السبت، يونيو 17، 2017

مسألة تيران وصنافير ببساطة


1. إسرائيل لها حق وحرية الملاحة في خليج العقبة منذ 1956.. أي نعم، منذ عهد الرئيس التعيس المهزوم الملعون السفاح جمال عبد الناصر.

2. السبب المباشر لنكبة 67 أن هذا التعيس أغلق مضيق تيران، وطلب مغادرة القوات الدولية التي تحفظ حق الملاحة فيه.. أي أنه هو الذي أعلن الحرب.. وبالرغم من هذا فقد تلقى صفعة تاريخية، وحققت إسرائيل أسرع توسع في التاريخ منذ الفتوحات الإسلامية، وابتلعت أضعاف مساحتها هي (تخيل دولة تبتلع أضعاف مساحتها في ساعات!)

3. بعد قصة السلام مع إسرائيل، صار لإسرائيل حق الملاحة في قناة السويس.. صحيح يتوقع المصريون أن القناة تعمل بإدارة وإشراف مصري، ولكن هذا ليس صحيحا، الواقع أن قناة السويس تعمل كمر دولي ويتولى تأمينها شركات أجنبية بينها شركة إسرائيلية.

(يعني إسرائيل تبحر بمزاجها في خليج العقبة والسويس معا)

إذن.. ما الجديد في نقل تبعية الجزيرتين للسعودية؟!

1. لا جديد بالنسبة لإسرائيل إطلاقا لا في مسألة الملاحة ولا في مسألة الحدود الدولية ولا الممر المائي.. فهي بحكم التاريخ والواقع والنفوذ وحتى القانون الدولي لها (الحق) في الإبحار في الخليج منذ ستين سنة.

2. لا جديد كذلك بالنسبة للسعودية التي لن تفعل شيئا بالجزيرتين، ولو كانت أرادت أن تفعل شيئا لألقت ببعض المال للسيسي وفعلت ما تريد.. والسيسي من جهته لا يمانع، ولدينا طابور طويل من القوانين التي أصدرها لتسمح للأجانب بالتملك في سيناء نفسها.

3. لا جديد أيضا بالنسبة لإسرائيل التي تستطيع بحكم الواقع أن تنشيء ما تشاء من خط تجاري أو قناة مائية بين العقبة وساحل المتوسط.

(لكن بالله عليك اعلموا أن إنشاء إسرائيل لقناة مائية مستحيل.. وأصلا لا توجد دولة تصنع ممرا دوليا في أرضها.. الدول التي فعلت ذلك فعلته وهي تحت النفوذ الأجنبي كما في قناة بنما.. أو فعلته وهي مخدوعة مستباحة كما في قناة السويس وخدعة ديليسبس.. القنوات المائية ضربة في صميم الأمن القومي لأي بلد) (في آخر البوست مقالات عن أخطار وأضرار قناة السويس إذا أحببت أن تتوسع).

4. طبعا مسألة حق السعودية في الجزر هذا تخريف تاريخي أبله، وأحسن تعبير عنه قرأته في بوست على الفيس لا أعرف للأسف صاحبه "رجعت للتاريخ لأسأل عن الجزر هل هي مصرية أم سعودية؟ فلم أجد السعودية!".

وطالما كانت مصر تحكم الحجاز، وتحكم الجانب الشرقي للعقبة حتى عام 1906، حين اشتبك السلطان عبد الحميد الثاني مع الاحتلال الإنجليزي على حدود سيناء في إطار مشروعه لبناء خط السكة الحديد.. وكاد الأمر يتطور إلى حرب حقيقة وتحرك الأسطول الإنجليزي.. حتى تم ترسيم حد سيناء الحالي (الخط الواصل من رفح إلى رأس خليج العقبة)

هذه الحادثة مشهورة باسم أزمة طابة أو أزمة العقبة 1906، وكتب كرومر في مذكراته أنها يمكن أن تكون شرارة ثورة لأن مصطفى كامل وكافة التيار الوطني -عبر صحف اللواء والأمة والظاهر- اتخذوا موقف تسليم سيناء للدولة العثمانية نكاية في الاحتلال الإنجليزي (طبعا ده موقف صادم للذين يظنون أن مصطفى كامل "وطني" بالمعنى العنصري الذي درسناه في المدارس.. لكن يمكنك أن تبحث بنفسك).. مما دفع الإنجليز لإحياء قانون المطبوعات لإغلاق هذه الصحف.

5. وآخر تطور للجزيرتين أن مبارك حولهما إلى محميات طبيعية بحيث لا يسكنهما أحد فيمكن أن يؤذي إسرائيل.. فالجزر عمليا وواقعيا تحت السيادة الإسرائيلية؟

إذن نرجع للسؤال.. ما الجديد؟ لماذا نقل جزيرتين من سيادة اسمية شكلة مصرية إلى سيادة اسمية شكلية سعودية؟
لا جديد إلا أن السعودية صارت ضمن فريق حرس الحدود الإسرائيلية، وهذا يساوي دخولها في علاقات مع إسرائيل (وقد تسرب قبل سنة توقيع محمد بن سلمان على الملحق الأمني الخاص بكامب ديفيد في العقبة في زيارة سرية).. وبهذا وحده تفسر حضور إسرائيل في كل المباحثات (لو لم تسمع تسريب مكالمة وزير الخارجية المصري التي يراجع فيها بنود الاتفاقية مع المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية فابحث عنه واسمع).

هذا إذن فتح باب واسع للعلاقات السعودية الإسرائيلية، سيترتب عليها علاقات أمنية وسياسية واقتصادية.. ومن المهم أن نلاحظ أن ظهور القضية كان في لحظة ظهور محمد بن سلمان، والتغير السعودي المفاجئ من جهة السيسي الذي كان مطلع عهد سلمان.

تأمين توريث العرش لابن سلمان هو المتغير الوحيد -فيما أعلم- الذي يفسر السياسة السعودية.. وهو مطلب في جيب الأمريكان، والطريق إلى الأمريكان يمر عبر الإسرائيليين.. وفي الطريق إلى إسرائيل وأمريكا يحدث كل ما نشاهد ونسمع.

-----------
مقالات قناة السويس:
ماذا تعرف عن أخطار وأضرار قناة السويس
http://melhamy.blogspot.com/2015/07/blog-post_26.html
قناة السويس، وكيف تضحي مصر بنفسها لأجل الأجانب
http://melhamy.blogspot.com/2015/08/blog-post.html
ماذا قال المؤرخون الأجانب عن قناة السويس
http://melhamy.blogspot.com/2015/08/blog-post_6.html
فصل من قصتنا مع الشرعية الدولية
http://melhamy.blogspot.com/2015/08/blog-post_8.ht


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق