محمد إلهامي
يكتب هذا المقال بينما يتابع الناس
المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحيْن للرئاسة الأمريكية: جو بايدن ودونالد
ترمب، فقد توجهت الأنظار وتعلقت القلوب بالشاشات، ثم اندلعت واشتعلت بعد ذلك
التحليلات، وصار كل قوم ينظرون ويبحثون أي الرئيسيْن أنفع لهم إذا فاز! وليس هذا
بمستغرب، فإنها انتخابات: الخلافة الأمريكية العالمية!
إن هذا الخليفة الجديد، الذي سيسكن دار
الخلافة الصليبية (البيت الأبيض)، يملك أن يفعل الكثير في سائر أنحاء العالم،
ولولا ذلك ما رفع به أحدٌ رأسا، مثلما لا ينتبه أحدٌ لانتخابات أخرى تجري في شرق
الأرض أو في غربها!
حتى نحن، نحن المسلمين المستضعفين
المذبوحين في كل مكان، نتجادل ونتناقش حول أيهما أنفع لنا، أو بالأحرى: أيهما أقل
ضررا لنا، فكلاهما يتفقان على ذبحنا واستباحتنا ويتنافسون فيما بينهم على السبيل
الأمثل لانتهاكنا واستنزافنا ونهب أموالنا ومواردنا وسلب ديننا ودنيانا!
لماذا وكيف يحدث هذا؟ ولماذا صرنا
وصاروا إلى ما نحن فيه وما هم فيه؟!
قبل أن نأخذ في الإجابة عن هذا.. دعنا
نتذكر أمورًا حصلت عندنا نحن، في أرضنا وديارنا، ولكن غفلت عنها القلوب وزاغت عنها
الأبصار!
ثم نسأل: لماذا اتجهت أنظارنا وأنظار
الناس إلى ما خلف المحيط البعيد؟ ثم غفلت عما هو في الجوار القريب؟!
فإذا عرفنا لماذا؟ وما هو السبيل؟
فسنستغرب أن الحل كان أقرب إلى أيدينا مما تصورنا!
(1)
من أخطر ما وقع في هذا الشهر الماضي
وأقبحه وأبشعه، ما حصل في يوم (5 يونيو 2024م) حيث اقتحمت طوائف من اليهود
الصهاينة المسجدَ الأقصى يحتفلون بذكرى الاستيلاء عليه، ومن بين ما اقترفوه من
الجرائم: هذا السباب وهذه الشتائم التي سالت بها أفواههم القبيحة تجاه نبينا
الأعظم المكرم ﷺ.
وأقبحُ منه أن الأمر مرَّ مرور الكرام،
فلم يثر هذا حمية أحدٍ ولا حفيظته، لا من الحكام والمسؤولين والأنظمة، ولا من
المؤسسات الدينية الرسمية، ولا حتى من وسائل الإعلام الكبيرة في العالم الإسلامي،
فصار الأمر خبرًا عاديا، كأنما لم يُمَسَّ إمام المسلمين وزعيمهم وقدوتهم ومصدر
شرفهم ﷺ؟!
ويجري هذا كله في ظل حرب غزة التي
يشنها نفس أولئك اليهود الصهاينة على المسلمين، تلك المذبحة الكبرى التي كشفت أن
الأنظمة القائمة في العالم العربي والإسلامي أحسنها ضعيف عاجز، والعديد منها بين
كافر وزنديق وخائن.. فلقد امتدت أيادي هذه الأنظمة لدعم الصهاينة وفتح طرق برية
وبحرية في بلادهم –لم تكن مفتوحة من قبل- لإيصال البضائع والمنتجات إليهم!
وذلك في ذات الوقت الذي انقبضت فيه
أيديهم عن المسلمين المقتولين المذبوحين في غزة، فقد اتفقوا على حصارهم، وشدد
النظام المصري إغلاق المعبر الوحيد الذي يمكن أن ينقذهم من المذبحة، بل زاد في
عاره وفضيحته بأن صار يأخذ من الهاربين والجرحى –بعد الإذن الإسرائيلي- أموالا
طائلة يستصفي بها بقية ما فقده الهاربون من المحرقة! ثم اتفق مع الإسرائيليين فسمح
لهم باحتلال الجهة الأخرى من معبر رفح راضيا أن تخرق اتفاقية السلام طالما كان هذا
لصالح الصهاينة، وقد كان قبل ذلك يقتل الفلسطيني إذا جاوز الحدود دفاعا عن صنم
"الأمن القومي المصري"! فأما إذا كان الإسرائيلي هو آكل الصنم فلا بأس!
فمن لم يكن له معبرٌ مع غزة، فقد بحث
لنفسه عن دورٍ يخدم به الصهاينة، فقبل أيام من كتابة هذا المقال كشف أن النظام
المغربي، وهو البعيد جدا عن غزة وإسرائيل، قام بتزويد السفن التي تحمل الأسلحة
للصهاينة بالوقود اللازم لها، من بعد ما رفضت إسبانيا أن تفعل ذلك، وبعدها بيوم
واحد كُشِف عن طائرات مغربية تسير في رحلات لتهبط في المطارات العسكرية
الإسرائيلية!.. وذلك نوعٌ من الإخلاص والمبادرة لا تفسير له إلا الخيانة وعداوة
الله والولاء لليهود والصليبيين!
وجميع أولئك مثلما اتفقوا على دعم
الصهاينة وحرب المسلمين، فقد اتفقوا أيضا على كبت الناس في بلادهم، فكلٌ منهم حاصر
شعبه ألا يتكلم أو ينطق أو يتظاهر نصرة لإخوانه في غزة!
وقد بلغت الغرائب والعجائب والمدهشات
حدَّها الأقصى حين ترى الصهاينة، ينشرون بأنفسهم صورا لهم وهم يدوسون راية الإسلام
"لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولا يهتز لذلك نظام يزعم لنفسه
الإسلام، ولا يهتز لذلك منافقوه ومحاموه، فكأنما هؤلاء يخدمون الصهاينة إيمانا
واحتسابا، فإن أدنى المصلحة ألا يتعمد الصهاينة إحراج حلفائهم وعملائهم!! بل قد
رأيت من منافقي هذه الأنظمة من يقول: إنهم لا يدوسون علم السعودية بل هذا علم
حماس!!!!
فتأمل في هذا الوضيع الوقح الزنديق،
كيف فرغ قلبه من الحمية لله ورسوله ودينه، وامتلأ بالحمية لحاكمه، فهو ينتفض لينفي
أن هذه الإهانة تعلقت بـ "الدولة السعودية"! ولا يهمه بعد ذلك أن
الإهانة لحقت باسم الله ورسوله وراية الإسلام!!
ترى.. هل بقيت غرائب وعجائب ومدهشات
وإهانات وخزي وذل وعار أكثر من هذا الذي نحن فيه؟!!
(2)
لئن كان المشهد في غزة مروعا وهائلا،
ففي السودان مشهد لا يقل عنه بل لعله يزيد في الروع والأهوال، ولئن كان أهل غزة قد
ابْتُلوا في جيرانهم من الأنظمة العربية التي تعاديهم كالصهاينة بل أشد عداوة فإن
أهل السودان قد ابتلوا بنفس هؤلاء الجيران ثم ابتلوا فوق ذلك بقيادات ضعيفة عاجزة،
بل وبعضها خائن، لا تستطيع أن تصد العدو ولا أن تترك غيرها ليصده!!
ولئن كانت غزة قد انتزعت حريتها من يد
الصهاينة، ثم من يد خونة فتح والسلطة الفلسطينية، فامتلكت قرارها وحفرت في الصخر
حتى صارت تواجه أعتى قوة عسكرية في المنطقة، فإن الناس في السودان امتلكوا البلد
لثلاثين عاما ثم هم الآن يبذلونها ويفرطون فيها تفريطا هو واحدٌ من أغرب مشاهد
التاريخ!! فما يُعرف في التاريخ قومٌ حكموا بلدا لثلاثة عقود ثم أزيحوا منها بهذه
البساطة والسهولة! ثم رضوا أن يدخلوا السجون وأن تنهب أموالهم وتنهار البلد منهم
وهم ينتظرون انتخابات نزيهة!! يعتقدون أنها ستأتي يوما ما، ويعتقدون أنهم سيُتركون
ليفوزوا بها مرة أخرى!!
وبينما هم ينتظرون إذ دبر حميدتي
انقلابا كاد ينجح تماما لتبدأ عملية تصفية وإبادة كاسحة للإسلاميين في السودان،
ولما شاء الله وقدَّر وتفضل وأنعم أن هذا الانقلاب لم ينجح ولم يتم كما كان مقدرا
له، انحاز أولئك خلف واحد لا يخرج عن حالين: الضعف والعجز أو الخيانة والعمالة،
وهو عبد الفتاح البرهان، وهذا رجل إن كان حسن النية لم يكن البقاء خلفه إلا مسيرا
نحو النهاية، فكيف إن كان يضمر الشر والسوء؟!
وهذه النتيجة التي نحياها الآن: انفراط
عقد السودان وتمزقه على الحقيقة، وما نزل بأهله الطيبين من المذابح والجوع
والتشريد والاعتداء على الأعراض وإهانة وجوه القبائل وأشياخها. ولا يزال قومنا
يحسنون الظن أن يكون البرهان هو الحل، وهو ضلع ضليع وأصل أصيل في هذه الأزمة!
إن هذا البلد العظيم الثري بالموارد
يتعرض لواحدة من أشد الأزمات وأصعبها في تاريخه كله، وأكثر المسلمين لا يشعر بما
يحصل، وأكثر من يعرفون لم يفهموا ماذا يحصل فيه ولا كيف ينبغي أن يكون السبيل!
(3)
فإذا مددنا أبصارنا إلى المسلمين على
أطراف عالمنا الإسلامي فسنتفاجأ بمصيبتيْن قريبتيْن في بلديْن حبيبيْن آخريْن:
طاجيكستان وأراكان..
إن الشيوعية التي انتهت من العالم كله
لم تزل باقية في جمهوريات آسيا الوسطى، أو ما يسمى جمهوريات الاتحاد السوفيتي
السابق، وهي البلاد التي يعرفها المسلمون عبر تاريخهم باسم: بلاد ما وراء النهر!
وهذا الطغيان الذي يعم عالمنا العربي
له نظير وقرين في هذه البلاد المسلمة، إذ ما يزال حكامها من بقية زمن الشيوعية،
فعداوة الدين عندهم دين! ومطاردة الإسلام لديهم عقيدة! وإن قراءة تاريخ الإسلام في
هذه المناطق، وكيف أنهم بقوا حتى الآن مسلمين لهو واحدة من معجزات هذا الدين ومن
عجائب تاريخ المؤمنين!
وطاجيكستان على وجه التحديد هي أكثر
تلك البلاد في نزعة التدين وفي كثرة العلماء وطلبة العلم منها، وإذا أردنا تقريب
الصورة لقلنا: هي بالنسبة إلى غيرها من هذه البلاد كمصر والسعودية في العالم
العربي. غير أن الطاغية الذي يحكمها –وهو لا يختلف كثيرا عن طغاة مصر والسعودية-
يعمل على إنهاء الدين من بلاده، يزعم أنه: ثقافة أجنبية جاءت إلى الطاجيك من العرب
ومن الأتراك، وقد وضع لنفسه مهمة أن يطارد كل ثقافة أجنبية!!
لو كان هذا الطاغية صادقا في
"الوطنية" وفي الانتماء إلى "الثقافة المحلية" لكان حاله غير
هذا الحال، غير أنك تراه يلبس الثياب الغربية، وحكمه مترع بالنظم الغربية، وهو يضع
ولاءه السياسي إلى جوار بوتين، ولا يرى في ذلك كله أنها ثقافة أجنبية جاءته من
الروس أو من الروم!!
ولا يمكن إيجاز ما يحدث هناك في سطور،
فالأمر عنيف رعيب، وأشد منه أن الذين هربوا بدينهم منه لا يستطيعون الكلام ولا
يجدون لأنفسهم ملجأ يتمكنون معه أن يشرحوا ويفصحوا عن عملية ذبح الإسلام التي تجري
على قدم وساق في طاجيكستان، والتي كانت آخر فصولها: منع الحجاب ومطاردة المحجبات،
ومنع الأطفال من الاحتفال بأعياد المسلمين! وقد تفضل علينا الشيخ أحمد محيي الدين
الطاجيكي بكتابة مقال في هذا العدد من المجلة يشرح فيه هذا الفصل الأخير من الحرب
على الإسلام.
فإذا ذهبنا إلى الشرق والجنوب، فإن ثمة
قضية تحدث الآن من مذابح المسلمين لا تكاد تُعرف ولا يُسمع بها أصلا.. وهي قضية
المسلمين الروهينجا في إقليم أراكان، وهم المسلمون في بورما أو ميانمار. فهؤلاء
المسلمين المساكين ربما كانوا يعيشون الآن آخر فصول حياتهم وتاريخهم في بلادهم، من
بعد ما اشتعلت حربٌ تجري على أرضهم بين أقلية بوذية لها جيشٌ متمرد وبين الجيش
البورمي النظامي! وقد نتج عن هذه الحرب في بعض التقديرات مائة ألف مسلم مُهَجَّر وبلغت
التقديرات في بعضها مائتي ألف مسلم، وهذا فضلا عن الأمواج السابقة من الهجرة في
الأعوام الماضية والتي ترتب عليها غرق الكثيرين وموت الكثيرين بفعل الأمراض
والظروف الصعبة في ملجئهم: بنجلاديش!
وقد زاد الحالَ سوءًا أن الثلة
المتعلمة والنشطة من شباب الروهينجا، والذين كانوا يحركون القضية قد اعتقلهم ابن
سلمان في السعودية، بلا ذنب ولا تهمة ولا تحقيق، وحُكِم عليهم بالسجن بين عشر
سنوات وعشرين سنة! مع التضييق عليهم في منح الإقامة مع أن بعضهم يقيم في هذه
البلاد منذ زمن بعيد، ولعل الأكثرين لا يعرفون أن الشيخ القارئ محمد أيوب إنما هو
من الروهينجا المسلمين.
وأيضا سيجد القارئ في هذا العدد من
المجلة مقالا تفضل به علينا الشيخ عبد الله الأركاني، يحاول أن يوجز فيها هذه
القضية المأساوية.
(4)
قد بلغ الأمر غايته ومداه وأقصاه.. وإن
أي مسلم ينطوي قلبه على حب الله ورسوله مطالب بالتفكير وبالعمل للتخلص من هذا الذل
وهذا العار؛ كلٌّ على قدر ما يطيق وعلى قدر ما يستطيع..
ونحن الآن نعيش في ظلال ذكرى الهجرة..
ذكرى إقامة الدولة الإسلامية.. أخطر لحظة في تاريخ الإسلام.. لحظة مولد الأمة
الإسلامية وتأسيس الدولة الإسلامية!
إن كل مصائبنا ونكباتنا ومذابحنا إنما
هي فرع عن النكبة العظمى: نكبة سقوط الخلافة الإسلامية، وانهيار الدولة
الإسلامية.. لقد صرنا بعد ذلك أيتاما على موائد اللئام، كل قومٍ في هذه الأرض
انفردوا بقسم من المسلمين يسمونهم سوء العذاب، يذبحون أبنائهم، ويغتصبون نساءهم،
وينهبون أموالهم، ويستعبدونهم في بلادهم!!
إن معضلات المسلمين كثيرة ومتنوعة
ومتشابكة ومتعددة، ولكن حلها الجذري واضح للغاية: إقامة الدولة الإسلامية الجامعة،
واستعادة الخلافة الإسلامية.. هذا هو ما فعله النبي ﷺ عندما هاجر من مكة إلى
المدينة، وعلى بقاء هذه الدولة قاتل أبو بكر، وعلى توسيعها قاتل عمر وعثمان، وعلى
وحدتها قاتل علي. وما زال خلفاء المسلمين الصالحين يعملون منذ معاوية وحتى عبد
الحميد الثاني على تمكينها ورسوخها والمحافظة عليها، كل بما قدر وما استطاع!
لقد اتجهت أنظار الناس إلى المناظرة
الرئاسية لا لشيء إلا لأن الأمريكان أصحاب دولة قوية، وعلى حسب قوة الدولة ونفوذها
يتعلق الناس بما يحصل فيها من تغيرات!
بينما غفلت أنظار الناس عن الروهينجا
وعن الطاجيك وعن السودان لأنهم أشلاء أمة ممزقة ومبعثرة! ولولا ذلك لم تزغ عنهم
الأبصار!
ونحن في هذه الأيام لم نغادر ذكرى
الحج، ولا انفلتنا من آثار هذه العبادة العظيمة، ثم ها نحن نقبل على ذكرى الهجرة
الشريفة لنعب من دروسها العميقة.. إن انهارت دولة المسلمين فالحج يذكرهم بأنهم أمة
واحدة، رب واحد ورسول واحد ودين واحد وعبادة واحدة. والناس حين يزورون مكة
والمدينة يطالعون بأعينهم آثار نبيهم وجهاده في سبيل الدعوة والدولة، فيستحضرون في
مكة أيام جهاده للدعوة والبحث عن أرض للدولة، ويستحضرون في المدينة جهاده للدعوة
ذات الدولة، فلقد كانت المدينة المنورة عاصمة الإسلام ومقر الحكم والجماعة
والنظام!
ما من أيام نحن أسوأ حالا فيها من هذه
الأيام، وإن ذكرى الهجرة لا يشعر بمعناها كما ينبغي أن يشعر بها المسلم في هذه
الأزمان، أزمان سقوط الدولة وانفراط عقد المسلمين!
إنها مهمة ضخمة أمام العلماء والدعاة
وكل المسلمين، أن يحرصوا في كل مناسبة وفي كل محفل وفي كل ذكرى أن يبحثوا وأن
يستخلصوا، ثم أن يعملوا ويحثوا ويحفزوا:
1. كيف تستفيد الأمة من عبادة الحج في
تقوية أواصرها وتمتين علاقاتها وكسر الحدود التي صنعت بينها ومحاولات النصرة
لأطرافها المذبوحة والمضطهدة.. لا سيما إن كان الاضطهاد في الدين.
2. كيف تستفيد الأمة من عبادة الحج،
حيث المشاهد الشريفة وآثار النبي الأعظم -صلى الله عليه وسلم- في الارتباط بالنبي
وسنته وسيرته، ومزيد من التعلق به، وما يثمره هذا من الانفعال والغضب تجاه من يسبه
ويؤذيه، وهو الغضب الذي لا بد أن يترجم إلى عمل في نصرته والتنكيل من يتناول جنابه
الشريف.
3. كيف تستفيد الأمة من حدث الهجرة
الذي يؤسس لقيام الدولة الإسلامية.. ومدى ضرورة قيام الدولة الإسلامية وأثره
الفارق في حياة المسلمين، وكيف أن المسلمين اليوم هم في أمس الحاجة إلى وجود دولة
إسلامية حقيقية قوية.. بل هم لا يحتاجون أي شيء على الإطلاق قدر حاجتهم إلى وجود
هذه الدولة وقيامها.. كيف نستفيد من حدث الهجرة في التركيز على هذا الأمر.
4. كيف قامت الدولة الإسلامية بعد
بيعتين مع الأنصار، سبقتهما رحلات بحث وعرض ومفاوضة مع قبائل العرب.. ثم قامت هذه
الدولة بعد ذلك على سيوف المسلمين وسواعدهم مثلما قامت أيضا على معاهدات
واتفاقيات.. وهذا كله يلفت الأنظار إلى أن جهاد النفس والسلاح هو صنو جهاد السياسة
والتفاوض والاتفاق.. ترى ماذا ينبغي أن يقول أهل العلم وأهل الفكر والقلم لإخوانهم
المجاهدين في غزة وفي غيرها في هذا الباب؟!
5. التذكير الدائم المستمر بشدة عداوة
اليهود للنبي ﷺ.. ثم الحث والتحريض الدائم المستمر للمسلمين على العمل الفعال
المستمر الدائب الدائم الصبور في تعقب الذين يسيئون للنبي ﷺ والتنكيل بهم
ومعاقبتهم على قدر الوسع والطاقة وبأقصى ما يمكن عمله.
نشر في مجلة أنصار النبي ﷺ - يوليو 2024م