نجيب جبرائيل، محامي الكنيسة، يطالب بتعيين لواء قبطي في المجلس العسكري، وعلى رسله يطالب آخرون بأن يكون نائب الرئيس قبطي!! ولا تسأل عن أقلية في كل العالم تطالب بمثل هذه الأمور.
على الجانب الآخر لا يطالب السلفيون حتى بأن يكون لهم عمود في الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية أو روزاليوسف.. ولا تسمع أحدا منهم طالب بمنصب قيادي في الحكومة أو الجيش أو الشرطة أو المحافظين أو رؤساء الجامعات!!
ورغم هذا يقال بأن السلفيين منفلتين ويحتاجون للضرب بيد من حديد، وأن الأقباط مضطهدون.
أبو يحيى مفتاح فضل شاهد العيان على إسلام كاميليا شحاتة يتم سؤاله في تفاصيل تفاصيل التفاصيل حول شهادته بإسلام كاميليا، ويتم التشكيك في كل حرف يقوله، وفي الصور والوثائق التي معه رغم أنها قاطعة!
بينما يُراد للموضوع أن ينتهي بصورة يُخرجها نجيب جبرائيل، وفيديو تُخرجه الكنيسة، وظهور على قناة زكريا بطرس التي يحمل المسلمون نحوها شعورا عدائيا لما تتميز من سفالة في الخطاب.. ولا تجد إعلاميا يمارس مع جبرائيل عشر معشار العشر من التحقيقات في التفاصيل التي يمارسها مع أبي يحيى!
حين قطعت أذن قبطي في شجار عادي يحمل الطابع القبلي، أو حتى فليكن: يحمل الطابع الديني، تصاعد الموضوع للصفحات الأولى في الجرائد، وتم اكتشاف "حد قطع الأذن" في الإسلام، وصار الحديث عن الموضوع من صلب الحديث عن الدولة المدنية ومستقبل مصر والمساواة بين الناس وحق المواطنة!
لكن حين قتلت امرأة أسلمت على يد أهلها من الأقباط، لم ينشر الموضوع إلا في صفحة الحوادث!! ولم يشعر أحد أن الموضوع يمثل خطرا على الدولة المدنية أو مستقبل مصر أو ... أو ... إلخ.
وحين يُطالب المسلمون بخروج إنسانية يعتقدون أنها أسلمت، ولا يطلبون غير أن تمثل أمام النيابة في ظرف طبيعي لتقول ما تريد، ثم تؤيد النيابة طلبهم هذا.. فترفض الكنيسة، يكون الحديث الإعلامي متوجها نحو "لماذا تحرقون الوطن من أجل امرأة"، ولا يأتي على بال أحد مستقبل مصر والدولة المدنية والمواطنة!!
في الوسائل الإعلامية المصرية ثمة قداسة محفوظة للقساوسة وعلى رأسهم البابا، بينما لا احترام لأي شيخ آخر، فالكل يستطيع أن يكتب في الهجوم على أي عمة بداية من شيخ الأزهر وانتهاء بأي إنسان قرر أن تكون له لحية!
بل إن "قداسة" البابا محفوظة في الإعلام، أكثر من "قداسة" المشير طنطاوي، وأكثر مما كانت "قداسة" حسني مبارك!!
لكن.. النغمة الدائمة في كل الأحوال.. أن الأقباط مضطهدون!!
رغم أن الكنيسة فعلا فوق القانون، ولم تستطع حتى النيابة أن تستدعي كاميليا شحاتة، ورغم أن الكنائس فعلا مجتمعات مغلقة تمارس فيها كل الأنشطة ولا يُعرف لا على وجه الظن ولا على وجه اليقين طبيعة كل ما يتم فيها.
وما حدث في موضوع امبابة تتناوله روايتان رئيسيتان: رواية الكنيسة بأن سلفيين بلا سبب هجموا على الكنيسة بالأسلحة النارية، وهنا تصمت الكنيسة. والرواية الأخرى بأن فتاة أسلمت منذ شهور واختطفت في مارس الماضي واستطاعت بالأمس الاتصال بزوجها وإخباره بمكانها، فأخبر زوجها ائتلاف دعم المسلمين الجدد الذين سارعوا بالاتصال بالمجلس العسكري، ثم ذهبت قوة من الشرطة لاستطلاع المبنى الذي قيل بأن الفتاة محتجزة فيه والتابع للكنيسة، وتم الاتفاق على الدخول والتفتيش، وبمجرد الدخول بدأ إطلاق النار من داخل الكنيسة.
إن تصريحا مهما سيتجاوزه الجميع قاله وزير الداخلية (وهو ليس سلفيا) على قناة المحور بأن إطلاق النار بدأ من الكنيسة.
على أية حال، يمكن ترك القصة لتحقيقات النيابة، إلا أن السؤال المطروح الآن، أن الإعلام يحمل المسؤولية كلها لمن ادعى أن زوجته مختطفة، ويحكم بأنها شائعة مغرضة، ثم يدخل بالموضوع في المجال العائم الغائم والنقاش حول تطرف الأفكار والعقليات الطائفية والتحريض السلفي و.. و.. و.. إلخ.
والجميع يطالب بتوقيع أقصى العقوبة على صاحب الشائعة، لكن الغريب المثير للدهشة أن أحدا لم يتكلم في احتمال صدق هذا الرجل، ولم يتطرق ماذا لو كان صادقا، فما هي العقوبة التي يمكن أن توقع على من اختطفها واحتجزها بعلم ورعاية الكنيسة؟
إنني أرصد أن نفسيات المذيعين انطبعت تلقائيا حول تصديق أقوال الكنيسة والأخذ بها كمعلومات بينما تتعرض أقوال الجانب الإسلامي للتحقيق والتفسير والتفصيل والسؤال عن النوايا والأغراض والأهداف والطموحات.
وبين من يطالبون بلواء في المجلس العسكري ونائب رئيس قبطي.. وبين من لا يحصل على عمود أو برنامج في وسيلة إعلامية رسمية.. يظل –وياللعجب- يقال: الأقباط مُضطهدون!
ورحم الله يوما جاء فيه رجل إلى سليمان عليه السلام فقال: "إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب" (صدق الله العظيم)
* ملحوظة: كُتِب هذا المقال قبل ثبوت صحة الرواية الإسلامية لأحداث إمبابة وكذب رواية الكنيسة
* ملحوظة أخرى (تصحيح): الآية الأخيرة قيلت في حق سيدنا داود لا سيدنا سليمان -عليهما السلام- وقد وقع الخطأ سهوا
ورحم الله يوما جاء فيه رجل إلى سليمان عليه السلام فقال: "إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب" (صدق الله العظيم)
ردحذفهذه الآية التي أبحث عنها - تعرضها أنت في سياق المظلومية في حدث الكنيسة .. حدث لا يمكن الحكم عليه إلا بعد الوقوف على تفاصيله وتفكيكها والاختلاف حولها بعد ذلك ،، وليس لي -وأنا البعيدة عن هذه الأحداث إلا أن أصمت عن الخوض فيما لا علم لي ،،
وأكتفي بنقل الآية إلى سياق آخر ،،
في بلد آخر ،،حيث يصر أحبتنا في مصر على التدخل فيه دون علم للأسف،،
سياق المظلومية الشيعية في البحرين رغم وجودهم كوزراء ومتنفذين في الدولة
سياق بنيت كثير من تفاصيله بل وخطوطه العريضة على الكذب ويصعب لمن لا يعيش داخل البحرين البت فيه ،، ومع هذا يقف البعض امام السفارة مدفوعا بالعاطفة ومصدقا لما يتردد من أكاذيب وتلفيقات دون أن يجهد ليعرف حقيقة الوضع من الداخل
...
مدينة لكم بالاعتذار حين وجدت هذه الحادثة فرصة لتذكيركم بأهمية فهم التفاصيل ،، والمصريون الذين خاضو في فتنة البحرين دون علم ، مدينون لنا بالاعتذار ايضا
..
وتذكرو إذا جاءكم شخص يشكي من فقأ عينه فانتظر خصمه ،، فربما فقئت عيناه ...
نور
ضيف عندك يا سيدي
ردحذفطالب القمص متياس نصر منقريوس، كاهن كنيسة مار مرقص بعزبة النخل، في تصريح خاص لـ"بوابة الشروق" بتحقيق مبادئ المواطنة على المسيحيين باعتبارهم مواطنين مصريين، وتساءل: لماذا لا يكون نائب رئيس جهاز الأمن الوطني مسيحيًّا؟
يعني كل منصب في البلد يبقى الممنصب للمسلم والنائب مسيحي
عزيزي محمد
ردحذفبداية، الخصم الذين تسوروا المحراب، كانت مع سيدنا داود عليه السلام.
ثم، في حالة غياب القانون، يشعر الكل بالظلم. ويظن كل طرف أن حقه مسلوب.
ويسعى كل طرف إلى الحصول على ما يستطيع، وليس فقط على ما يظن أنه من حقه.
وهذه هي مشكلة الفتنة الطائفية في مصر، وفي كثير غيرها.
تحياتي
كلام حضرتك مظبووووووووووط جداااااا....الاعلام ده اخطر وسيلة في المجتمع وخاصة المجتمع المصري...ولازم فعلا العقليات والفكر يتغير...لازم كلنا نتعامل كمواطنين وليس ده سلفي ده قبطي ده كذا وده كذا عاوزيم مساواة وهي دي المواطنة والدولة المدنية اللي الناس بتنادي بيها....وشكرا
ردحذفبارك الله فيك أخى الكريم
ردحذففعلا ,أنا والله مستغربة المسلمين فيييين بجد من دينهم بقينا بعيدين جدا عن دينا وتعاليمه مش بس كده لأوبنشارك فى الحرب ضد الاسلام ,مع اننا لو عرفنا دينا صح وفهمناه صح هنعرف ان دينا عظيم وكفل حرية العبادة وفيه كل مبادىء التسامح والعدل والشاهد ع كده ارجع لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم , ربنا يهدينا للحق ويردنا اليه
ردحذفالمقال رائع وكعادتك يا م /الهامى تتناول عمق الحدث وتحاول التحليل المنطقى للاحداث الذى لا يصطدم مع اى عقل حيادى يرى الاحداث بموضوعيه ولعلناندرك من هذه القضيه وقضايا اخرى تحققت معالمها ان المشكله الاكبر فى هذا الوطن ان فلول النظام او المنتفعين من بقاء الفساد فى البلد من اعضاء مجلس مجلس شعب واتباعهم واعضاء مجلس محلى واتباعهم ورؤساء القنوات التلفزيونيه والاخباريه ورؤساء الصحف الحكوميه او الصحف المعارضه ذات التوجه الامنى هؤلاء جميعا هم ادوات فلول النظام السابق سواء كان احد ما يحركهم او يتحركوا من تلقاء انفسم بناء على مصالحهم الشخصيه فان هؤلاء سيكونون عبئ على الدوله فى الفتره القادمه ولعلى يرى البعض ان تغيير رؤساء القنوات وخصوصا اقسام الاخبار والصحف امر يسير ولكن هؤلاء المفسديين فى جميع المؤسسات جعلوا صف خلفهم بديلا لهم ينهج نهجهم فمقاطعة القنوات المغالطه والصحف التى لها اتجاه ما حتى الان هو الحل الامثل لانهم
ردحذفبصوره ما يعبثون ويروجون الاكاذيب وليس فقط بل ينشرونها وليس فقط بل يبثوا الحميه فى بسطاء المصريين حتى يتحزبوا لفكرة ما حتى يفترق النسيج الواحد ولعل هذه الفكره دينيه كما حدث فى امبابه او قنااو المنيا او طائفيه قبليه كما حدث فى احياء مشكلة الثأر فى قنا او سياسيه كما حاولوا فى التعديلات الدستوريه او او ولكن ما العمل لعل الحل هو يتلخص فى ثلاث(التجرد- ضبط النفس-التحقق والتبين)
-التجردلقضيه كبرى وهى اكمال نجاح الثوره وغلق الطريق لمن يريد الالتفاف حولها والتجرد من كل مكسب شخصى او سياسى يكتسب فى زخم الاحداث المتسارعه.
-ضبط النفس (فى اى قضية وليس هذه بالخصوص) ضبط النفس من التحرك والتسرع فى اخذ قرار ما ويكون هذا القرار قائم من الاساس على معلومه مكذوبه اراد من اشاعها ان يصنع بلبله
-التحقق والتدقيق من الاخبار وان تأكد صحتها فلها مساراتها الصحيحه التى من خلالها يتحقق القانون الذى ننشده لاننا ننشد وطن يحكمه القانون لا يحكمه من له صوت عالى او يخلق المشكلات حتى يصبح له شوكه فيخافه المجتمع او يطلب الحمايه من دولة ما هى فى الاصل غير قادره على حماية نفسها
واختم حديثى بقول الله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}