لعل الزمن الذى هوجم فيه الإخوان من قبل الصحافة والإعلام الرسمى بغرض تشويههم قد انتهى ، ليبدأ فى ذات اللحظة هجوم الصحافة الشريفة والمستقلة والمحايدة على الإخوان .
- 1 -
بدأت فى الأيام الماضية كتابات من أقلام لايشك أحد فى نزاهتها ، واستقلاليتها ، ولا يمكن أن تتهم فى يوم بأنها مأجورة أو عميلة ، أو ذات توجهات داخلية أو خارجية .
بل على العكس تماما ، كان الكثير من هؤلاء الشرفاء يدافعون بشراسة عن الإخوان فى فترات الانتخابات الماضية ، ومن قبل فترات الانتخابات كانوا يدافعون فى إصرار عن حق الإخوان فى التواجد الرسمى ، والاعتراف بهم كقوة شرعية لها تواجدها الواضح فى الشارع المصرى .
وكدليل آخر على هذه المروءة وهذا الشرف ، تأجلت كل انتقادات هؤلاء الشرفاء تجاه الإخوان إلى مرحلة ما بعد الانتخابات ، حتى لا يُستعمل كلامهم كحق - من وجهة نظرهم - فى سبيل الباطل الذى تريد الدولة وعملاؤها إثباته .
لنأخذ على سبيل المثال عددا من هؤلاء الشرفاء ، وهم على الترتيب : بلال فضل ، خالد البلشى ، خالد السرجانى ، إيهاب عبد الحميد .. وكل هؤلاء من صحفييى جريدة الدستور الصوت الذى يثبت كل يوم أنه مستقل تمام الاستقلال عن إرادات أى تيار أو اتجاه .
- 2 -
بلال فضل :
ليس غريبا ان يكون موقف الصحفى من جماعة الإخوان هو أحد أهم المقاييس التى أقيس بها مدى صدق واستقلال أى صحفى .. لأن الطرف المهضوم المظلوم ليس من وراء الدفاع عنه أى غنائم ، بل قد تصبه المغارم .
بلال فضل الذى كثيرا ما كتب أنه مع حق الإخوان فى التواجد لشرعى والرسمى ، و دافع عنهم فى مواطن كثيرة جدا ، بل هو الوحيد الذى تذكر أن الدولة استخدمت البلطجية ومسجلات الآداب فى انتخابات دائرة الرمل 2000 مع جيهان الحلفاوى مرشحة الإخوان ، وقال فيما معناه بمناسبة ما حدث يوم الأربعاء الأسود يوم الاستفتاء على التعديل الدستورى 25/5/2005 قال بلال ما معناه ( إن ما حدث ليس جديدا على الدولة ، فقد فعلته قبل ذلك ، ولكن أحدا لم ينكر حينها لأنها كانت فى ماجهة الحيطة الواطية وهم الإخوان فى انتخابات 2000 مع جيهان الحلفاوى مرشحة الإخوان فى الأسكندرية )
وهذه العبارة كما ترون لم يكن بلال فضل فى حاجة إلى ذكرها ، ولن يلومه أحد ، لكنه كان شريفا وصادقا مع نفسه فذكرها فى شجاعة .
أضف إلى ذلك باقى مواقفه ، وأقربها موقفه من مصطفى الفقى ومن التزوير الذى جرى ضد الإخوان ، بل ومن برنامج حالة حوار الذى أدان فيه بشدة أن يكون البرنامج دون وجود طرف من الإخوان يستطيع الدفاع ، وذلك فى مقال بالمصرى اليوم .
بلال فضل صرح كثيرا بأنه يكره الإخوان ، وفى مقاله بالعدد قبل الأخير من الدستور والذى كان بعنوان ( الإسلام هو الحل .. الإخوان هم المشكلة ) ذكر بصراحة أنه ترك الإخوان بعدما تبين له أنهم جماعة غير ديمقراطية تقمع المخالفين فى الرأى ، ويبدو أنه تعرض لتجربة شخصية أدت به إلى هذا الرأى لم يذكر تفاصيلها .
المهم كانت انتقاداته التى كتبها فى المقال المذكور الذى أعلن أنه أخره إلى مابعد الانتخابات خصيصا حتى لا يستخدم كحق يراد به باطل فى وجه الإخوان .. كانت هذه الانتقادات عادية نسمعها من الكل ، لكنها حين تخرج من بلال فضل ، فينضاف إليها تلقائيا الصدق والاستقلالية والصراحة .. وهو أدعى أن لا يتم تجاهلها باعتباره مثل غيره من المأجورين الذين لا يستحقون الرد .
فهل سيفتح الإخوان قلوبهم لبلال فضل ويناقشونه فى صراحة واحترام .. أم سيكسبون بتجاهلهم عدوا آخر ، لكنه لن يكون عدوا مأجورا ، بل عدوا صادقا له من الاحترام التبجيل ورصيد الصدق عند جمهور عظيم من القراء ما يجعل كلامه فى موضع الحقيقة ؟؟
- 3 -
خالد البلشى :
وهو صحفى شاب من أجرأ واشرف من يكتبون فى الدستور ، وله من قبل نفس موقف الدفاع عن حق الإخوان فى التواجد وحرية التعبير ، ومناهضة ما يحدث لهم من اعتقال وتنكيل .. إلخ .
خالد البلشى الذى ظننته فى يوم من الأيام من الإخوان من أثر ما يكتبه ، كانت آخر ثلاث مقالات له تنتقد الإخوان المسلمين .
فكتب فى مقال منذ ثلاثة اسابيع عن إخوانى كبير من أصحاب المصانع ، اضطهد عماله ، وفصلهم لأنهم طالبوا ببعض حقوقهم .. ولم أسمع فى المقابل أى رد من الإخوان ، وبالتالى يجب ان أتريث فى الحكم حتى نسمع تفاصيل الموقف من الطرفين .
فإما أن يكون الحق فى جانب خالد البلشى .. وفى هذه الحالة يصبح الخطأ الصادر من القيادى الإخوانى إما خطا فرديا ، أو هو توجه فى الجماعة .
وليقينى بأن منهج الجماعة ضد هذا .. يترجح عندى أنه تصرف فردى ، وفى هذه الحالة يجب أن تتحمل الجماعة كسؤوليتها تجاه عضو من أعضائها ، فتأخذ على يده لتمنعه من الظلم ، وترد الحقوق لأهلها .
أو يكون الخطأ عند خالد البلشى ، وفى هذه الحالة يجب على الجماعة أن توضح لهذا الصحفى الشريف حقيقة الموضوع وتفاصيله ، حتى لا تترك قلما صادقا فى موقع يعاديها أو يخاف منها .. وهذا من واجبات الجماعة الدعوية .
لقد كان عنوان المقال مرعبا ( الإخوان هزموا النظام والأحزاب .. يارب ما يهزموا الشعب ) وهو عنوان يدل على مدى الشعور الذى سيطر على صاحب المقال حين كتبه .
فى المقال الثانى انتقد خالد البلشى عدم وقوف الإخون خلف مرشحى المعارضة .. وإن كنت شخصيا لا أرى أن من الواجب على الجماعة أن تدعم إلا من تحالف معها من المعارضين .. إلا أنه انتقاد يحمل وجهة نظر محترمة ومقدرة لاشك .
وعلى هذا أكرر .. أن صحفيا كالأستاذ خالد البلشى يجب على الجماعة أن تبين له ما خفى عليه ، أو أن تتقبل هذا النقد وتعترف به إن كان صحيحا ، وهذا لن يضرها أو يقلل من شأنها ، بل على العكس تماما ، الاستماع للنقد والاعتراف بالخطأ يعلى من قيمة وقدر الجماعة وقياداتها .
فى المقال الثالث كان البلشى ينتقد عدم تنازل الجماعة عن المقعد الذى حكم القضاء ببطلانه فى دائرة السيدة زينب ، كتفعيل للمبادئ التى تنادى بها .. وهو الموقف الذى ما زلت أستغربه ولا أعرف له مبررا .. إلا إذا كان ضمن موازنات الجماعة فى علاقتها مع الدولة خصوصا ، وان هذا المقعد بالذات الطرف الآخر فيه هو فتحى سرور .. وفى هذه الحالة فحسابات التنازل عن المقعد لها بعض الخصوصية .. لكن بعد حكم القضاء يجب أن تنتصر المبادئ على الموازنات .. أو بعبارة أخرى .ز ينتصر الجانب الإسلامى على الجانب السياسى فى الجماعة .
- 4 -
خالد السرجانى :
خالد السرجانى هو المسؤول عن صفحة ( صحافة ) فى الدستور ، وهى من اقوى صفحات الدستور ، وتعد اقواها بالنسبة إلىّ .. والرجل يتمتع بحيادية تقترب من المطلقة ، وتثير الإعجاب والانبهار فى نفس القارئ المتابع .
خالد السرجانى ليس له موقف يعادى أو ينحاز فيه ضد الجماعة أبدا .. بل يناصرها ضد حملات الصحافة الحكومية عليها .. وهو شديد الاحتراف والتميز فى مكانه .
كم انزعجت حين رأيت خالد السرجانى يكتب مقالا بعنوان ( لم يبدد مخاوفى من الدولة الدينية ) فى إشارة إلى الحوار الموسع للمرشد مع الدستور .. فهذا الرجل الذى يشهد بحياديته كل متابع ، إن حمل هذه المخاوف .. فهى خسارة للجماعة لا شك .
- 5 -
إيهاب عبد الحميد :
وهو الصحفى العلمانى الذى يصرح بأنه علمانى ومع فصل الدين عن الدولة .. لكن هذه الفكرة لم تخرجه إلى مهاجمة الجماعة بالحق وبالباطل .. بل كانت تقاريره فى فترة الانتخابات منحازة إلى الحق الذى كان فى جانب الإخوان المسلمين .. وكل مشكلته كما يظهر من كتاباته هو فكرة العلمانية وفصل الدين عن الدولة .
وفى مقاله ( هل يحل عقلاء الإخوان التناقضات فى أفكارهم ) استهل مقاله بجملة : كنت معجبا وما زلت بنضال الإخوان المسلمين .. وهو ما كرره فى وسط المقال .
- 6 -
الخلاصة مما سبق عدة أمور :
1- ان المخاوف التى يطرحها جميع هؤلاء ، للإخوان عليها ردود ، وردود مقنعة ، ومفصلة .. فليس من العسير إعادة توصيلها إلى هؤلاء بالشكل الذى يفهمونه .
2- أن وجود مثل هؤلاء فى صف المعارضة للإخوان أو المتخوفين منهم ، ليس فقط تقصيرا دعويا تجاه توصيل الفكرة لهم تحديدا .. بل تقصير أعظم لأن لهم جمهورا عريضا يقتنع بكلامهم لأن لهم رصيد سبق وكبير من الصدق والشرف والاستقلالية فى آرائهم .
3- حتى وإن لم يؤد الإخوان واجبهم تجاه هؤلاء فإن عليهم أن يطمئنوا أن هؤلاء لن يكذبوا أو يشوهوا صورتهم بالحق وبالباطل ، ولن يُستعملوا ضد الإخوان .. لكن بالمقابل سيصبحون أسلحة أكثر مضاءا وتوهجا وتأثيرا فى مواجهة الإخوان
4- فى هذه الحالة يكون التقصير مضاعفا .. ترك عناصر ممتازة وعدم محاولة اجتذابها إلى صف الفكرة الإسلامية والدولة الإسلامية ( لا اقول : صف الإخوان ) ، وفى نفس اللحظة تركهم وجمهورهم من ورائهم لأفكار كثيرة تخيفهم أو تقنعهم بعدم صلاحية الفكرة الإسلامية نفسها لإصلاح الحياة .
5- هذه العناصر بالذات ، ليس من الصواب تركهم بدون ردود وتوضيحات ومناقشات .. لأنهم ان اقتنعوا .. فسيكونون على الحياد إن لم يصبحوا قوة فى ساحة العمل الإسلامى .
21/12/2005
- 1 -
بدأت فى الأيام الماضية كتابات من أقلام لايشك أحد فى نزاهتها ، واستقلاليتها ، ولا يمكن أن تتهم فى يوم بأنها مأجورة أو عميلة ، أو ذات توجهات داخلية أو خارجية .
بل على العكس تماما ، كان الكثير من هؤلاء الشرفاء يدافعون بشراسة عن الإخوان فى فترات الانتخابات الماضية ، ومن قبل فترات الانتخابات كانوا يدافعون فى إصرار عن حق الإخوان فى التواجد الرسمى ، والاعتراف بهم كقوة شرعية لها تواجدها الواضح فى الشارع المصرى .
وكدليل آخر على هذه المروءة وهذا الشرف ، تأجلت كل انتقادات هؤلاء الشرفاء تجاه الإخوان إلى مرحلة ما بعد الانتخابات ، حتى لا يُستعمل كلامهم كحق - من وجهة نظرهم - فى سبيل الباطل الذى تريد الدولة وعملاؤها إثباته .
لنأخذ على سبيل المثال عددا من هؤلاء الشرفاء ، وهم على الترتيب : بلال فضل ، خالد البلشى ، خالد السرجانى ، إيهاب عبد الحميد .. وكل هؤلاء من صحفييى جريدة الدستور الصوت الذى يثبت كل يوم أنه مستقل تمام الاستقلال عن إرادات أى تيار أو اتجاه .
- 2 -
بلال فضل :
ليس غريبا ان يكون موقف الصحفى من جماعة الإخوان هو أحد أهم المقاييس التى أقيس بها مدى صدق واستقلال أى صحفى .. لأن الطرف المهضوم المظلوم ليس من وراء الدفاع عنه أى غنائم ، بل قد تصبه المغارم .
بلال فضل الذى كثيرا ما كتب أنه مع حق الإخوان فى التواجد لشرعى والرسمى ، و دافع عنهم فى مواطن كثيرة جدا ، بل هو الوحيد الذى تذكر أن الدولة استخدمت البلطجية ومسجلات الآداب فى انتخابات دائرة الرمل 2000 مع جيهان الحلفاوى مرشحة الإخوان ، وقال فيما معناه بمناسبة ما حدث يوم الأربعاء الأسود يوم الاستفتاء على التعديل الدستورى 25/5/2005 قال بلال ما معناه ( إن ما حدث ليس جديدا على الدولة ، فقد فعلته قبل ذلك ، ولكن أحدا لم ينكر حينها لأنها كانت فى ماجهة الحيطة الواطية وهم الإخوان فى انتخابات 2000 مع جيهان الحلفاوى مرشحة الإخوان فى الأسكندرية )
وهذه العبارة كما ترون لم يكن بلال فضل فى حاجة إلى ذكرها ، ولن يلومه أحد ، لكنه كان شريفا وصادقا مع نفسه فذكرها فى شجاعة .
أضف إلى ذلك باقى مواقفه ، وأقربها موقفه من مصطفى الفقى ومن التزوير الذى جرى ضد الإخوان ، بل ومن برنامج حالة حوار الذى أدان فيه بشدة أن يكون البرنامج دون وجود طرف من الإخوان يستطيع الدفاع ، وذلك فى مقال بالمصرى اليوم .
بلال فضل صرح كثيرا بأنه يكره الإخوان ، وفى مقاله بالعدد قبل الأخير من الدستور والذى كان بعنوان ( الإسلام هو الحل .. الإخوان هم المشكلة ) ذكر بصراحة أنه ترك الإخوان بعدما تبين له أنهم جماعة غير ديمقراطية تقمع المخالفين فى الرأى ، ويبدو أنه تعرض لتجربة شخصية أدت به إلى هذا الرأى لم يذكر تفاصيلها .
المهم كانت انتقاداته التى كتبها فى المقال المذكور الذى أعلن أنه أخره إلى مابعد الانتخابات خصيصا حتى لا يستخدم كحق يراد به باطل فى وجه الإخوان .. كانت هذه الانتقادات عادية نسمعها من الكل ، لكنها حين تخرج من بلال فضل ، فينضاف إليها تلقائيا الصدق والاستقلالية والصراحة .. وهو أدعى أن لا يتم تجاهلها باعتباره مثل غيره من المأجورين الذين لا يستحقون الرد .
فهل سيفتح الإخوان قلوبهم لبلال فضل ويناقشونه فى صراحة واحترام .. أم سيكسبون بتجاهلهم عدوا آخر ، لكنه لن يكون عدوا مأجورا ، بل عدوا صادقا له من الاحترام التبجيل ورصيد الصدق عند جمهور عظيم من القراء ما يجعل كلامه فى موضع الحقيقة ؟؟
- 3 -
خالد البلشى :
وهو صحفى شاب من أجرأ واشرف من يكتبون فى الدستور ، وله من قبل نفس موقف الدفاع عن حق الإخوان فى التواجد وحرية التعبير ، ومناهضة ما يحدث لهم من اعتقال وتنكيل .. إلخ .
خالد البلشى الذى ظننته فى يوم من الأيام من الإخوان من أثر ما يكتبه ، كانت آخر ثلاث مقالات له تنتقد الإخوان المسلمين .
فكتب فى مقال منذ ثلاثة اسابيع عن إخوانى كبير من أصحاب المصانع ، اضطهد عماله ، وفصلهم لأنهم طالبوا ببعض حقوقهم .. ولم أسمع فى المقابل أى رد من الإخوان ، وبالتالى يجب ان أتريث فى الحكم حتى نسمع تفاصيل الموقف من الطرفين .
فإما أن يكون الحق فى جانب خالد البلشى .. وفى هذه الحالة يصبح الخطأ الصادر من القيادى الإخوانى إما خطا فرديا ، أو هو توجه فى الجماعة .
وليقينى بأن منهج الجماعة ضد هذا .. يترجح عندى أنه تصرف فردى ، وفى هذه الحالة يجب أن تتحمل الجماعة كسؤوليتها تجاه عضو من أعضائها ، فتأخذ على يده لتمنعه من الظلم ، وترد الحقوق لأهلها .
أو يكون الخطأ عند خالد البلشى ، وفى هذه الحالة يجب على الجماعة أن توضح لهذا الصحفى الشريف حقيقة الموضوع وتفاصيله ، حتى لا تترك قلما صادقا فى موقع يعاديها أو يخاف منها .. وهذا من واجبات الجماعة الدعوية .
لقد كان عنوان المقال مرعبا ( الإخوان هزموا النظام والأحزاب .. يارب ما يهزموا الشعب ) وهو عنوان يدل على مدى الشعور الذى سيطر على صاحب المقال حين كتبه .
فى المقال الثانى انتقد خالد البلشى عدم وقوف الإخون خلف مرشحى المعارضة .. وإن كنت شخصيا لا أرى أن من الواجب على الجماعة أن تدعم إلا من تحالف معها من المعارضين .. إلا أنه انتقاد يحمل وجهة نظر محترمة ومقدرة لاشك .
وعلى هذا أكرر .. أن صحفيا كالأستاذ خالد البلشى يجب على الجماعة أن تبين له ما خفى عليه ، أو أن تتقبل هذا النقد وتعترف به إن كان صحيحا ، وهذا لن يضرها أو يقلل من شأنها ، بل على العكس تماما ، الاستماع للنقد والاعتراف بالخطأ يعلى من قيمة وقدر الجماعة وقياداتها .
فى المقال الثالث كان البلشى ينتقد عدم تنازل الجماعة عن المقعد الذى حكم القضاء ببطلانه فى دائرة السيدة زينب ، كتفعيل للمبادئ التى تنادى بها .. وهو الموقف الذى ما زلت أستغربه ولا أعرف له مبررا .. إلا إذا كان ضمن موازنات الجماعة فى علاقتها مع الدولة خصوصا ، وان هذا المقعد بالذات الطرف الآخر فيه هو فتحى سرور .. وفى هذه الحالة فحسابات التنازل عن المقعد لها بعض الخصوصية .. لكن بعد حكم القضاء يجب أن تنتصر المبادئ على الموازنات .. أو بعبارة أخرى .ز ينتصر الجانب الإسلامى على الجانب السياسى فى الجماعة .
- 4 -
خالد السرجانى :
خالد السرجانى هو المسؤول عن صفحة ( صحافة ) فى الدستور ، وهى من اقوى صفحات الدستور ، وتعد اقواها بالنسبة إلىّ .. والرجل يتمتع بحيادية تقترب من المطلقة ، وتثير الإعجاب والانبهار فى نفس القارئ المتابع .
خالد السرجانى ليس له موقف يعادى أو ينحاز فيه ضد الجماعة أبدا .. بل يناصرها ضد حملات الصحافة الحكومية عليها .. وهو شديد الاحتراف والتميز فى مكانه .
كم انزعجت حين رأيت خالد السرجانى يكتب مقالا بعنوان ( لم يبدد مخاوفى من الدولة الدينية ) فى إشارة إلى الحوار الموسع للمرشد مع الدستور .. فهذا الرجل الذى يشهد بحياديته كل متابع ، إن حمل هذه المخاوف .. فهى خسارة للجماعة لا شك .
- 5 -
إيهاب عبد الحميد :
وهو الصحفى العلمانى الذى يصرح بأنه علمانى ومع فصل الدين عن الدولة .. لكن هذه الفكرة لم تخرجه إلى مهاجمة الجماعة بالحق وبالباطل .. بل كانت تقاريره فى فترة الانتخابات منحازة إلى الحق الذى كان فى جانب الإخوان المسلمين .. وكل مشكلته كما يظهر من كتاباته هو فكرة العلمانية وفصل الدين عن الدولة .
وفى مقاله ( هل يحل عقلاء الإخوان التناقضات فى أفكارهم ) استهل مقاله بجملة : كنت معجبا وما زلت بنضال الإخوان المسلمين .. وهو ما كرره فى وسط المقال .
- 6 -
الخلاصة مما سبق عدة أمور :
1- ان المخاوف التى يطرحها جميع هؤلاء ، للإخوان عليها ردود ، وردود مقنعة ، ومفصلة .. فليس من العسير إعادة توصيلها إلى هؤلاء بالشكل الذى يفهمونه .
2- أن وجود مثل هؤلاء فى صف المعارضة للإخوان أو المتخوفين منهم ، ليس فقط تقصيرا دعويا تجاه توصيل الفكرة لهم تحديدا .. بل تقصير أعظم لأن لهم جمهورا عريضا يقتنع بكلامهم لأن لهم رصيد سبق وكبير من الصدق والشرف والاستقلالية فى آرائهم .
3- حتى وإن لم يؤد الإخوان واجبهم تجاه هؤلاء فإن عليهم أن يطمئنوا أن هؤلاء لن يكذبوا أو يشوهوا صورتهم بالحق وبالباطل ، ولن يُستعملوا ضد الإخوان .. لكن بالمقابل سيصبحون أسلحة أكثر مضاءا وتوهجا وتأثيرا فى مواجهة الإخوان
4- فى هذه الحالة يكون التقصير مضاعفا .. ترك عناصر ممتازة وعدم محاولة اجتذابها إلى صف الفكرة الإسلامية والدولة الإسلامية ( لا اقول : صف الإخوان ) ، وفى نفس اللحظة تركهم وجمهورهم من ورائهم لأفكار كثيرة تخيفهم أو تقنعهم بعدم صلاحية الفكرة الإسلامية نفسها لإصلاح الحياة .
5- هذه العناصر بالذات ، ليس من الصواب تركهم بدون ردود وتوضيحات ومناقشات .. لأنهم ان اقتنعوا .. فسيكونون على الحياد إن لم يصبحوا قوة فى ساحة العمل الإسلامى .
21/12/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق