قريبي، ولد له مولود، فنظرت في شوق إلى الوليد،
كان مغمض العينين غارقا في رقود،
تمليت في الوجه الصغير وقلت له:
قد كنت ولم تكن من قبل شيئا، فمن الذي سواك خلقا؟
من الذي أودعك هذه الروح؟
من الذي سوى هذه الملامح؟
من الذي يرعاك وأنت في ذلك الرقود المكين؟..
أين كنت أيها الوليد منذ عام؟
ترى هل ستعيش طويلا أم قريبا تموت؟
وإذا كبرت فما هي طباعك وأحلامك وميولك وآثارك؟
ما هي أفعالك وأقوالك؟
ماذا ستكتب في التاريخ، وماذا سيكتب عنك التاريخ؟ ..
من ذا الذي يعلم كل هذا ويراه كأنه قد كان؟؟
وإذا كبرت يا أيها الوليد، فإنك لاشك ستموت.. ولدت وستموت، كما كل الناس تموت، كما سيموت كل من ينظر إليك الآن، كما سأموت أنا يوما، كما مات كل الذين ولدوا.. كذلك سيموت أمك وأبوك، وأهلك وبنوك..
يا إلهي لماذا ننسى هذه الحقائق ونتوه في الأيام وتشغلنا التفاصيل؟؟
يارب رحماك رحماك.. بصرنا وعلمنا وفهمنا.. واجعلنا نعبدك ونخشاك كأننا نراك.. واجعل خير أيامنا يوم لقاك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق