كعادة
أنصاف وأرباع المثقفين الذين قرؤا بعض كتاب وبعض كتب بلا عمق ولا تتبع ولا دراسة، أكثر
مولانا علاء الدين بن الأسواني من الإفتاء في الشريعة والفقه والتاريخ الإسلامي، رغم
أنه لم يبرز إلا في الأدب -لو تجاوزنا خلاف الأدباء والنقاد على جودة ما كتب نصا ومعنى
وأغراضا- وحيث أن مولانا شهير بما فتحت له الصفحات والشاشات فإنه ما زال يفتي ويظن
نفسه يعلم وهو لا يعلم! ويبدع وهو لا يبدع!
كثير
من مقالات الكرام الذين ردوا على علاء الأسواني يجمعها عنوان "اقرأ قبل أن تتكلم"..
وأنا هنا أحيل إلى مجموعة مقالات للكرام: د. محمد علي يوسف، وم. خالد خطاب، والأستاذة
نور عبد الرحمن!
لكن
الأسواني -الذي يقرأ جيدا- ما زال ينصحنا بأن نقرا قبل أن نتكلم، فكتب على تويتر:
"الى
شباب الاخوان هل تعتبرون طارق البشري علمانيا فاسقا .اقرءوا كتابه عن الحركة السياسية
لتعرفوا تاريخ قياداتكم الذين تواطئوا ضد الشعب المصري.
الحركة
السياسية في مصر تأليف طارق البشري يكشف تواطوء قيادات الأخوان مع اسماعيل صدقي والملك
فاروق ضد الحركة الوطنية . اقرءوا قبل ان تشتمونا
واضح
ان شباب الاخوان رغم ذكائهم مغسولة دماغهم تماماً . أدعوكم الى قراءة كتاب البشري الاسلامي
لتعرفوا انتهازية قادتكم.اقرءوا الكتاب لتفهموا
ياشباب
الاخوان أدعوكم لقراءة كتاب الحركة السياسية في مصر لطارق البشري حتى تعرفوا انتهازية
قادتكم وتواطئهم ضد الشعب .هل القراءة صعبة عليكم" (انتهى كلام الأسواني)
ترى
ما شعور المقتنع بكلام الأسواني، وما شعور الأسواني نفسه إذا نقلنا له من كلام طارق
البشري نفسه أنه تراجع عن تقييمه للإخوان المسلمين، وسجل هذا في مقدمة طبعة الكتاب
الثانية وقال فيها الآتي (وهذه مقتطفات):
"دار
فكري دورة كبيرة، والأمر فيه يتضمن تعديل موقف لا تكفي فيه الإشارة العابرة...
يقع
التزامي وتقوم مسؤوليتي في إعادة الطرح بما أحسبه الآن تصويبا لدور الإخوان ووظيفتهم
في مجتمعنا...
أطرح
من جديد على بصيرة القارئ وذكائه ما جدَّ لي في هذا الشأن، بالنسبة لتيار سياسي في
مصر ضَرِب عددا من المرات ضرب غرائب الإبل، من الرجعيين والتقدميين على السواء، ولعل
هذين الفريقين لم يتفقا على شئ قط إلا على ضرب هذا التيار، وقد لا يكون فاروق وعبد
الناصر تشابها في مسلك أبدا إلا في نوع تعاملهما مع الإخوان وتصفيتهم...
استطعت
بقدر ما واتاني البصر أن أنظر في كل من التيارات الأخرى من داخله، أتفهم بعضا من همومه
وشواغله وبواعث حركته وطرائق استجاباته، ولكني لم أفعل ولا واتاني البصر بشيء من ذلك
مع الإخوان، كنت خارجيا عنهم، ولم يُتِح لي فكري سبيل الولوج من بابهم لأدخل دارهم
وأتطلع إلى شواغلهم، استخدمت مع غيرهم الموازين والمكاييل والتحاليل، وقِسْتهم هم بالمتر
أو بالشبر والفتر...
النظر
الخارجي للإخوان هو ما عاقني عن التنقيب عن الدلالة الوطنية لشعبيتهم، وقد لزمني سنوات
بعد إخراج هذا الكتاب لكي أعيد مع نفسي النظر في هذه النقطة، وأن أراجع الخريطة السياسية
والتاريخية كلها، في ضوء ما أسفرت عنه إعادة النظر تلك"
ثم مضى
البشري يقول كلامه الذي أحسب أن الأسواني يحتاج إلى قراءته!
لكن
دعك من مشكلة القراءة التي قد لا يجد الأسواني وقتا لها من كثرة جوائزه التي يتسلمها
(لقد كتب هذه التغريدات وهو في ألمانيا لتسلم جائزة حرية التعبير).. دعك من هذا، ولنسأل
بالعقل: أليس المستشار البشري نفسه حيا يرزق؟! ألا يلاحظ أي متابع للساحة السياسية
أنه أقرب إلى الإخوان والفكر الإسلامي؟!.. فإذا كان موقفه منهم موقف العداء والخصومة
(كما في طبعة كتابه الأولى) ألم يبرز في عقل الأسواني سؤال يحاول به حل هذا الإشكال
الواضح بين ما كتبه عنهم وحاله منهم؟
لكن
الهوى يعمي ويصم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق