لو أننا نكتب لوجه أحد، لكتبنا لوجه الجيش والحكومة إن كنا نريد الدنيا، أو لكتبنا لوجه الثوار إن كنا نريد الذكر عند الناس، حسبنا أننا نكتب لوجه الله ولو أخطأنا، ونسأله تعالى الصواب والإخلاص.
ما هو الخطر الذي يتهدد الوطن الآن؟ وما هو الفشل الحقيقي للثورة؟
هل هو التباطؤ في محاكمة حسني مبارك وبقايا النظام البائد؟ هل هو التباطؤ في استرداد الأموال المنهوبة؟ هل هو أسلوب إدارة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية؟
أم أن الخطر الحقيقي والفشل الأكبر هو في ضياع التحول الديمقراطي ودخول البلاد في حالة من الفوضى أو الاضطراب أو اشتعال المعركة بين الشعب والجيش (هذا بافتراض أن الشعب فعلا يريد الاشتباك مع الجيش).. من المؤهل في هذه اللحظة لإدارة البلاد من النخبة الموجودة الآن؟
يمكننا أن نقضي ما نشاء من الوقت في تعداد أخطاء المجلس العسكري وحكومة تسيير الأعمال، لكن السؤال الأهم: ماذا نملك من البدائل العملية (أكرر: العملية) لإدارة الفترة الانتقالية؟
والأهم من كل هذا هو عمق الأزمة: هل نريد البقاء في حكم الشعب المقهور الذي "يطالب" أم ينبغي الإسراع بأقصى ما يمكن في أن نتحول إلى الشعب الذي "يحكم"؟
لو أن تلك النخبة التي تريد إطالة الفترة الانتقالية وتفصيل دستور على هواها تملك إخلاصا للمصلحة الوطنية يفوق إخلاصها لأفكارها لكان همهم الأكبر هو التحول الديمقراطي الذي يجعل تنافس الأفكار قائما في أرضية تتحمل استيعابه، فإن أسفر التنافس الديمقراطي عن انتصار أفكارهم فبها ونعمت، وإن لم يكن فقد ساهموا في تحول هذه البلاد من الاستبداد إلى الحرية وكفى به عملا عظيما يشكرهم عليه الناس ويذكرهم به التاريخ.
إلا أن انتهاز فرصة الفوضى والاضطراب والدفع بالصراع مع المؤسسة الأخيرة المتماسكة في الوطن، أو لنقل بأدق من هذا: المؤسسة الوحيدة المتماسكة التي لا مصلحة لها في عداوة الشعب، والضغط بكل الوسائل غير المشروعة لإنهاء التحول الديمقراطي لصالح الأفكار الخاصة، وشيطنة من لا يتوافق مع هذه الأفكار والعمل على تشويههم.. كل هذا يفضي في النهاية إلى استمرار واقع الاضطراب وبالتالي استمرار واقع الشعب الذي "يطالب" على حساب الشعب الذي "يحكم".
مدهش أن من يريد الصراع مع المجلس العسكري في أغلبهم يريدون تمديد الفترة الانتقالية!! مدهش كذلك أن من يريد استقرارا يستعد فيه لتنظيم نفسه حزبيا للمنافسة في الانتخابات القادمة هم في أغلبهم من يدفعون للاضطراب!!
إن مبارك نفسه لا يعنيني، وكذا باقي رجاله الذين أحسب أن ظهرهم قد قُصِم وأن أيامهم قد ذهبت، ولو تُركت وما أتمنى لكان حبسهم كافيا حتى تتم محاكمتهم في ظل السلطة الشرعية المنتخبة.. لا يعنيني غير إتمام التحول الديمقراطي في أسرع وقت.
إن طول الوقت يصب في مصلحة كل الأطراف إلا مصلحة الوطن..
طول الوقت يُغري بالبقاء في السلطة فالعسكريون بشر لا تؤمن عليهم الفتنة، وفتنة المنصب أي فتنة.. كما يوفر وقتا أطول لمن انهزموا وانحلوا وتشتتوا وانشغلوا بالتخلص من أدلة إدانتهم ودفع التهم عن أنفسهم أن يعيدوا تنظيم أنفسهم.. كما يوفر وقتا للخارج أن يرتب أوضاعه كما يحلم فهو يتعامل مع سلطة يعرف أنها غير مستقرة ولا تحظى بالشرعية وهو ما لا يمكنه أن يفعله مع سلطة شرعية منتخبة تحظى باستقرار الأغلبية..
ولو أن طول الوقت يكسب منه الإسلاميون، فنحن نتمنى على معاشر الوطنيين من الاتجاهات العلمانية أن يقبلوا التضحية بانزواء أفكارهم إلى حين لحساب خروج الوطن من الاستبداد إلى الديمقراطية.. وهي تضحية يشكرها لهم الناس ويذكرهم بها التاريخ.
من سينزل إلى التحرير يوم 27 مايو للمطالبة بالإسراع في المحاكمات واعتراضا على سياسات المجلس العسكري فإني أتفهم مطالبه، لكنني أختلف معه في الأولويات.. أما من سينزل إلى ليطالب بالمجلس الرئاسي والدستور قبل الانتخابات فلا يستحق خطابا أصلا.
نشر في المصريون
الخيانه كانت أكبر من كل زي بصيره لذالك استدعاء منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وارى والله اعلم انه لا يفل الحديد إلا الحديد في ضوء ما ذكرت في أول الكلام بالله عليك يا اخ محمد الحلقه26 من برنامج تاريخ الهجوم على العالم الإسلامي بحثت عنها ولم اصل إليها وارسلت الى حضرتك على الفيس بوك ولم يتم الرد عليه احبك في الله وجزاكم الله خيرا
ردحذف