مع كل أسبوع تتصاعد الدراما البوليسية التشويقية الحارقة لكارثة العبارة السلام 98 .
وفى كل قصة من قصص الضحايا يزداد اللغز تعقيدا وغموضا ..
تنشر جريدة الأسبوع فى أعدادها الأخيرة بشكل منتظم قصصا لأهالى الضحايا ، وهى القصص التى تظن لأول وهلة حين تقرأها أنها من تأثير الصدمة أو انها محاولة إحراز سبق صحفى .. إلا أن تكرار هذه القصص الغريبة جدا يجعل الأمر غير قابل للشك ويحمل فى جوفه العديد من الألغاز الحقيقية .
هذه الألغاز رغم كثرتها ، إلا أن أبشعها وأقساها وأكثرها غموضا هو ما يتجدد كل يوم - وعبرطرق متواترة يستحيل أن تكون أطرافها قد اتفقت على الكذب – بشأن وجود ناجين ظهر بعضهم فى الصور ، لكن لم يعثر لهم على أثر مطلقا .
1- فى مقال خطير كتبه مصطفى بكرى فى الأسبوع ( عدد – 466 بتاريخ 27/2/2006 ) على الصفحة الأولى ذكر فيه معلومات فى غاية الخطورة وهى :
• معلومات هامة وصلت للسلطات المصرية تشير إلى أن قبطان الباخرة ( سيد عمر ) تمكن من النجاة ولا يزال حيا ، وأخفاه صاحب الشركة ( ممدوح إسماعيل ) فى مكان مجهول لحين انتهاء التحقيقات خوفا من أن يدلى بتفاصيل الساعات الأخيرة التى تحتوى على معلومات هامة .
( ملحوظة : هل يمكن أن يكون ممدوح إسماعيل بعد وقوع الحادث من القوة والتمكن بحيث يستطيع إحضار القبطان وإخفائه فى مكان مجهول بإمكاناته الشخصية ؟ )
• وصلت معلومات للسلطات تفيد أن نجاة القبطان كان بواسطة إحدى الرمانات الخاصة ، وهو ما أكده العديد من شهود العيان ( نضع خطا تحت تأكيد شهود العيان ) ، وتؤكد المعلومات أن الاتصال كان مستمرا بين القبطان وبين إدارة الشركة بالهاتف المحمول "الثريا" وأن وصول القبطان وآخرون إلى الميناء كان بعد 17 ساعة ، ثم جرى إخفاؤه بواسطة الشركة .
• ذكر بكرى قصة السفينة البنغالية التى أنقذت 37 راكبا من أفراد طاقم العبارة ، وأذاعت هذا الشريط قناة الجزيرة ، وفيه تعرف بعض الأهالى على ذويهم ومنهم أسرة الضابط الثانى ( شريف محمود ) .. إلا أن أحدا لم يستدل على الذين تم إنقاذهم حتى الآن ... ( فلنلاحظ أن هؤلاء الركاب أغلبهم من طاقم العبارة ) .
• ( نقطة مهمة ) ذكر بكرى أنه ترددت شائعات تقول أن الحكومة تتحفظ على بعض الناجين لمصلحة التحقيقيات إلا أن مصادر عليمة نفت هذه الشائعات جملة وتفصيلا . ( ولم يذكر بكرى نوعية هذه المصادر العليمة ) .
• ذكر بكرى عدة شواهد تدل على أن هناك نية مبيتة لترك الركاب يموتون منها تأخر الإبلاغ عن غرق السفينة ، ثم تأخر الإنقاذ ، والرفض التام لمطلب القبطان بالعودة إلى ضبا ، والرفض التام كذلك لقيام السفينة سانت كاترين بالإنقاذ رغم استطاعتها هذا ، ثم قيام جهة ( لم يحددها بكرى ولا مصادره ) بمنع سيدة فرنسية تمتلك شركة لتأجير اليخوت فى سفاجا من إرسال عدد من اليخوت وعليها 44 غواصا محترفا بعد تلقيها اشارة استغاثة من السلام 98 .
( إذن لدينا شواهد حول ترك الكثير من الركاب يموتون .. وإخفاء بعض الناجين وخصوصا من أفراد طاقم السفينة ) .
2- وعلى الصفحة العاشرة من نفس العدد من جريدة الأسبوع تقرير كتبه ( محمد عوف ) يحمل هذه المعلومات التى أكدتها أسرة ( شريف محمود خطاب ) الضابط الثانى على العبارة :
• تؤكد الأسرة أن هناك أحياء فى مكان لايعلمه سوى أصحاب الشركة .. لأن شهود عيان أخبروهم بنجاته عبر ( رماثات ) موجودة بالباخرة .. ويؤكد هذا الشريط الذى أذاعته قناة الجزيرة .. وأنهم شاهدوا فيه من يشبه إلى حد كبير القبطان شريف محمود .
• كما أكد بعض زملاء القبطان المفقود وهم يعملون بميناء جدة السعودى أنهم شاهدوه بالسعودية مع بعض الناجين وتوجهوا إلى مستشفى الملك خالد ثم اختفوا .
• وأكد شاهد آخر يعمل على مركب أردنى أنه قرأ خبرا فى الجرائد الأردنية يفيد بأن هناك بعضا من أفراد طاقم العبارة متحفظا عليهم فى العقبة .. فى نفس الوقت التى كان الإعلام المصرى ( قناة النيل للأخبار تحديدا كما سنعرف من مصدر قادم ) تتحدث عن نجاة 46 ثم تعود لتقول إنهم 12 فقط .
• قيل لوالد الضابط عندما ذهب لاستلام جثة ابنه فبحث عنها ولم يجدها ( ادخل خد لك جثة واطلع ) .
3 - ونشرت الأسبوع ( عدد 467 – بتاريخ 6/3/2006 ) تقريرا كتبه ( محمد عوف ) أيضا عن اثنين من أفراد طاقم العبارة حيث :
• يصرخ والده ( مجدى محمد موسى ) ان ابنه ( محمد ) يريد الطمئنان على ابنه بعد أن وصلته معلومات أنه فى مكان مجهول .
• حين ذهبت أسرته إلى الغردقة استطاعوا الحصول على كشوف بالمصابين وكان من بينها ( محمد ) لكن لم يدلهم عليه أحد ، وأكد وجوده حيا زميله ( عمر فتحى ) الذى وجده بالمستشفى لكنه لايعلم أين ذهب بعد ذلك .
• وتكشف والدته أنه قد نشرت الصحف حديثا له بين الناجين وكيف انه نجا بواسطة المركب الهندى ( وهى السفينة البنغالية المذكورة ) .. وحاولوا الوصول إليه من خلال الصحفى الذى أجرى الحوار لكنه لم يفدهم .
• ( قنبلة ) كشفت والدة المفقود للأسبوع أن زوجة ضابط كبير من ضباط الباخرة أخبرتها انها تتلقى بصفة مستمرة اتصالات مجهولة تخبرها بوجود زوجها على قيد الحياة وتطلب منها الصمت وعدم التصعيد وعدم الكلام مع الصحفيين .
• تقول الأم إنهم يتصلون بـ ( محمد ) عن طريق الموبايل لكنه مغلق بما يعنى عدم غرقه لكنه لايستطيع الرد .
• مفقود آخر اسمه ( محمد على أسد ) أعلن عن اسمه ضمن الناجين لكن أسرته لم تعثر عليه ، وأخبرهم أحد زملائه أنه فى العقبة وسيعود قريبا لكنه لم يعد . ( هذه هى المرة الثانية التى نرى فيها اسم العقبة وفى سياق مختلف ) .
• الشركة كانت تنفى كل هذا للأهالى وتؤكد على غرقهم وتطالبهم بالسير فى اتجاه استلام التعويضات .
• ( محمد عوف ) كاتب التقرير يرى أن الإجابة عند صاحب شركة السلام .
4- وفى تقرير آخر كتبه ( خيرى زعتر ) من المنصورة فى نفس العدد ونفس الصفحة جاء فيه :
• أسرة ( محمد إبراهيم صلاح الدين ) التى رأت ابنها فى شريط قناة الجزيرة مع القبطان الآخر ( شريف خطاب ) ، وتعرفت عليه بصورته وملابسه ( الجاكت البيج بتاعه ) ، وكذلك تعرف على محمد – كما تقول الأم – أقاربه فى أمريكا والسعودية ومصر وزملاؤه فى الجامعة .
• كانوا يتصلون به على المحمول بعد الحادث بيوم فكان يعطى رنينا مستمرا وأحيانا يغلق التليفون بعد أربع رنات بما يؤكد وجوده حيا وعدم غرقه .
• تأكدت من صحة الخبر عبر الاتصال بقناة الجزيرة وأخذت اسم العبارة البنغالية ( ريجل ستار ) وكانت رحلتها من جدة إلى العقبة .
• ( قنبلة أعظم من كل ماسبق ) تخشى شقيقة المفقود محمد ( شيماء ) أن يكونوا تخلصوا منهم أو أخفوهم ، وتخشى حدوث مكروه لشقيقها بعد أن رأى خالها بنفسه فى الغردقة إحدى الجثث المتحفظ عليها والمصابة بطلق نارى !!!! ( علامات التعجب من عندى ) .
• ونشرت الصحف السعودية وصول ناجية سعودية من الـ 37 ، بالإضافة إلى تليفون المحمول الذى كان يرن .. يؤكد – كما تقول شيماء – عدم غرق محمد .
• ( هذه القصة اشار لها عمرو سليم فى مقال له بالدستور ونشر رسالة صديق لمحمد أكد أنه رآه فى شريط الجزيرة ) .
5 - وفى نفس العدد فى الصفحة المقابلة ( 11) كتبت ( زينب عبد اللاه ) تقريرا فيه :
• أن المواطن ( على محمد صالح ) تلقى بعد نشر قصته فى ( الأسبوع فى العدد السابق ) اتصالات تليفونية تهدده وتطالبه بالسكوت ، وأن يكف عن التحدث والتنطيط وإلا فإنه سيلحق بالأموات ، وعليه أن يرضى بالأمر الواقع وإلا فإنه لن يطول شيئا ، وأن من حسن حظه البقاء على قيد الحياة .
• قيل له حرفيا : " انت راجل غلبان والكلام الكتير هنا وهناك مش هايكون فى صالحك " .
( إذن هناك جهة تحاول فرض السكوت على من لم يختف بعد ) .
6- وفى العدد 468 من جريدة الأسبوع بتاريخ ( 13/3/2006 ) كان على الصفحة الأولى خبر عن تعرض سفينة ( سانت كاترين ) للغرق ، لكن تم إنقاذها ، وعلى الصفحة الثالثة كان مصطفى بكرى يعرض التسجيلات الصوتية التى اشتمل عليها الصندوق الأسود ومع التقرير صورة كبيرة للقطة أخرى من لقطات السفينة البنغالية التى أذاعته قناة الجزيرة .
( فى هذا الوقت كان ممدوح إسماعيل قد سافر بسلامة الله خارج أراضى الوطن ، والتعليق على هذا السفر فى مقام آخر ) .
• فى الصفحة السادسة كانت رسالة طويلة من نجل ربان السفينة الغارقة المهندس ( محمد سيد عمر ) ، وبعد مقدمات يبرئ فيها والده بمنطق هادئ وعقلانى أعلن أن كل السر فى السفينة البنغالية ، وهذه هى الرسالة التى أعلن فيها أن المصدر الذى أذاع نجاة 46 ثم انخفضوا إلى 12 هى قناة النيل للأخبار ، ثم تساءل بلوعة عن مصير الطاقم الذى فقد منه 70 فردا وهم مدربون على التصرف فى هذه المواقف .
• وفى صفحة ( 8) كان اللقاء الذى عقده بكرى فى مكتبه مع أسر طاقم العبارة ، وفى هذا التقرير الذى كتبه ( عمر عبد العلى ) توجهت أصابع الاتهام لأول مرة إلى الحكومة ، وليس إلى صاحب الشركة ممدوح إسماعيل .
• وفى هذا التقرير عشر قصص كاملة كلها روى فيها الأهالى قصص مختلفة تمتلئ بالدلائل تؤكد وجود ذويهم على قيد الحياة ، لكن مصيرهم ما يزال مجهولا . ( يعنى أمامنا الآن بالإضافة إلى ماسبق عشر قصص أخرى .. ومن بينها حالات تلقت اتصالات تليفونية بوجود ذويهم أحياء ومتحفظ عليهم فى مكان مجهول لحين انتهاء التحقيقات ) .
• فى نفس الصفحة معالجة أخرى لقصة ( محمد إبراهيم صلاح الدين ) الطالب بطب الأسنان ، مرفقة بالصور الملتقطة من شريط قناة الجزيرة .
• تحت الموضوع السابق تقرير كتبه ( ياسين جمال الدين ) عن ( عبد المنعم محمود عثمان ) الذى جاء لمقر الأسبوع يحكى قصة شقيقه ( صلاح ) الذى رآه أقاربه على نفس الشريط من السعودية والدمام والقرية نفسها .. ثم ذكر رؤيته لشاب سوهاجى يؤكد وجود خاله حيا على نفس الشريط ولم يعثر له على أى أثر .
7- وفى العدد الأخير 469 من الأسبوع بتاريخ 20/3/2006 يكتب مصطفى بكرى على الصفحة الثالثة معلومات فى غاية الخطورة نلتقط منها مايهمنا الآن :
• أن الاستغاثة التى أرسلتها السفينة الغارقة أثناء غرقها تتلقاها بتلقائية أجهزة منظمات دولية معنية بالشأن حسب موقع غرق السفينة .. ولما كان موقع غرق السفينة فى المياه المصرية فإن الإشارة أرسلت إلى موقع قى إسبانيا ( وهو الموقع المختص بهذه المنطقة فى تلقى الإشارات ) الذى أرسله بدوره إلى موقع فرعى بالمنطقة وهو بالجزائر التى أرسلته إلى مصر كانت فى الساعة الواحدة و 55 دقيقة .. وأن الجزائر أرسلت 15 رسالة ، والدليل على هذا تلقى المركز التونسى ( وهو مركز مراقبة ) لهذه الرسائل جميعا .
• يتساءل بكرى : لماذا لم تتحرك الجهات المعنية إلا بعد 8 ساعات ؟ ولماذا لم يبدأ الإنقاذ إلا بعد 12 ساعة ؟
( هذا يعطينا دليلا آخر على أن موت الركاب كان شيئا متعمدا من قبل الدولة وكان بلاشك يحقق لها مصلحة .. وملحوظة أخرى هى أن بكرى فى هذه المرة لم يوجه أصابع الاتهام إلى ممدوح إسماعيل بل إلى الجهات المعنية بما يؤكد أن الدلائل قد أصبحت أكبر من قدرة ممدوح إسماعيل )
• وعلى صفحة 14 من نفس العدد كتب محمد عوف تقريرا عن تحرك بعض أهالى المفقودين الذين تم نشر قصصهم فى العدد الماضى ومنهم من قام بتقديم بلاغ إلى النائب العام .. وقد وصلتهم معلومات واتصالات تفيد بأن ابناءهم محتجزين لحين انتهاء تفريغ الصندوق الأسود .
• وفى نفس الصفحة كتبت ( زينب عبد اللاه ) تقريرا حول قصة أخرى تلقى فيها إخوة المفقود ( ممدوح خضراوى ) اتصالا على تليفون شقيقه وليد وهو رقم لا يعرفه إلا ممدوح يخبرهم بنجاته وأنه محتجز إلى حين انتهاء التحقيقات .. ثم الرحلة المعروفة التى عرفوا بها وجوده فى المستشفى وتأكدوا من ذلك لكنه اختفى .
إلى هنا انتهى نقل المعلومات .. والتى ألقت نهرا من الملاحظات والأسئلة والتخيلات التى من الممكن أن نختلف فيها :
1- أولا : لابد من تحية لجريدة الأسبوع ولمصطفى بكرى .. وهى تحية تنبع بالفعل من أعمق أعماق قلب القلب إلى الجريدة التى اهتمت بالموضوع اهتماما لايكفيه الشكر .
2- تأكد بما لايدع مجالا للشك أن هناك أفرادا محتجزين .. نجوا من الغرق وهم الآن فى أماكن مجهولة .. ولهذا التأكيد أدلة لا تقبل الشك ، ومن مصادر مختلفة يستحيل تواطؤها على الكذب .. وبأساليب تختلف فى التفاصيل وتتشابه فى المجرى العام .
3- هؤلاء الأفراد المختفين أغلبهم من أفراد طاقم العبارة ، وهم الشخصيات التى تفهم جيدا فى أمور السفن وتقنياتها .. يعنى ليسوا أشخاصا عاديين .
4- لولا الشريط الذى أذاعته قناة الجزيرة لكان جزءا كبيرا من الحقيقة قد دفن إلى الأبد .
5- وصول تهديدات واتصالات وتأكيدات بوجودهم على قيد الحياة يعنى أن هناك جهة ما تحتجزهم ، وفى هذا الاحتجاز فائدة كبرى لها .
6- ولابد أن تكون هذه الجهة نافذة جدا .. وهى لاشك أكبر من ممدوح إسماعيل الذى توجهت له أصابع الاتهام فى أول الأمر لكن ضخامة الفعل بعدئذ تلقى بأصابع الاتهام نحو جهات أخرى .
7- هذه الجهة لابد أن تكون لها صلاحيات تتعدى أراضى الدولة ذاتها .. فهى قد نجحت فى إخفاء شخصين من العقبة وهى مدينة أردنية ، وأخرى من السعودية .. وبصراحة لا أعرف أن جهة تستطيع فعل هذا إلا المخابرات .
8- وجود جثة متحفظ عليها ومصابة بطلق نارى يؤكد أن هناك حالة خطر على هذه الجهة من خروج معلومات إلى النور .
9- العقد الشيطانى الذى يوقع عليه أهالى الضحايا وعلقنا عليه فى مقال سابق .. يجرد الضحية من كل حقوق موجودة أو قد تنشأ فيما بعد .. يعنى عملية تعتيم مستقبلية .
10- من المدهش ألا تحاول الدولة التضحية بممدوح إسماعيل ككبش فداء ، وهى قد ضحت بغيره من الوزراء مثل ماهر الجندى ووزير النقل بعد حادثة الصعيد ، وحتى الآن تمارس تصفية أعمدتها لفترة طويلة مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف ويوسف والى وإبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وسمير رجب وغيرهم ... فهل ممدوح إسماعيل أغلى عند أهل الحكم من هؤلاء جميعا ؟؟؟
11- قد يقول قائل أن ممدوح إسماعيل يمتلك وثائق وملفات إدانة لكثير من الكبار .. لكن حتى هذا الأمر من الممكن التحايل عليه إما بإسكات ممدوح إسماعيل بالترغيب والإغراء والمساومات .. وهو أمر سهل .. أو حتى بالتهديد والترهيب مثلما حدث مع الوزير الصامت إلى الآن محيى الدين الغريب الذى سجن ظلما ويرفض أن ينطق إلا بـ ( حسبى الله ونعم الوكيل ) .. أو يمكن حتى أن يحكم على ممدوح إسماعيل بالسجن ويقضى فترات مليكة فى سجنه كتلك التى يقضيها حسام أبو الفتوح رجل الأعمال صاحب الفضيحة الشهيرة .. فيما تجرى أعماله فى الخارج على خير ما يرام .
12- لكن هذا الحفاظ على ممدوح إسماعيل ذاته يثير الريبة والشك .. والتطويل والمماطلة فى التحقيق الذى سيبدا بعد أربعة أشهر .. حين انتهاء اللجنة التى شكلتها وزارة النقل .. هذه المماطلة توضح وتؤكد أن الهدف هو التعتيم على الموضوع .. هذا بخلاف التعتيم الإعلامى منذ اللحظات الأولى للحادث ... ويمكننا أن نتذكر كيف انتفضت الدولة وأجهزتها فى يوم عطلة رسمية ( الجمعة ) لترفع الحصانة عن أيمن نور لتسجنه .
13- هذه الملاحظات جميعا .. تعنى ان الدولة تقف وراء إنهاء الموضوع بكل قوتها ، وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول ماهى المنافع التى تعود على الدولة من موت الركاب وتركهم يغرقون وعدم تحرك الأجهزة المعنية للإنقاذ إلا بعد الغرق بـ 12 ساعة .. ثم التحفظ على الناجين .. وتهديد من تحدث منهم .
14- ما هو ذلك الشئ الذى يدفع الدولة كلها للتفريط فى الأرواح والتعتيم على الحقائق ؟؟ .. لماذا السرية المطلقة التى يدار بها الموضوع ؟
15- أغلب الظن عندى أن تكون هذه الكارثة موضوعا أكبر بكثير .. كأن تكون مثلا عملية من عمليات جهاز المخابرات ، أو حتى تلك التى تتعلق بشخصيات رئاسية ، وقد تحدثت معلومات كثيرة عن ان ممدوح اسماعيل وشركته ليست إلا واجهة لآخرين .. من يدرى ربما كان علاء مبارك مثلا .. أو حتى مبارك نفسه ... الله أعلم .
16- والله أعلم ماذا سيصيبنى بعد هذا المقال
22/3/2006 .
وفى كل قصة من قصص الضحايا يزداد اللغز تعقيدا وغموضا ..
تنشر جريدة الأسبوع فى أعدادها الأخيرة بشكل منتظم قصصا لأهالى الضحايا ، وهى القصص التى تظن لأول وهلة حين تقرأها أنها من تأثير الصدمة أو انها محاولة إحراز سبق صحفى .. إلا أن تكرار هذه القصص الغريبة جدا يجعل الأمر غير قابل للشك ويحمل فى جوفه العديد من الألغاز الحقيقية .
هذه الألغاز رغم كثرتها ، إلا أن أبشعها وأقساها وأكثرها غموضا هو ما يتجدد كل يوم - وعبرطرق متواترة يستحيل أن تكون أطرافها قد اتفقت على الكذب – بشأن وجود ناجين ظهر بعضهم فى الصور ، لكن لم يعثر لهم على أثر مطلقا .
1- فى مقال خطير كتبه مصطفى بكرى فى الأسبوع ( عدد – 466 بتاريخ 27/2/2006 ) على الصفحة الأولى ذكر فيه معلومات فى غاية الخطورة وهى :
• معلومات هامة وصلت للسلطات المصرية تشير إلى أن قبطان الباخرة ( سيد عمر ) تمكن من النجاة ولا يزال حيا ، وأخفاه صاحب الشركة ( ممدوح إسماعيل ) فى مكان مجهول لحين انتهاء التحقيقات خوفا من أن يدلى بتفاصيل الساعات الأخيرة التى تحتوى على معلومات هامة .
( ملحوظة : هل يمكن أن يكون ممدوح إسماعيل بعد وقوع الحادث من القوة والتمكن بحيث يستطيع إحضار القبطان وإخفائه فى مكان مجهول بإمكاناته الشخصية ؟ )
• وصلت معلومات للسلطات تفيد أن نجاة القبطان كان بواسطة إحدى الرمانات الخاصة ، وهو ما أكده العديد من شهود العيان ( نضع خطا تحت تأكيد شهود العيان ) ، وتؤكد المعلومات أن الاتصال كان مستمرا بين القبطان وبين إدارة الشركة بالهاتف المحمول "الثريا" وأن وصول القبطان وآخرون إلى الميناء كان بعد 17 ساعة ، ثم جرى إخفاؤه بواسطة الشركة .
• ذكر بكرى قصة السفينة البنغالية التى أنقذت 37 راكبا من أفراد طاقم العبارة ، وأذاعت هذا الشريط قناة الجزيرة ، وفيه تعرف بعض الأهالى على ذويهم ومنهم أسرة الضابط الثانى ( شريف محمود ) .. إلا أن أحدا لم يستدل على الذين تم إنقاذهم حتى الآن ... ( فلنلاحظ أن هؤلاء الركاب أغلبهم من طاقم العبارة ) .
• ( نقطة مهمة ) ذكر بكرى أنه ترددت شائعات تقول أن الحكومة تتحفظ على بعض الناجين لمصلحة التحقيقيات إلا أن مصادر عليمة نفت هذه الشائعات جملة وتفصيلا . ( ولم يذكر بكرى نوعية هذه المصادر العليمة ) .
• ذكر بكرى عدة شواهد تدل على أن هناك نية مبيتة لترك الركاب يموتون منها تأخر الإبلاغ عن غرق السفينة ، ثم تأخر الإنقاذ ، والرفض التام لمطلب القبطان بالعودة إلى ضبا ، والرفض التام كذلك لقيام السفينة سانت كاترين بالإنقاذ رغم استطاعتها هذا ، ثم قيام جهة ( لم يحددها بكرى ولا مصادره ) بمنع سيدة فرنسية تمتلك شركة لتأجير اليخوت فى سفاجا من إرسال عدد من اليخوت وعليها 44 غواصا محترفا بعد تلقيها اشارة استغاثة من السلام 98 .
( إذن لدينا شواهد حول ترك الكثير من الركاب يموتون .. وإخفاء بعض الناجين وخصوصا من أفراد طاقم السفينة ) .
2- وعلى الصفحة العاشرة من نفس العدد من جريدة الأسبوع تقرير كتبه ( محمد عوف ) يحمل هذه المعلومات التى أكدتها أسرة ( شريف محمود خطاب ) الضابط الثانى على العبارة :
• تؤكد الأسرة أن هناك أحياء فى مكان لايعلمه سوى أصحاب الشركة .. لأن شهود عيان أخبروهم بنجاته عبر ( رماثات ) موجودة بالباخرة .. ويؤكد هذا الشريط الذى أذاعته قناة الجزيرة .. وأنهم شاهدوا فيه من يشبه إلى حد كبير القبطان شريف محمود .
• كما أكد بعض زملاء القبطان المفقود وهم يعملون بميناء جدة السعودى أنهم شاهدوه بالسعودية مع بعض الناجين وتوجهوا إلى مستشفى الملك خالد ثم اختفوا .
• وأكد شاهد آخر يعمل على مركب أردنى أنه قرأ خبرا فى الجرائد الأردنية يفيد بأن هناك بعضا من أفراد طاقم العبارة متحفظا عليهم فى العقبة .. فى نفس الوقت التى كان الإعلام المصرى ( قناة النيل للأخبار تحديدا كما سنعرف من مصدر قادم ) تتحدث عن نجاة 46 ثم تعود لتقول إنهم 12 فقط .
• قيل لوالد الضابط عندما ذهب لاستلام جثة ابنه فبحث عنها ولم يجدها ( ادخل خد لك جثة واطلع ) .
3 - ونشرت الأسبوع ( عدد 467 – بتاريخ 6/3/2006 ) تقريرا كتبه ( محمد عوف ) أيضا عن اثنين من أفراد طاقم العبارة حيث :
• يصرخ والده ( مجدى محمد موسى ) ان ابنه ( محمد ) يريد الطمئنان على ابنه بعد أن وصلته معلومات أنه فى مكان مجهول .
• حين ذهبت أسرته إلى الغردقة استطاعوا الحصول على كشوف بالمصابين وكان من بينها ( محمد ) لكن لم يدلهم عليه أحد ، وأكد وجوده حيا زميله ( عمر فتحى ) الذى وجده بالمستشفى لكنه لايعلم أين ذهب بعد ذلك .
• وتكشف والدته أنه قد نشرت الصحف حديثا له بين الناجين وكيف انه نجا بواسطة المركب الهندى ( وهى السفينة البنغالية المذكورة ) .. وحاولوا الوصول إليه من خلال الصحفى الذى أجرى الحوار لكنه لم يفدهم .
• ( قنبلة ) كشفت والدة المفقود للأسبوع أن زوجة ضابط كبير من ضباط الباخرة أخبرتها انها تتلقى بصفة مستمرة اتصالات مجهولة تخبرها بوجود زوجها على قيد الحياة وتطلب منها الصمت وعدم التصعيد وعدم الكلام مع الصحفيين .
• تقول الأم إنهم يتصلون بـ ( محمد ) عن طريق الموبايل لكنه مغلق بما يعنى عدم غرقه لكنه لايستطيع الرد .
• مفقود آخر اسمه ( محمد على أسد ) أعلن عن اسمه ضمن الناجين لكن أسرته لم تعثر عليه ، وأخبرهم أحد زملائه أنه فى العقبة وسيعود قريبا لكنه لم يعد . ( هذه هى المرة الثانية التى نرى فيها اسم العقبة وفى سياق مختلف ) .
• الشركة كانت تنفى كل هذا للأهالى وتؤكد على غرقهم وتطالبهم بالسير فى اتجاه استلام التعويضات .
• ( محمد عوف ) كاتب التقرير يرى أن الإجابة عند صاحب شركة السلام .
4- وفى تقرير آخر كتبه ( خيرى زعتر ) من المنصورة فى نفس العدد ونفس الصفحة جاء فيه :
• أسرة ( محمد إبراهيم صلاح الدين ) التى رأت ابنها فى شريط قناة الجزيرة مع القبطان الآخر ( شريف خطاب ) ، وتعرفت عليه بصورته وملابسه ( الجاكت البيج بتاعه ) ، وكذلك تعرف على محمد – كما تقول الأم – أقاربه فى أمريكا والسعودية ومصر وزملاؤه فى الجامعة .
• كانوا يتصلون به على المحمول بعد الحادث بيوم فكان يعطى رنينا مستمرا وأحيانا يغلق التليفون بعد أربع رنات بما يؤكد وجوده حيا وعدم غرقه .
• تأكدت من صحة الخبر عبر الاتصال بقناة الجزيرة وأخذت اسم العبارة البنغالية ( ريجل ستار ) وكانت رحلتها من جدة إلى العقبة .
• ( قنبلة أعظم من كل ماسبق ) تخشى شقيقة المفقود محمد ( شيماء ) أن يكونوا تخلصوا منهم أو أخفوهم ، وتخشى حدوث مكروه لشقيقها بعد أن رأى خالها بنفسه فى الغردقة إحدى الجثث المتحفظ عليها والمصابة بطلق نارى !!!! ( علامات التعجب من عندى ) .
• ونشرت الصحف السعودية وصول ناجية سعودية من الـ 37 ، بالإضافة إلى تليفون المحمول الذى كان يرن .. يؤكد – كما تقول شيماء – عدم غرق محمد .
• ( هذه القصة اشار لها عمرو سليم فى مقال له بالدستور ونشر رسالة صديق لمحمد أكد أنه رآه فى شريط الجزيرة ) .
5 - وفى نفس العدد فى الصفحة المقابلة ( 11) كتبت ( زينب عبد اللاه ) تقريرا فيه :
• أن المواطن ( على محمد صالح ) تلقى بعد نشر قصته فى ( الأسبوع فى العدد السابق ) اتصالات تليفونية تهدده وتطالبه بالسكوت ، وأن يكف عن التحدث والتنطيط وإلا فإنه سيلحق بالأموات ، وعليه أن يرضى بالأمر الواقع وإلا فإنه لن يطول شيئا ، وأن من حسن حظه البقاء على قيد الحياة .
• قيل له حرفيا : " انت راجل غلبان والكلام الكتير هنا وهناك مش هايكون فى صالحك " .
( إذن هناك جهة تحاول فرض السكوت على من لم يختف بعد ) .
6- وفى العدد 468 من جريدة الأسبوع بتاريخ ( 13/3/2006 ) كان على الصفحة الأولى خبر عن تعرض سفينة ( سانت كاترين ) للغرق ، لكن تم إنقاذها ، وعلى الصفحة الثالثة كان مصطفى بكرى يعرض التسجيلات الصوتية التى اشتمل عليها الصندوق الأسود ومع التقرير صورة كبيرة للقطة أخرى من لقطات السفينة البنغالية التى أذاعته قناة الجزيرة .
( فى هذا الوقت كان ممدوح إسماعيل قد سافر بسلامة الله خارج أراضى الوطن ، والتعليق على هذا السفر فى مقام آخر ) .
• فى الصفحة السادسة كانت رسالة طويلة من نجل ربان السفينة الغارقة المهندس ( محمد سيد عمر ) ، وبعد مقدمات يبرئ فيها والده بمنطق هادئ وعقلانى أعلن أن كل السر فى السفينة البنغالية ، وهذه هى الرسالة التى أعلن فيها أن المصدر الذى أذاع نجاة 46 ثم انخفضوا إلى 12 هى قناة النيل للأخبار ، ثم تساءل بلوعة عن مصير الطاقم الذى فقد منه 70 فردا وهم مدربون على التصرف فى هذه المواقف .
• وفى صفحة ( 8) كان اللقاء الذى عقده بكرى فى مكتبه مع أسر طاقم العبارة ، وفى هذا التقرير الذى كتبه ( عمر عبد العلى ) توجهت أصابع الاتهام لأول مرة إلى الحكومة ، وليس إلى صاحب الشركة ممدوح إسماعيل .
• وفى هذا التقرير عشر قصص كاملة كلها روى فيها الأهالى قصص مختلفة تمتلئ بالدلائل تؤكد وجود ذويهم على قيد الحياة ، لكن مصيرهم ما يزال مجهولا . ( يعنى أمامنا الآن بالإضافة إلى ماسبق عشر قصص أخرى .. ومن بينها حالات تلقت اتصالات تليفونية بوجود ذويهم أحياء ومتحفظ عليهم فى مكان مجهول لحين انتهاء التحقيقات ) .
• فى نفس الصفحة معالجة أخرى لقصة ( محمد إبراهيم صلاح الدين ) الطالب بطب الأسنان ، مرفقة بالصور الملتقطة من شريط قناة الجزيرة .
• تحت الموضوع السابق تقرير كتبه ( ياسين جمال الدين ) عن ( عبد المنعم محمود عثمان ) الذى جاء لمقر الأسبوع يحكى قصة شقيقه ( صلاح ) الذى رآه أقاربه على نفس الشريط من السعودية والدمام والقرية نفسها .. ثم ذكر رؤيته لشاب سوهاجى يؤكد وجود خاله حيا على نفس الشريط ولم يعثر له على أى أثر .
7- وفى العدد الأخير 469 من الأسبوع بتاريخ 20/3/2006 يكتب مصطفى بكرى على الصفحة الثالثة معلومات فى غاية الخطورة نلتقط منها مايهمنا الآن :
• أن الاستغاثة التى أرسلتها السفينة الغارقة أثناء غرقها تتلقاها بتلقائية أجهزة منظمات دولية معنية بالشأن حسب موقع غرق السفينة .. ولما كان موقع غرق السفينة فى المياه المصرية فإن الإشارة أرسلت إلى موقع قى إسبانيا ( وهو الموقع المختص بهذه المنطقة فى تلقى الإشارات ) الذى أرسله بدوره إلى موقع فرعى بالمنطقة وهو بالجزائر التى أرسلته إلى مصر كانت فى الساعة الواحدة و 55 دقيقة .. وأن الجزائر أرسلت 15 رسالة ، والدليل على هذا تلقى المركز التونسى ( وهو مركز مراقبة ) لهذه الرسائل جميعا .
• يتساءل بكرى : لماذا لم تتحرك الجهات المعنية إلا بعد 8 ساعات ؟ ولماذا لم يبدأ الإنقاذ إلا بعد 12 ساعة ؟
( هذا يعطينا دليلا آخر على أن موت الركاب كان شيئا متعمدا من قبل الدولة وكان بلاشك يحقق لها مصلحة .. وملحوظة أخرى هى أن بكرى فى هذه المرة لم يوجه أصابع الاتهام إلى ممدوح إسماعيل بل إلى الجهات المعنية بما يؤكد أن الدلائل قد أصبحت أكبر من قدرة ممدوح إسماعيل )
• وعلى صفحة 14 من نفس العدد كتب محمد عوف تقريرا عن تحرك بعض أهالى المفقودين الذين تم نشر قصصهم فى العدد الماضى ومنهم من قام بتقديم بلاغ إلى النائب العام .. وقد وصلتهم معلومات واتصالات تفيد بأن ابناءهم محتجزين لحين انتهاء تفريغ الصندوق الأسود .
• وفى نفس الصفحة كتبت ( زينب عبد اللاه ) تقريرا حول قصة أخرى تلقى فيها إخوة المفقود ( ممدوح خضراوى ) اتصالا على تليفون شقيقه وليد وهو رقم لا يعرفه إلا ممدوح يخبرهم بنجاته وأنه محتجز إلى حين انتهاء التحقيقات .. ثم الرحلة المعروفة التى عرفوا بها وجوده فى المستشفى وتأكدوا من ذلك لكنه اختفى .
إلى هنا انتهى نقل المعلومات .. والتى ألقت نهرا من الملاحظات والأسئلة والتخيلات التى من الممكن أن نختلف فيها :
1- أولا : لابد من تحية لجريدة الأسبوع ولمصطفى بكرى .. وهى تحية تنبع بالفعل من أعمق أعماق قلب القلب إلى الجريدة التى اهتمت بالموضوع اهتماما لايكفيه الشكر .
2- تأكد بما لايدع مجالا للشك أن هناك أفرادا محتجزين .. نجوا من الغرق وهم الآن فى أماكن مجهولة .. ولهذا التأكيد أدلة لا تقبل الشك ، ومن مصادر مختلفة يستحيل تواطؤها على الكذب .. وبأساليب تختلف فى التفاصيل وتتشابه فى المجرى العام .
3- هؤلاء الأفراد المختفين أغلبهم من أفراد طاقم العبارة ، وهم الشخصيات التى تفهم جيدا فى أمور السفن وتقنياتها .. يعنى ليسوا أشخاصا عاديين .
4- لولا الشريط الذى أذاعته قناة الجزيرة لكان جزءا كبيرا من الحقيقة قد دفن إلى الأبد .
5- وصول تهديدات واتصالات وتأكيدات بوجودهم على قيد الحياة يعنى أن هناك جهة ما تحتجزهم ، وفى هذا الاحتجاز فائدة كبرى لها .
6- ولابد أن تكون هذه الجهة نافذة جدا .. وهى لاشك أكبر من ممدوح إسماعيل الذى توجهت له أصابع الاتهام فى أول الأمر لكن ضخامة الفعل بعدئذ تلقى بأصابع الاتهام نحو جهات أخرى .
7- هذه الجهة لابد أن تكون لها صلاحيات تتعدى أراضى الدولة ذاتها .. فهى قد نجحت فى إخفاء شخصين من العقبة وهى مدينة أردنية ، وأخرى من السعودية .. وبصراحة لا أعرف أن جهة تستطيع فعل هذا إلا المخابرات .
8- وجود جثة متحفظ عليها ومصابة بطلق نارى يؤكد أن هناك حالة خطر على هذه الجهة من خروج معلومات إلى النور .
9- العقد الشيطانى الذى يوقع عليه أهالى الضحايا وعلقنا عليه فى مقال سابق .. يجرد الضحية من كل حقوق موجودة أو قد تنشأ فيما بعد .. يعنى عملية تعتيم مستقبلية .
10- من المدهش ألا تحاول الدولة التضحية بممدوح إسماعيل ككبش فداء ، وهى قد ضحت بغيره من الوزراء مثل ماهر الجندى ووزير النقل بعد حادثة الصعيد ، وحتى الآن تمارس تصفية أعمدتها لفترة طويلة مثل كمال الشاذلى وصفوت الشريف ويوسف والى وإبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وسمير رجب وغيرهم ... فهل ممدوح إسماعيل أغلى عند أهل الحكم من هؤلاء جميعا ؟؟؟
11- قد يقول قائل أن ممدوح إسماعيل يمتلك وثائق وملفات إدانة لكثير من الكبار .. لكن حتى هذا الأمر من الممكن التحايل عليه إما بإسكات ممدوح إسماعيل بالترغيب والإغراء والمساومات .. وهو أمر سهل .. أو حتى بالتهديد والترهيب مثلما حدث مع الوزير الصامت إلى الآن محيى الدين الغريب الذى سجن ظلما ويرفض أن ينطق إلا بـ ( حسبى الله ونعم الوكيل ) .. أو يمكن حتى أن يحكم على ممدوح إسماعيل بالسجن ويقضى فترات مليكة فى سجنه كتلك التى يقضيها حسام أبو الفتوح رجل الأعمال صاحب الفضيحة الشهيرة .. فيما تجرى أعماله فى الخارج على خير ما يرام .
12- لكن هذا الحفاظ على ممدوح إسماعيل ذاته يثير الريبة والشك .. والتطويل والمماطلة فى التحقيق الذى سيبدا بعد أربعة أشهر .. حين انتهاء اللجنة التى شكلتها وزارة النقل .. هذه المماطلة توضح وتؤكد أن الهدف هو التعتيم على الموضوع .. هذا بخلاف التعتيم الإعلامى منذ اللحظات الأولى للحادث ... ويمكننا أن نتذكر كيف انتفضت الدولة وأجهزتها فى يوم عطلة رسمية ( الجمعة ) لترفع الحصانة عن أيمن نور لتسجنه .
13- هذه الملاحظات جميعا .. تعنى ان الدولة تقف وراء إنهاء الموضوع بكل قوتها ، وهو ما يثير تساؤلات عديدة حول ماهى المنافع التى تعود على الدولة من موت الركاب وتركهم يغرقون وعدم تحرك الأجهزة المعنية للإنقاذ إلا بعد الغرق بـ 12 ساعة .. ثم التحفظ على الناجين .. وتهديد من تحدث منهم .
14- ما هو ذلك الشئ الذى يدفع الدولة كلها للتفريط فى الأرواح والتعتيم على الحقائق ؟؟ .. لماذا السرية المطلقة التى يدار بها الموضوع ؟
15- أغلب الظن عندى أن تكون هذه الكارثة موضوعا أكبر بكثير .. كأن تكون مثلا عملية من عمليات جهاز المخابرات ، أو حتى تلك التى تتعلق بشخصيات رئاسية ، وقد تحدثت معلومات كثيرة عن ان ممدوح اسماعيل وشركته ليست إلا واجهة لآخرين .. من يدرى ربما كان علاء مبارك مثلا .. أو حتى مبارك نفسه ... الله أعلم .
16- والله أعلم ماذا سيصيبنى بعد هذا المقال
22/3/2006 .
" هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون"
ردحذفشكر الله لك يا أخى منير هذا المرور والتعليق .
كان هذا أفضل تعليق رأيته ردا على هذا الموضوع وهو بقلم المبدع محمد سعد حميدة فى منتدى صناع الحياة
ردحذفwww.sona3.com
و الله اخي بعد أن قرأت موضوعك و ما قد سبق من خواطر لي حول الموضوع تبين لي :
ان تشاغلنا عن قضية العبارة الغارقة هو نوع من العبث و الاستهتار فاذا كان الرقم المعلن لعدد الغرقى هو ألف (و الحقيقة غالبا اكثر من ذلك ) و قد تبين من خلال المتابعات أن الامر ما بين الاهمال الجسيم في مواصفات الامان اضافة لاهمال اشد جسامة في عمليات الانقاذ و ما بين احتمال قائم لأن يكون اغراق العبارة تم عمدا لاسباب غير مفهومة و التقصير في الانقاذ كان عمدا و من المؤكد أن التعتيم عن سير التحقيقات هو تعتيم متعمد و مصحوب بإصرار غير عادي على طمس الحقائق
و إذا نظرنا للرقم المعلن وجدناه رقم مقارب لمن يستشهد في المعارك الحربية بل إن شهداء عام كامل من الجهاد ضد الصهاينة في انتفاضة الأقصى المبارك أقل من هذا الرقم و مع ذلك نرى دعوات للهرولة نحو التفاوض لوقف نزيف الدم
و اذا نظرنا لكل القضايا التي تشغل الراي العام المحترم اليوم نجد أن ازمة العبارة و اختفاء افراد الطاقم (بصورة مريبة) تعد القضية الأهم
فلو كان رسول الله بيننا (الذي نزعم فداؤه بالدم و الروح ) ما كان سيغمض له جفن قبل أن يحقق في شبهة القتل العمد او جريمة الاهمال الجسيم التي ازهقت ارواح اكثر من الالف من البشر(وفق الرقم المعلن) أم أننا نزعم فداء النبي صلى الله عليه وسلم في المعارك الآمنة فقط
و لو أن دعاة الاصلاح السياسي جادين في دعواهم مخلصين يريدون الاصلاح السياسي رغبة منهم في رفعة الانسان المصري فلا اظن أن مقتل الف مصري على يد النظام الحاكم (اهمالا او عمدا الله اعلم و في الاثنين جريمة ) و التعامل الوحشي مع عشرات الالاف من اهالي الضحايا فلا أظن أن هذه قضية خارجة عن فكرة الاصلاح السياسي
رحم الله مصطفى كامل الذي اقام الدنيا و لم يقعدها من اجل اعدام مصري و جلد عدد من ضحايا قرية نائية من قرى مصر (دنشواي)
و يتساءل الجميع عن سلبية الانسان المصري و عن عدم التفافه حول دعاة الاصلاح و التغيير
أولو كان بين هؤلاء الزعماء زعيما غيورا لما هدأ له جفن حتى يقتص من الظالم و يأتي بحق المظلوم
و الآن لدينا صحافة نالت جزء غير قليل من حريتها و نشطاء الانترنت و المحمول و شرفاء الاعلام الفضائي و مائة و عشرون نائبا شرعيا عن الشعب في البرلمان المصري قدمنا في سبيل وصولهم للمجلس الدم و الروح (اكثر من اربعة عشر شهيدا هم شهداء معركة انتخابات مجلس الشعب)
افلا نستطيع جميعا أن نفعل ما يرضي الله و رسوله فنقول كلمة حق عند سلطان جائر
افلا نستطيع جميعا أن نقنع الناس أن الكلام عن الاصلاح السياسي ليس حديث الابراج العاجية و انما هو يبدأ و ينتهي عند هموم المواطن البسيط
الا تجدها الاحزاب الورقية فرصة لأن تثبت للشعب أنها مستعدة للكفاح من أجل رفعة هذا الشعب
أوليست هذه فرصة للاخوان المسلمين أن يثبتوا جديتهم و قدرتهم على تحمل مسئولية هذا الشعب الذي قدمهم على غيرهم
و إذا كنا قد أخطأنا و اهملنا نحن ايضا في متابعة هذه الكارثة فحان الوقت لنتحرك خاصة و بعدما ثبت بالادلة القاطعة أن 37 من افراد الطاقم تم انقاذهم و تم اخفائهم لدى جهة غير معلومة لاخفاء الحقيقة و مالك العبارة (المعلن) تم تهريبه و لم ترفع عنه الحصانة الا بعد سفره للخارج
فلا داعي لأن نستمر في الخطأ و لنتحرك الآن بتفعيل تلك القضية