ما إن أصدر
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتواه الأخيرة حتى انبعثت أبواقٌ آثمة مجرمة تنهش
في الاتحاد وعلمائه وترميهم بأنواع الزور والبهتان، وبعض هذه الأبواق لبث الثوب
الشرعي واستعمل في مضادة فتوى الاتحاد لسان أهل العلم وألفاظهم، فويلٌ لهم مما
كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون!
وما كانت فتوى
الاتحاد العالمي شيئا جديدا، بل لقد يُقال إن الفتوى تأخرت كثيرا، فلا تزال الحرب
مشتعلة في غزة منذ عام ونصف العام، بل هي جارية لا على أصول الشرع ومعهود قول
العلماء فحسب، بل هي امتداد طبيعي لفتاوى المؤسسات العلمية الرسمية ذاتها قبل
سنوات. وللتدليل على هذا فقد خصصنا قسم الراحلين من عدد المجلة هذا لفتاوى الأزهر
الشريف في ذات الشأن، وفيه ترى أن فتوى الاتحاد العالمي لا تخالف ألبتة فتاوى
علماء مشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، بل إن فتوى الاتحاد في بعض
وجوهها أقل لهجة وصرامة من فتاوى هؤلاء السابقين.
من رأى
انتفاضة أبواق السوء هذه، أو من يسميهم شيخنا القرضاوي رحمه الله "علماء
السلطة وعملاء الشرطة"، يحسب أن الاتحاد قد جاء بشيء جديد مستنكر، وما كانت
فتوى الاتحاد إلا أنها تعلن وجوب الجهاد على الدول الإسلامية في فلسطين، ووجوب
إمداد المجاهدين بالمال والسلاح اللازميْن لهم في معركتهم الإسلامية الخالصة، وفي
الامتناع عن التعاون مع الصهاينة وإمدادهم بالمال أو السلاح أو الطعام والشراب..
وذلك كما ترى أقل الواجب الذي على المسلمين لإخوانهم المذبوحين.
ولستُ في هذا
المقام بوارد التعليق على هذه الفتوى ونصرتها، وإنما أريد أن أبذل للقارئ شيئا من
باب التاريخ يزيد في وضوح الحالة التي نحن فيها، والتي توضح لماذا انتفضت أبواق السلاطين
فزعا لهذه الفتوى الطبيعية.. فأعرني سمعك وبصرك وعقلك وقلبك!
(1)
رسم لنا النبي
مراحل تاريخ الأمة في خمسة مراحل كبرى، كما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله ﷺ:
«تكون النبوة
فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على
منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها،
ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن
يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء
أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة»([1]).
والمُلك
العضوض، أي: يصيب الرعية فيه عسْفٌ وظُلْم، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا([2]).
وأما الملك الجبري، فهو القهر والعتو والجبر، من الجبروتية والعظموتية والعلُوّ،
إذ يغلب الظلمُ والفساد([3]).
وهذا الحديث،
كغيره من أحاديث الفتن، قد وقع الخلاف بين العلماء في تفسيره وإيقاعه على المراحل
التاريخية للأمة، ولكن يكاد أن يتفق العلماء المعاصرون على أن:
-
المُلك العضوض
هو الذي يمتد من بداية الدولة الأموية مع عهد معاوية رضي الله عنه، وحتى نهاية
الدولة العثمانية وسقوط الخلافة
-
الحُكم –أو
المُلك- الجبري هو الذي تعانيه الأمة بعد سقوط الخلافة، وحتى الآن.
ولهذا يستبشر
المعاصرون بأن المرحلة القادمة هي مرحلة الخلافة على منهاج النبوة.
ويُساعد على
صحة هذا الفهم، ما جاء في كثير من الروايات الأخرى، من أوصاف إضافية لفترة الملك
العضوض والحُكْم الجبري، والروايات وإن كانت لا تخلو من ضعف على جهة الرواية، إلا
أن انطباق وصفها على أوضاع هذه الأحقاب يحمل على تصديقها، فمن ذلك مثلا:
1. حديث أبي
عبيدة بن الجراح أنه ﷺ قال: «إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائنا
خلافة ورحمة، وكائنا ملكا عضوضا، وكائنا عنوة وجبرية وفسادا في الأرض، يستحلون
الفروج والخمور والحرير»([4]).
ففي هذا
الحديث المراحل الأربعة متطابقة مع حديث حذيفة، وزاد في التفصيل على ذلك أن مرحلة
المُلك العضوض خيرٌ من مرحلة الحكم الجبري الذي وصفه النبي بـ «العنوة والجبرية
والفساد في الأرض»، كما يزداد فيه الابتعاد عن الشريعة أو تركها، حتى يصير الزنا
والخمر والحرير حلالا، إما بالاستحلال: أي أن تكون مباحة ومُقَنَّنة (وهذا هو نبذ
الشريعة والانخلاع منها)، أو أن يكون الاستحلال كناية عن كثرة الممارسة (وهذا هو
الاستخفاف بالشريعة والاستهانة بأحكامها)، وهذا الوصف يدل في نفسه على أن مرحلة
الملك العضوض لم تكن على هذه الصفة، كما يدل على أن أسوأ المراحل التي يمر بها
تاريخ الأمة هو مرحلة الجبرية.
وهذا الأمر
سيزيد تفصيلا في الحديث التالي، وهو:
2.
حديث ابن عباس أنه ﷺ قال: «أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون
ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة، ثم يتكادمون([5])
عليه تكادم الحُمُر، فعليكم بالجهاد». وفي رواية: «ثم جبروتا صلعاء([6])
يتكادمون عليها تكادم الحمير». وفي رواية: «ثم جبروت صلعاء، ليس لأحد فيها
متعلق، تضرب فيها الرقاب، وتقطع فيها الأيدى والأرجل، وتؤخذ فيها الأموال»([7]).
ويُروى هذا
الحديث موقوفًا على عُمَر كما عند أبي نعيم والحاكم، ولكن وقفه أو رفعه لا يؤثر
هنا، فإن الحديث من علم الغيب الذي لا يرويه الصحابي إلا على جهة سماعه من النبي
ﷺ، فليس هو من باب الرأي.
وفي هذا
الحديث نرى أن مرحلة الملك العضوض وُصِفت بالرحمة، بينما وُصِفت مرحلة الملك
الجبري –أو: الحكم الجبري- بتشبيه فظيع، وهو الجبروت الواضح الظاهر الذي تُضرب فيه
الرقاب وتُقَطَّع فيه الأيدي والأرجل، وتؤخذ فيه الأموال؛ أي أنه عصر قتل وترويع
وإذلال.
3. حديث جابر
الصدفي عن أبيه عن جده أنه ﷺ قال: «سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن
بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي، يملأ الأرض
عدلاً كما ملئت جورًا»([8]).
وهذا الحديث
يسرد ذات الترتيب، مع تفصيل زائد في مرحلة الأمراء والملوك، فكأنه ﷺ يشير بها إلى
عصر الفتنة، حيث استقل بعض الأمراء بما تحت أيديهم، كما فعل معاوية بالشام ثم
بمصر، وكما فعل مروان بن الحكم بالشام أيام عبد الله بن الزبير، ثم اجتمع الأمر
مرة أخرى للملوك. ومن بعد الملوك الجبابرة، الذين هم أصحاب المُلك الجبري، ثم يأتي
بعدهم المهدي الذي يملأ الأرض عدلا، فتكون خلافته هي الخلافة الأخرى التي هي على
منهاج النبوة.
وهذه الأحاديث
الأربعة هي وصفٌ عجيب ودقيق لأحوال عصرنا، عصر الجبرية، والفارق بينه وبين عصر
الملك العضوض، الذي كان عصر رحمة وإن شابه فساد وانحراف عن الخلافة الراشدة!
وتتشابه هذه
الأحاديث مع أحاديث أخرى صحيحة، لكن لم يرد فيها وصف المُلْك العضوض أو الحكم
الجبري، من أهمها: حديث حذيفة بن اليمان، يقول:
«كان الناس
يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول
الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال:
قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم،
دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا.
قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم
جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك
الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»([9]).
فهنا يظهر
التناظر واضحا بين هذا الحديث، وبين حديث الخلافة والملك العضوض والجبرية:
- فالخير
الأول هو النبوة والخلافة الراشدة
- والشر الأول
هو عصر الفتنة بين الصحابة
- ثم يأتي
الملك العضوض وهو الخير الذي فيه دَخَن، حيث لم يلزم الملوك سنة النبي ﷺ
بحذافيرها، لكنهم ظلوا قائمين بالحق في أبواب أخرى، ولذا وُصِفوا بهذا الوصف «يهدون
بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»
- ثم يأتي
بعدهم الشر الكبير، وهو المُلك الجبري أو الحُكم الجبري حيث وُصِفوا في هذا الحديث
بأنهم «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»، وهم أيضا: «من جلدتنا
ويتكلمون بألسنتنا». وهذا الوصف الأخير لا يُعرف أنه تحقق في تاريخ المسلمين إلا
في هذا العصر منذ ضعف الخلافة العثمانية وسقوطها.
ومما يستفاد
من هذه الأحاديث:
1.
أن الملك
العضوض وقع فيه نقص وترك لبعض الدين، وشابته مظالم وانحرافات، ولكنه لا يزال في
الجملة مُلْكًا فيه دين ورحمة.
2.
أن مرحلة
المُلك الجبري أو الحكم الجبري هي التي يحصل فيها الخروج عن الدين والانخلاع منه،
فيكون عصر ترويع وإذلال واستحلال للمحرمات وفرقة شديدة، حتى إن زعماءَه هم دعاة
على أبواب جهنم.
وبالتأمل في
نصوص الشريعة ووقائع التاريخ نستنتج الفارق بين هذه المراحل على هذا النحو:
§
الخلافة
الراشدة تحقق فيها الرُكْنان الكبيران: تحكيم الشريعة، واختيار الأمة للأمير.
§
والملك العضوض
تحقق فيه ركنٌ وتخلف ركنٌ؛ فقد بقي حكم الشريعة، ولم تعد الأمر تختار أميرها.
§
وأما المُلك
الجبري فهو الذي انهدّ فيه الركنان؛ فلا بقي حكم الشريعة، ولا اختارت الأمة
أميرها.
وقد كان معظم
التاريخ الإسلامي واقعا في زمن الملك العضوض، وشهدت الأمة في تلك الحقبة مراحل من
قوتها وتفوقها السياسي والحضاري وازدهارها العلمي والأدبي. بينما جاءت مرحلة الحكم
الجبري بالذل والاستضعاف والتأخر في سائر وجوه الحياة([10]).
(2)
ومن وقائع التاريخ يسعنا أن نحدد بداية
التحول الكبير من مرحلة الملك العضوض إلى مرحلة الملك الجبري في اللحظة التي سيطر
فيها محمد علي باشا على الحُكْم في مصر، فتلك هي البذرة التي تمددت وتوسعت في ظل
الاحتلال الأجنبي ونفوذه حتى سادت على الأمة كلها عند لحظة سقوط الخلافة
العثمانية، ولا نزال فيها حتى الآن.
فنحن إذن نعيش مرحلة، قد وصف النبي ﷺ حكامها بهذا
الوصف الجامع، كما في حديث حذيفة في الصحيحيْن، "دعاة على أبواب جهنم"،
هذا مع أنهم "من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".
وأريدك أيها
القارئ الكريم أن تتوقف معي طويلا عند هذا الوصف الذي هو أصل أصول المخادعة
والخطورة في واقعنا المعاصر.. أن القوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا!!
هنا مركز
الخداع الضخم الكبير، الخداع الذي يشل العقول ويُخَدِّر التفكير ويشوش الصورة
ويطمس الحقيقة.. القوم في ظاهرهم مسلمين، عرب، وطنيين.. يتكلمون بلسان المسلمين
العرب الوطنيين.. من رآهم وسمعهم لم يشك في أنهم من أبناء هذه الأمة وأنهم ينطقون
عن غاياتها وآمالها ويعبرون عن مصالحها ويرعون شؤونها وأحوالها!!!
هذا هو الخداع
الضخم الذي يجعل النقاش حول هؤلاء طويلا ومريرا ومتفرعا وكثيرا.. فليست أحوالهم
الظاهرة دليلا على حقيقتهم.. فتأمل في داعية يدعوك إلى جهنم، ولكنه يكلمك عن جهنم
فيجعلها جنة موعودة وفردوسا منشودا، ولئن كنتَ تراها نارًا وجهنما فإنما هي فترة
محدودة، وإن ما فيها من العذاب والعنت والمشقة إنما هو في سبيل المصلحة وطنية،
وإنما هي تضحية محمودة، وإنما هو أمرٌ تفعله لأجل الأجيال القادمة، وضريبة تدفعها
في طريق التقدم والنهضة، وعمل سيخلده لك التاريخ!
نعم، أخي
القارئ الكريم.. قف واستعمل خيالك كله، في تصور رجل داعية يقف على باب جهنم يدعو
إليها، وتصوَّر: ماذا كان سيقول في ترويج بضاعته وجذب الناس إليها؟!
ولا بأس أن
تتوقف عن القراءة ثم اسرح بخيالك.. ولكم وددتُ أن تكون لي موهبة السيناريست
الروائي أو الشاعر ذي الخيال الجامح، لفعلتُها ويسَّرت الأمر على نفسي وعليك!
(3)
على أني
مطمئنٌ أنه مهما بلغ الخيال بك وبي وبالروائي المنشود والشاعر المفقود فلن نبلغ
وهدة الواقع الذي نحن فيه..
ها أنت ترى في
الواقع نفسه كيف انتفضت أجهزة الأمن الأردنية لاعتقال بعض الشباب الذين نهضوا
لمحاولة مساعدة إخوانهم في الضفة الغربية وتهريب السلاح لهم، فاتهمتهم بالإرهاب
والسعي في تخريب الوطن، وسجنتهم ونشرت ما قالت إنه اعترافاتهم لتمهد بذلك حملة على
كل شيء فيه دعمٌ للمقاومة في فلسطين.. وكل ذلك باسم الوطن!
ومع أن جماعة
الإخوان المسلمين سارعت بالتبرؤ من هؤلاء المتهمين وأنهم إنما فعلوا ذلك من تلقاء
أنفسهم وأن الجماعة لم تكن على علم به ولا حتى تؤيده، إلا أن السلطة الأردنية
أصدرت قراراتها بحل الجماعة ومصادرة ممتلكاتها ومحاكمة من يروج لأفكارها!
ونستطيع أن
نسرد طويلا طويلا طويلا طويلا مجهود النظام الأردني ودوره المهم في إقامة إسرائيل
أولا، ثم في حمايتها ثانيا، ثم في تسليم الأرض لها ثالثا، ثم في قتل ومطاردة من
يعمل على مقاومتها رابعا!
وهل من دليل
أجلى ولا أوضح من أن يكتب نتنياهو بنفسه في مذكراته المنشورة المعلنة أن
"بقاء المملكة الأردنية هو بمثابة مصلحة حيوية لإسرائيل، ولو اقتضى الأمر
فسنتدخل بجيوشنا لحمايتها من السقوط"؟!!
قطعت جهيزة
قول كل خطيب..
وقل مثل ذلك
عن غيره من الأنظمة، لا سيما النظام المصري، الذي يتولى الحماية من الجنوب، ويقوم
بدوره في تكبيل الشعب المصري الهادر الهائل عن إنقاذ إخوانه أو دعمهم.. وللنظام
المصري مثل ما للأردني من التاريخ الأسود من التسبب في إقامة إسرائيل وحمايتها
وتسليم الأرض لها وقتل من يفكر في مقاومتها!!
إن حقيقة الأزمة
التي نعيشها الآن، والتي تكبل الجميع عن التفكير السليم وعن التوجيه السليم، هو في
تلك الخدعة الكبيرة التي هي "من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا".. هذا ما
يجعل الأكثرين بدايةً من العلماء أصحاب الفتاوى وحتى العامي الذي يجلس على المقهي
يستمع الأخبار غير قادر على فهم الواقع، ولئن فهمه فهو غير قادر على التعامل معه
كما هو، إذ الخديعة العظمى تعيق فهم الكثيرين عن تصور ما يقول وعن الاستجابة له!
فلئن أنعم
الله عليه بالفهم وبالنجاة من الخديعة.. فدورك أن تسعى في سحب غيرك منها، قبل أن
يستجيب لهذا الداعية القائم على جهنم، فيقذفه فيها!!
([2]) أبو عبيد الهروي، الغريبين: غريبي
القرآن والحديث، 4/1291؛ ابن الجوزي، غريب الحديث، 2/104؛ الزمخشري، الفائق في
غريب الحديث والأثر، 2/443؛ ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/253.
([3]) الملا القاري، مرقاة المفاتيح شرح
مشكاة المصابيح، 8/3376؛ عبد الحق الدهلوي، لمعات التنقيح شرح مشكاة المصابيح،
8/576.
([4]) الطيالسي، (225)؛ البيهقي، السنن، (17073)؛
أبو يعلى، المسند، (873)؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، (8961)؛ وضعفه الألباني في
السلسلة الضعيفة (3055) وعلته عند الألباني اختلاط أحد رواته، وبقية رجاله ثقات،
وأقرَّ أن متن الحديث –دون زيادة منكرة لم نوردها في المتن-
صحيح، لشواهد صحيحة، وهذه الشواهد الصحيحة هي حديث الباب، وحديث البخاري «يستحلون
الحر والحرير والخمر والمعازف».
([5]) يتكادمون تكادم الحمير: كدم الحمار
كدما أي عضَّ بأدنى فمه، والحديث يُصَوِّر حال جدب ومجاعة حتى تبحث الحمير في
الأرض عن أصل النبات فتعضّ عليه بأدنى أفواهها، فكأن قبض أولئك الحكام على الحكم
كقبض الحمير بملء أفواهها على أصل النبات بأشد ما تملك، في حال الجدب والفقر
والشدة.
([7]) الطبراني، المعجم الكبير، (11138)
وهذا لفظه؛ نعيم بن حماد، الفتن، (236)؛ الحاكم (8459)، وسكت عنه الذهبي؛
والهيثمي، مجمع الزوائد، (8965)، وقال: رجاله ثقات؛ وصححه الألباني في السلسلة
الصحيحة (3271).