تابعت باهتمام - طبعا - الحلقة الخاصة من برنامج مع هيكل على قناة الجزيرة .. وحيث أنى أتابع باهتمام الحلقات الغير خاصة أو العادية .. فما بالكم كيف أفعل والحلقة خاصة .
بعيدا عن موقفى المعروف من هيكل ، هو بصراحة ليس معروفا إلا لأصدقائى ومن يتابعنى ، وبعديا كذلك عن اتفاقنا عن كون هيكل صحفى ممتاز ومعلق سياسى مهم ، وكاتب لايمكن أن تهمل كتاباته .. بعيدا عن هذا ، أو بالأحرى .. إذا استبعدنا اتفاقنا على هذا .. ندخل للموضوع .
تحدث هيكل عن ثلاثة ملفات .. إيران والعراق وفلسطين .
توقعت أن الحديث سيكون إيجابيا عن إيران وعن فلسطين .. فيما شككت فى كونه إيجابيا عن العراق ، منبع حسن ظنى هذا أن هيكل مازال إلى الآن وبعد مرور 39 سنة يدافع عن كلمة " النكسة " التى يعترف بأنه صاحبها .. وهو يعترف ذى ذات اللحظة بأن ما حدث لم يكن نكسة بل تكبة هائلة .. لكنه برر استعماله لهذا المصطلح الزائف بأنه لابد أن نبث الأمل .. ونزرع الأمل .. ونغرس الأمل ، وكافة المصطلحات التى يمكن أن تسبق كلمة الأمل .. لأنه ليس من المفيد ولا من النافع وصف الهزيمة وتحليلها ونحن على أبواب تجاوزها .
هيكل ، إذن يعرف جيدا أهمية الأمل وزراعة الأمل ، ودوره فى إحداث اليقظة والإفاقة .. إلى الدرجة التى يمكن فيها إطلاق مصطلح النكسة على انفجار إسرائيل الذى فاق أكثر أحلام قادتها جنونا ( والتعبير الأخير لقائد الطيران الإسرائيلى فى 5 يونيو 1967 ).. لا بأس ..
لكن الصاعقة ضربت خلاياى بقسوة إذ وجدت باعث الأمل قد بث فينا كل عوامل اليأس والإحباط .. حتى فى إيران ، حتى فى حماس ، حتى فى العراق ، بل ما صدمنى بقسوة أنه حتى لم ير الجانب المضيئ فى المشهد .. إلا وأعقب هذه الرؤية بتحليل يكسوها ظلاما .
وحتى لا أتهم بالمبالغة دعونا نقرأ الحلقة
كان هيكل حريصا على تحديد أن إيران لعبت اوراقها بذكاء " حتى هذا الوقت " .. ونضع خطا تحت عبارة حتى هذا الوقت التى لم ير فيها عقلى الصغير فائدة إلا إيحاءا بأن هذا الذكاء لن يستمر فيما بعد .. كما حرص على التذكير بأن إيران لديها من المشاكل ما يمكن أن يخلخلها من الداخل .. لكن ما مناسبة هذه العبارة هنا .. لا أدرى .
كما حرص أن يؤكد على أن المسافة ما تزال بعيدة على امتلاك القنبلة النووية .. القنبلة التى أكد هيكل أنها لن تكون فى خدمة الأمة الإسلامية بل فى خدمة إيران فقط .
وفى شأن العراق حرص الأستاذ على أن يؤكد أن أمامنا الكثير جدا لهزيمة أمريكا ، وأن ما فعلته المقاومة هو إسقاط هيبة أمريكا فقط التى شبهها فى وضعها بالعراق أنها تعثرت فى حجر فسقطت .. كما حرص كذلك على إبداء تخوفه من أن يفكر بوش بعقلية المقامر الذى خسر فى العراق فيمضى فى طريق ضرب إيران .
ونتعجب من هذا التناقض .. إذ كيف يفكر رجل بعقلية مقامر خسر كل شئ ، وهو لم يزد على أن تعثر فى حجر فسقط .. مالذى يدعوه لهذا النوع المدمر من التفكير ؟؟ على العموم لا يجب أن تسيئ الظن بالأستاذ فتضيف هذه العبارة إلى الإحباطات المودعة فى الملف الإيرانى .
وفى شأن حماس والملف الفلسطينى .. أبدع الأستاذ هيكل فى إظلام الصورة ، فحماس فى روطة ، لن يمكن أن تنجح ، أخذت التفويض فى لحظة غير مشرفة ، حركة صغيرة .. وكان تحليله فى هذا يؤكد أن حكومة حماس ماضية نحو الفشل .
طلب منه المذيع محمد كريشان كلمة عن مصر فلم يقل إلا بيت الشعر :
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق .
كانت حلقة يائسة بكل معانى الكلمة ، وحقيقة أنا لا يمكننى أن أرفض تحليلات هيكل من أساسها ، ففى كل ملف من هذه الملفات نقاط إيجابية وأخرى سلبية قطعا .. خصوصا فى الشأن الإيرانى الذى تتضاءل نقاطه السلبية بجانب الإيجابية ، وكذا فى حماس التى تعانى فعلا لكن الطريق غير مسدود بالكامل .. لكن ما أرفضه مطمئنا هو إظلام الصورة بهذا القدر الذى جعلها بلا أمل ، خصوصا بيت الشعر الأخير ، ومصر رغم كل ما فيها فإن فيها ما يدعو إلى الأمل قطعا .. ومازالت شرائح المجتمع تقاوم وتكاد تنجح كما فى حالة القضاة .
واستمرارا فى التماس الأعذار فقد كان يمكننى قبول هذه الصورة من مفكر عرف عنه التشاؤم أو التحليل الحاد والصادم .. أما أن يخرج هذا من صاحب تعبير " النكسة " الذى أطلقه على أكبر نكبة عربية فى العصر الحديث .. فهذا ما يثير الذهول ؟
فتصرخ مندهشا : هيكل .. معقول ؟؟؟!!!
29/4/2006
بعيدا عن موقفى المعروف من هيكل ، هو بصراحة ليس معروفا إلا لأصدقائى ومن يتابعنى ، وبعديا كذلك عن اتفاقنا عن كون هيكل صحفى ممتاز ومعلق سياسى مهم ، وكاتب لايمكن أن تهمل كتاباته .. بعيدا عن هذا ، أو بالأحرى .. إذا استبعدنا اتفاقنا على هذا .. ندخل للموضوع .
تحدث هيكل عن ثلاثة ملفات .. إيران والعراق وفلسطين .
توقعت أن الحديث سيكون إيجابيا عن إيران وعن فلسطين .. فيما شككت فى كونه إيجابيا عن العراق ، منبع حسن ظنى هذا أن هيكل مازال إلى الآن وبعد مرور 39 سنة يدافع عن كلمة " النكسة " التى يعترف بأنه صاحبها .. وهو يعترف ذى ذات اللحظة بأن ما حدث لم يكن نكسة بل تكبة هائلة .. لكنه برر استعماله لهذا المصطلح الزائف بأنه لابد أن نبث الأمل .. ونزرع الأمل .. ونغرس الأمل ، وكافة المصطلحات التى يمكن أن تسبق كلمة الأمل .. لأنه ليس من المفيد ولا من النافع وصف الهزيمة وتحليلها ونحن على أبواب تجاوزها .
هيكل ، إذن يعرف جيدا أهمية الأمل وزراعة الأمل ، ودوره فى إحداث اليقظة والإفاقة .. إلى الدرجة التى يمكن فيها إطلاق مصطلح النكسة على انفجار إسرائيل الذى فاق أكثر أحلام قادتها جنونا ( والتعبير الأخير لقائد الطيران الإسرائيلى فى 5 يونيو 1967 ).. لا بأس ..
لكن الصاعقة ضربت خلاياى بقسوة إذ وجدت باعث الأمل قد بث فينا كل عوامل اليأس والإحباط .. حتى فى إيران ، حتى فى حماس ، حتى فى العراق ، بل ما صدمنى بقسوة أنه حتى لم ير الجانب المضيئ فى المشهد .. إلا وأعقب هذه الرؤية بتحليل يكسوها ظلاما .
وحتى لا أتهم بالمبالغة دعونا نقرأ الحلقة
كان هيكل حريصا على تحديد أن إيران لعبت اوراقها بذكاء " حتى هذا الوقت " .. ونضع خطا تحت عبارة حتى هذا الوقت التى لم ير فيها عقلى الصغير فائدة إلا إيحاءا بأن هذا الذكاء لن يستمر فيما بعد .. كما حرص على التذكير بأن إيران لديها من المشاكل ما يمكن أن يخلخلها من الداخل .. لكن ما مناسبة هذه العبارة هنا .. لا أدرى .
كما حرص أن يؤكد على أن المسافة ما تزال بعيدة على امتلاك القنبلة النووية .. القنبلة التى أكد هيكل أنها لن تكون فى خدمة الأمة الإسلامية بل فى خدمة إيران فقط .
وفى شأن العراق حرص الأستاذ على أن يؤكد أن أمامنا الكثير جدا لهزيمة أمريكا ، وأن ما فعلته المقاومة هو إسقاط هيبة أمريكا فقط التى شبهها فى وضعها بالعراق أنها تعثرت فى حجر فسقطت .. كما حرص كذلك على إبداء تخوفه من أن يفكر بوش بعقلية المقامر الذى خسر فى العراق فيمضى فى طريق ضرب إيران .
ونتعجب من هذا التناقض .. إذ كيف يفكر رجل بعقلية مقامر خسر كل شئ ، وهو لم يزد على أن تعثر فى حجر فسقط .. مالذى يدعوه لهذا النوع المدمر من التفكير ؟؟ على العموم لا يجب أن تسيئ الظن بالأستاذ فتضيف هذه العبارة إلى الإحباطات المودعة فى الملف الإيرانى .
وفى شأن حماس والملف الفلسطينى .. أبدع الأستاذ هيكل فى إظلام الصورة ، فحماس فى روطة ، لن يمكن أن تنجح ، أخذت التفويض فى لحظة غير مشرفة ، حركة صغيرة .. وكان تحليله فى هذا يؤكد أن حكومة حماس ماضية نحو الفشل .
طلب منه المذيع محمد كريشان كلمة عن مصر فلم يقل إلا بيت الشعر :
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها ولكن أحلام الرجال تضيق .
كانت حلقة يائسة بكل معانى الكلمة ، وحقيقة أنا لا يمكننى أن أرفض تحليلات هيكل من أساسها ، ففى كل ملف من هذه الملفات نقاط إيجابية وأخرى سلبية قطعا .. خصوصا فى الشأن الإيرانى الذى تتضاءل نقاطه السلبية بجانب الإيجابية ، وكذا فى حماس التى تعانى فعلا لكن الطريق غير مسدود بالكامل .. لكن ما أرفضه مطمئنا هو إظلام الصورة بهذا القدر الذى جعلها بلا أمل ، خصوصا بيت الشعر الأخير ، ومصر رغم كل ما فيها فإن فيها ما يدعو إلى الأمل قطعا .. ومازالت شرائح المجتمع تقاوم وتكاد تنجح كما فى حالة القضاة .
واستمرارا فى التماس الأعذار فقد كان يمكننى قبول هذه الصورة من مفكر عرف عنه التشاؤم أو التحليل الحاد والصادم .. أما أن يخرج هذا من صاحب تعبير " النكسة " الذى أطلقه على أكبر نكبة عربية فى العصر الحديث .. فهذا ما يثير الذهول ؟
فتصرخ مندهشا : هيكل .. معقول ؟؟؟!!!
29/4/2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق