والتهذب.. أنتم الذين قتلتم الأمة وأركعتموها للجبابرة وسميتموهم "أولياء الأمر".. أنتم الذين صمتم في موضع القول، وتوليتم يوم الزحف.. تعسا لكم وبعدا لكم..
وما أنتم ببعيد من إخوانكم الذين كانوا في الحبشة منذ قرون، حين فرض ملك النصارى على المسلمين أن يسلموا له في كل عام فتاة لينصرها، فكانوا يسلمونها له، غير أنهم كانوا يكفنونها ويصلون عليها ويقرأون لها القرآن ثم يعتبرونها في عداد الأموات..
الآن يتكرر المشهد، وآخر فصوله الأخت المسلمة كاميليا شحاتة التي ستتعلق برقابكم أمام الله، وتقول: هؤلاء خذلوني وأسلموني، وسكتوا عن أمري، وانشغلوا بمؤتمراتهم وبرامجهم وكتبهم، وأموالهم وأولادهم.. وسلامتهم.
يا الله ...
من ذا الذي تخيل أن يقف القساوسة الغادرون الذين خانوا ذمة المسلمين وخفروها على باب الأزهر، محاطين بكلاب أمن الدولة ثم يسألون من أنت و"هات بطاقتك"؟؟؟ لقد حدثت .. أي والله لقد حدثت.. وما أعرف كيف سيقرأ الأبناء والأحفاد هذه الأخبار ويتذكرون هذا التاريخ المرير الفاضح.
إنه والله أمر ما حدث في عهد سيد طنطاوي، أسوأ من تولى مشيخة الأزهر، وحدث في أيام رجل كان البعض يستبشرون به فإذا به يؤكد أنه شر خلف لشر سلف، تحت شر حكم أظل هذه البلاد.. ولئن كنت كرهت الرجل وأسقطته بسبب من جريمته في حق طلاب الإخوان المسلمين، في القضية التي سوقها الإعلام الفاجر باسم "ميليشيات الأزهر"، فوالله إن منع موظفيه من دخول امرأة في الإسلام لجرم يهون دون كل جرم وكل خطيئة وكل قبيحة..
فكيف وهو لم يمنعها من الإسلام فقط، بل أسلمها لمن يفتنونها عن دينها، فيعذبونها أو يقتلونها أو يحبسونها؟؟؟؟
ألا بئس معشر العلماء، ومعشر الدعاة.. تعسا لكل من علم وخاف على نفسه وعلى حساباته ففضل أن يسكت ولا يقوم بواجبه الذي يفرضه عليه العلم.. أم حسبتم أن العلم جاه ومؤتمرات وتقديم في المجالس والفضائيات؟؟؟
وحقا، جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي، وشديدةٌ كمصيبة كاميليا شحاتة كشفت لنا أن أعداءنا ليسوا الحكام فقط، بل الجبناء والساكتين من أهل العلم والدعوة.. ولئن كان علماؤنا –حين كانوا علماء بالفعل- كانوا يقولون للطغاة من قبل: "إما اعتدلتم وإما اعتزلتم".. فإننا نقولها لكم اليوم أنتم يا معشر العلماء والدعاة: "إما اعتدلتم وإما اعتزلتم".