السبت، أبريل 30، 2011

كاميليا شحاتة.. امرأة هزت عرش البابا!!

ليس من العجيب أن يكون أكثر المتضررين من سقوط نظام مبارك هم الذين كانوا مستفيدين من انهيار دولة القانون لحساب شبكة العلاقات والمصالح والتوازنات.. إلا أن المؤسف أن تضم هذه الفئة بطريرك الأقباط في مصر الأنبا شنودة.

من المؤسف كذلك أن "دولة الإعلام" التي نشأت في ظل نظام مبارك وبرعايته ما تزال قائمة بل وفاعلة وتمارس نفس التضليل والتحريض والافتراء، وهو دورٌ متجرد من المنطق فوق تجرده من الأخلاق، حتى إن المرء ليستدعي قول الشاعر:

وليس يَصِحُّ في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

ثمة سيدة اسمها "كاميليا شحاتة" تحتجزها الكنيسة بغير وجه حق، ولا يُدرى عنها شيء، وثمة دلائل لا تقبل الشك على أنها أسلمت، والمطلوب من الأغلبية المسلمة أن تخرج هذه السيدة لتعلن في أجواء خالية من الضغوط حقيقة دينها فيرتاح الجميع.. إلا أن الكنيسة تصر على موقفها كما تصر على صمتها.

هذا الموقف مستفز، وهو –للطرافة- مستفز للأغلبية الكاسحة، وفي دول القانون لا يمكن لأزمة مثل هذه أن تحدث لأن القانون فوق الجميع، وأما في دول اللاقانون فإن الأقليات لا تجرؤ على استفزاز الأغلبية بهذا الشكل لأن الخلافات هناك تُحل بالمجازر والدماء.. يجب أن نسجل أن المسلمين في مصر يقدمون نموذجا فائقا لضبط النفس والحرص على الوطن.

لست أناقش هنا دور النظام البائد وأجهزته الأمنية الحقيرة في هذه الأزمة، فنحن –بإذن الله- سنرى عذابهم يوم القيامة، إنما نناقش دور الإعلام الذي يتجاوز كل هذه الأزمة ليركز على مشاهد في المظاهرات المطالبة بالإفراج عن كاميليا شحاتة، فيلتقط تصريحا هنا ولقطة هناك ولفتة هنالك، ثم يُسَوِّق المشهد على أن المسلمين (يسميهم السلفيين لمزيد من المراوغات والتشوية) يهددون ويتوعدون ويحذرون وينذرون وهم على وشك أن يفجروا فتنة طائفية وحربا أهلية!!

لا أحد يريد أن يسأل الأسئلة الحقيقية التي تحل الأزمة: ما سلطة الكنيسة في احتجاز الناس؟ لماذا يصر البطريرك على استمرار الأزمة وشحن المزيد من الغضب والاحتقانات؟

إذا كان "السلفيون" يُهاجَمون لأن الموضوع تافه ولا ينبغي إشعال الوطن من أجل امرأة واحدة، فلماذا لا يوجه هذا السؤال إلى الكنيسة؟ خصوصا وأن البطريرك يوصف بالحكمة والوطنية والعقل والحلم في مقابل السلفيين الذين يوصفون بالتوحش والشراسة والانغلاق وهم لا يتورعون عن قطع الآذان وشرب الدماء في روايات أخرى؟

فليتحل البابا بشيء من "الحكمة والحلم والعقل والوطنية" وليفوت على هؤلاء "المتوحشين" إشعال الوطن من أجل امرأة واحدة!!

هناك 12 تعليقًا:

  1. أخيرا وصلت لمدونتك ياراجل ياطيب
    ظلت كلمتك أن خيرت الشاطر لن يكمل سنوات السجن السبعة ويقينك من هذا يرن في عقلي وفي قلبي وأقول كيف كيف حتى أتت الثورة فتذكرتك وحاولت أدخل على مدونتك من المفضله عندي فلم أعرف حتى عرفت مدونتك من هذه المقال الرائع المنشور على شبكة رصد
    ذادك الله نورا وفهما ووعيا

    ردحذف
  2. أخي المؤرخ

    ليست امرأة واحدة. بل هن عدد من النساء، أولهن السيدة وفاء قسطنطين. وربما آخرهن (حتى الآن) السيدة كاميليا.

    أخشى أن يظل التركيز الإعلامي على واحدة، فتسقط الأخريات من ذاكرة الناس.

    أما أعجب العجب، أن المنادين بالدولة المدنية، والحريات، هم نفسهم أشد الناقمين على المسلمين في مطالبتهم بإطلاق المسلمات السجينات بغير وجه حق من شرع أو قانون أو أخلاق.

    تحياتي

    ردحذف
  3. مسلم: مرحبا بك.. أنرت المدونة من جديد :)

    --------

    أخي الكبير حسن:

    أعرف ما تقول، وأخشى مما تخشى منه، ولكن كاميليا هي "رمز" القضية و"عنوان" الأزمة.. دون أن نسيان أو انتقاص من الأخريات..

    جزاك الله خيرا على التذكرة، وبارك فيك

    ردحذف
  4. ماأسوءان تحيا فى مجتمع عنده ازدواجيه يريد ان يحيا فى دولة قانون لاتميز بين افراده فالخطأ خطأ أيا كان مرتكبه لاأحد فوق القانون حتى رئيس الجمهوريه لكننا نرى ان هناك من يدافع بإستماته على جهه اغتصبت حق الدوله فى احتجاز الافراد بغير وجهه حق ونفس الافراد حاربوا كثيرا لتقنين التظاهر وإذا قام به غيرهم او من هو ليس على هواهم جرموه اقول لهم مالكم كيف تحكمون؟!

    ردحذف
  5. طب فضلا لا أمرا لو تعطيني رابط هذا المقال الذي علقت فيه على الحكم بسبعة سنوات على المهندس خيرت

    ردحذف
  6. إمبابي: صدقت

    مسلم: المدونة تعرضت لمشكلة تقنية كما تعرف.. سأحاول أن أدرج المقال هنا من جديد وآتيك برابطه بعد الإدراج.

    ردحذف
  7. http://melhamy.blogspot.com/2008/04/blog-post.html

    ردحذف
  8. يا أخ محمد, مقال رائع و لكن بنيت مقالك على اشاعة و هى ان الكنيسة محتجزة السيدة كاميليا. لا يمكن لك أن تعلم ان كانت السيدة كاميليا فى دير أو كنيسة .. و ان كانت, فهل هى محتجزة غصباَ عنها أم هى مختفية خوفاً على حياتها؟

    الأمر الثانى .. لماذا هذا الاهتمام الذى ليس له مثيل بهذه القضية من قبل الشعب المصرى بأكمله؟ المئات من المسيحيين يتحولوا للاسلام و من المسلمين للمسيسحية كل سنة. هذه حرية شخصية و لا يجب أن نشغل أنفسنا بها. مصر فى مرحلة حرجة و الانشغال بهذه القضايا الفارغة لن يأتى ببلدنا الى الأمام!

    ردحذف
  9. يا أخ مومياء.. لو أنك تعتقد أنها إشاعة فلابد أنك غير متابع للموضوع..

    وكما قلت لك: اعتبرونا متوحشين دمويين منغلقين مابنفهمش.. خليكم انتم عاقلين، وطالما هي مسيحية يبقى الموقف الكنسي المستفز ده لازمته إيه؟

    ردحذف
  10. الأخ مومياء

    هي حرية شخصية، ونريدها أن تظل حرية شخصية. ولا نريد أن نسمح لجهة أيا كانت بالحجر على هذه الحرية الشخصية.
    نحن لم نطالب بإجبارها على دين. وإنما طالبنا بحقها في ممارسة الحرية الشخصية واختيار الدين الذي تريد، وأن تعلن ذلك على الملأ.

    وقديماً تهاون الناس عندما ضرب شرطي مواطناً، فدفعنا الثمن آلاف القتلى، وأمة أهينت عقوداً طويلة.

    التهاون في حق فرد، هو تهاون في حق أمة.
    وكما قال أخي محمد، إنها رمز للقضية، والكلام على كاميليا ووفاء وماري، وأي أخت تدخل الإسلام، أو تود أن تدخل الإسلام.

    تحياتي

    ردحذف
  11. مقال رائع كلام بسيطة ألفاظه قليل طوله قوي معناه... سلمت يداك أستاذ محمد
    جزاك الله خيراً عليه

    ردحذف
  12. لا فض فوك ...مع التحيات سلفى ازهرى

    ردحذف