السبت، مارس 24، 2012

الشورى الإخوانية.. ليست شورى

في انتخابات البرلمان 2010 سرت دعوات المقاطعة في المشهد السياسي المصري بعد أن صار مؤكدا أنها انتخابات مزورة بعد أن أُلغي الإشراف القضائي، ولكن الجميع كان ينتظر رأي الإخوان، بما فيهم النظام، لأن الإخوان هم القوة الشعبية الوحيدة آنذاك.. أما الإخوان فقد كانوا يريدون دخول الانتخابات، ولكنهم يخشون –كالعادة- من العلمانيين وإعلامهم وصحافتهم، ولا يريدون أن يُتهموا بأنهم من أسبغ الشرعية على الانتخابات المزورة والنظام الفاسد فكان من ضمن وسائلهم لتجاوز هذا الأمر هو القول بأنهم سيستطلعون رأي قواعدهم "فالأمر شورى" ثم سينفذون ما استقرت عليه "الشورى"..

ظل الأمر شهورا والشورى تسري في القواعد حتى استقرت على المشاركة في الانتخابات بنسبة 90% تقريبا (أو أكثر، خانتني الذاكرة) فشارك الإخوان في الانتخابات!

ثم كان التزوير هائلا في المرحلة الأولى فلم يحصل الإخوان على مقعد واحد، فاتخذ الإخوان قرارا بمقاطعة ما تبقى من الانتخابات..

وعلى حين ظلت الشورى الأولى شهورا حتى جاء قرارها بالموافقة، فإن الشورى الثانية بالمقاطعة لم تستغرق سوى يومين أو ثلاثة.. وعلى حين كانت الشورى الأولى على مستوى القواعد والمحافظات فإن الشورى الثانية كانت على مستوى مكتب الإرشاد وربما مجلس الشورى..

وليس هذا إلا لأن شورى الإخوان، "عندها ساعة".. ساعة تروح، وساعة تيجي!

***

لكن.. كيف وافقت القواعد على المشاركة أول الأمر وهي تعلم بالتزوير المحقق؟ ثم استسلمت لقرار المقاطعة بعد أن حدث التزوير.. وكيف انقلب الحال من "مزايا المشاركة" إلى "مزايا المقاطعة".. ومن "قوة قرار المشاركة" إلى "قوة قرار المقاطعة"..

أذكر أني خضت جدالات كثيرة مع إخواني "منضبط" أحاول أن أقنعه بالمقاطعة ويحاول أن يقنعني بالمشاركة، ثم انتهت الجولة الأولى فعاد نفس الجدال وكان على نفس رأيه، وفي مساء ذات اليوم جاء بيان المرشد بالمقاطعة فقال فورا: قرار قوي جدا!! نظرت إليه مشفقا ولم أنطق.. فداء التبعية لا علاج له!

لا تظنوا –يا قوم- أن الأمر شورى.. لا في الإخوان ولا في الدعوة السلفية (مؤخرا) .. ولكنه يجري كالآتي:

حسابات القيادة تقول بالدخول في الانتخابات، فتعمل التعلميات النازلة في الأسر والقطاعات على تزيين هذا القرار وإبداء مزاياه، ويعمل موقع إخوان أون لاين وباقي مواقع الجماعة على نشر هذا الرأي وتسويقه ومنع الرأي الآخر تماما.. فإذا تم المطلوب أُخذت الشورى التي ستأتي بما تشتهيه القيادات.

(راجع في سياسة موقع إخوان أون لاين، اعترافات رئيس تحريره عبد الجليل الشرنوبي بعد أن استقال منه، وهي مكتوبة ومتلفزة)

***

كنت عضوا في "مجلس الكلية" (الهندسة الإلكترونية – أقوى معاقل التيار الإسلامي في مصر على الإطلاق على مستوى الكلية) ومسؤولا عن العمل العام لثلاث سنوات، ولدي الكثير من الذكريات عن "هذه الشورى".. لكن الله يعلم أني ما سكتُّ على تمرير أمر هام بدون شورى أبدا، نجحت أحيانا وأخفقت أحايين كثيرة.. وتقدمت باستقالتي مرتين وأنا في الكلية ثم عدت عن واحدة لتأثري بـ "الظروف ونقص الكوادر وأهمية المرحلة وحرج اللحظة وحاجة الدعوة... إلى آخر هذه الأسطوانة التي كانت تخدعنا".. ولم أتراجع عن الأخرى ولكني كتمتها لكي لا تتسبب في ارتباك بين صف الإخوان الطلاب (لست شخصية مؤثرة ولا فارقة ولكن طبيعة العمل الإخواني ووجودي في موقع القيادة لسنوات تجعل الكثيرين يولونني هذه النظرة عن غير استحقاق)..

ذات مرة أراد الإخوان في الجامعة تعميم نظام جديد يجمع في اللقاءات بين التربوي والإداري، وحاول مشرف الكلية تسويق هذا النظام لنا "مجلس الكلية" لكي نأخذ شورى (!) ثم نوافق عليه بالطبع (!).. اعترضت بشدة وظل يناقشني (مناقشة لم تخلو من سخرية أحيانا كثيرة.. وما أشد من السخرية على نفسي في مقام النقاش الجاد) وعلت حدة النقاش حتى قلت له "إن كان هذا النظام نازلا من الإخوان فأخبرنا مباشرة، لا أن تحاول جعلنا نوافق عليه وكأن الأمر شورى".. بعد هذه الكلمة (سيئة الأدب في المزاج الإخواني) تحولت دفة النقاش، وكنت أرقب المأزق باديا على وجه "نائب مشرف الكلية" الذي ظل صامتا طوال النقاش ولم يتوقع أن يحدث هذا..

ولأن مشرف الكلية كان رجلا عاقلا وشخصية مستقلة بالفعل وعقلية رائعة فقد أنهى النقاش في الموضوع، واتخذ شورى حقيقية انتهت إلى رفض الفكرة، فلم يطبقها.. ولكنها طبقت في الكليات الأخرى بنفس المنهج الذي كان يراد له أن يحدث!

***

في موقف آخر دخلت في احتكاك مع مسؤول الكلية وكنت أندد بضعف الشورى في قرارات كبيرة، فقال لي على انفراد: هو انا كل حاجة هاخد فيها شورى؟ يبقى انا دوري إيه؟ طرطور؟!!

في موقف آخر ومع مسؤول آخر، وكنت سكرتير الجلسة، حاول المسؤول فرض رأي بعينه والتملص من الشورى، فرفضت كتابته وإقراره وتساءلت: ما شرعية أن أكتب شيئا لم يوافق عليه هذا المجلس.. هنا فقط صرح بأن هذا القرار توجه من القطاع..

في بلد آخر تم اختراق اللائحة لتصعيد أحدهم إلى المكتب، وبُرِّر هذا بأنه للضرورة وبدافع المصلحة.. فلم يمض إلا أسبوعين حتى وقع حدث آخر أفرغ مقعدا في المكتب الإداري وكان المفترض أن تجري انتخابات، ولكن الشخص الذي كان سيصعد إلى المكتب لم يكن مرغوبا فيه، فظل المقعد شاغرا، وقال المسؤول: "احنا اللي عملنا اللايحة واحنا اللي بنغيرها"..

ستجد كثيرا من الحكايات عند من اتخذوا قرار ترك الجماعة، ممن كانوا قيادات يسمع لهم ويشار إليهم، حتى إذا خرجوا صاروا من "المتساقطين على طريق الدعوة"..

***

معظم الشخصيات المشار إليها في هذا المقال شخصيات رائعة، وبذلت في سبيل نصرة الدين أغلى ما لديها، وتعرضت بالفعل لاختبارات قاسية وعنيفة: مادية ومعنوية، وذاقت الجوع والخوف، ولم تعش شبابها المنفلت الماجن، بل عاشت شبابا في العمل والجد والاجتهاد والتعرض للبطش والفصل والاعتقال..

وهم لا يتحملون المسؤولية وحدهم، وليسوا شريرين أو متآمرين، ولكنه مزيج من سلبيات العمل السري وطبيعة العدو واختفاء الحريات، يجعل الأمر عملا تحت الضرورة تقل فيه الشفافية وتكثر فيه القيود وتؤثر الطبائع الشخصية على مسارات العمل وتكاد تختفي فرص المراجعة والتصحيح..

الهدف من هذا المقال ليس نقد الإخوان ولا نقد الشخصيات.. بل هو بوضوح نقد "الشورى" المزعومة التي تُرفع كشعار، ويستعان بها كدين يتعبد به.. وهو الأمر الذي يعتنقه في العادة من لم يمارس قيادة مؤثرة في مكاتب الجماعة، فهو يظن أن الأمر يجري على خير ما يرام، وأن قرار الشورى قد اتخذ بكل شفافية وبعد دراسة علمية لكل الاحتمالات عبر أكفاء متخصصين.. والأمر ليس كذلك على الإطلاق!

ومن عاين مثل هذه الأمور هو فقط من يعرف أكثر من هذا..

ومن جرب علي كذبا من قبل، فهو مدعو لأن يلقي هذا المقال في أقرب سلة مهملات

هناك 34 تعليقًا:

  1. غير معرف1:54 م

    للأسف حتى ما يوجد فى سلة المهمملات أنظف مما كتبت أنت

    ردحذف
  2. غير معرف2:15 م

    لايك

    ردحذف
  3. غير معرف2:17 م

    استمر أخي جزاك الله خيرا
    و لا تلق بالا للمغيبين سواء كانوا إخونج أو سلف
    محمد

    ردحذف
  4. غير معرف2:30 م

    بصفتى السخص المشار إليه بمسئول الكلية الذى تحدث عنه أخى محمد الهامى فقد عشت مع محمد تقريبا 5 سنوات منها سنتان كنت مسئولا عن الكلية واخى محمد كان مسئولا عن العمل العام فى الكلية .. ولاننا عشنا اجمل سنى عمرنا معا واختلفنا كثيرا مثلما اتفقنا ايضا كثيرا .. اختلفنا فى آراؤنا لكن كان طريقنا واحد وهدفنا واحد .. والان اختلفت آراؤنا وطرقنا وأسأل الله ألا يفرق هدفنا ... وانا هنا لن اسمح لنفسى ابدا ان أشوه هذه الايام مهما اتفقت او اختلفت مع محمد فنحن كنا جميعا حريصون على خدمة الدين والدعوة ونحن الان ايضا حريصون على خدمة الدين وان اختلفت طرقنا ..

    ردحذف
    الردود
    1. عمر9:09 ص

      جزاك الله خيرا نعم الرد ونعم الأخوة وإختلاف الرأي لا يفسد للود قضية كما تعلم

      حذف
  5. غير معرف2:32 م

    مشاركةالإخوان في انتخابات 2010 هي التي فضحت التزوير و مهدت للثورة ،، ولو قرر الإخوان مقاطعة الاخوان لأجرى الحزب الوطني أنزه إنتخابات و تنافس أعضاؤه فيما بينهم بحرية تامة

    ردحذف
  6. غير معرف2:44 م

    مقالة كل الغرض منها اتخاذها هجوم مسبق لعدم اتخاذ شورى الاخوان قرار بدعم مرشحك الكريم يا الهامي

    ردحذف
  7. غير معرف3:02 م

    الاخوان هيموتوا بغيظهم.

    ردحذف
  8. غير معرف3:25 م

    استمر يا أخي جزاكم الله خيرا فلن تعود الخلافة الإسلامية الراشدة إلا بالتجرد و الحيادية و الخروخ من الكاهنوتية الصوفية التي موجودة في الحركات الإسلامية
    فاالأمة تعاني من وجهة نظري الضعيفة من
    1:::قيادات ليست أهل للقيادة اقصد الحركات الإسلامية
    2:::ثقافة القطيع في كل شئ فالأمة أمة اقرأ و لكن اصبحت لا تفكر إلا من رحم
    3:::كاهنوتية صوفية في الحركات الإسلامية

    ردحذف
  9. غير معرف3:34 م

    يابني مهما حصل من مخالفات في وجهة نظرك انت في حاجة اسمها بركة الشورى والله لقد عشت نفس الهواجس بعد كل مرة أجدني خطأ وإخواني على صواب
    عماد بركات

    ردحذف
  10. غير معرف3:52 م

    أفضل تعليق هو ما كتبته أنت فى عنوان مدونتك .. لو تعلم
    "اللهم اجعل كلامى وكتابتى خالصة لوجهك الكريم، اللهم لا تجعل لأحد سواك فيها نصيبا، اللهم طهرها من الرياء والعجب، والغرور والكبر، والعناد والانتصار للنفس، وحب الشهرة وحب المدح.. اللهم إن كان فيها الخير فيسرنى لها ويسر نشرها وقراءتها، وإن كان فيها الشر فأبعدنى عنها وعسرها لى واكتب لها الموت والفناء.. إنك نعم المولى ونعم النصير."

    لا أشكك فى إخلاصك .. حاش لله .. لكن أى فى معظم كتاباتك عنادا وانتصارا للنفس ... اتق الله وراجع نفسك

    ردحذف
  11. غير معرف3:52 م

    ضل تعليق هو ما كتبته أنت فى عنوان مدونتك .. لو تعلم
    "اللهم اجعل كلامى وكتابتى خالصة لوجهك الكريم، اللهم لا تجعل لأحد سواك فيها نصيبا، اللهم طهرها من الرياء والعجب، والغرور والكبر، والعناد والانتصار للنفس، وحب الشهرة وحب المدح.. اللهم إن كان فيها الخير فيسرنى لها ويسر نشرها وقراءتها، وإن كان فيها الشر فأبعدنى عنها وعسرها لى واكتب لها الموت والفناء.. إنك نعم المولى ونعم النصير."

    لا أشكك فى إخلاصك .. حاش لله .. لكن أرى فى معظم كتاباتك عنادا وانتصارا للنفس ... اتق الله وراجع نفسك

    ردحذف
  12. غبت كثيرا وعندما عدت عدت كالعادة شديد اللسان على العاملين للاسلام زين لك الباطل فكسوته منطقا معوجا واحاديثا ملفقة
    واعرفك شخصيا كما تعلم منذ كنت في العاشرة ولم تصل في الاخوان الا لمنتسب فلا تتحدث كانك عالم ببواطن الامور
    وتريد ان تثبت لنفسك انك كنت محقا عندما تركت الاخوان وزادت محنتك عندما تصدروا المشهد وبدلا من ان ان تشفق عليهم وتنصج لهم وتؤازرهم في وجه الهجمات العلمانية المتتالية رحت تطعنهم من الخلف ليل نهار
    انت مسكين والاخوان مأجورين من الله في كل الاحوال ما دام عملهم لله
    ولم ارد ان افند مزاعمك فقد جربتك لا ترى الا رأيك ولا تسمع الا صوتك وعندما تزداد حجة مناقشك تهاجمه شخصيا
    سلاما سلاما

    ردحذف
    الردود
    1. محمد3:37 م

      أخي العزيز /محمود بنداري يا ريت الرد يكون ف إطار تصحيح الخطأ إللي وقع فيه الأخ كاتب المقاله وسيب موضوع الأجر والثواب دي علي ربنا

      حذف
  13. غير معرف6:17 م

    كداب ومنافق لا مؤاخذه

    ردحذف
  14. غير معرف8:48 م

    جزاك الله خيرا فالأمر اصبح واضحا جليا

    ردحذف
  15. غير معرف8:48 م

    http://www.youtube.com/watch?v=GHWTTMZBIM4

    ردحذف
  16. اللهم أرنا جميعا الحق حقا وارزقنا اتباعه. ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

    غفر الله لك.

    ردحذف
  17. غير معرف12:19 ص

    واضح من الهجوم علي مقالك إنك متراقب يابني من إصدقاء الامس لا أعلم ما الذي يجعل جماعة تعلن القرآن دستورنا ... أن تتلون و تسوق المبررات لافعالها تحت مسمي الشوري و نحن نثق فيمن إنتخبوا في شوري الجماعة و نثق رؤيتهم و هم عندهم معلومات غير متاحة للقواعد و الاعلام الليبرالي ضدنا و لايمكن أن نكشف كل أوراقناو كثيرا من هذا الحوار الذيذ الممل و لقد تبعهم إخوانا السلفيين بقيادة بكار و لكن علي إستحياء ... لك الله يإسلام لك الله يامصر .. اللهم إهدي الإخوان و السلفيين لما تحب و ترضي ليقيموا شرعك .. و نصحيتي لك أخ محمد الا تلقي بالا للهجوم عليك فقط حكم ضميرك و أسع فيما يرضي ربك

    ردحذف
  18. غير معرف8:20 ص

    ومن معاني الحرية استقلالية الاختيار بعد استيفاء الفهم وتحكيم الشرع لا الطاعة العمياء والظن أنها قربى لله لذلك يقول الشيخ القرضاوي في نقده لهذه الأوضاع في الجماعة في علاقتها بالمقلدين من ابنائها ( فهي التي تفكر له وتحدد له من يحب ومن يكره وعمن يرضى وعمن يسخط دون أن يعطي نفسه حق التأمل في هذه المقولات أو مناقشتها...)فاصبر فإن طريق الإصلاح وعر وليكن شعارك " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون " .

    ردحذف
  19. غير معرف9:30 ص

    حول نفس المعنى كتب الشيخ الغزالى:

    و فى صفحة 209 فى كتاب "من معالم الحق فى كفاحنا الإسلامى الحديث", طبعة دار الصحوة, الطبعة الرابعة سنة 1984 (إننى لأمقت ان اكون داعيةً لحاكمٍ ما. و أستعيذ باللة ان اُعين بكلمة على بقاء والٍ جائر. غاية ما ابغى أن اشرح قانون السمع و الطاعة. و أن امنع الكهان و الدجالين من الإحتيال بة على ناشئة مُضللة قليلة الفقة فى الإسلام. لقد كان الراسخون فى العلم يدعون الى اللة و يتجردون للدعوة. فكان الناس يرون طاعتهم من طاعة اللة لأنهم تلقوا دروس معرفتة عنهم, ثم جاء الراسخون فى الجهل يطلبون حق القيادة و يتحدثون عن قانون السمع و الطاعة. و لستُ اُعنف دعياً من هؤلاء على مزاعمة و مطالبة, فالأمر كما قيل بعض الناس طغاة لأننا نركع لهم)

    فى نفس الكتاب صفحة 211 يقول الشيخ الغزالى (الأحزاب المناوئة للحكام عندما تفقد نعمة العلانية فى التنفيس عن رغباتها والإبانة عن مقاصدها و غاياتها لا ترى بُداً من جمع فلولها فى الظلام, و نشر تعاليمها فى شكل رسائل أو منشورات مقتضبةٍ حاسمة, و الوسيلة الوحيدة عندهم هى المقاومة السرية, حيث يتلقى الأتباع الأوامر الصادرة من فوق على انها نصوص واجبة الطاعة لا مجال البتةَ لمناقشتها او التملص منها! لا ... ان شيئاً من هذا لا يجول بخاطر احدٍ من الأتباع. فإن تنفيذ هذة الأوامر دينٌ تُقبل علية النفس بلذة و شغف و لو كانت عقباة العطوب و الدمار. و فى هذة الدائرة المغلقة تتحول الثقة فى القيادة الى القول بعصمة الأئمة. و أظن ان الفِرَقَ الكثيرة التى نهشت جوهر الإسلام من باطنية و قرامطة و غيرهم لم تتولد الا فى هذة البيئة).

    و فى نفس الكتاب صفحة 212 يقول الشيخ (و قد رأيت جمعاً غفيراً من شباب الإخوان المسلمين ينظرون الى مرشدهم نظرةً يجب ان تُدرس و أن تُحضر. قال احدهم فى اجتماع ضخم للهيئة التأسيسية "ان المرشد لا يخطىء” و كان بهذة القولة العجيبة يريد ان يُخذلنى و أنا اعارض المرشد فى بعض تصرفة و قد خُذلت فعلاً, و مُزقت ملابس الرجل الذى وقف يناصرنى. قال لى ذاتِ يومٍ واحد من أقرب رجال المرشد الية أن الإيمان بالقائد جزءٌ من الإيمان بالدعوة. الا ترى ان اللة ضم الإيمان بالرسول صلى اللة علية و سلم الى الإيمان بذاتة جل شأنة. ذلك لأن المظهر العملى للطاعة و الأسوة هو فى اتباع القائد اتباع مطلقا.

    ردحذف
  20. غير معرف9:32 ص

    و بمثل هذا الإسلوب رُسم مجرى المعاملة بين مرشد الإخوان و الجماعة. فلما اسغربناة و تأبينا و رأينا انفسنا نبصر الحقائق القريبة و الرجل لا يحسها فنعاملة مخطأً او مصيباً غير مقرين هذة الهالة التى اضفاها الأغرارعلية مقتنا الرجل اشد المقت, مقتنا كما يمقت الكفار و الفساق. ثم سار بمن معة يتقحم العثرات و المزالق لا يلوى على شيء و لا يلام على شيء. و الشىء الذى تُحار فية البرية هو اطباق فريقٍ من الناس على تقديس شخصٍ ليس لدية ذَرة من الخصائص العبقرية!



    ايها الأخ المسلم, ان شرف دعوتك العظيمة فى انها صدى الإسلام و صورةً كاملة لتعاليمة الراشدة, فاعلم ان الإسلام بُنىّ على الوضوح و الثقة و التعقل " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ", " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ". فارفض الغموض فى رسالتك و احذر قبول الريبة بإسم السمع و الطاعة. فالطاعة فى المعروف. و لا تتعصب الا لما تعقل و تؤمن, فإن التسليم للأوهام بعض الطقوس الماسونية فى هذا العصر و بعض طقوس الكنيسة فى العصور الوسطى المظلمة. اما الإسلام فبريئ من هذة المسالك المُحدثة).

    ~~~



    و فى ذات الكتاب صفحة 220 يقول الشيخ الغزالى (ان قيادة الإخوان الأن حريصة على الأوضاع الغامضة و القرارات المريبة الجائرة و هى مسئولة امام اللة ثم امام الناس عن مشاعر الحيرة و البلبلة التى تغمرُ قلوب الإخوان فى كل مكان. ثم هى مسؤلة من قبل و من بعد عن الخسائر التى اصابت الحركة الإسلامية فى هذا العصر. و عن التهم الشنيعة التى توجة للإسلام من خصومة المتربصين. و قد صورتة كنزوات فردٍ متحكم, كما صورت هيئة الإخوان المسلمين و كأنها حزبٌ من الأحزاب المنحلة تسودها الدسائس و تُسيرها الأهواء.

    ان هذا البيان لم يجدى فتيلاً و لم ينفع شيء و انما كان كالهباء فى الهواء. ان هذة المناشدة الحارة لم تجد صداها الواجب. كأن الجمهور المخدوع كالزجاجات المعبأة الى نهايتها لا تقبل جديداً و لا مزيد)



    اللهم انى اسألك الهداية لنفسى و لإخوانى

    ردحذف
  21. ربما لا تعرفنى ولكنى يقينا لا اعرفك وفقط من خلال ما قرات رايت بعض الملاحظات : واسمح لى ان اذكر بعضها : اولا يظهر من كلامك انك قرات فى ادبيات الاخوان اكثر مما قرات فى سيرة الحبيب ولو قرأت فى سيرته العطرة وحاولت الاستعانة بذوى الفقه الرصين لاستبان لسيادتك انك لا تفهم معنى الشورى عند الحبيب وهذا لا ينفى ايضا جهل من تحكى عنهم بالشورى فهى فعلا طامة صغرى لان دواءها التعلم فهو دواءمن لا دواء له ثانيا ما هكذا يكون الحديث يا من تعلمت فى دار الارقم فقل لى بالله عليك الم تتعلم ان المجالس باماناتها ؟ الم تعلم ان عدد الاحاديث التى وردت نقلا عن الحبيب من دار الارقم لا تكاد تعد على اصابع يد واحدة ؟ الم تسال لماذا ؟ الاخيرة فى صورة سؤال : هل فهمت ومارست اركان البيعة ؟ واترك لك المجال بعد قراءة متانية للرد فلعل فى ذلك خير.

    ردحذف
  22. الأخ "غير معروف" الذي نقل اقتباسات من الشيخ الغزالي.. أشكر لك تنبيهي إليها، وجزاك الله خيرا كثيرا..

    الأخ أشرف:

    يكفي أن أقول لك: إنه لا يوجد شيء في السيرة اسمه "دار الأرقم" فكل ما ورد فيها اصح حالاته أنه ضعيف جدا..

    فتعلم العلم قبل أن تعلمه لغيرك.. من فضلك

    ردحذف
    الردود
    1. يا صاحب العلم م محمد الهامى اشرح لى فضيلتكم ما المخرج لامتنا من اجل تحقيق الغاية من الخليقة

      حذف
    2. قل : تعالوا ... اناشدك بالله يا علامة زمانه ابذل لدينك ولامتك ما هو لازم وضرورى واعد للسؤال جوابا وابحث عن صحة الحديث ... ( اول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة .. )

      حذف
  23. غير معرف1:03 ص

    الأخ اللي بيقول ان دخول الاخوان انتخابات 2010 كان سبب للثورة
    هسألك سؤال؟
    لو الاخوان كانوا خدوا مقاعد في انتخابات2010,كانوا هيرضو ولا لاء؟

    ردحذف
  24. غير معرف3:41 م

    حضرتك محسسني إن شباب الإخوان دول شوية عيال بريالة المسؤول عبقري زمانه بيقدر يضحك عليهم وهم يا عيني في منتهى السذاجة بيقولوا أمين

    حضرتك شباب الإخوان متفوقين جدا وأوائل دفعاتهم ومثقفين جدا جدا ومش بالغباء اللي حضرتك بتحاول تصوره ده

    ردحذف
  25. كنت أود أن يُعرًف أحد الشورى الإسلامية قبل أن ينتقد ممارسيها
    أن يلتمس الناس للإخوان أنهم يعملون تحت الأرض وأن مجرد علم الأمن بالإنتخابات الإخوانية يعنى غياهبب السجون
    أن الاخوان (المغيبين ) يرضون بان يقودهم إخوانهم فيجتهدون فيصيبون ويخطأون وان استشاروهم اشاروا عليهم وإن لم يستشيروهم فقد اوكلوهم بالعمل والله حسيبهم - وان من لا يرضى بهذا المنطق لا تعتقله الجماعة في سجونها السرية بل من حقه أن ينضم إلى غيرها من التنظيمات او يعمل وحده أو ينشأ جماعة أعظم منها ويمارس فيها الشورى الحقة التي يعتقدها
    أما الشورى (من وجهة نظري وأتمنى أن يراجعني أحدكم لتعم الفائدة)
    قيمة اسلامية مدح الله بها المؤمنيين وامر بها قائدهم
    لم يفصل لنا واقع المسلمين أطر للشورى (شأنها شأن النظم السياسة واختيار الحاكم)
    هل الرسول يستشير في كل شيئ كل أحد
    من الذي يحدد للقائد أن يستشر في هذا أو ذاك
    لا مانع أن تتفق المؤسسة على شكل معين لاتخاذ القرار يلتزم يه الناس فالمسلمون على شروطهم

    ردحذف
  26. لمزيد من المعلومات عن الاخوان المسلمين يمكنك الدخول إلى العنوان التالى :
    صفحة الاخوان
    http://3rb4all.blogspot.com/p/blog-page_17.html

    ردحذف
  27. غير معرف7:25 ص

    ممكن رابط كتاب من معالم الحق فى كفاحنا الاسلامى الحديث اللى فيه الكلام ده

    ردحذف