هل ما
يزال الإخوان مقتنعون بأن منهجهم السلمي بالغ الوداعة هذا مجد؟ أو قد يكون هو السبيل
نحو قيام الدولة الإسلامية؟
هل نجحت
حركة واحدة في العصر الحديث بأسلوب تربية المجتمع وحده؟
طوال
ثمانين عاما هي عمر الدعوة استطاعت الأنظمة ضرب الإخوان دون أن يتحرك الناس، في دليل
ومشهد غريب على أن الإخوان لا يكسبون أرضا صلبة، استطاع عبد الناصر ضرب الإخوان رغم
الجماهيرية الواسعة ولم يتحرك الناس دفاعا عنهم، واستطاع السادات هذا أيضا رغم ما كان
في عهده من انفتاح، وبرغم ما كان لهم من حرية حتى أواخر الثمانينات إلا أنهم أيضا لم
يكسبوا جماهيرا تحول دون ضربهم.. لماذا عجز الإخوان في كل فترات الانفتاح على كسب الجماهير
إلى درجة الاستقواء بها؟ أو بمعنى آخر : لماذا ظل الناس لا يقدمون للإخوان إلا التعاطف
ومصمصة الشفاة، والصوت الانتخابي إذا كانت الانتخابات شبه نزيهة؟
أحسب
أن التطور المنظور في قوة الحركة لم تصنعه هي وإنما صنعته أخطاء القوى الدولية، أرادت
أمريكا أن تجرب الديمقراطية فأجبرت النظام المصري على انتخابات شبه نزيهة ففاز الإخوان
بـ 88 مقعدا ( العدد الحقيقي 140 ).. ولما لم ترد لم ينجح لهم مرشح في الشورى، ونحن
نرى ما حدث في المحليات.
فإذا
كانت الجماهير وحدها ( ضع تحت وحدها ألف خط ) لا تصنع التغيير بل ولا تبدو مساهمة فيه،
فلم يقتصر الجهد الإخواني على تربية هذه الجماهير؟
بعد
ثمانين سنة من تربية الجماهير.. وصلنا إلى الحالة الحاضرة، كم نحتاج من سنين لقيام
الدولة الإسلامية في رأي الإخوان؟ ( وبالله عليكم يا أيها الإخوان لا تعطوني إجابات
مضحكة، فإني سمعت منها عجبا عجابا عجيبا ما أعجبه ).
ولم
نفترض أن المشكلة في الظروف لا في المنهج أو في تطبيق المنهج، أو في فهم سنة النبي
وسيرته ومنهجه في التغيير؟
يعلم
الله.. في النفس كلام كثير كثير، لعله يخرج إن دار حوار مفيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق